- أنصح بزيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر فالفحص الدوري ضروري لاكتشاف أمراض السن مبكراً
- الخـوف مـن طبيـب الأسنان يعود لتجــارب في مرحلـة الطفولة.. وفـي الكـويت نسبة كبيرة تخـاف من طبيــب الأسنــــان
زينب أبوسيدو
من منا لا يحتاج طبيب الأسنان ومن منا أيضا لا يخاف كرسي الأسنان الغريب، والمحاط بالأدوات الحادة، وأزيز الحفارات السنية، وبالتأكيد لكل منا تجربته الخاصة مع هذه «المحنة» لكن للدكتور عبدالقادر فلو استشاري زراعة الاسنان والمختص في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، رأي آخر إذ يؤكد ان الخوف من طبيب الاسنان يعود أساسا لتجارب في مرحلة الطفولة، سواء مع ألم الأسنان ومشكلاتها أو مع عيادة طب الاسنان. ويشدد د.فلو على ضرورة مراجعة طبيب الاسنان بشكل دوري وكل ستة أشهر لاجراء الفحص الدوري للثة والاسنان، ولاكتشاف اي امراض في بداياتها للحفاظ على السن التي تعتبر بلا شك عضوا ثمينا جدا إذ ترتبط بامراضه الكثير من الأمراض الاخرى.
ويكشف د.فلو ان طب الاسنان تطور بشكل كبير في الاونة الاخيرة، لدرجة ان صار بإمكان طبيب الاسنان الآن إعادة بناء فم المريض بدءا من اللثة الى الاسنان للوصول إلى الحالة المثالية التي ترضي المريض وتقوي اسنانه وتدعم ثقته بنفسه، ويوضح ان زراعة الاسنان في الثابتة اضحت تعطي نتائج يصعب على المريض بعد فترة تمييز المضغ بواسطتها عن المضغ الطبيعي، كما يتم تنظيفها بفرشاة الاسنان كالطبيعية تماما وبالطبع مظهرها من الناحية الجمالية يعطي نتيجة مطابقة للانسان الطبيعية. وتحدث د.فلو عن تطور طب الاسنان بحيث اصبح هناك طب اسنان تجميلي مهمته تجميل الاسنان واللثة، من دون أن تكون هذه الاسنان مصابة، وتهدف هذه المعالجات الى الفائدة الجمالية فقط لاعطاء الفم مظهرا اكثر جمالا ولجعل الابتسامة اكثر اشراقا بحيث لم يعد هناك مستحيل في عالم طب الأسنان وصار بامكان الشخص ان يصل باسنانه الى مرحلة قريبة من المثالية اذا ما اراد ذلك.
شهد طب الاسنان تحولا من الناحية العلاجية الى الناحية الجمالية في الفترة الاخيرة، فما الذي حققته التعويضات السنية في هذا الخصوص؟
حققت التعويضات السنية خطوات متطورة منذ حوالي العشرين سنة الاخيرة فهناك زرع لاسنان ثابتة وزرع لاسنان متحركة، اباؤنا واجدادنا لم يكن لهم خيار آخر الا تركيب اسنان متحركة، ولكن علوم طب الاسنان تطورت واصبح هناك اختيار للمريض بتركيب اسنان اما ثابتة او متحركة ولكن الاسنان المتحركة يكون فيها المضغ ضعيف ومعظم الاكل لا يمضغ بشكل جيد.
اما الاسنان الثابتة فهي تعطي مظهرا تجميليا طبيعيا ونسبة المضغ فيه 100% ويستطيع الانسان ان يقوم بتنظيفها بالفرشاة ويأكل عليها بصورة طبيعية، كما ان الشخص اذا اقتلع سنا من اسنانه فعليه الانتظار مدة من الزمن حتى يقوم بالتعويض عنها، اما الآن اصبح في نفس الزيارة للطبيب ان يركب بدلا منها بعد قلعها مباشرة بسبب مواصفاتها الطبية التجميلية.
