حنان عبدالمعبود
حذر الصيدلي والباحث في مركز السموم والابحاث في مستشفى الاميري د.عقيل شهاب من انتشار مادة الاسبستوس، خصوصا في اسقف المباني لما لها من آثار خطيرة منها الاصابة بالالتهابات الرئوية الخطيرة اذا ما تم استنشاقها بكميات كبيرة، واشار الى ان الاسبستوس يصبح خطيرا جدا عندما يفتت وتتطاير منه الياف دقيقة في الهواء، لأنها تظل موجودة في الرئة مدى الحياة.
وقال د.شهاب في تصريح صحافي امس ان الاسبستوس هي مجموعة من المعادن الناعمة تشبه الالياف ولها ميزات كثيرة تجعل له قيمة تجارية، فهو لا يحترق كما انه موصل رديء للحرارة والكهرباء، وهو ايضا مرن وقوي ولا يتأثر بمعظم المركبات، مضيفا انه جاف ويمكن تهشيمه بضغط خفيف، مضيفا انه يستخدم لبناء اسقف مقاومة للحرائق وانابيب توصيل المياه وغيرها من مواد البناء.
واشار الى ان الاسبستوس يقترن بمرض يسمى «الاسبستوسيز»، كما يقترن بأنواع معينة من السرطان، وهي امراض شائعة بين الذين يتعاملون مع الاسبستوس، مشيرا الى انه على الرغم مما تسببه هذه المادة من اضرار صحية للبيئة والإنسان والمخاوف من انها تسبب السرطان الا اننا نجد استمرار انتاجها بكميات كبيرة في العالم.
وقال ان هناك دراسات صادرة عن قسم الصحة والسلامة بمنظمة العمل الدولية تؤكد ان اكثر من 100 الف شخص يفقدون حياتهم كل عام جراء التعامل مع هذه المادة خاصة في افرع البناء، وان 125 مليون شخص يتعرضون للمادة مما يعرضهم للإصابة بأمراض خبيثة، والرقم الحقيقي هو بالتأكيد أعلى من ذلك، فليس هناك تسجيل دقيق للحالات الطبية في العديد من البلدان، بالاضافة الى ذلك ان العديد من الضحايا لا يعرفون انهم تعرضوا للاسبستوس بسبب طول الفترة الزمنية الفاصلة بين التعرض للمادة وظهور الاعراض.
ولفت د.شهاب الى ان الحل الصحيح هو وقف التعامل نهائيا لهذه المادة السامة، حيث انه توجد بدائل بحيث يمكن ان تكون المواد الصناعية البديلة للاسبستوس عضوية او غير عضوية، حيث ان المواد العضوية: فحم البولي فينيل، اما المواد غير العضوية فيمكن ان تكون بلورية (الياف كربونية مزيج من الاسلاك المعدنية مع الصوف) او غير بلورية (الياف زجاجية، صوف زجاجي، صوف صخري وصوف كلسي).
واختتم بأنه لا ينقص شيء في المسير على خطى الدول الصديقة للبيئة في وضع عقوبات شديدة وصارمة على الشركات والمصانع التي تهدد يوميا صحة الإنسان والبيئة بشكل عام من ادخال مواد فاسدة او التعامل مع مواد محرمه دوليا لشدة سميتها.