- الخلل الجينــي هو السبب الرئيسي لسكر الأطفــال مـن النـوع الأول
- سكر الكبار في حـال أصاب الأطفـال.. يكون سببه وراثياً أو بسبب السمنة
- الحل الوحيد لعلاج سكر الأطفال هو الأنسولين بواسطة الإبر.. أو جهاز المضخة
- سكر الأطفال يرتبط بنقص الأنسولين عكس سكر الكبار فبسبب السمنة يزداد لديهم الأنسولين
- أهم مضار السكر تأثيره على الكلى.. وغالباً ما يكون التأثير سريعاً عند الأطفال
- أهم أعراض نقص هرمون الدرق قصر القامة إضافة إلى الإمساك والأسنان البارزة
زينب أبوسيدو
تلعب الغدد الصماء دورا أساسيا في نمو الجسم وبنائه وتكامله وهي العقل الكيميائي لجسم الإنسان، بحيث يظهر اي خلل غددي خصوصا في الطفولة المبكرة على شكل كارثة، وغالبا ما يترك الخلل الغددي أثره على نمو الطفل وسلامة أجهزته بحيث يظهر في سن البلوغ كشخص مختلف اما يكون قصير القامة بشكل لافت للنظر او ذا ملامح لا تتناسب مع عمره اضافة الى بعض القصور في أجهزة الجسم الأخرى. والغدد الصماء مسؤولة عن تنظيم بيئة الجسم الكيميائية بدءا من نسبة السكر في الدم الى السمنة الى نمو ونشاط الغدد الأخرى، الى سلامة العظام والكلى وغير ذلك. وخلال لقائنا مع د.إيمان البصيري، استشاري غدد صماء، وسكري وسمنة للأطفال، أكدت ان العطش وكثرة شرب الماء، والتبول الكثير اضافة الى الشعور بالإرهاق والتعب من أهم أعراض سكر الأطفال، مشيرة الى ان سبب النوع الأول هو خلل جيني، بينما النوع الثاني في حال أصاب الأطفال غالبا ما يكون السبب وراثيا وأوضحت د.البصيري ان العلاج الوحيد لسكر الأطفال هو الأنسولين، ويمكن اعطاؤه للطفل عن طريق الإبر او عن طريق المضخة، محذرة من السمنة عند الصغار والكبار، باعتبارها من أسباب الإصابة بالسكر. وحول مضار ومضاعفات مرض السكر أكدت الدكتورة ان أهم نتائجه هو ضعف الكلى ولكن عند الأطفال غالبا ما تكون النتائج سريعة وحول قصور بعض الغدد الصماء أكدت ان نقص هرمون الغدة الدرقية مثلا يسبب غالبا قصرا في القامة اضافة الى الكسل والميل الى النوم وضعف التركيز، في حال كان المريض طالبا اضافة الى السمنة. وحذرت د.البصيري من السمنة عند الأطفال وخصوصا حين تؤدي الى تكاثر الخلايا الدهنية حيث ترافق هذه الخلايا الطفل الى كبره، وتكون عاملا أساسيا بإصابته بالسمنة التي يصعب التخلص منها. ونصحت الأمهات بتقديم الغذاء المتوازن لأطفالهن، والحرص على التوازن بين الغذاء والحركة،
فإلى التفاصيل:
كيف يمكن للأم معرفة أن الطفل مصاب بالسكر، خصوصا اذا كان صغير السن؟
السكر من النوع الأول أعراضه واضحة جدا، خاصة للأطفال، فيشعرون برغبة في شرب الماء كثيرا، ويذهبون الى الحمام كثيرا من أجل التبول، وكذلك تضعف أوزانهم، وخلال أسبوعين أو 3 أسابيع يكتشفون هذه الأعراض وهي الشعور بالعطش وكذلك الشعور بالتعب والإرهاق.
ما أكثر الأسباب شيوعا لإصابة الأطفال بالسكر؟
أكثر الأطفال لدينا مصابون بالسكر من النوع الأول، والنوع الأول هو السبب في ان يكون لكل طفل خلل جيني معين وبعدها يتعرض هذا الشخص لأجواء كثيرة وعديدة، فربما يكون التهابا فيروسيا أو طعاما كيميائيا، أو ربما جو معين، فإذا كان هناك خلل في الجين، بالاضافة الى هذه الأعراض مجتمعة يكون هناك سكر من النوع الأول.
أما النوع الثاني فعادة يصاب به الكبار ولكننا نراه الآن في كثير من الأطفال والسبب وراثي من الأجداد أو الآباء، بالاضافة الى السمنة فأصبحنا نرى حالات كثيرة من النوع الثاني.
