- على مريض الكولسترول الاختيار بين احتمال حدوث نوبة قلبية إن لم يتناول الدواء أو العيش بشلل جزئي بتناوله على المدى الطويل
- التصدي للرعاية الصحية لسكان العالم يستوجب أخذ العوامل المتغيرة لكل إنسان في الاعتبار عبر قاعدة معلومات دولية
- سرطان الثدي مشكلة شائعة لدى الشابات الصينيات أكثر من نساء الجيل السابق وعلى العلماء المختصين عمل الدراسات لبحث الأسباب
- حساسيتي وألمي تجاه معاناة الآخرين أشعراني بالعجز عن مساعدة شخص دون غيره لذلك أطمح للتصدي للمشكلة بصورة أكبر
- المجتمع الكويتي منفتح على الابتكار وإطلاق أفكار جديدة ويتمتع بروح المبادرة التجارية
حنان عبدالمعبود
هي مهندسة تحمل شهادة البكالوريوس في تكنولوجيا الهندسة من جامعة تكساس، وكذلك الماجستير في تكنولوجيا الهندسة الوراثية من الجامعة نفسها، عملت لفترة من الزمن ثم ما لبثت أن عادت إلى تحضير الدراسات العليا، حيث حصلت على ماجستير في الاقتصاد من جامعة هارفارد، وماجستير في القانون والديبلوماسية الدوليين من كلية فليتشر للديبلوماسية، انها المهندسة أزيتا الشريف، صاحبة ومديرة شركة «ديدالوس» التي أنشأتها عام 2000 وانكبت خلال الأعوام العشرة الماضية على تطويرها وتصميم المنتجات وتسويقها. أزيتا الشريف ليست مهندسة عادية فقد اختارت تكنولوجيا الهندسة البيولوجية مجالا لعملها كما عملت في مجال أشباه النواقل في شركة «انتل» لتصميم الشرائح إضافة إلى تصميم التجارب، إلى جانب العديد من التخصصات التي امتهنتها والتي أهلتها لأن تخرج بأفكار تعد ثورة تقنية لخدمة البشر جميعا ومن أهمها على الإطلاق إنشاء بنك بيولوجي دولي، أو قاعدة المعلومات الدولية والتي عن طريقها يمكن أن نحسن سبل إجراء الأبحاث وتطوير الدواء، «الأنباء» التقتها في حوار حصري كان هذا فحواه:
«ديدالوس» اسم يعده البعض غريبا نوعا ما، فما معناه؟
«ديدالوس» مأخوذ من الأساطير الإغريقية، وكان لأول مهندس معروف في تلك الأساطير والملقب «أبا الاختراعات»، لذلك يحب المهندسون شخصية «ديدالوس» لأنه مبدع كبير.
ما تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على مشروعك وشركتك؟
لحسن الحظ لم تؤثر كثيرا على أعمال الرعاية الصحية، لأن الناس يمرضون والمستشفيات لاتزال مزدحمة، لذلك كان هذا المجال بمنأى عن الأزمة المالية، وهذا جيد لأنه ساعدنا على الاستمرار، وكليات الطب وشركات الصيدلة أكثر حرصا على كيفية إنفاقها للأموال، ولكنها تدرك نوع التوفير الذي تقدمه حلولنا ويمكن القول ان الأزمة لم تؤثر سلبا على الرعاية الصحية التي نركز عليها.
اعتقد انك في عملك جمعت بين نقيضين، حيث الفكر العملي في الطب والذي يجعل الشخص حين يعمل به ينغمس في الطب فقط، لكنك بالرغم من ذلك اتجهت إلى الهندسة والاقتصاد ايضا وهما أبعد وأصعب من المجال الأول، فكيف استطعت ذلك؟
ان تكنولوجيا الهندسة البيولوجية تقوم على ثلاثة حقول هندسية، هي الكيميائية والكهربائية والميكانيكية. وفي الولايات المتحدة إذا أراد الشخص دراسة تكنولوجيا الهندسة البيولوجية فإن عليه أن يبدأ بواحد من هذه الحقول، وأنا بدأت في المجال الميكانيكي.
