- الرشيدي: علينا مسؤولية عظيمة دينية ووطنية للعمل على تطوير مخرجات الكلية
- العسعوسي: خريجو «الشريعة» يعانون ضعفاً واضحاً في تجويد القرآن واللغة العربية
ليلى الشافعي
اكد نائب مدير جامعة الكويت د.عادل الحسينان ان كلية الشريعة والدراسات الاسلامية من الكليات الحيوية الحية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع وتلمس احتياجاته مما يؤهلها من مهارات وخبرات عملية تعينها على التطوير في مجتمعاتنا.
وقال د.الحسينان، في مؤتمر «دور كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في خدمة المجتمع الكويتي» المقام في فندق الجميرا على فترتين صباحية ومسائية وبمشاركة وزارة الاوقاف والخدمة المدنية: اننا في حاجة شديدة اليوم لجهود كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في اصلاح المجتمع والنواحي الاخلاقية والقيم، مما يعين المجتمع الكويتي على النمو والتطور والوصول الى مستوى الالفة والمحبة والتعاون بين افراده.
وقال: أثني على هذه المبادرة من عميد كلية الشريعة للاستماع الى جميع الآراء والنقد والاستفادة من الخبرات من دول مجلس التعاون الخليجي لمن سبقونا، لافتا إلى أن جامعة الكويت مقبلة على خطط للتطوير بالكويت منذ العام 2018 الى العام 2022 مع زميلاتها من دول الخليج.
من جهته، قال عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.فهد الرشيدي ان الهدف من تنظيم هذا المؤتمر ان يكون اساسا لعملية التطوير والتحسين المستمرة التي تحرص ادارة كلية الشريعة وإداراتها السابقة على تنفيذها باستمرار، حيث يجمع بين ممثلي جهات التوظيف التي غالبا ما يتجه لها الخريج ونخب اكاديمية متخصصة في تأسيس صحائف التخرج وتطويرها، ومعنية بالتكوين المعرفي للخريج، بحضور اعضاء لجان التطوير في الاقسام العلمية واعضاء هيئة التدريس في الكلية.
واضاف: ان الادارة الجامعية وكذلك الجهات الوظيفية تولي اهتماما خاصا لخريج هذه الكلية للاقبال المتزايد على الالتحاق بها من خريجي الثانوية، فنحن امام طلبة قد يتجاوز عددهم الخمسة آلاف في مقابل تنوع الوظائف التي يمكن ان يتولاها خريج كلية الشريعة، فضلا عن وظائف لا يتولاها الا خريج الكليات الشرعية فحسب.
وتابع: ان المؤسسات الشرعية بما فيها التعليمية ليست خارجة عن محل النقد، بل ان النقد البناء لها هو الضمانة لقدرة هذه المؤسسة على القيام بمهامها ومحاولة صيانتها عن الخطأ او الزلل، مضيفا: ان الرهاب من النقد البناء للمؤسسات الشرعية احتراما لمرجعيتها قد ساهم كثيرا في ضعف اداء هذه المؤسسات وخروجها عن مقصودها، وجعلها تفقد شيئا من بريقها وبعضا من ثقة المجتمع بها، وجرأ عليها من يريد محاربتها بل القضاء عليها، لذا حرصنا في هذا المؤتمر على مشاركة من يلتقون بخريجي هذه الكلية ليوجهون ادارة الكلية إلى ما الذي لاحظوه على الخريج الذي هو المنتج النهائي لهذه الكلية وما يجب علينا استدراكه ومعالجته.
وزاد: ان كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت جاءت نشأتها لتسد حاجة طلبة العلم الشرعي، حيث لم تكن في الكويت اي مؤسسة اكاديمية يمكن ان تدرس العلم الشرعي، فكان طلبة العلم الشرعي يرحلون خارج الكويت طلبا للعلم الشرعي، فجاءت الرغبة السامية من لدن امير القلوب الشيخ جابر الاحمد رحمه الله واسكنه فسيح جناته في تأسيس كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، واستمر هذا الى ان بدأ يقصدها من جاء ليجمع بين الرغبتين الرغبة في العلم الشرعي والحصول على شهادة جامعية ليحصل على وظيفة ملائمة، وحيث إن الكويت بطبيعة قوانينها تكاد تكون ملتزمة باستقبال توظيف كل الخريجين من المؤسسات الاكاديمية، مما يتعين علينا اخلاصا للوطن ولهذا الخريج ان يكون مؤهلا للعمل والإبداع فيه من خلال التكوين المعرفي ومراعاة متطلبات سوق العمل التي يتوجه اليه الخريج.