التعويض الثابت للسن هو الافضل فلدينا طريقة تقليدية وغير تقليدية، الطريقة التقليدية تحتاج لدعامات سليمة ممكن ان نعوض بها اسنانا لجسر ثابت بدعامات سليمة، وبالطبع هذه الطريقة لها مساوئ فيضطر ان يحتك بالاسنان المجاورة ونضطر ان نقوم بمعالجة عصب لها، فالعملية تكون افضل عن طريق التعويض بشكل طبيعي بأن ندخل على الاسنان المجاورة، بالاضافة الى التعويضات وكل شيء جديد يجمل الاسنان كأن يلجأ الى تصحيح اوضاع مختلفة للاسنان كفراغات او اسنان مائلة بفعل عملية التقويم وغيرها.
تقدم الطب
هل لك ان تقدم لنا نبذة عن اخر ما توصل له العلم الحديث في ابتكار المواد الخاصة بالتعويضات السنية وجمالية الاسنان؟
هناك أناس لدى اسنانهم عيوب حتى بعد التقويم وبالاصل بها تشوهات خلقية سواء في شكل الاسنان او في لونها او بها تبقعات داخلية دائمة بسبب تصبغ بأدوية معينة اثناء الحمل فهذا لا يحلها تقويم الاسنان ولا تبييضها ولا تنظيفها وهنا يأتي تجميل الاسنان كحل لهذه المشكلة.
التجميل في السابق كان يتم عن طريق احضار الاسنان وعمل تلبيس كامل لها، الآن اصبحت العملية اسهل من السابق تأخذ من المريض فقط زيارتين للطبيب، وهي عبارة عن تحضير طبقة رقيقة من الاسنان ويعمل وجه لها لتعطي مظهرا تجميليا للأسنان، لا يتغير لونه ويكون ثابتا ودائما ونطلق على هذا تطورا للاسنان فأصبحت هناك ديمومة اكثر من قبل وليست هناك حاجة الى برد السن، فقط نضع طبقة فوقها لتعطي منظرا تجميليا وهذه احدى التطورات الحديثة في طب الاسنان تعطي فعالية فورية خلال زيارة واحدة او اثنتين.
أسنان ناصعة
هل بات من الممكن تحقيق حلم الكثير من الناس في الحصول على ابتسامة جميلة واسنان ناصعة وحسنة المظهر من خلال عيادات طب الاسنان؟
من الممكن ولكن يحتاج ذلك الى طبيب اسنان متخصص بهذا المجال، فهناك شيء بطب الاسنان اسمه اعادة تأهيل، فتعمل بعض دراسات في طب الاسنان تتعلق بتركيبات وتجميل الاسنان، وهذه الدراسة تكون شاملة لحالة المريض تحت مسمى «دراسة للحالة» اي كيف ستبدو الاسنان قبل ان نبدأ بها ونُري ذلك للمريض قبل ان نبدأ معه، اذا احتجنا اي تعديل، فلم يعد هناك شيء اسمه مستحيل، وهي عملية بناء ثابتة للفم ليعطي مظهرا تجميليا للاسنان مختلفا تماما، احيانا نضطر ان نتداخل على اللثة لنقوم بعمل جراحة بسيطة لها لكي لا يخفي المريض ابتسامته.
معالجة اللثة
وما الذي تقومون به إزاء ظهور اللثة والفراغات أثناء الابتسامة؟
اللثة لها معالجة جراحية تجميلية بسيطة، فتحت التخدير لا يشعر المريض بشيء، تسديد الفراغات نحله بطريقتين: إذا كان الفراغ كبيرا بين الأسنان لا نقفله على حساب حجم السن، وإذا كان الفراغ بسيطا نقوم بعمل أوجه خزفية نسد بها الفراغات وتعطي مظهرا تجميليا، فيجب أن نعود بالنهاية لنعطي شكل السن المقبول الطبيعي سواء بالزراعة او غيرها.
اذا كان هناك سن مخلوعة ولم يوضع بدلا منها أخرى، هل صحيح ان الفراغات تزيد بين الأسنان مع تقدم السن؟
الفراغ اذا كان كبيرا ولم يعوض بسن يؤثر على الأسنان المجاورة باتجاه الفراغ ويؤثر على السن المقابل، وعدم التعويض له مساوئ كثيرة منها تخريب الأسنان المجاورة والمقابلة للسن المخلوع بالاضافة الى نقص في وظيفة المضغ وأيضا الامتصاص المستمر للعظم، والتعويض عن السن المخلوعة شيء مهم جدا.