وراثة مرض السكر
هل الأم المصابة بالسكر تلد طفلا مصابا به؟
نعم فهناك سكر بالخدج وهو عبارة عن جينات موجودة في الأطفال تختلف عن جينات السكر من النوع الأول، وهو يكون إما مؤقتا أو دائما، والمؤقت في حالة إصابة الأم بالسكر أو أي أسباب أخرى فيكون منذ 6 أشهر، أما المصابون بخلل في الجينات فعادة يكون هذا النوع دائما.
ما طريقة علاج سكر الأطفال؟ وهل هي نفسها عند الكبار كالحقن مثلا؟
بالنسبة للصغار فلكي نعرف ما الدواء يجب ان نعرف سبب الداء، فالسكر من النوع الأول يعني ان هناك نقصا في الأنسولين، فالحل الوحيد هو الأنسولين، ودائما تأتي إلينا أمهات يردن علاجا لأطفالهن بالأدوية ولكن الحل الوحيد هو إعطاء إبر الأنسولين أو جهاز المضخة. السكر من النوع الثاني هو للكبار، فيستطيعون تناول حبوب، لأن لديهم زيادة في الأنسولين ولكن لا يعمل، فالسبب مختلف، ولكن الكبار الآن يستخدمون الأنسولين كعلاج آخر بعد الأدوية، لأن الأدوية لا تفيد البعض ممن لديهم المرض مزمنا ويحتاجون الى علاج أقوى فنساعدهم بالأنسولين.
الفرق بين سكر الأطفال والكبار
ما الفرق بين سكر الأطفال وسكر الكبار فوق سن الـ 40 وأيهما أخطر؟
كما ذكرت فإن السكر من النوع الأول تكمن مشكلته في وجود خلل في أنسولين الأطفال فلا يفرز جيدا وهؤلاء لديهم نقص في الأنسولين أما السكري من النوع الثاني فهو يحدث للكبار وعادة مشكلتهم تكون في السمنة، فتصبح لديهم زيادة في الأنسولين فلا يعمل بالطريقة الصحيحة، لذلك تتكون الدهون ويصبح لديهم ارتفاع في سكر الدم، ولأن السمنة منتشرة كثيرا في العالم فنرى ان السكر من النوع الثاني يبدأ في الصغر عند أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أو 8 سنوات. أما الخطورة فهي في الحالتين فالسكر من النوع الأول حيث نجد مشاكله بعد سنوات فمثلا إذا أصيب الطفل الآن، فسنرى المضاعفات بعد 10 سنوات أما عند الكبار فلا يشعر بالأعراض إلا متأخرا، ويكون السكر موجودا منذ فترة طويلة، فالمضار متشابهة وهي التأثير على الكلى، ولكن الخطورة في النوع الأول بالنسبة للأطفال تتضح عندهم الأعراض سريعا، أما الكبار فلا يعرفون إلا اذا فحصوا بالصدفة، واكتشفوا ان لديهم المرض منذ فترة طويلة فتأتي المضاعفات بعد عام او عامين مثلا.
الغدة الدرقية وقصر القامة
هل يؤدي الضمور في الغدد الدرقية الى قصر قامة الطفل وهل هناك علاج لقصر القامة؟
نقص الغدة الدرقية يكون بسبب نقص في الهرمون ونقص الهرمون له أعراض كثيرة منها قصر القامة فأحيانا يأتينا أطفال قصار القامة، ونكتشف ان لديهم الغدة ولكن هناك أعراضا أخرى لذلك عندما يأتينا الطفـــل نفحــص الغدة لأن لها علاجا وعلاجها موجـــود، ومن أسبـــاب قصــر القامة 1% أو 2% بسبب نقص الغدة.
هل اذا عولجت الغدد يعالج قصر القامة؟
اذا كــان هو السبـــب الوحيد فنعم، ولكــــن اذا وجـــدت أسبـــاب أخـــرى فيصعب علاجه.
اكتشاف خلل الغدد
كيف يمكن التمييز بين طفل سليم وطفل يعاني خللا في الغدد بالنسبة للأم مثلا؟
تقوم المستشفيات الخاصة بعمل تشكر عليه، ويا حبذا لو تقوم به المستشفيات الحكومية أيضا، وهو فحص شامل لجينات الأطفال تقوم به مستشفيات العالم منذ أربعين عاما تقريبا، وذلك لكي نكتشف اذا كان لديهم نقص في الغدة، لأنه عادة ما تكون من الجينات. فإذا كانوا صغارا سيكون لديهم مشكلة بالامساك أو بطء بالأكل أو ان اسنانهم بارزة توحي بأن وجوههم كوجوه الكبار، أو لديهم اختناق واذا كانوا كبارا فهناك مظاهر قصر القامة، والسمنة والكسل والرغبة بالنوم، وبالنسبة للطالب يفقد القدرة على التركيز فإذا كان مجتهدا يتراجع في دروسه.
