حنان عبدالمعبود
اكد وزير الصحة د.هلال الساير ان جميع العاملين في وزارة الصحة لا يحق لهم الاضراب والتوقف عن العمل لان ذلك يتسبب في ضرر كبير يقع على المرضى والمراجعين.
واضاف الساير في تصريح للصحافيين تعليقا على اضراب فنيات التعقيم في مستشفى العدان انه عليهن الالتزام بالدوام واذا كان لهن حق فسوف يحصلن عليه من خلال القانون الذي يطبق على الجميع. وعلمت «الأنباء» من مصادر مطلعة بالوزارة ان الوزير امر باحالة الفنيات الى التحقيق جراء توقفهن المفاجئ عن العمل والتسبب في توقف العمل الحيوي الذي يقمن به. ومن جانبه، قال وكيل وزارة الصحة د.ابراهيم العبدالهادي ان صرف كادر فنيي التعقيم والمختبرات قريبا داعيا الجميع الى الالتزام بالنظم واللوائح.
وذكر العبدالهادي ان قرار الوزير الساير المتعلق باعفاء الاطفال مرضى السرطان من غير الكويتيين يشمل العلاج والاشعة المقطعية وجميع ما يتعلق بمريض السرطان.
وكان ما يقارب الـ 12 موظفة تعملن فنيات بقسم التعقيم بمستشفى العدان، قد اعتصمن داخل مبنى وزارة الصحة، وكما نشرت «الأنباء» في عدد أمس فان هؤلاء الفنيات اعترضن على أوقات الدوام التي تطبق عليهن بالمستشفى.
وقد صاحب الفنيات النائب سعدون حماد إلى مكتب وكيل الوزارة د.ابراهيم العبدالهادي، وتحدثت الفنيات معربات عن استيائهن من الوضع القائم، فقالت احداهن: لقد طبقوا علينا خفارة إجبارية، ومن المفترض أن تكون اختيارية كما هو الحال بجميع مستشفيات الكويت، فلدينا تكملة ساعات العمل أو الإضافي حيث نداوم من 7 صباحا وحتى 8 مساء بشكل يومي، وهذا لا يجوز لأننا نداوم حتى في العطل الرسمية الجمعة والسبت والأعياد، وقد فوجئنا بعد أن شكونا من قبل وظننا أن هذا الظلم سيرفع عنا بأن جداول الخفارة نزلت في بداية شهر يونيو. وقد شكونا للمسؤولين بالمنطقة، وللأسف ليس هناك مجيب، وفي محاولاتنا مع مدير المستشفى لحل الأمر، هددنا بخصم من الراتب والتحويل للباحث القانوني، وحين شكونا بالوزارة، قالوا لنا «لا تبصمون»، لأن هذا ليس قرار وزارة وإنما قرار داخلي، وهذا كله يعني فسادا وفشلا إداريا، وحين هددنا بالاعتصام قال المدير «قدموا استقالة جماعية، كما سيتم عمل خصم من الراتب». وللأسف فإننا نعلم أن جميع مستشفيات الكويت لم يطبق بها هذا القرار، فهو اختياري وأمر تطبيقه من عدمه يعود للموظفة.
ولهذا قررنا الاعتصام اليوم، ولا أحد بالدوام إلا موظفة واحدة تلي المسؤولة بالترتيب الوظيفي، وللأسف فان المسؤولة تقوم بتحفيز المدير على أن يعمل خصخصة، ويحضر وافدات بدلا منا. وأكملت أخرى حديثها وقالت اننا محرومات من الأذون، وهناك هروب من الفنيات، فخلال 4 سنوات هربت الكثيرات، وكل من لديها واسطة تستطيع الانتقال للهروب، وللأسف كذلك فان مدير المنطقة يغلق بابه أمامنا، والآن نحن نطالب بأن تطبق النظم الخاصة بالدوام علينا، كما هو الحال بالتعقيم المركزي بمستشفيات الكويت كلها، فهناك العديد من المراكز الجديدة التي يتم افتتاحها، مثل مركز الدبوس والخزام والباطنية، وكل هذا سيلقى على عاتقنا نحن، لأنه ليست هناك فنيات، فمن يخدم هذه التوسعة الجديدة في أعداد الأسرة؟ ان عملنا يصنف ضمن الأعمال الشاقة.
كما ان طبيعة عملنا خطرة، كالتعامل مع غازات خطرة مثل الاثيلين، وقالت أخرى: نتمنى أن يسمعنا المسؤولون ويقفوا معنا، لأن الكيل طفح، فنحن مهددات بالاقالة. فلماذا لا نحول الى شؤون الإداريين ونتخلص من هذا الأمر برمته؟ وما الذي يغصبنا على تحمل هذه الضغوط؟ نحن آدميات ومسؤولات عن أسر ولذلك يجب أن نهتم بصحتنا.
والنائب سعدون العتيبي ما قصر أخذ الأوراق الخاصة بالموضوع وتحدث الى وكيل الوزارة، وأدخلنا للوكيل الذي قال بدوره «لا يعقل هذا الأمر، فقانون الخدمة يمنع هذا الأمر». وللأسف هذا الكلام سمعناه من قبل من المسؤولين بالوزارة ولم يحدث أي شيء، ولهذا قررنا الاعتصام. وقد حرصنا على الشكل القانوني برفع كتاب إلى مسؤولتنا والتي رفضته، وحولتنا إلى باحث قانوني، بأننا لم نحضر اليوم، وبينت إحدى الفنيات أهمية العمل الذي يقمن به، وقالت: القسم الذي نعمل فيه من الأقسام المهمة بالمستشفى، حيث تعتمد عليه غرف العمليات، واليوم العمليات والعناية المركزة وقسم الخدج متوقفة، وما يثير الدهشة أننا نجبر على عمل الشاش والقطن، ولهذا نطالب بتعيين بورتر عمال وافدين لإنتاج قطن وشاش، وليس نحن لأننا تخصص آلات، فما هو الأهم لدى المسؤولين، الآلات أم الشاش والقطن؟
وقالت أخرى إن المسؤولة أجبرتنا على ساعات عمل طوال اليوم وعطلة يوم واحد بالأسبوع، مع عدم المراعاة لظروفنا، وحين تحدثنا إليها أننا لدينا أطفالا بالبيت، كان ردها «اتركوا أولادكم للخدم، وحللوا معاشاتكم» وحين اتجهنا للمدير قال إن هذا إجباري والا سيتم الخصم من الراتب «واللي مو عاجبه يقدم استقالة» وحين هددنا باستقالة جماعية قال «استقيلوا»، والمسؤولة تقول للمدير «أحضروا وافدين أحسن من الكويتيات، فهن لا يصلحن للعمل»، وكيف لا نصلح للعمل ونحن نداوم الجمعة والسبت، كما أن المستشفى الذي نعمل فيه الوحيد بالكويت الذي يداوم أول أيام العيد، فحتى التعقيم المركزي بالصباح لا يداوم أول أيام العيد وكذلك باقي المستشفيات، فكل إنسان له طاقة ولابد وأن ينال عطلة وراحة حتى يمكنه استئناف عمله بشكل أفضل، وكثيرا ما شكونا بسبب المجهود الزائد واصابتنا بالدوالي والعدوى والجروح، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.