- د.علـي: يفقــد الجلد نضارته بسبب الغبار وقـد يسبب بثوراً برؤوس سوداء
- انسداد مسـام الجلـد يسبـــب صعوبة إفراز الغدد العرقيـة والدهنيـة
- د.بـدوي: الغبــار يؤثر بشكـل كبيـر على الإكزيمـا الوراثية ويؤدي إلـى تفاقمها
- يسبب الغبــار جفاف الجلد والتهابه ويزيــل الطبقــة السطحيــة منــه
- د.عبدالرؤوف: القناع على الأنف والفم مهم لتقليل الغبار الداخل إلى الجسم
- د.حـداد: الغبار المصحوب بالبراعم يسبب تهيج غشاء الرئة ونوبات الربو
- د.بدر: الغبار أهم أعداء العين بسبب تجريحه في القرنية ويؤدي إلى قرحة فيها
- التعرض المستمر للغبار من دون حماية العين يسبب عتامة في العين وضعفاً في الأبصار
- المدخنــــون أكثر تضــرراً مــن الغبـــار بسـبب ضعف مناعة الرئة
زينب أبوسيدو
في الكويت يتجاور البحر والصحراء ومع ان هذه البيئة البحرية الصحراوية مدهشة للكثير من سكان العالم لما تمثله من تناقض جميل وما يعنيه شجر النخيل على الشواطئ إلا أن الكويت ولهذا السبب بالذات كثيرا ما تتحول الى ساحة غبار وتعبر اجواءها أتربة غالبا ما تكون مهاجرة من خارج الحدود بما تحمله من عوالق وملوثات وبكتيريا وفيروسات، وصيف الكويت وخريفها مواسم غبار بامتياز. فما علاقة الغبار بالصحة العامة، والعيون، والرئة، والأنف، وبمجاري التنفس والجلد والبشرة والجمال، خصوصا ان الغبار يحيط بأجسامنا ويتغلغل فيها سواء عن طريق التنفس أو عن طريق مسام الجلد وثناياه؟ «الأنباء» حملت اسئلتها وجالت على عدد من الأطباء المختصين للوقوف على آرائهم في هذا الجانب، والاستماع الى نصائحهم بما يوفر على الناس مشقة المرض وتدهور الصحة. في البداية اكد د.حاتم عبدالرؤوف اختصاصي الأنف والاذن والحنجرة خطورة الغبار على الصحة، مشيرا الى ما يسببه من حساسية لأغشية الأنف، ناصحا الجميع باستخدام القناع الواقي على الأنف والفم لتقليل نسبة الغبار الداخلة الى المجاري التنفسية. ثم اكد د.عزت بدوي استشاري الامراض الجلدية والتناسلية تأثير الغبار المدمر على الجلد، مؤكدا تفاقم الاكزيما بسبب الغبار، ومشيرا الى ما يسببه من جفاف للجلد وتخريب للطبقة السطحية. وعند لقائنا الدكتور محمد بدر استشاري طب وجراحة العيون شدد على ان الغبار هو ألد أعداء العين وهو أهم اسباب قرحة القرنية محذرا من استخدام العدسات اللاصقة في الجو المغبر بسبب تراكم ذرات الغبار تحت العدسات وتخريشها لسطح العين. أما د.احمد علي استاذ جراحة التجميل فأوضح ان الجلد يفقد نضارته بسبب الغبار ويصاب الوجه ببثور ذات رؤوس سوداء، كما اشار الى ان انسداد مسام الجلد بسبب الغبار يعيق افراز الغدد الدرقية والدهنية، ناصحا الجميع بالاغتسال بمجرد عودتهم الى منازلهم. ويضيف د.زينون حداد استشاري امراض الجهاز التنفسي والحساسية ان الغبار المصحوب بالبراعم يسبب تهيجا في غشاء الرئة، ويؤدي الى نوبات من الربو، مؤكدا ان الاشخاص المدخنين هم الاكثر تضررا من الغبار بسبب قلة كفاءة الرئة، فإلى التفاصيل:
التقينا اولا الدكتور حاتم عبدالرؤوف اختصاصي أنف واذن وحنجرة فقال: الكويت مثل كثير من الدول العربية بها مناطق صحراوية كثيرة جدا وتأتيها رياح وعواصف ترابية باستمرار وتنتشر في هذه المناطق مثل صحارى الخليج العربي والكثير من صحارى الدول العربية.
