خلود عبدالرحمن العجمي
من الملاحظ في وقتنا الحالي، ظهور العديد من القنوات التلفزيونية التي تبث أمورا تتعلق بحياتنا اليومية، سواء كانت أمورا اجتماعية، سياسية، ثقافية، أو دينية..الخ، وهذه البرامج تسعى لجذب المشاهد الذي يحتاج الى دعم مادي أو معنوي سواء كان من يحتاج هو أو عائلته فربما يحقق حلمه الذي كان يسعى اليه ويشفى أو يشفى أي شخص عزيز على قلبه، ويسعى دائما تلفزيون الواقع الى مساعدة أناس ذوي حاجة شديدة الى المساعدة، وقد اختلف مع الدكتور واحترم وجهة نظره، فقد يكون لتلفزيون الواقع أثر إيجابي فعندما تعرض قضية امرأة أنجبت بعد فترة طويلة من زواجها ونقل قصتها بواقعية فمن شأن ذلك ان يبث الأمل في نفوس النساء اللاتي لم ينجبن فترة طويلة وعندما يعرض برنامج مقابلات عديدة مع أطفال مصابين بأمراض خطيرة وأورام خبيثة ويعيشون في المستشفى فمن شأن ذلك اثارة أصحاب القلوب اليقظة والطيبة في مد يد العون لهم وتقديم المساعدات المالية والمعنوية، وعند عرض المشكلات التي تواجه المجتمعات الأخرى تجعل الإنسان يؤمن بقدره ويصبر على بلائه ويحمد ربه ويشكره على ما ابتلاه، وعند عرض اعلانات عن حملات للحماية من المخدرات وعرض رجال أو نساء كانوا مدمنين على المخدرات وكيف أصبحوا بعد وقبل العلاج من الإدمان، يجعل المشاهد لديه معرفة ودراية عما يدور حوله وكيف الإدمان على المخدرات يلعب دورا خطيرا في مجتمعنا فبذلك يزيد الوعي لدى بعض المشاهدين وبخطورة تلك الآفة التي تفتك بالمجتمعات، وهذا جزء من الأمور التي تعرض فهناك الكثير من المشاكل الاجتماعية الحساسة التي تعرض على تلفزيون «الوطن»، برنامج «تو الليل» الذي عرض فيه م.خالد عبدالجليل المشاكل الاجتماعية الكويتية التي تثير الجدل حولها وتفطر القلوب عندما عرض قصة حزينة تتحدث عن زواج الرجل الكويتي من غير كويتية وعدم الاعتراف الشرعي بأطفاله وعدم اعطائه حقه القانوني ومكانته الاجتماعية وعرض هذا البرنامج مشاكل عدة تفيد المجتمع الكويتي ككل واعطاء المواطن الكويتي الفرصة في المساهمة في حل أمور عدة تخص أبناء وطنه، وهذا جزء من الأمور التي تعرض فهناك الكثير من المشاكل الاجتماعية الحساسة التي تؤثر على مشاعر المشاهد وتؤثر فيه تأثيرا كبيرا على أحاسيسه، فمن رأيي هذه البرامج تساعد في حل العديد من الأزمات الخطيرة. فهناك الكثير من الأسر التي تنتظر الفرصة لمساعدتها ومساعدة كل فرد ولكن للأسف بعض القنوات قد استغلت هذه الموضوعات الإنسانية لبث برامجها والتي تهدف فقط للتكسب على حساب الآخرين، فهذه القنوات قد تخلق مشكلة اجتماعية من لا شيء وتنسج حولها الكثير من القصص التي تذيب القلوب وتأثر في وجدان المشاهد والذي يقع ضحية سهلة لمشاعره الجياشة ويقع في أفخاخ هذه القنوات عن طريق ارسال المعونات المادية لأصحاب هذه المشكلات الوهمية فهم يفعلون ويبتكرون الكثير من الأمور بحيث يدرسون الموضوع دراسة قوية بحيث يستطيعون التأثير على الشخص المشاهد ويخدعون أبصاره وقلبه بطرق ذكية لكسب مرادهم الحقير وهو الكسب المادي وليس الكسب المعنوي، فهذه الفئة من الناس يمتلكون صفات خداعة ولا يهمهم مشاعر الآخرين سوى مصالحهم المالية والنفسية وهم لا يتصفون إلا بصفات أشخاص عديمي الطيبة وقلبهم يتصف بالحقد والسواد فأرجو ألا يزيد هذا الموضوع عن حده ولا تكثر هذه البرامج وتكون هناك رقابة كبيرة من وزارة الإعلام لهم فإذا تحقق المرجو فسيعم العالم الأمان والطمأنينة وراحة البال فأتمنى القضاء على مثل هذه الأمور البشعة الشريرة التي تفضل أمورا خطيرة من أجل مصلحتها الشخصية الهادفة الى تحقيق المراد المالي والمصلحة الشخصية فأرجو ألا ينسوا ان هناك إلها يراهم ويحاسبهم على أفعالهم الشريرة.