واضاف: تكمن الخطورة هنا إلى ان المناصب الدينية في المجتمع غالبا لا يتولاها الا خريجو هذه الكلية، فكان ضعف الخريج سينعكس حتما لا محالة على ضعف هذه المؤسسات التي يتولاها هذا الخريج.
وأضاف: تقع علينا اليوم مسؤولية عظيمة دينية ووطنية في بذل الوسع والعمل الدؤوب، لتطوير مخرجات هذه الكلية، بتحسين المدخلات من المقبولين في الكلية وتطوير صحائف التخرج، ورفع مستوى الأداء الأكاديمي والاداري في الكلية كل بحسب موقعه.
الإيجابيات والسلبيات
وتناول وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المساعد لشؤون المساجد م.داود العسعوسي محورين وهما الايجابيات والسلبيات، وقال: المسجد مجتمع مصغر لكل طبقات الناس باختلاف أفكارهم ومفاهيمهم، فيجب على إمام المسجد أن يحوي الجميع، فرسالة المسجد رسالة ايمانية توعوية تربوية على العاملين بها أن يعوا هذه الرسالة التي يهتم بها قطاع المساجد، كما أن كلية الشريعة تعتبر رافدا من الروافد المهمة التي تمد قطاع المساجد بالائمة والخطباء والباحثين والكلية تشجع وتدفع بخريجيها للعمل في وزارة الاوقاف لتحقيق الرسالة الايجابية.
وقال: من الايجابيات للعاملين في قطاع المساجد نجد الخريج عنده علم شرعي يساعده في حمل رسالة المسجد للناس ووظيفة الإمام لها شرف ومكانة فهو يعلم الناس، كما أن خريج الشريعة عنده التزام بالوسطية والاعتدال، والحمد لله مناهج كلية الشريعة اتسمت بذلك، كما أن المظهر الحسن للإمام والخطيب له دور في هم الدعوة في المسجد.
أما الجوانب السلبية فإنه يلاحظ على خريج كلية الشريعة الضعف الواضح في تلاوة وتجويد القرآن الكريم. فإمام المسجد يجب أن يكون شيخا للقرآن، فالتجويد ضعيف جدا ويجب العناية به.
واقترح م.العسعوسي أن يهتم بالتلاوة حتى يكون الخريج متقنا لهما، لافتا الى أن أغلب من تجاوز لجنة التحكيم يعاد مرة أو مرتين وان الذين تقدموا للعمل أئمة 241 خريجا في الشريعة نجح منهم 178 و63 لم ينجح.
وأضاف: من السلبيات أيضا الضعف في اللغة العربية وحدد المهارات التي ينبغي على الخريج أن يتحلى بها ليكون إماما، الأمر الأول التمكن من القرآن تلاوة وتجويدا والتمكن من اللغة العربية.
واقترح أن يكون هناك مادة ميدانية من حيث التواصل مع حلقات القرآن الكريم.
وأشار الى أن بعض الأحكام الفقهية لا يعرفها المتقدم من المعاملات والأحكام.
ويجب أن يكون هناك مهارة الارتجال والإلقاء في المناسبات والتي هي مفقودة عند الخريجين، حيث إن خطب الجمعة والمواعظ تحتاج الى نوع من المهارة في الإلقاء وفي الدروس العلمية باللغة العربية.
واقترح م.العسوسي أن تقدم كلية الشريعة كورس ميدانيا للطلاب للتعاون مع قطاع المساجد بأن يمروا على المساجد ويصلوا بالناس ويلقوا دروسا لهم.
وقال إن كتابة البحوث تحتاج الى بعض خريجي الشريعة للكتابة وصياغتها وتحتاج الى مهارة.
كما أن وظيفة الامامة والخطابة تحتاج الى التعامل بحكم ولين مع جميع المصلين، فيجب أن يعمل كورس عملي للتعامل مع المصلين.
صمام أمان
وتحدث مدير إدارة الدراسات الاسلامية مرزوق الهيت عن الجوانب السلبية وهي الضعف الواضح في اللغة العربية قراءة وكتابة وفي تلاوة القرآن وعدم الإلمام بطرق التدريس وعدم تناسب عدد خريجي الشريعة مع المادة العلمية عند النساء والرجال.
