- يعطى اللقاح ابتداءً من سن 9 سنوات حتى سن 26 سنة يمتد إلى 55 سنة
- فيروس hpv هو المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم وهذا يعتبر ميزة حيث إنه ممكن اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر مما يمنع تحوله إلى سرطان
- الفحص الدوري المنتظم وعدم ممارسة الاتصال الجنسي غير الشرعي وعدم التدخين واللقاح ضد hpv هي عوامل أمان ضد سرطان عنق الرحم
أكد اختصاصي أمراض النساء والولادة د.السعيد عبدالمقصود عسكر ان سرطان عنق الرحم يحتل المرتبة الثانية لوفيات النساء بعد سرطان الثدي، كما أنه يصيب 470 ألف سيدة سنويا حول العالم ويتسبب في وفاة 288 ألف سيدة، وتضعه الإحصائيات الفرنسية في المرتبة الثالثة بين السرطانات التي تصيب النساء مع 1000 حالة وفاة سنويا بفرنسا. وأضاف: تحدث الغالبية العظمي لحالات الوفاة من هذا المرض في البلاد الأقل تطورا والتي لا يطبق فيها برنامج التحري عن المرض. كما أن 83% من الإصابة بسرطان عنق الرحم تحدث في البلاد الفقيرة (إحصائية عام 2005)، أما بالنسبة للإحصائيات في البلدان العربية فهي غير متوافرة ولكن التقارير الفردية تدل عـلى تواجد المرض في البلدان العربية بشكل ملموس.
وتابع: يمتاز هذا المرض القاتل بأنه ينتج بشكل أساسي عن فيروس ينتقل بالعلاقة الجنسية ويسمى هيومان بابيلوما فيروس hpv (الورم الحليمي البشري) وهو موجود في 99% من حالات سرطان عنق الرحم، والميزة الثانية أن التشخيص المبكر لهذا المرض ممكن، وعلاجه الصحيح المبكر ممكن في الغالبية العظمى من الحالات أن يجنب السيدة الوفاة بسبب المرض. وزاد: تحدث الإصابة الأولى بهذا الفيروس في عمر يترواح بين 20 و30 سنة ويتطور في عنق الرحم ببطء شديد وغالبا ما يستغرق الأمر عشرات من السنوات حتى يتطور الأمر لسرطان، الدراسات العلمية أظهرت أن هذه الفترة بالحد الأدنى هي 7 سنوات وبشكل متوسط من 20 و30 سنة، خلال هذه الفترة يمكن بسهوله تشخيصه إذا كانت السيدة تحت الفحص الدوري، الأمر المهم جدا أن عددا ضئيلا من السيدات المصابات بهذا الفيروس hpv تتطور الحالة عندهن لمرحله السرطان.
وقال د.عسكر: في الولايات المتحدة حوالي 40% من الفتيات يحملن هذا الفيروس (hpv) في العامين التاليين لأول علاقة جنسية، وفي فرنسا يتواجد 14% من الحالات، كما أن بين 25 و35 مليون سيدة أوروبية تحمل هذا الفيروس ويقدر أن احتمال نقاء السيدة مع هذا الفيروس طوال حياتها يقارب 80% وبفضل جهاز المناعة تشفى الإصابة وحدها ويتخلص الجسم من هذا الفيروس في الغالبية العظمى من الحالات، بينما في أقل من 1% من الحالات يحدث السرطان، 5% تظهر الاعتلالات أو الآفات ما قبل السرطانية، 25% من الحالات يكون التحري عن هذا الفيروس ايجابيا بالمسحة (اللطاخة) (pap smear)، 35% من الحالات يحدث ثآليل حليمية condyloma.
وتابع: فيروس hpv يوجد منه عدة عائلات وأصناف ويعطي لكل عائلة وصنف منها رقم ويصل عددها إلى 120 صنفا، وكل صنف يختص بنوع معين من الأنسجة بعضها يصيب جلد أسفل القدم وبعضها يصيب الأنسجة المخاطية للجهاز التنفسي والأنف والحنجرة، ولحسن الحظ أن عددا قليلا من هذه الأصناف يسبب السرطان، وأهمها الصنفان رقما 16 و18، ويقال عنها أنها الأصناف ذات الخطر العالي المسبب للسرطان، والأنواع الأخرى تسبب دمامل جلدية تنتقل عن طريق التلامس الجلدي العادي، ونحو 30 نوعا يتم انتقالها عن طريق الجنس، يدخل الفيروس إلى داخل خلايا عنق الرحم ويسبب في البداية تغيرات في بناء هذه الخلايا تبقى هذه التغيرات طبيعية وقابلة للتراجع التلقائي والشفاء، وكشف هذه التغيرات يعتبر فرصة للتحري عن السيدات اللاتي قد يتطور عندهن المرض إلى حالة سرطانية، ومن هنا يكون التطور الطبيعي لسرطان عنق الرحم هو:
الإصابة بفيروس hpv ← بقاء الإصابة ← الإصابة داخل البشرة منخفضة الدرجة ← الإصابة داخل البشرة عالية الدرجة ← سرطان.
وتساءل: هل معني ذلك أن أي سيدة مصابة بهذا الفيروس سيتحول عندها إلى سرطان؟ وأجاب: هذا يختلف من سيدة لأخرى على حسب جهازها المناعي والفحص الدوري من عدمه ووجود عوامل أخرى تساعد على ذلك، وبناء عليه يكون مصير الإصابة بهذا الفيروس هو: الشفاء التلقائي وهو القاعدة العامة لغالبية الحالات حيث يتم الشفاء التام بدون أي علاج، والدخول في حاله الكمون، والانتكاس والتطور فيتحول الى خلايا ما قبل السرطانية ثم الى خلايا سرطانية.