والغبار له تأثير كبير جدا على الجهاز التنفسي بالذات، والجهاز التنفسي ينقسم الى جزءين: الجهاز التنفسي العلوي والجهاز التنفسي السفلي، والعلوي هو منطقة الأنف والاذن والحنجرة وتتضمن الأنف والجيوب الأنفية والحنجرة والبلعوم ويبدأ معها مجرى العينين والأذن، وكما نعلم ان مهمة الأنف الاساسية تنقية الهواء الداخل الى الرئة، أي جهاز حماية للرئة من الغبار والميكروبات.
ووظيفة الانف تتحدد بعدة عوامل منها الحاجز الأنفي وقرنيات الانف وهذا جزء تشريحي مهم لنعلم ان الهواء لا يدخل بشكل جزافي وكأنه يدخل من أنبوب فارغ يمر من خلاله الهواء الى الرئة مباشرة فالحاجز الانفي يقسم الأنف الى جزءين يسار ويمين وقرنيات الأنف فيها غدد تفرز المخاط واهداب تطرد الشوائب والعوالق من الهواء الداخل الى الرئة.
كما توجد شعيرات دموية تساعد على تدفئة الهواء الداخل فاذا كان باردا تدفئه واذا كان الهواء حارا تبرده، واذا كان جافا ترطبه من هنا نعرف اهمية الانف، لذلك عندما تكون كمية الغبار كبيرة تحدث مشاكل كبيرة للانف اهمها الحساسية، فمريض الحساسية يكون اجساما مضادة للعوالق والشوائب، والتي من المفروض ان الانسان السليم لا يكون لها اجساما مضادة وهذا يؤدي إلى تفاعلات نسميها بأعراض الحساسية مثل الحكة والعطس والاحمرار وضيق في التنفس.
والغبار يسبب هذه الاعراض لمرضى الحساسية، فهناك مواسم تشتد فيها هذه الاعراض مثل مارس وسبتمبر والتي تتقلب فيها الفصول وطبعا المرضى بالتهابات في الجيوب الانفية يعانون من الغبار، حيث ان الغبار يسبب انسدادا في فتحات الجيوب الانفية فتؤدي إلى التهاب شديد فيها وهناك نوعان من المرض: مرض الحساسية ومرض التهابات الجيوب الانفية للذين يعانون معاناة شديدة في مواسم الغبار.
وكذلك الانسان العادي لا يخلو من المعاناة فقد يسبب له الغبار انسدادا في الجيوب الأنفية دون التهاب فيها أو حساسية، وهي تضخم قرنيات الأنف، فهناك مريض يأتي ويشتكي من صعوبة التنفس وشخير بالليل وبالكشف عليه وعمل اشعة نكتشف انه يعاني فقط من تضخم قرنيات الانف التي تربط الانف ومع استمرار عملها لفترة طويلة تتضخم وحجمها يكبر وتمتلئ بالسوائل والاوعية الدموية وتكون سببا من اسباب انسداد الانف وصعوبة التنفس وشخير بالليل، والتنفس من الفم، وجفاف الحلق، وفي الصباح تصادفه مشكلة عدم تناول الطعام ويصاب بخنة عند التحدث والكلام، ويظن الجميع انها اعراض البرد والزكام، هذه هي المشاكل التي تسببها الاتربة للمريض او الانسان العادي الذي لا يعاني من المرض.
ونصيحتي للمرض عند تلوث الجو سواء بالاتربة او الدخان في جميع انحاء العالم ان يقللوا كمية الملوثات الداخلة الى الانف بوضع «الماسك» القناع على الانف والفم وهناك انواع معينة تتميز بثقوب لا تسمح بمرور الغبار من خلال المسام الموجودة فيه، ولو كانت المسام واسعة فلا فائدة منها.
اما مشاكل الحساسية فنعالجها بالادوية الخاصة وبالحساسية في المواسم التي تكثر فيها اعراض الحساسية مثل الحكة وحرقان العين، والمخاط الزائد من الانف واحيانا العطس الزائد فهذا المريض عليه ان يأخذ العلاج المناسب مثل بخاخ للانف وغالبا بخاخ الكورتيزون هو العلاج الامثل والاساسي لمثل هذه الحالة، وادوية مضادة للحساسية، وهي مضادات الهيستامين بصفة عامة، وبعض المرضى يطلبون إبرة حساسية وهي عبارة عن كورتيزون طويل المفعول يمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر في جسم الانسان ويساعد على تأجيل تأثير الاتربة على الانف والجهاز التنفسي ولها محظورات على مريض الضغط والسكر وهشاشة العظام ومريض القرحة، فالدكتور هو من يقرر إذا كانت الحالة تسمح بأخذ هذه الحقنة أم لا.
