- الخولي: ضرورة تطوير البنية التحتية للجامعات لتتواءم مع متطلبات العصر الرقمي وإكساب وتدريب الطلاب على المهارات المطلوبة
- الزكري: على الجامعات إعداد طلاب مهيئين لسوق العمل بجدارة مع ضرورة وجود منظومة جودة واسعة المعالم بالمؤسسات التعليمية
- فياض: لابد من خطة قومية لتطوير التعليم واستخدام التكنولوجيا
آلاء خليفة
تواصلت فعاليات ملتقى الكويت للتعليم في دورته الأولى الذي تنظمه شركة «نوف اكسبو» تحت شعار «التعليم مسيرة حياة» لليوم الثاني على التوالي.
وكانت الجلسة النقاشية الأولى للملتقى، الذي يعقد بمشاركة من وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والجامعات الخاصة والمدارس في الكويت وكذلك ضيوف من دول عربية شقيقة ومؤسسات تربوية متخصصة، وبرعاية إعلامية حصرية من «الأنباء»، عقدت أمس الأول بعنوان «مستقبل التعليم في عصر مجتمع المعلوماتية» وترأستها د.فاطمة دشتي بمشاركة كل من رئيس جامعة المنوفية بجمهورية مصر العربية د.معوض الخولي، ونائب رئيس تحرير جريدة الأخبار ومدير قطاع التعليم بمؤسسة أخبار اليوم بجمهورية مصر العربية رفعت فياض ورئيس الجامعة العربية المفتوحة د.محمد الزكري.
وفي البداية، ذكرت رئيسة الجلسة د.فاطمة دشتي من كلية التربية بجامعة الكويت ان التكنولوجيا حاليا تعتبر هدفا رئيسيا في التعليم، متسائلة في الوقت نفسه: لكن هل التطبيقات تصلح لجميع المراحل الدراسية ام لكل مرحلة دراسية تطبيقاتها الخاصة بها؟ وأضافت دشتي: أقوم بتدريس تخصص الحاسوب في كلية التربية وبعض الطالبات انسحبن من مقرري لأنني استخدم نظام ادارة التعلم وهن يردن الواتساب وتويتر. وأكدت ضرورة التركيز على التكنولوجيا واستخدام طرق تدريس جديدة تساعد المتعلم والمعلم على التطوير والتحديث.
وطالبت دشتي بإدخال الفئات الخاصة «المعاقين الموهوبين» ضمن المدارس العادية، مؤكدة أن التكنولوجيا تساعد على ذلك وأنه لابد من تهيئة المعلمين لهذا الأمر. من جهته، تحدث رئيس جامعة المنوفية بجمهورية مصر العربية د.معوض الخولي عن ادوار جديدة لمؤسساتنا الجامعية في ضوء تحديات ومتطلبات العصر الرقمي، لافتا الى ان المجتمعات المعاصرة تشهد تحديات عديدة فرضت نفسها على طبيعة الحياة فيها وأسلوب عملها وعمل منظماتها المختلفة، ومن ابرز هذه التحديات ما تشهده تلك المجتمعات من تقدم في تقنيات المعلوماتية والاتصالات الحديثة.
وقال الخولي انه لم يشهد عصر من عصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة من أبرزها الثورة الهائلة التي حدثت في تقنيات الاتصالات والمعلومات والتي توجت اخيرا بشبكة المعلومات الدولية «الانترنت»، فالثورة التكنولوجية المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أسهمت في تغيير طبيعة الحياة وشكل المؤسسات ومن بينها المؤسسات التعليمية على نحو جذري خاصة في الدول المتقدمة، مضيفا أن هذه التغيرات جعلت الحاجة ماسة الى تعليم من نوع جديد يستوعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويستفيد منها في تقديم تعليم يزود تلاميذه بعقلية ناقدة وواعية قادرة على التعامل مع طوفان المعلومات والإفادة منها ويراعي ظروف المتعلمين ويتجاوز حدود الزمان والمكان ولا يشترط التواجد المتزامن للمتعلمين مع المعلم في المكان نفسه.
