دارين العلي
إجراء الفحص الطبي قبل الزواج اصبح ضرورة ملحة لتفادي العديد من الأمراض الوراثية التي انتشرت بكثافة في منطقة الجزيرة العربية بسبب زواج الأقارب وبعد ان بات القانون يجرم حاليا كل من يقدم على اتمام عقد الزواج دون الاطلاع على كتاب نتائج الفحص قبل الزواج.
هذا ما اجمع عليه المحاضرون في ندوة الفحص الطبي قبل الزواج ـ يدا بيد لحياة أفضل التي عقدتها الجمعية الكويتية التطوعية لخدمة المجتمع، ضمن الحملة الوطنية للتوعية بالزواج الصحي والتي افتتحت بها موسمها السنوي للتوعية، وحاضر فيها كل من مدير ادارة الشؤون القانونية والتحقيقات بوزارة الصحة د.محمود عبد الهادي، ومدير ادارة الصحة الاجتماعية بوزارة الصحة ورئيس قسم مراكز الفحص الطبي قبل الزواج د.يعقوب الكندري، وأدارتها رئيسة اللجنة الصحية في الجمعية د.هند الشومر.
واستعرض د.عبد الهادي قانون الفحص قبل الزواج ومواده، لافتا الى ان القانون يجرم حاليا كل مأذون يعقد القران دون التأكد من وجود نتائج الفحص قبل الزواج، متناولا البعد القانوني واللائحة التنفيذية للقانون والجوانب المتعلقة بتطبيقه.
من جانبه تحدث د.يعقوب الكندري عن الجوانب الطبية والاجتماعية، لافتا الى انه تم عقد اجتماعات اسبوعية مكثفة حتى تم وضع القانون، وذلك بعد ان تم التعرف على تجارب الآخرين لمعرفة السلبيات وتجنبها، والايجابيات وتكريسها بعد تكييفها مع المجتمع الكويتي.
واستعرض بنود القانون ومواده لافتا الى ان المشرع وضع بنود القانون ونصوصه لتتلاءم مع المجتمع، موضحا أهمية الفحص قبل الزواج لتفادي الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية، والتي كانت تشكل نسبا عالية اضافة الى امراض الدم التي وصلت الى 400 حالة.
وأشار الى ان الاحصاءات تتوقع ان يصاب طفل واحد من أصل 25 طفلا اما بمرض وراثي أو عيب خلقي شديد أو تأخر عقلي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية.
وأكد ان الاستشارة الوراثية والفحص قبل الزواج امران في غاية الأهمية في هذا العنصر، وقد يكشفان عن امراض وراثية تساهم في تخفيض نسبة الامراض والاضرار الناتجة عن زواج الأقارب، لافتا الى ان نسبة زواج الأقارب في الكويت وصلت الى 25%.
واستعرض الكندري أهداف الفحص الطبي قبل الزواج والمتمثلة في الحد من الأمراض الوراثية والمعدية، وتوفير زواج صحي، وتوفير الجهد والوقت والمال والعبء على الاسرة، ونشر الوعي الصحي، وتجنب الأعباء النفسية والاجتماعية، وغيرها من الأهداف الأخرى، لافتا الى ان قانون الفحص قبل الزواج رفع الحرج عن العديد من الأسر.
وكانت الندوة قد بدأت بكلمة للدكتورة هند الشومر قالت فيها انه من منطلق تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني ومشاركتها الفاعلة في تعزيز صحة المجتمع فان الجمعية الكويتية التطوعية النسائية لخدمة المجتمع لها أهمية خاصة لأنها تبرز دور المرأة الريادي في المجتمع.
وأضافت، من المعروف ان مؤشر تمكين المرأة في المجتمع هو احد المؤشرات التي تقاس فيها معدلات التنمية في اي مجتمع حسب تقارير الأمم المتحدة وترصدها المنظمات الدولية لتقييم مدى تقدم الدول لاحراز الأهداف الانمائية للألفية، وعلى المرأة مسؤوليات ودور كبير في التنمية من خلال دورها الفعال وأنشطتها في جمعيات النفع العام.
وأشارت الى ان موضوع الندوة يمس كل اسرة والتي تعد اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، حيث تتناول الندوة الفحص الطبي قبل الزواج بأبعاده المختلفة وهي: البعد القانوني والصحي والطبي والاجتماعي.