اما مريض التهاب الجيوب الانفية فتأخذ له اشعة مقطعية وغالبا يكون عنده اسنداد في فتحات الجيوب نتيجة الاتربة المستمرة وهذا المريض يحتاج لجراحة بسيطة، نستخدم فيها المنظار ويسميها العامة تنظيف الجيوب الانفية، ونحن نعمل فيها على توسيع فتحات الجيوب حتى لا تتراكم الافرازات، وهذا يؤدي لدخول الميكروبات وتراكمها.
ايضا هناك مرضى يعانون من انحراف في الحاجز الانفي، وغالبا ما يصاحبه تضخم قرنيات الانف ويحتاج فيها المريض إلى عملية بسيطة من خلالها يتم كي الغضاريف وهذا يقلل حجمها ونخرج الافرازات منها بحيث تعيد مجرى الهواء الطبيعي فيها.
الاكزيما وجفاف الجلد
التقينا بعدها د.عزت بدوي استشاري امراض جلدية وتناسلية ليحدثنا عن تأثير الغبار على الجلد وكيفية الوقاية منه فقال: يعتبر الغبار من اسباب تفاقم الاكزيما، والكثير من المرضى ذوي الاكزيما الوارثية يعانون من الغبار، حيث انها تسوء في وجود الغبار، وننصح هؤلاء المرضى بالابتعاد عن الغبار.
كما ان الغبار يسبب انواعا اخرى من الحساسية ليس فقط للجلد ولكن ايضا للانف والعين والجهاز النفسي، والغبار يؤدي الى ظهور بعض انواع الحساسية الأخرى مثل حبوب اللقاح والخلايا الحيوانية وغيرها، والغبار ايضا يساعد على جفاف الجلد والتهابه، حيث يزيل الطبقة السطحية للجلد فيجف وينشف.
وللوقاية من الاثر السلبي للغبار ينصح بتجنب الخروج مع وجود الغبار ولبس الملابس التي تغطي الجسم كاملا، مع وضع كمام على الفم والأنف ووضع نظارة لتحمي العين، وترطيب البشرة باستمرار باستعمال الكريمات المناسبة، وغسيل الجلد بعد العودة للمنزل وعدم استخدام صابون يهيج أو يجفف البشرة، وترطيب الجلد بعدها.
قرحة العين
بعدها التقينا د.محمد بدر استشاري طب وجراحة وتجميل العيون لنعرف تأثير الغبار السلبي على العيون فقال: الغبار والطوز يحملان مواداً ترابية ورملية تؤثر على سطح العين وتؤدي إلى الجفاف وهو مرض منتشر في الكويت بصورة شائعة، ويشعر المريض بالحكة، واحمرار العين وآلام ودموع مستمرة وذلك لان الغبار يؤدي إلى تجريح سطح القرنية والملتحمة، والتيارات الهوائية تؤدي إلى جفاف سطح العين.
هذا بالإضافة إلى أن ذرات الرمل الكبيرة قد تؤدي إلى قرحة بالقرنية، ونجد ذلك شائعا عند المرضى الذين يستعملون العدسات اللاصقة، سواء بصفة طبية أو تجميلية وذلك لان ذرات الغبار تكمن تحت العدسات اللاصقة، ومع حركة الجفون يتم تجريح القرنية.
ذلك بالاضافة الى ان الغبار يحمل معه ميكروبات، والميكروبات انواع منها البكتيريا ومنها الفيروسات، وعند ذلك يحدث احمرار شديد بالعين، وافرازات لونها اصفر مخاطي او اصفر وانتفاخ الجفون اذا كان الالتهاب بكتيريا واذا كان الالتهاب فيروسيا فسيحدث الاحمرار الشديد ودموع بصفة مستمرة، والتعرض المستمر للطوز دون حماية للعين يؤدي الى عتامة في القرنية وضعف في الإبصار.
