حثت الكويت أمس الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على التعاون في مواجهة الأمراض المستعصية التي تهدد حياة ملايين البشر وتعوق تحقيق أهداف الألفية التنموية.
وبيّن رئيس «وحدة خدمات الصحة العامة» بوزارة الصحة د.سامي الناصر في كلمة الكويت امام المؤتمر السنوي للمنظمة «ان الأمراض التي يجب التعاون الدولي لمواجهتها هي الانفلونزا الجائحة والكوليرا والملاريا وشلل الأطفال».
وشدد د.الناصر على أهمية تبادل المعلومات والمساعدة في توفير الكواشف التشخيصية واللقاح المضاد والأدوية المضادة للفيروسات لجميع الدول وذلك للسيطرة على الانفلونزا الجائحة وتعزيز التعاون الدولي في رصد حالات شلل الأطفال الرخو الحاد وآخر الأبحاث المتعلقة بهذا المرض.
كما شدد ايضا على ضرورة انشاء «نظام ترصد دولي» لتحديد المناطق شديدة التعرض لمخاطر الكوليرا في العالم ومساعدة الدول النامية والأكثر فقرا في الحصول على مياه صالحة للشرب والتعاون الدولي في مجال تدريب العاملين الصحيين على احدث تقنيات التطعيم وصناعة اللقحات.
وأضاف الناصر «ان الكويت نجحت في حماية البلاد من جائحة الانفلونزا باستخدام برنامج من ست نقاط أساسية هي: انشاء قسم لمكافحة الأمراض والصحة الوقائية بالمحافظات لرصد حالات الإصابة بفيروس «اتش 1 ان 1» وتطبيق الاجراءات الوقائية للحالات والمصابين مما مكن وزارة الصحة من الحد من انتشار المرض في البلاد، بالإضافة الى دعم وتعزيز مختبرات وزارة الصحة بالكواشف التشخيصية المعنية بالتعرف على فيروس «اتش 1 ان 1» وزيادة عدد المختبرات المؤهلة ما ساهم في سرعة تشخيص المرض.
وفي الوقت ذاته، أكد د.الناصر حرص الوزارة على توفير اعداد كافية من اللقاح المضاد للفيروس وللانفلونزا الموسمية اضافة الى تطعيم المواطنين والمقيمين الراغبين في اداء فريضة الحج.
الى جانب ذلك أوضح ايضا قيام وزارة الصحة بتوفير مخزون مناسب من الأدوية المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية لعلاج الحالات المرضية كمخزون يستعمل اثناء حالات الطوارئ.
وقال «ان الكويت لم تسجل حالة اصابة بالكوليرا فوق أراضيها منذ عام 1989 باستثناء حالات متفرقة كانت بين الوافدين وتمكنت السلطات الصحية من التعامل معها».
وأشار الى نجاح «أنظمة رصد وتقصي مرض الكوليرا» من خلال رصد القادمين من مناطق موبوءة او تنتشر فيها الإصابة الى جانب التحليلات الدورية لمياه الشرب وفحص مياه البحر للتأكد من خلوها من الملوثات التي يمكن ان تؤدي الى المرض.
وفي الوقت ذاته استعرض د.الناصر الجهود الكويتية في استئصال مرض شلل الأطفال من البلاد حيث لم يتم تسجيل اصابة واحدة بها منذ عام 1985 وذلك بفضل «جهود التمنيع التي تغطي جميع المواليد في الكويت والمتابعة الدقيقة لضمان تطعيمهم جميعا».
وأوضح في السياق ذاته، ان السلطات الصحية تقوم بعمليات تدريب متواصلة للعاملين في هذا القطاع لرفع كفاءتهم ما ساهم في تحديث النماذج الوطنية للتوعية من خطورة المرض وكيفية التعامل مع أعراضه، مضيفا «ان تلك الجهود مصحوبة بتحديث امكانيات مختبر الصحة العامة حتى بات مرجعية متخصصة في فحص عينات شلل الأطفال».