السمنة عند الأطفال
إلى أي درجة تعتبر السمنة عند الطفل مسؤولة عن السمنة في كبره؟
بنسبة 10% إلى 30% فعندما يولد الطفل كبير الحجم مثلا 4 أو 5 كيلوغرامات فهذه فرصة ان يصبح لديه سمنة في كبره تختلف عما اذا كان مولودا بحجم طبيعي، والشيء نفسه اذا كان الطفل ذو الـ 4 أو 5 سنوات سمينا سيكون لديه فرصة 30% ان يصبح عنده سمنة في الكبر.
القابلية للسمنة
هناك أشخاص يعانون من السمنة ومن قابلية الجسم الكبيرة للسمنة، هل لذلك علاقة بطفولتهم من حيث تكون الخلايا الدهنية؟
عندما يولد الطفل كبير الحجم حوالي 4 أو 5 كيلوغرامات يحدث ان تكبر الخلايا الدهنية وتتكاثر، فالخلية الكبيرة اذا أردنا تصغيرها ستصغر، ولكن عندما تتكاثر وتزيد الأعداد من الصعب ان نقلل العدد فستظل هذه الخلايا مع الطفل الى ان يكبر، لذلك على الأم اللجوء الى الطعام الصحي منذ فترة الحمل والحفاظ على وزن طفلها تجنبا لحدوث تلك المشاكل، وذلك من أول ستة أشهر بعد ولادته.
ما علاقة سمنة الطفل بغذائه وهل على الأم حرمان طفلها من الحلويات والشبس وما الى ذلك؟
أهم أسباب السمنة هو الغذاء، ولكن الطفل المصاب بالسكر يجب ألا نحرمه من الشبس والحلويات، بل يجب ان يكون هناك توازن بين الأكل والحركة، فالجسم يحتاج الى سكريات ودهون ونشويات وبروتينات والطفل يجب ان يأكل الغذاء متكاملا ولكن بحدود وعندما يكون الميزان ثابتا فهذا هو الأكل الصحي.
كيف تعرفين أن طفلك مصاب بالسكر؟
هناك اعراض متعددة لمرض السكر تختلف حدتها ومدتها من مريض الى آخر، وقد تسرع الالتهابات والامراض العارضة من تفاقمها واظهارها بشكل اسرع، ومن ابرز هذه الاعراض فقدان الوزن والخمول وشرب الماء بكثرة والتبول بكثرة، وقد تلاحظ الأم تردد الطفل كثيرا على الحمام، او الاستيقاظ ليلا او التبول اللا ارادي اثناء النوم، وفي سن الطفولة المبكرة قد تلاحظ الأم امتلاء حفاظات الطفل بكمية كبيرة من البول. ومن الاعراض: الجوع الدائم والصداع، واضطراب بالرؤية وجفاف بالجلد وآلام بالبطن، ولابد من تدارك المرض بسرعة كافية، حتى لا يؤدي الى تدهور صحة الطفل، او اصابته بجفاف شديد، او غيبوبة كيتونية.
كلمة إلى الأمهات
دعت د.إيمان البصيري الأمهات الى ان يحافظن على إطعام اطفالهن وتشجيعهم على اللعب على الأقل نصف ساعة في اليوم، وكذلك الانتساب الى الأندية الرياضية مشيرة الى ان الهدف ليس تقليل الوزن، انما الهدف هو تغيير نمط حياتهم.
كما أكدت على أن السكر من النوع الثاني هو من اهم مضاعفات السمنة واضافت: فلو تجنبنا السمنة سنتجنب المضاعفات وهي زيادة الكوليسترول وزيادة السكر وامراض القلب وغيرها، وقد تحدث كثيرا للأطفال فنصيحتي للأمهات ان يلتزمن بالطعام والحركة بالنسبة للطفل.
وتابعت د.البصيري وبالنسبة لقصر القامة فيجب ان تكون هناك متابعة لكل طفل منذ صغره بالنسبة لوزنه وطوله مع الطبيب لتجنب اي مضاعفات له سواء قصر القامة او السمنة، حتى نقي اطفالنا من تلك الامراض.