زراعة السن
أين وصل العلاج في زراعة الأسنان مع دخول القرن الحادي والعشرين؟
تطورت زراعة الأسنان بمواد جديدة واستطعنا ان نزرع في المكان المناسب ونقوم بعمل نمو للعظم بحيث يناسب الزراعة، وهذا التطور نما عن طريق دراسة الحالة ومن خلال صور الأشعة ثلاثية الأبعاد وعن طريق عمل تصور لكيفية مكان الزرع ومكان الأسنان بعد الزرع ونقوم أيضا بعمل نمو للعظم باستخدام مواد وتقنيات جديدة مثل «p.r.p» تستخرج من دم المريض نفسه ونعمل تكثيفات للصفائح الدموية للاستفادة من العوامل الوراثية الموجودة التي تشجع على شفاء نمو الأنسجة العظمية وخصوصا الرخوة فأصبح هناك شيء اسمه «p.r.p»، وهناك شيء آخر متطور هو «p.r.f» وهي أحدث تقنية وهي مشجعة على نمو الأنسجة الرخوة، هذه أمور جديدة تتعلق بطعم نسج رخوة، فقد كنا بالسابق نعمل طعما بنسيج اللثة في منطقة معينة فنأخذ طعم النسج من نفس المريض عن طريق الجراحة ونقله الى منطقة نائية، الآن أصبحت هناك طعوم جاهزة تطبق مباشرة نسيج لثوي فدخلت مواد جديدة ويطبق هذا الطعم مكان اللثة حتى تحولها الى اللثة الملتصقة بالأسنان، هذه تسمى «allodaim»، وهي دائما تستخدم مع الـ «p.r.p» تندمج معه وتطبق وتخيط ويتحول محلها لثة حتى لا يتغير لونها ويكون مثل اللثة الطبيعية.
نتائج طبيعية
ما إيجابيات العلاج بزراعة الأسنان؟
إيجابياته كثيرة، فهي تعوض الناحية الوظيفية من ناحية مضغ الطعام، وتعوض الناحية التجميلية للفم وتعطي ابتسامة جميلة أثناء الحديث، وهي تحسن الحالة النفسية للمريض الذي يفقد أسنانه فهو يتأثر نفسيا ويخبئ فمه إذا كانت مقلوعة، فالأسنان تدعم الشكل الخارجي، وكذلك يصبح أكثر تواصلا من الناحية الاجتماعية. بينما الأسنان الثابتة التي تكون محمولة على زرعة شكلها شكل أسنان طبيعية تؤدي نفس وظائف السن العادية من تقطيع الأكل وغير ذلك.
هل لها سلبيات؟
سلبياتها فقط ان عملية الزرع قد تأخذ وقتا من ساعة الى ساعة ونصف الساعة وتحتاج بالطبع الى فحص دوري كل 6 أشهر، مثلها مثل الأسنان العادية.
ولكن هل هناك حالات صحية تمنع إجراء الزراعة؟
في حالات معينة، فإذا كان هناك مريض بالسكري وغير منضبط ولا يأخذ أدوية وهذا المريض يتعرض لمشاكل واضطرابات، فالمفروض ان يعالج من السكري، ونحن نعاني من هذه المشكلة من مرضى كثيرين سواء كان لديهم سكري او ضغط او قلب، أما إذا كان يتناول أدويته بانتظام، فلا توجد اي مشاكل وفي اي عمر كان.
ونحن ننصح أثناء عملية الزرع إذا كان هناك مدخن فعليه ان يتوقف عن التدخين أو تخفيفه على الأقل، لأنه سيتسبب في مشاكل أثناء الزرع وتقل نسبة نجاح الحالات بنسبة 10%، فمثلا عندما تكون نسبة النجاح 98% يصبح نجاحها 88%، وتصير هناك التهابات حول الزرع مثلا أو امتصاص بالعظم وتلف الزرعة، فإذا أراد المريض ان يعتني بالفم فعليه معالجة اللثة بتنظيف منطقة الزرعة حتى يقوم الزرع على وسط نظيف ولا يكون في وسط مليء بالجراثيم أو الالتهابات وتخسر معنا الزرعة.
