أفاد مؤتمر طبي حول مرض الفصام في الامارات بأن عوارض مرض الفصام تختفي بشكل كامل لدى 60% من المرضى في الامارات، مما يساهم في اعادة اندماج هؤلاء المرضى في المجتمع والعودة الى حياتهم الطبيعية، وقال المؤتمرون انه يتعذر الشفاء الكلي من هذه الأنواع من الامراض النفسية بسبب الطبيعة المعقدة لمرض الفصام غير ان الاكتشاف المبكر له يساعد على تسريع عملية اختفاء عوارضه ومنع حدوث الانتكاسات المتكررة له، واشاد المؤتمرون بأساليب العلاج الحديثة المتبعة في الامارات في هذا المجال.
وأدار البروفيسور رين كان، وهو عالم دولي في مجال الامراض النفسية، المؤتمر، وحضره اكثر من 100 طبيب نفسي في الامارات وجميع دول الخليج.
وقال د.علاء حويل، استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، «يبلغ عدد المصابين بمرض الفصام في الامارات حوالي 0.5% من مجمل السكان، وعلى الصعيد العالمي يخسر معظم السكان المصابين بهذا المرض وظائفهم حيث ان المرض يخفض انتاجيتهم ويضعف قدراتهم الذهنية والاجتماعية، وعلى الرغم من ذلك يحافظ بعض من المصابين بهذا المرض في الامارات على عملهم بفضل السياسة الحكومية الرشيدة في هذا المجال والتي تحث القطاعين العام والخاص على احتضان هؤلاء المرضى وتحسين ظروف عملهم بما يتلاءم مع حالاتهم الصحية الدقيقة».واضاف د.حويل: اطلقت حكومة ابوظبي قسما خاصا يعد من افضل اقسام الطب النفسي في المنطقة والذي يوفر للمرضى العلاج النهاري والمنزلي لتعزيز قدراتهم الاجتماعية من خلال مجموعة واسعة من الخبراء النفسيين والاجتماعيين، ويتم تبني افضل حلول العلاج النفسي في الدولة مما يعزز نتائج العلاج ويساعد على اختفاء العوارض السلبية للمرض.
واضاف ان نسبة الفصام التشككي في الامارات تبلغ حوالي 20% من مرض الفصام بشكل عام، ونظريا لا يفترض بهذه الفئة خسارة وظائفها، حيث انها تستطيع الحفاظ على توازنها العقلي والنفسي شريطة العلاج الممنهج وذي الجدول الزمني لها.
وكشف د.حويل عن ان هناك لجنة طب نفسي في ابوظبي يرأسها هو بعضوية اطباء نفسيين من الامارة تقوم بالنظر في لياقة المريض للعمل وتنسق اللجنة مع ارباب العمل وزملاء المريض وتقوم بالتوصية بأفضل سبل التعامل مع المرضى لتحقيق نتائج ايجابية للعلاج، كما انها تدرس طبيعة عمل المرضى وظروف وبيئة عملهم للحفاظ على وظيفتهم وضمان عدم خسارتها، حيث ان في معظم الاحيان يستطيع المريض متابعة عمله بشكل طبيعي في وقت لاحق من العلاج وفقا للدكتور حويل.
ولا يمكن الشفاء الكامل من مرض الفصام، وتستلزم عملية التحكم بالمرض والقضاء على عوارضه العدائية وتحقيق التوازن النفسي للمريض ومنع الانتكاسات بضعة اسابيع الى اشهر قليلة في بعض الاحيان.وسلط المؤتمر الضوء على عقار «كيوتيابين فيوميرات ذي التأثير المستمر»، وهو الاسم الطبي لدواء مرض الفصام من استرازينيكا والذي يعزز التزام المريض بالعلاج، حيث انه يوفر على المريض عبء اخذ العلاج مرتين في اليوم من خلال جرعة واحدة، كما انه يثبت مستوى الدواء في الدم لمدة 24 ساعة ويمنع عملية تغير المستوى.
من جهته، قال د.عصام امام رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى توام ان حوالي 1% من سكان الامارات معرضون ليصبحوا مرضى فصام، وحققت الامارات تقدما نوعيا في معالجة المرض منذ العام 2005 بفضل الاساليب الحديثة في العلاج والتشخيص المبكر للمرض في معظم الحالات.
واضاف د.حويل ان مرضى الفصام ينتمون الى جميع شرائح المجتمع من طلاب وموظفين وغيرهم، واشار الى ان فكرة العار من المرض بدأت بالانحدار في الامارات، وقال ان معظم هؤلاء المرضى يتزوجون ويكونون عائلة بشكل طبيعي بفضل الرابط الاجتماعي الوثيق بين الاولاد واهلهم، حيث ان المرضى بغض النظر عن عمرهم يحصلون على الرعاية من اهلهم وتندمج عائلتهم بـ «العائلة الممتدة» لاهلهم.
واضاف د.امام ان اكثر من 60% من مرضى الفصام ينتظمون على العلاج، مما يتيح لهم العودة الى حياتهم الطبيعية في حين 40% منهم لا يتبعون علاجا منتظما مما يجعلهم عرضة للانتكاسات المتكررة، وتتحمل العائلات بعضا من المسؤولية في عدم انتظام المرضى للعلاج.