بنك الخلايا
أشرت إلى أن لديك فكرة لإنشاء بنك دولي للخلايا الجذعية، فكيف واتتك هذه الفكرة؟ وكيف يمكن تحقيقها؟
عندما ننظر إلى عدد سكان الأرض البالغ 6 مليارات نجد أن شروط الحياة والخصائص السكانية والوراثية مختلفة، ولذلك لكي نتصدى لمسائل الرعاية الصحية لسكان العالم علينا أن نأخذ في الاعتبار العوامل المتغيرة التي تشمل كل إنسان في العالم ولذلك نحتاج إلى قاعدة معلومات دولية للتصدي لمثل هذه المسائل على مستوى العالم.
ويمكنني إعطاء بعض الأمثلة، فعندما ننظر إلى دراسة مرض السرطان مقابل دراسة مرض السكري فإن نوع المعرضين للإصابة بالسرطان يكون مختلفا عادة عن النوع المعرض للسكري، ففي الولايات المتحدة يعتقدون أن الشمس تساهم في الإصابة بسرطان الجلد، ونحن نعرف حدة الشمس في الشرق الأوسط ولكن مع ذلك لا توجد به إصابات سرطان الجلد، ولذلك لا أرى أن الشمس تساهم بالضرورة فيه، ولكن جينيا فان سكان هذه المنطقة ليسوا معرضين لسرطان الجلد، بينما في الدول الاسكندنافية وأميركا الشمالية نجد سرطان الجلد شائعا جدا.
وهناك مثال آخر، مثل سرطان الثدي والذي يبدو أنه يعد مشكلة شائعة أكثر لدى النساء الصينيات، وخصوصا الجيل الأخير من الشابات الصينيات، لذلك من المهم للعلماء المختصين بالدراسات حول أمراض السرطان التركيز على علاج سرطان الثدي الذي يصيب الرجال والنساء بشكل عام وكذلك البحث حول الأسباب التي تؤدي إلى اصابة الجيل الحالي من النساء الصينيات بالسرطان اكثر من نساء الجيل السابق.
هل سيعتمد العمل بالبنك على معرفة الأمراض من خلال السلالات؟ وهل سيساعد هذا على تطوير الدواء أم أنه سيعمل على محاولة الوقاية من الأمراض بعد معرفة الجينات المسببة لها؟
أجل، هذا هو القصد، إنشاء هذا البنك البيولوجي الدولي، أو قاعدة المعلومات الدولية سيحسن طريقة إجرائنا لتطوير الدواء ولأبحاث الدواء أيضا، كما ذكرت، فهناك آثار جانبية كثيرة للأدوية لذلك يجب أن أقرر كمريض ما إذا كان يجب أن أتعامل مع الآثار الجانبية أو مع المرض، وأحيانا لا يكون الخيار سهلا.
مثلا الدواء الموجود في الأسواق لتخفيف الكولسترول المرتفع، وهو مرض واسع الانتشار وفي كثير من البلدان يؤدي إلى نوبات قلبية، ومع هذا فان الكثير من الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكولسترول كثيرا ما يكون لها تأثير سلبي على الجملة العصبية، وهذا يعني فقدان الشخص للحركات الطوعية بتناوله لهذه الأدوية، فإذا ما كنت مريضة وتناولت دواء لعلاج الكولسترول سأكتشف بعد فترة من الزمن ضعفا في حركة يدي، ولن أتمكن من الطباعة أو لعب التنس بسهولة، وسرعان ما أجد نفسي عاجزة عن قيادة السيارة. فهل أريد معالجة الكولسترول واحتمال النوبة القلبية أو العيش بشلل جزئي مع تخفيف الكولسترول؟ ولهذا فان الخيار ليس سهلا.
أما في جانب الآثار الجانبية وتطوير الدواء، فإذا نظرت الى دورة تطوير الدواء من نقطة اكتشاف الصيغة الى نقطة الموافقة على الدواء في الولايات المتحدة فستجدين ان ذلك يستغرق 17 عاما واستثمارات مالية بملياري دولار. وتكون البداية بـ 10 آلاف صيغة او تركيب، وتأملين انه بعد 17 عاما وهو زمن طويل وملياري دولار من الاستثمارات بأن توافق إدارة الغذاء والدواء على صيغة أو تركيب واحدة، وإحصائيا 10 آلاف إلى واحد ليس معدل نجاح جيدا واحتمال ضياع جهد 17 عاما وملياري دولار كبير جدا، لذلك فإن الفكرة تكون في المراحل السابقة لذلك، أي في مرحلة الأبحاث ما قبل السريرية على أن نستخدم العينات البيولوجية التي نقترح توسيعها إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المختبر، لكي نفهم كيف يجب أن تكون هذه المركبات فعالة، وبهذا تكون الأخطاء في المختبر فقط، ونجري بالتالي التحسين داخله، وعندما نبلغ هذه النقطة ستكون المركبات العشرة آلاف مركبات ذكية وعالية النجاح.