مواجهة الألم
وماذا عن الألم الناتج عن زراعة الأسنان؟
الألم هو مسمى «عدم ارتياح» من قبل المريض، فهو يسبب له ازعاجا وقلقا، وهناك مرضى نعمل لهم زرعا وقلعا في جهتين مختلفتين من الفم، فبعضهم يقول: المكان الذي تم فيه القلع يضايقني ولكن محل الزرع لم أشعر بشيء، وهناك مرضى نعطيهم مسكنات حبة باليوم ولكن يجدون أنفسهم في عدم احتياج لها، فالعملية هي عملية جراحية بسيطة لا يوجد ازعاج كبير بها، فربما في اليوم التالي للعملية يخرج المريض الى عمله باعتبار انه لم يشعر بأي آلام.
قشرة اللومينيرز
وماذا عن اللومينيرز؟ وما الحالات التي يفيد معها استخدام قشرة اللومينيرز؟
اللومينيرز هو ناحية تجميلية، اي إعطاء مظهر تجميلي فقط وذلك إذا لم يكن هناك تراكم بالأسنان ولا يوجد بروز بها ولا يوجد ميلان ولا ما نصححه بشكل الأسنان، والأسنان بحد ذاتها ليست محتاجة وحجمها صغير، فاللومينيرز يعطي شيئا اضافيا ومظهرا تجميليا وهو طبقة توضع على الأسنان دون تخدير للمريض ودون ان نضع له وجها مؤقتا، انما تعطي مظهرا تجميليا.
هل لديك إضافة أخيرة؟
لاحظت ان معظم الناس تخشى زيارة طبيب الأسنان فأنا من 29 عاما أعمل في طب الأسنان وقد تنقلت بين سورية وأميركا والكويت، ووجدت ان بالكويت نسبة كبيرة تخاف من طبيب الأسنان فربما يسبب تجارب منذ مرحلة الطفولة رغم تطور العلم، فالمريض الآن لا يشعر بأي ألم عن طريق وسائل متعددة للتخدير، ويقوم الطبيب بعمله براحة تامة، وانا أنصح بزيارة الطبيب لعمل فحص دوري على الأقل كل 6 اشهر، فالفحص الدوري ضروري لاكتشاف إذا ما كانت هناك مشاكل بالأسنان ومعالجتها قبل ان تتطور وتتفاقم فيقوم المريض بعمل تنظيف اللثة والأسنان للحفاظ عليها مدى الحياة، وقد خلق الله الأسنان حتى تخدم في كل الأعمار إلا إذا أهملها الإنسان، وأكرر للقراء لا داعي للخوف فعملية الأسنان بسيطة جدا والمحافظة عليها ضرورية كونها مدخلا لصحة الجسم كله.
صنّاع الابتسامة
يعتبر طب الأسنان من أكثر فروع الطب تطورا في العقود الأخيرة، ففي الوقت الذي كان العلاج ينحصر سابقا في تجويف السن وسحب عصبه وحشوه بحشوات قاسية وقبلها بالاكتفاء بقلــع السن المريضة، صــار بالامكان الآن عــلاج السن مهما كانت مريضة، بل تعدى تطور طب الأسنان إلى بنـاء منهجي للفم بشكل كامل من إزالة التصبغات الــى علاج التشوهات الخلقيــة وميلان الاسنان والفـراغــات بينها الى التقويم الحديث، الذي يستطيع علاج كافة عيوب الاطباق، مهما كانت اسبابها.
ومــع التطـور الكبير في طب الاسنان ومــواده وأدواتــه، ولـد اختصاص جديد هو علم تجميل الاسنان واللثة وصار بإمكان أولئك غير الراضين عن اسنانهم وابتساماتهم، من غير ان يكونوا مصابين بأمراض معينة ان يذهبوا لطبيب الاسنان المختص، ويحسنوا مظهر اسنانهم وابتساماتهم، بحيث يصبحون أكثر رضا عن مظهرهم، واكثر ثقة بأنفسهم، فيمكن القول الآن، وبعد هذا التطور الكبير في طب وجراحة الأسنان، ان أطباء الاسنان لم يعودوا يوقفون آلامنا فقط بل صار بإمكانهم صناعة ابتساماتنا، واصبحوا بحق صناع الابتسامة المشرقة.