أما طرق الوقاية فهي بسيطة جدا، أولها استخدام نظارات شمسية تحمي العين من الأشعة فوق البنفسجية وتكون مساحة العدسة كبيرة بحيث تغطي أكبر سطح من العين، وثانيها عدم التعرض للتيارات الهوائية قدر الامكان بغلق نوافذ السيارة وإبعاد تكييف السيارة عن العين، ثم الأهم غسل العين بصفة مستمرة حين العودة من الطوز او الغبار بالماء الفاتر والصابون ثم الوقاية للمرضى الذين يعانون من الجفاف بوضع قطرة بصفة مستمرة.
وعند حدوث افرازات واحمرار شديد لابد من استشارة الطبيب للتفرقة بين البكتيريا والفيروس وعلاجهما بسيط، وهو تناول مضادات حيوية ويكون الشفاء سريعا بإذن الله.
بثور برؤوس سوداء
سألنا بعد ذلك د.أحمد علي استاذ جراحة التجميل وخبير جراحة التجميل عن الآثار السلبية للأتربة على البشرة فقال: قبل ان نذكر الآثار السلبية للأتربة على البشرة، أحب ان اقول ان البشرة هي الطبقة السطحية والرقيقة جدا للجلد والتي هي في مواجهة مباشرة للمحيط الخارجي للإنسان، وبشرة الوجه واليدين على وجه الخصوص هي التي تكون في مواجهة مباشرة للمؤثرات الخارجية بصفة مستمرة، سواء كانت أشعة الشمس الحارقة للبشرة، والمدمرة لخلايا الجلد السطحية أو الجو البارد أو الأتربة.
وإذا ما تكلمنا عن تأثير العواصف الترابية على بشرة الوجه فإنها تتمثل في انها تسبب تراكم حبيبات الأتربة في ثنايا الجلد وفي الخطوط الدقيقة والرفيعة للوجه في منطقة الجبهة وتحت العينين وبين الخدود والأنف.
الأتربة تسبب جفاف الجلد وشعور الأشخاص بخشونة الجلد وفقدان نضارته، أيضا تسبب البثور الجلدية والحبوب وتتميز بالرؤوس السوداء نتيجة تلونها باللون الداكن لانسداد فتحات مسام الجلد، مما يسبب صعوبة افراز الغدد العرقية والدهنية للجلد ومن ثم يتفاقم وتتضاعف حالات حب الشباب، وخصوصا في جلد الأنف الذي يحتوي على القدر الاكبر من الغدد العرقية والدهنية.
أيضا الأتربة تسبب حدوث حالات حساسية الجلد وبعض الأشخاص قد يصابون بحالات الاكزيما في بشرة الوجه واليدين، وتعرض البشرة بشكل متكرر للأتربة يسبب تلوينات للبشرة تتراوح بين السوداء والبنية وذلك ايضا نتيجة لتراكم حبيبات الأتربة على الجلد.
الغسيل الدائم
وعن وسائل الوقاية والعلاج من العواصف الترابية والأتربة قال د.علي: الوقاية خير من العلاج، وأنصح بعدم التعرض للأتربة قدر الامكان وهناك بعض الاجراءات الوقائية التي تقلل من الآثار السلبية للأتربة، فمثلا ارتداء نظارة شمسية يقي العينين وجزءا كبيرا من بشرة الوجه من الأتربة وغسيل الوجه كلما أحس الشخص بتراكم الأتربة على البشرة.
أما العلاج فيتمثل في استخدام الكريمات المرطبة للبشرة والتي تجذب السوائل من الجسم الى البشرة، والكريمات التي تحتوي على مواد الكولاجين، والتي تعمل مع مرطبات البشرة على منع جفاف الجلد، والحفاظ على رونقه ونضارته.
خطر البولين
ختمنا اللقاءات بطبيب استشاري بأمراض الجهاز التنفس والحساسية د.زينون حداد الذي قال: يتألف الغبار من حبيبات دقيقة جدا، يتراوح حجمها ما بين الـ 5 ميكروم و50 ميكروما، تنقل في الجو بواسطة الريح وأثناء تنقلها تحمل معها البولين وهو البرعم الصغير في الشجر، وأول تفتح الورد، وهذا يسبب حساسية عند بعض الأشخاص، فالغبار الذي يأتينا من الصحارى او البلاد الحارة مثل افريقيا ليس هو بحد ذاته الذي يسبب الحساسية للبشرة بل ما يحويه من مواد.