وهكذا فعندما نصل الى هذه النقطة سيكون لدينا بدلا من الواحد 10 أو 100 مركب وهذا يعني تحسنا بعامل 10 أو 100. إضافة الى ذلك فإن هذه العملية التي تدعى التجارب السريرية ما هي الا تجربة داخل جسم الانسان، فإذا كانت المركبات سامة فستنخفض التكلفة كما نأمل الى 101 مليون دولار اي الى نحو النصف والزمن من 17 الى 7 سنوات.
نرصد الآن اجراء مسح عالمي، فهل هو جزء من البنك الحيوي؟
ان كنت تسألين أن هذا بالاتفاق مع منظمة الصحة العالمية، أجيبك بلا، ليس بعد ولكنني اعتزم استخدام مفهوم البنك الحيوي في الطب الوقائي من خلال منظمة الصحة العالمية.
إن الأمراض تحتاج إلى زمن للظهور في جسم الإنسان، وعندما نرى التشخيص او نشعر بالألم فإن ذلك لا يعني أن هذا المرض حدث خلال يومين او شهرين، فعادة يحتاج ظهور المرض إلى سنوات إلى أن يصل إلى الخلية العصبية وعندئذ يشعر المريض بالألم ويذهب إلى الطبيب. وعادة يكون قد فات الأوان.
ولهذا إذا أردنا معرفة الأعراض التي نبحث عنها قبل ظهور المرض فسيكون من الممكن التنبؤ بحدوث مرض قبل عدة سنوات من ظهور أعراضه. وهذا يكون عبر طريقة بسيطة جدا، مثلا إذا أخذت عينة من لعابي وحللتها لفترة من الزمن وحللت أيضا البيئة التي أعيش فيها مثل الماء، وتلوث الهواء، والتربة، كما نقوم برسم مخطط لها لفترة زمنية مع نتائج تحليل اللعاب، فسيكون من الممكن التنبؤ بما اذا كنت سأصاب بمرض قد يكون ناجما عن عوامل بيئية، او عوامل جينية، وبذلك يمكن منع حدوثه قبل أن يصبح خارج السيطرة.
فمن الممكن التنبؤ بكيمياء الجسم، ومراقبتها من خلال دراسة اللعاب وكل ما في الجسم، فكل مرض نصاب به هو ناتج عن تغيير في كيمياء الجسم، وإذا استطعنا مراقبة كيفية تغير كيمياء الجسم، فتسكون هناك تكلفة قليلة في منع حدوث ضرر دائم بدلا من انتظار تطور المرض ثم محاولة إيقافه، وبالتالي فستكون الوقاية من السرطان ارخص من محاولة علاجه بعد تطوره بل وقد يكون من المستحيل علاجه وسيكون في النهاية حكما بالإعدام.
ان الفكرة تكمن في استخدام البنك الحيوي كأداة لمصادر المعلومات التي يمكن عندئذ استخدامها في الطب الوقائي الذي يشتمل على كيمياء الجسم والعوامل الجينية معا إضافة إلى العوامل البيئية التي تساعد على تطور المرض.