وأردف الخولي قائلا: كما أدى التطور الكبير في تقنيات الاتصالات والمعلومات وانتشار المعرفة الالكترونية بين طلاب المدارس والجامعات الى ظهور أشكال جديدة من نظم التعليم، ففي العقد الماضي ظهرت ادوات التعليم والتدريب المعتمدة على الحاسوب بشكل رئيسي وعلى أساليب التفاعل المختلفة معه مستفيدة من الأقراص المضغوطة والشبكات المحلية، وخلال القرن الحالي تطور مفهوم التعليم الالكتروني وتميزت ادواته باستعمال الإنترنت، اما هذه الأيام فيلوح في الأفق القريب امكانيات استثمار تقنيات الاتصالات اللاسلكية عامة والنقالة خاصة الهاتف والأجهزة الكفية والتابلت والآيباد ليظهر مفهوم جديد هو انظمة التعليم النقالة Mobile learning systems.
وذكر الخولي ان العصر الرقمي احدث ثورة في التعليم حيث مكنت تقنيات هذا العصر الطلاب من ان يصبحوا اكثر نشاطا واكثر استقلالية في تعلمهم فالإنترنت سمح بإقامة تجمعات ذات بنى معرفية جديدة يمكن فيها للأطفال وللبالغين في انحاء العالم من ان يتعاونوا وان يتعلموا الواحد من الآخر وسمحت لهم بتحمل مسؤولية التعلم عن طريق الاستكشاف والتعبير والتجربة، وانتقل دور الطالب من كونه «ملقن» الى «متعلم» ودور المعلم من «خبير» الى «متعاون» او «موجه».
وشدد الخولي على انه في ضوء هذه التحديات وركائز التحول ومواكبة لمتطلبات العصر الرقمي يتحتم على المؤسسات الجامعية ان تهتم بالقيام بإكساب وتدريب الطلاب على المهارات الجديدة المطلوبة لعصر المعلومات والمعرفة والعيش في القرن الحادي والعشرين والتعامل بأمان وفاعلية مع معطيات العصر الرقمي وتغير نمط المتعلمين ذاتهم وتغير نمط حياتهم ومتطلباتهم التعليمية واعدادهم الإعداد المناسب لذلك.
وتابع: كما يجب تغيير نماذج وطرق التعليم والتعلم مع توافر وسائط ووسائل التعلم الجديدة والتي اتاحتها تقنيات العصر الرقمي وتطوير البنية التحتية للجامعات بما يفي بمتطلبات التعامل والعيش في العصر الرقمي، مؤكدا على ضرورة اعادة تأهيل وتدريب كل العاملين في المؤسسات التعليمية بشكل مستمر في ضوء متطلبات العيش في كل عصر والتأكيد على اهمية الوظيفة الثالثة في الجامعة وتفعيلها من توثيق صلتها بالمجتمع الخارجي من خلال التدريب والتعليم المستمر لخريجيها ولأفراد المجتمع المحيط بها وتوجيه مزيد من العناية والاهتمام بالتخصصات المرتبطة بالبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات من جانبه، قال رئيس الجامعة العربية المفتوحة د.محمد الزكري: المسألة ليست تقنيات يتعلم من خلالها الطالب في الجامعة وانما تنطلق من فلسفات ينطلق منها التعليم تحتاج الى فكر عالي المستوى، مضيفا أن التقنيات تأتي وتزول وانما لا بد من معرفة كيف نتعامل مع عصر معلوماتي سريع التطور، فالجامعة في الدول المتقدمة هي حاضنة النمو الاقتصادي والاجتماعي وليست مؤسسة تنقل معلومات وبالتالي لا بد ان نتواءم مع تلك الفلسفة العالية لمؤسسات التعليم العالي.
وأوضح الزكري ان الانترنت غيّر وجه التعليم العالي ولكن في الدول المتقدمة وانما في دولنا العربية لا تزال في حدود ضيقة، متسائلا: هل على مؤسسات التعليم العالي مواكبة الأدوات التقنية؟ نعم عليها مواكبة التطورات ولكن المسألة ليست بهذه السهولة، ماذا عن الفلسفة التي قام عليها التعليم العالي؟ التعليم العالي مؤسسات تنمي العلم ولا بد ان تهيئ طلابنا لسوق العمل والا فما الداعي لوجودها وبقائها؟ لا يمكن ان تكون مؤسسات التعليم العالي بمعزل عن سوق العمل.
وافاد الزكري بأن التهيئة لسوق العمل ليست مجرد تهيئته لوظيفة وانما على مؤسسات التعليم العالي التفكير في كيفية تهيئة شخصية الطالب.
وشدد الزكري على ضرورة ان تقوم الجامعات بإعداد طلاب مهيئين لسوق العمل بجدارة وكفاءة يستطيع ان يتواءم مع متطلبات واحتياجات سوق العمل موضحا ضرورة وجود منظومة جودة واسع المعالم في المؤسسات التعليمية لضمان مخرجات تعلم مبنية على أهداف التعلم التي تم تحقيقها.