أما الأمراض الأخرى التي تنشأ عن الإصابه بفيروس hpv فهي: الثآليل الجلدية warts والثآليل التناسلية أو الشرجية condyloma accuminata .
وهناك عدة عوامل تؤهب لتطور الإصابة بفيروس hpv منها: ضعف المناعة والتدخين وتعدد مرات الحمل وربما موانع الحمل الهرمونية وكذلك بعض الأمراض المعدية والمنتشرة عن طريق الجنس مثل الكلاميديا العقبولة ـ الهربس ومرض نقص المناعة.
وعن طرق الوقاية، قال انها تتمثل في القيام بعمل فحص مهبلي دوري لتشخيص أي تغيرات في عنق الرحم يبدأ من سن 11 في الدول الغربية أو من سن 18 أو بعد الزواج مباشرة مرة كل عام حتى 3 مرات، تكون نتيجة المسحة فيها سلبية للإصابة بالفيروس ثم يتم كل 3 سنوات بعد ذلك، وعدم ممارسة الاتصال الجنسي غير الشرعي لتجنب الإصابة التي تدمر خلايا عنق الرحم، وعدم التدخين، والإقلال من استعمال حبوب منع الحمل لفترات طويلة مع استعمال الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية، وكذلك اللقاح الذي أصبح متوافر الآن حيث وافقت عليه هيئة fda الأميركية في 8 يونيو 2006 كلقاح واق للفيروس hpv حيث أجريت دراسات على نساء بالغات بمتوسط عمر 23 عاما وأظهرت حماية من الإصابة بالعدوى لنوعي 16 و18، كما أظهرت التجارب نجاحه بنسبه 100% في تجنب اصابات العدوى المستمرة كما يقي من نوعي 6-11 والتي تسبب 90% من الثآليل التناسلية.
وعن الأعراض ذكر د.عسكر انها عبارة عن إفرازات مهبلية قد تكون ليس لها لون أو مصحوبة بدماء وغير مصحوبة بحكة (هرش)، ونزول دم بعد الاتصال الجنسي.
ولكن ليس بالضرورة أن تدل هذه الأعراض على سرطان عنق الرحم بل قد تكون أعراض لأمراض واضطرابات أخرى، ومن المهم أنه إذا كانت السيدة تقوم بالفحص الدوري بانتظام وتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى أو مرحلة ما قبل السرطان فتكون نسبة الشفاء من المرض كاملة.
وعن طرق التشخيص قال انها بأخذ مسحة من عنق الرحم (اللطاخة أو مسحة باب) وعمر هذه المسحة أكثر من نصف قرن، وقد أقرت هيئة fda الأميركية فحص dna الخاص بـ hpv كأداة فحص رئيسية لاكتشاف حالات العدوى بالأنواع عالية المخاطر من hpv التي تؤدي إلى سرطان عنق الرحم، وقد أثبت اختبار لطاخة باب أنه من أنجح اختبارات الفحص في تاريخ الطب.
من خلال هذه المسحة يتم معرفة التغيرات غير الطبيعية التي تحدث في عنق الرحم ومرحلة ما قبل السرطان والتي تسمى cin وهي على 3 مراحل (cin1-cin2-cin3)، وعند وجود هذه التغيرات يكون هناك 3 احتمالات: أولها أن يختفي ويعود عنق الرحم إلى حالته الطبيعية، وثانيها أن يبقى ولكن لا يسبب للسيدة أي مشاكل، وثالثها: في بعض الحالات قد تسوء الحالة ويتحول تدريجيا إلى سرطان ولذلك يكون اكتشاف تطور المرض من خلال الفحوصات الدورية المنتظمة.
يتم هذا الفحص لكل سيدة متزوجة عمرها بين 20 و64 عاما، أما في حالة سيدة عمرها 65 عاما فما فوق ولم تقم بإجراء الفحص إطلاقا طوال حياتها فيجب إجراؤه مرة واحدة على الأقل، أما السيدة التي أجريت لها عملية استئصال الرحم فلا تحتاج لإجراء هذا الفحص بشرط أن يكون النسيج الرحمي وعنق الرحم عند استئصاله لم يثبت وجود شيء غير طبيعي.
وكذلك يتم التشخيص عن طريق منظار عنق الرحم colposcope وهو ببساطة يشبه الميكروسكوب يساعد الطبيب على رؤية عنق الرحم بصورة مباشرة ثلاثية الأبعاد بعد صبغ عنق الرحم بمادة معينة.
في حاله التأكد من وجود خلايا غير طبيعية بعنق الرحم cin يكون العلاج باستعمال الليزر لقتل الخلايا غير الطبيعية، أو باستعمال الكي بالحرارة، وباستعمال الكي بالتبريد، أو استئصال المناطق غير الطبيعية عن طريق قطعها بالسكين الجراحية أو الليزر أو بجهاز lletz، أو استئصال جزء مخروطي من عنق الرحم.
وقد لوحظ أن نسبة كبيرة جدا من السيدات عند اللجوء إلى إحدى هذه الطرق يشفين تماما وتبقى فقط المتابعة الروتينية للتأكد من عدم عودة الحالة المرضية.
وفي حالة وجود سرطان بعنق الرحم، وبعد عمل الفحوصات اللازمة لتحديد مراحل السرطان المختلفة يكون العلاج إما جراحي عن طريق استئصال الرحم وعنق الرحم + الغدد الليمفاوية + الأنسجة المحيطة بالرحم، أو إشعاعي: إما خارجي او داخلي، أو كيماوي بالإضافة الى المتابعة الجيدة.