وعندما يكون الانسان صحيح الجسم ولا يعاني من اي اعراض تنفسية اي يكون الجهاز التنفسي صحيحا، فانه ينقي الذرات الصغيرة من الغبار، وفي البداية يلتقطها الأنف وعندما ينزل الهواء الى الرئة، تلعب الرئة دورا آخر مع الحبيبات الأصغر حيث تلعب دور المصفاة وتنقي الهواء الداخل اليها.
وإذا دخلت حبيبات رمل أدق تلتقطها الجنود الموجودة في الدم واسمها «الماكروفاج» ووظيفتها اقتناص الغبار الصغير جدا تغلفها وتموت معها او تقذفها، فعندما نستنشق 20 مرة بالدقيقة او 15 مرة حسب جهد الانسان لا نحس بالمجهود الجبار الذي يجريه الجسم للتنقية ووصول الهواء نقيا جدا.
وعندما يدوم الغبار يومين او ثلاثة لا يتأثر به الانسان الصحيح الجسم لأنه يعمل على تنقية الهواء الداخل اليها والتقصير في عمل الرئة كما عند المدخن، يفرض اضطرابا في عملها ويصبح بطيئا جدا ولا يعمل كما يجب.
نوبات الربو
ويضيف د.حداد ان الشخص الذي يعاني من حساسية في الأنف أو العين بسبب الغبار تزيد الحساسية لديه من الغبار المصحوب بالبراعم «الاورجانيك» مثل زهر الربيع الذي يحمله الغبار فيتهيج غشاء الأنف وغشاء الرئة ويسبب نوبات ربو وهو تقصير في عمل الرئة، ما يضطر بعض الأشخاص لمراجعة الطبيب.
وبالنسبة لطرق الوقاية هناك نوعان: النوع الأول يتطلب مشاركة الحكومة فيجب تشجير الأراضي المتصحرة، فالشجر ينقي الجو ويكون حاجزا لتنقل الغبار، ويحد من اندفاعه.
وبالنسبة للأفراد الذين يعيشون في منطقة معرضة للغبار في البداية يجب اكتشاف الأشخاص الذين لديهم استعداد صحي للربو او الحساسية ويجب ملاحظة ما اذا كان الشخص يتأثر بالربيع والغبار اكثر من غيره.
والأشخاص المدخنون عليهم ترك التدخين لأنه يصيبهم بأضرار فادحة، وأمراض قوية ويسبب ضعف مناعة الرئة، ويجعل عندهم استعدادا اكبر للإصابة بأمراض الحساسية.
والأشخاص المصابون بالحساسية عليهم المداومة على تناول الدواء دون انقطاع خاصة ايام الغبار والربيع والاتصال بالطبيب الخاص ومتابعة حالته.
وهناك حالتان نطلب فيها من المريض تعلم علاج نفسه، وهما مريض السكري ومريض الربو.
الغبار.. لقاحات.. وطفيليات.. ورماد.. وقطن ومخلفات أظافر.. وصمغ.. وجرافيت.. وشعر
الغبار هو: جزيئات دقيقة من المواد العضوية وغير العضوية العالقة في الجو، وهو يحتوي على مواد عديدة كالألياف الحيوانية والنباتية واللقاحات وثاني أكسيد السيليكا والبكتيريا والطفيليات والأتربة الناعمة الغنية بالمواد العضوية. وقد يحتوي أيضا على مواد احتراق ورماد ونسيج صناعي وصوف وقطن وحرير وورق ومخلفات الأظافر وجزيئات زجاج وصمغ وجرافيت وشعر وقشور من الإنسان والحيوان وبلورات سكر وملح وتربة وبذور جرثومية وفطريات وغيرها.
وتعتبر بعض مكونات البيئة مثل حبوب اللقاح والأتربة الناعمة و«عتة» تراب المنزل أشياء طبيعية للشخص العادي، بينما يعتبرها الجهاز المناعي في مريض الحساسية أشياء غريبة عنه، فلا يلبث أن ينتج أجساما مناعية «دفاعية» مضادة ويتفاعل الجسم المناعي مع الانتيجينات الطبيعية الموجودة في البيئة وهي تعتبر مهيجات أو مسببات للحساسية.
وينتج عن هذا التفاعل أعراض الحساسية مثل الربو إذا كان تفاعل الحساسية في الجهاز التنفسي وحكة والتهاب الجلد والاكزيما إذا كان التفاعل في الجلد واحمرار وحكة العين وإفراز الدموع إذا كان مكان التفاعل هو العين.