بدوره أوضح نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار ومدير قطاع التعليم ـ بمؤسسة اخبار اليوم بجمهورية مصر العربية رفعت فياض، ان الارتقاء بمستوى التعليم في اي دولة يعني ارتقاء الدولة بكل المجالات ومخرجاتها ستنعكس على الدولة في كل التخصصات وبالتالي سيكون هناك، ولو انخفض مستوى التعليم وانهار ضعفت مخرجاته وبالتالي انعكس على الدولة بأكملهامؤكدا ان الركيزتين الأساسيتين لبناء اي دولة بشكل صحيح الاهتمام بقطاعي التعليم والصحة.
وقال فياض: لا يعني استخدام التكنولوجيا ان ادرب الطالب على كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا فقد يتدرب عليها تلقائيا بعيدا عن الجامعة وقد يكون الطفل متقنا للتعامل مع الأجهزة الحديثة لكن كيف استفيد بالتكنولوجيا في التعليم، الواقع في المجتمعات العربية ان جزءا كبيرا من الطلاب واولياء الأمور ونحن لدينا في مصر الظاهرة موجودة بشكل اكبر ان كلا الطرفين قد هجر المدرسة الطالب والمعلم وخاصة في مراحل التعليم الهامة التي تؤهل الطالب لدخول الجامعة وهي المرحلة الثانوية فاتجه الجميع للدروس الخصوصية.
وتابع: لابد من خطة قومية لتطوير التعليم واستخدام التكنولوجيا، اليوم هجر الطالب المكتبة ولم يفكر فيها على الإطلاق وتوجه للتكنولوجيا ولكن ليس للتثقيف والتعلم الذاتي بل للتسلية والترفيه، لاستخدام التكنولوجيا في التعليم لابد ان يكون الطرفان الاثنان ملمين بهذه التكنولوجيا (الطالب والمعلم)، كيف يدخل على مواقع المعرفة ويبحث عن معلومة مرتبطة بما هو موجود في المنهج ولكن ما تفاصيل هذا الموضوع، هنا يكون استخدام جيد للتكنولوجيا أعلمه كيف أقومه في الفصل وكيف أجري اختبارا شهريا من خلال استخدام التكنولوجيا وكيف يجيب عنه وكيف يرى الإجابة في لحظات امامه وبشكل مباشر وكيف يصحح اخطاءه ويعرف ما الأخطاء التي ارتكبها وهنا يعود الطالب والمعلم الى المدرسة.
تحولات العصر الرقمي الجذرية في نمط الحياة
خلال حديثه تناول رئيس جامعة المنوفية ا.د.معوض الخولي تأثيرات العصر الرقمي على مظاهر الحياة قائلا إنها أحدثت تحولا جذريا في نمط الحياة وإن أبرز مظاهر التحول تتمثل فيما يلي:
٭ زراعة مختلفة (بلا ارض: الزراعة المعلقة).
٭ صناعة مختلفة (بلا آلات: صناعة البرمجيات).
٭ خطوط انتاج مختلفة (بلا تسلسل عمليات: الطباعة الثلاثية).
٭ تجارة مختلفة (بلا تلاقي: التجارة الالكترونية).
٭ نقود مختلفة (نقود رقمية: البيتكوين).
٭ وسائل انتقال مختلفة (سرعات هائلة: الهايبر لوب).
٭ منتجات مختلفة (الروبوت: منتجات بدون بشر).
٭ انسان مختلف (الإنسان الشبكي: NETIZEN) شبكات التواصل، الإعلام الاجتماعي، الصحافة الالكترونية.
٭ ادارة وحكومات وخدمات الكترونية
٭ عالم مليء بالصور والصوت عبر الوسائل المختلفة (تلفزيون، راديو، حواسب، جرائد، مجلات، اعلانات).
٭ انماط واشكال جديدة من بيئات التعليم والتعلم، التعليم الإلكتروني، التعليم الافتراضي، التعلم الذاتي، المكتبات الرقمية، المصادر العلمية المفتوحة، معامل وفصول افتراضية.
٭ الحاجة الى تعلم مستمر مدى الحياة
٭ تجمعات ومجتمعات ومدن للتعليم والتعلم
٭ التغيير في سوق العمل والتحول نحو الاتمتة.
٭ نقص المهارات التي يحتاجها سوق العمل (وظائف بلا عمالة، ومتعطلين بلا مهارة).