ذكرت ان البنك الحيوي يجرى تطبيقه الآن في بعض الجامعات. فما هي هذه الجامعات؟ وكيف يجري تطبيقه؟
لدينا علاقات جيدة بالعديد من الجامعات، وعقدنا اتفاقا على التعاون، فحينما يذهب مريض لإجراء فحص بسبب مرض ما، فإن الطبيب يطلب منه أخذ عينة دم، وأحيانا يرتب له عملية اخذ خزعة لكي يعرف حالة الورم، وعندما يسجل المريض في العيادة تطلب منه الممرضة الموافقة على استخدام عينة الدم أو الخزعة لأغراض البحث العلمي، وغالبا ما يعطي المريض موافقته، وهي تدعى موافقة عامة، وفي هذه الحالة يمكن التبرع بالعينة للباحثين لتحليلها ولإعطاء تشخيص وتحليل المرض من اجل إيجاد علاج أو لمنع حدوث المرض في المستقبل. ولهذا فإن العينات التي يتم جمعها، وبعد انتهاء العمل التشخيصي، ستوضع في البنك لكي تستخدم في الأبحاث والتطوير في المستقبل، وهكذا يكون بكل مدرسة طب مخزون من العينات الحيوية من مرضاها يمكن استخدامها داخليا من قبل باحثي المدرسة، او بالتعاون مع شركات الصيدلة لتطوير الأدوية، أما الجامعات والمستشفيات التي نطبق هذا معها فقد وصلت لنحو 70 جامعة ومستشفى.
هل يعني ذلك أن لديكم سجلا لكل العينات المتوافرة في تلك المؤسسات؟
العينات نفسها تبقى في المستشفيات ونحن نحتفظ بسجل لها.
هذا مفيد على مستوى العالم، ولكن لدينا في الشرق الأوسط قصورا في النظام الذي يساعد على إنشاء قاعدة معلومات، فهل لديك فكرة عن تطوير هذا البنك في المنطقة وفي الكويت مثلا؟
حتى الآن بشكل نظري، وهذه أول زيارة لنا نتحدث فيها الى المستشفيات والى شركاء محتملين لكي نروج للفكرة في المنطقة، ثم سنعود بعد ذلك وننشئها في مستشفيات مختارة، ونحن نعتزم اختيار 30 مستشفى من أصل أكثر من 500 مستشفى في المنطقة وتزويدها برزمة البداية، لكي نبدأ بإنشاء قاعدة معلومات في المنطقة، انها اول محاولة لنا لتحقيق ذلك.
هل طرحت الموضوع على أي من الجهات المسؤولة في الكويت؟
لقد قابلنا مسؤولين حكوميين لديهم النفوذ لتحقيق ذلك، ولم نقابل مستشفيات بشكل مباشر ولكننا نعتزم القيام بذلك في خطوة تالية. بينما في قطر تحدثنا مع كلية الطب.
هل ستقصدون الجهات الحكومية أم المستشفيات الخاصة؟
أفضل العمل بطريقة عملية ومباشرة، ولذلك فإننا سنسعى للتحدث الى المستشفيات الخاصة والحكومية معا.
وهل اطلعت على أبحاث خاصة في الكويت يمكن ان تشجعها على ضم الكويت الى البنك؟
درسنا بالفعل سوق الرعاية الصحية، والعامل المهم الذي يشجعني على دراسة الكويت هو أنها مجتمع يتمتع بروح المبادرة التجارية، والشعب الكويتي منفتح على إطلاق أفكار جديدة، وعلى الابتكار، والبحث عن أفكار جديدة. ولدي أصدقاء وزملاء هنا يمكنهم مساعدتي على الاتصال بالأشخاص المناسبين.
هذا إضافة الى أن دراستنا لسوق الرعاية الصحية يجعلنا نشعر بالتفاؤل بشأن الكويت ونأمل أن تستجيب الحكومة والقطاع الخاص بشكل ايجابي، لأننا نعتقد بصدق ان هذا هو الطريق الصواب للأبحاث والتطوير، وسيعطي صورة ايجابية جدا عن المنطقة ويضعها في مقدمة الأبحاث الصيدلانية، وهذا سيأتي ايضا برؤوس أموال الأبحاث الى المنطقة.
متى ستكون زيارتك المقبلة للكويت؟
لم أقرر بعد ولكنني آمل أن تكون قريبة من اجل المتابعة مع الذين قابلناهم وأيضا مع الآخرين الذين نود مقابلتهم مثل المستشفيات الخاصة.
هل حققت طموحك؟ ام لاتزال لديك افكار تحتاج الى تطبيق؟
لدي أفكار لإنشاء شركتين هما ايضا شركتان دوليتان. وعندما أوصل الفكرة الى حيث أريدها، فسأحضر شخصا آخر لإدارتها وأنتقل الى شركات أخرى. انا متأكدة من ان اتجاهي الى هذا المجال له مؤثرات وأسباب نفسية. عندما أفكر في دوافعي أجد مجال الطب شيقا جدا ولكنني أجد حل المشكلات الطبية من خلال منظور هندسي أكثر إثارة للاهتمام من محاولة الاطباء علاج المرض. فالوقاية من المرض تهمني أكثر من علاجه.