والأطفال هم أكثر المتضررين من الحساسية الاستنشاقية التي تلعب الوراثة دورا في الاستعداد للإصابة بها.
فعند التعرض للأتربة الناعمة يصاب البعض من الناس بحساسية العين وايام الغبار الشديد يتردد على المراكز الصحية كثير من المراجعين الذين يشكون من حساسية العين.
وحساسية العين هي أكثر أمراض العيون انتشارا وتصيب عادة ملتحمة العين والجفون.
وتتفاوت الأعراض في شدتها فقد تكون خفيفة ويصاحبها احمرار العين ودموع، والشعور بحكة وألم في العين وهي لا تمثل خطرا على قوة الإبصار.
ونادرا ما تحدث حساسية في قرنية العين وهي حساسية لها مضاعفات على سلامة البصر.
وعلاج الحساسية التي تصيب العين بفعل الأتربة الناعمة بالطبع إذا أمكن تجنب رياح الغبار والأتربة الناعمة التي تعتبر المهيج للحساسية وإن كان ذلك مفيدا رغم صعوبته.
ويجب على المرضى الذين يعانون من امراض في العيون او اجريت لهم عمليات حديثة في العين عدم التعرض للغبار على الاطلاق.
الغبار والأوبئة
الأبحاث الحديثة أظهرت أن الغبار ليس فقط مزعجا للإنسان ولكنه قد يكون مصدرا كبيرا للآثار الصحية السيئة والمجال مازال مفتوحا للكثير من الابحاث، فقد حددت منظمة الصحة العالمية ان العواصف الترابية التي حدثت في مناطق الصحراء في أفريقيا عام 1996 تسببت في انتشار وبائي لالتهاب السحايا اصاب 250 ألف شخص بالمرض ونتجت عنه وفاة 25 ألف شخص. وسبب انتشار المرض المعدي حمل ذرات الغبار للبكتيريا المسببة لالتهاب السحايا لمسافات طويلة وحين يستنشق الإنسان هذه البكتيريا بكميات كافية فإن احتمالية إصابته بالمرض تزداد، فقد استطاع الباحثون عزل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا من ذرات الغبار، والأخطر أن ذرات الغبار الصغيرة والتي يمكن ان ينقلها الهواء لآلاف الكيلومترات تستطيع حمل البكتيريا إلى مسافات بعيدة جدا.
كما أظهرت الابحاث أن ذرات الغبار تستطيع حمل بقايا الخلايا والفطريات وتستطيع نقل انواع خطيرة من البكتيريا، اكثر من 40% منها يتم نقله بواسطة ذرات الغبار الصغيرة التي يمكن أن تصل الى داخل رئة الإنسان عند استنشاقها. ونظريا، يمكن ان يؤدي ذلك إلى إصابة الانسان بالالتهابات الرئوية الحادة ولكن لابد من توثيق هذه العلاقة بإجراء ابحاث أكثر لدراسة العلاقة بين الالتهابات الرئوية والعواصف الرملية. كما اظهرت الابحاث التي اجريت في الصين وتايوان ان زيارة غرف الاسعاف والمستشفيات بسبب أمراض الرئة والانف والقلب والتهاب العينين الرمدي ارتفعت بنسب كبيرة خلال العواصف الترابية، وحين تمت دراسة تأثير هذه الجزيئات على خلايا الرئة في فئران التجارب وجد الباحثون تأثيرات غير صحية على عدد من الخلايا مثل الخلايا البلعمية النخروبية كما اظهرت النتائج الاولية لأبحاث أخرى أن تعريض خلايا الرئة والقلب والكبد لجزيئات الغبار الصغيرة بتركيز عال قد يزيد من أكسدة الخلايا.
2010 عام الغبار
اكد العالم الفلكي د.صالح العجيري ان العام الحالي 2010 هو عام الغبار، موضحا ان الرياح عندما تهب جنوبية او غربية فالاتربة التي تعلق بالجو تكون محلية، اما اذا كانت شمالية فيأتي الغبار من الصحراء الفاصلة بين الاردن والعراق والسعودية، مشيرا الى ان الغبار المستورد اخطر بكثير من الغبار المحلي، لان حبات الاتربة تكون صغيرة جدا ودقيقة ويمكن ان تدخل المنازل المغلقة، على عكس الغبار المحلي المعروف بحبات الرمل الكبيرة.