أما الإيجابيات: فهي ان كلية الشريعة تعتبر صمام أمان للمجتمع في نشر العلم الشرعي الصحيح المستمد من القرآن والسنة، كما أن أغلب المواد تتوافق مع الطالب، كما أن خريج المعهد الديني يتفوق على طالب التعليم العام. وعن المهارات التي يحتاج اليها طلاب الشريعة قال: نرجو الاهتمام باللغة العربية والتركيز على زيادة مقرراتها والاهتمام بالحفظ والتجويد والتلاوة وعدم الاعتماد على المذكرات، بل البحث في أمهات الكتب، ونقترح أن يكون هناك مادة تربية عملية، كما يجب إنشاء تخصص خامس للدراسات القرآنية، حيث نجد أن 98% من المعلمين والمعلمات في الأترجة من غير الكويتيين فنحتاج الى معلمات كويتيات في التدريس.
نظام التوظيف
وعن دور ديوان الخدمة المدنية في دعم كلية الشريعة بيّن بدر هزاع الحمد نظام التوظيف المركزي من خلال كلية الشريعة وأصول الدين في تاريخ 11/3/2018.
إن المسجلين بالنظام منذ البداية في عام 1999 وحتى الآن 1582 ذكورا و2299 إناثا وأن عدد الذين تم ترشيحهم 1517 ذكورا و1845 إناثا، وأن باقي المسجلين ذكور (65) وإناث (454).
ونسبة المرشحين للإجمالي 96% وذكور 80% إناث وقال نحن نعاني من مشكلة الامامة والخطابة للعمل بها فهناك حاجة فعلية إلى (2000) وظيفة للإمامة والخطابة ولا نجد من يسد هذه الحاجة وهذا العمل مطلوب حاليا.
مخرجات الثانوية
وتحدث الموجه العام للتربية الإسلامية سابقا الشيخ جاسم المسباح عن مكان كلية الشريعة لتدريس الشريعة السمحة وقال ان مخرجات الثانوية العامة تختلف عن مخرجات كلية الشريعة، فالمخرجات تغيرت فنجد من لا يحسن القراءة العربية وانعكس ذلك على التلاوة والتجويد واقترح المسباح ان تكون هناك مقابلات واختبارات تعزز الطالب ليكون مؤهلا لدخول كلية الشريعة. وان الطالب المتخرج من الشريعة الملتزم يكون أفضل من غير الملتزم، مشيرا الى اننا نعاني من ضعف اللغة العربية، مطالبا ان تقدم دورات لخريجي الشريعة في طرق تدريس العلوم الشرعية والقرآن. وهناك حاجة إلى علوم التربية وطلاقة التدريس.
النشمي: التقويم من خارج الكلية يكون أكثر شفافية
في مداخلة لعميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية السابق د. عجيل النشمي تحدث عن قضايا اللغة العربية والقرآن الكريم لافتا إلى تجربته من أن من يقوم بتدريس التجويد من أصحاب القراءات المتخصصين كان له دور فعال ومؤثر على خريجي كلية الشريعة في الدفعات الأولى. كما كان هناك اهتمام أكثر مما هو الآن في تدريس اللغة العربية وان هذا الاهتمام أعطى توازنا بين خريجي الكلية في الدفعات الأولى.
وقال د. النشمي نحن بحاجة إلى مثل هذه الوقفات لاعادة التقييم واعتقد انه بعد التحرير تم حضور اكثر من استاذ متخصص للتقويم وأرى أنه كلما كان التقويم من خارج الكلية يكون أكثر شفافية.
واقترح د. النشمي ان تكون هناك دراسة للمقترحات وتشكل لجنة وتقدم هذه الدراسة لأساتذة المناهج بالكلية.
الهاجري: 78% من طلبة الكلية يرسلون للبعثات
وفي مداخلة للعميد السابق لكلية الشريعة د. مبارك الهاجري طالب فيها وزارة الأوقاف بأن تدقق في كفاءة وقبول دارسي القرآن الكريم وقال نريد أن يكون لوزارة الاوقاف هيبة فنحن نرى ان 78% من طلبة العلم يرسلون بعثات وانه 50% من مخرجات كلية الشريعة لا يمكن للكليات أن تقبل هذا الكم الكبير فينزل مستوى الطلبة. وشكر مشاركة ديوان الخدمة المدنية ووزارة الاوقاف في المؤتمر.