هل لديك ما تضيفينه؟
أود ان أسألك عن رؤيتك للمشروع، بصفتك امرأة تعملين هنا، عندما أتحدث عن مفهوم الأبحاث والتطوير في المنطقة وإنشاء بنك حيوي لجلب رؤوس أموال الأبحاث الى المنطقة وعمل ما هو صواب للرعاية الصحية ما رأيك في هذا باعتبارك صحافية؟
كامرأة وأم بالدرجة الأولى أجد المشروع أكثر من رائع، ولكن في اعتقادي أن الرعاية الصحية في مفهومها بالمنطقة تختلف بعض الشيء عن دول الغرب، التي تتسابق في إقامة الأبحاث لإنتاج الأدوية، أو البحث خلف مرض بعينه والذي قد يمكن من خلاله تلافي الوقوع فيه أو إيجاد علاج جذري له، بينما بالمنطقة نكتفي فقط بشراء الدواء وتلافي إنفاق أكثر سواء كان على الأبحاث أو غيرها، وهناك نقطة أخرى مهمة وهي أن هذه السجلات ستكون بمثابة عمل سجل للتاريخ المرضي للأسر، وهو ما لا قد يرغب الكثيرون في معرفته. ولكن في النهاية نأمل ان نترك للجيل المقبل عالما أفضل من العالم الذي تسلمناه.
من المؤكد ان حقوق المرضى وخصوصيتهم يجب ان تكون أساسا لهذا العمل ولذلك أتفهم الخوف من الكشف عن التاريخ الطبي للعائلة، وأنا معجبة برؤيتك ورغبتك في عمل ما هو صواب لأطفالك وللجيل المقبل لكي يعيش حياة أفضل من حياتنا.
تخفيف المعاناة
أنت غير متزوجة، هل طريقك العملي الذي اخترتيه هو السبب في ذلك؟
بالطبع، فليس لدي وقت، لان الزوجة والأم تعمل بدوام كامل، والحياة أمامنا ملأى بالخيارات، ولهذا يجب الاختيار حسب الإمكانات، ولا يمكن للإنسان ان يفعل كل ما يريد فعله مهما بذل من جهد.
ألا تشعرين بأنك تفتقدين شيئا في حياتك؟
ربما، واذا حققت شيئا فسيفوتني أمر آخر، أنا أترك هذه القرارات لما يقدره الله، علي ان أحقق كل ما استطيع تحقيقه، وهذا هو ما أوصلتني اليه الحياة حتى الآن. فمثلا شقيقتي الكبرى أم، وأنا استمتع بوجودي مع أطفالها، فأنا خالة سعيدة جدا، أحيانا أشعر بأنني أعيش أمومتي من خلال شقيقتي، حيث أنني وثيقة الصلة بأبنائها.
الاهتمام بالطب
تتحدث أزيتا الشريف عن تعاطيها مع الأمور بحس عاطفي وتقول كنت كفتاة صغيرة ثم كامرأة ناضجة لدي حساسية بالغة لمعاناة الآخرين وأتألم عندما أرى شخصا يتألم وأشعر بالعجز اذا استطعت مساعدة شخص دون غيره، لذلك اطمح الى طريقة للتصدي للمشكلة بصورة أكبر بدلا من معالجة حالة بعد حالة وآمل ان أتمكن من المساهمة في مجال الطب الوقائي بحيث تتقلص معاناة الكثيرين بدلا من علاج مريض واحد. أول اهتمامي بالطب يرجع الى انه كانت لدي صديقة ضريرة عندما كنت طفلة، حيث ولدت ضريرة، وكان ذلك في ايران، وأردت دائما ان أجد حلا لها. لقد كانت تحس بالضوء، ولكنها لا ترى أي شيء، كانت تعرف ما اذا كانت الغرفة مظلمة أو مضاءة، كانت ترى أيضا ظلال ألوان ولكن لا أكثر. هذا طور حساسية لدي، وتمنيت ان ابتكر وسيلة لإعطائها القدرة على الإبصار، ومنذ ذلك الحين أصبحت شديدة الاهتمام بالطب.