-
الخبرة في استخدام تقنية «مضخة الأنسولين» ضرورة ملحة لضبط المعدل بشكل دقيق
-
قياس المستوى بشكل يومي لابد منه والاعتقاد بانتظامه دون الرجوع إلى الأرقام أمر خاطئ
-
استخدام الأقراص المعالجة يقوم على مبدأ المساعدة في الإفراز أو تنظيمه.. وهـي حل لا يصلح إلا لمرضى الــنوع الثاني
-
تشخيص الغـدة الدرقـية ليس بالأعراض فقط وتحليل الهرمون هـو أفضل السبل لرصـد عملها بشكل صحيح
-
ضبـط الكـوليسترول لــدى مصـاب السـكر يضمن حمـاية قلبه مـن مخاطر الإصابة بالجلطات
-
المضاعفات قد تتزايد خطـورتهـا مـع وجود عوامل مساعدة كالتدخين كونه عامل خطر إضافياً علـى الشـرايين والأوردة
-
للعامل النفسي أهمية فـي مساعدة الشخص على مقاومـة المـرض واتبـاع التعاليـم والإرشادات الطبية
-
انتظام المستوى عند الصيام وارتفاعه بعد تناول الطعام بساعتين يزيد فرص الإصابة بجلطات القلب
حنان عبد المعبود
أكد استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري،بمستشفي الجهراء د. فهد العنزي، أن تناول الأطعمة دون حساب السعرات الحرارية والكربوهيدرات الداخلة إلى الجسم، يشكل عاملا هاما في زيادة الوزن والتي بدورها تعيق عمل البنكرياس، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري. وأوضح أن مضخة الأنسولين تعتبر حلا لمرضى السكري يفيدهم في الوصول بشكل قريب إلى التعويض الفسيولوجي، مشيرا إلى أن الحفاظ على مستويات السكر في المعدلات الطبيعية يجعل المضاعفات بعد مدة طويلة من الإصابة أقل بكثير مما لو كان هناك سوء انتظام في معدله بالدم. وبين د.العنزي خلال إجاباته عن استفسارات قراء «الأنباء»، أن الأقراص الجديدة المعالجة لمرض السكري لا تستخدم إلا مع مرضى النوع الثاني الذي يصيب الكبار، أما الذي يصيب الأطفال، فلا تفيد الحبوب معه، نظرا لأن الطفل المصاب يكون البنكرياس لا يعمل لأن الخلايا التي تفرز الأنسولين دمر أغلبها عند الأطفال المصابين. وتناول الحوار بعض مشاكل الغدة الدرقية، ودور الحالة النفسية في حدوث السمنة، وضرورة وعي الناس إزاء ثقافتهم الغذائية.. وغير ذلك من الجوانب ذات الصلة.. فإلى التفاصيل.
آلية عمل المضخة
ماجد: لدى طفل في التاسعة من عمره يعاني من مرض السكري، فهل تصلح المضخة له أم لا؟
الشخص الطبيعي عندما يتناول أي طعام يجد كمية من الأنسولين مقابل ما يأكله، وعندما نعطي المريض إبرتين في اليوم، فإننا لم نعوض التعويض الفسيولوجي، ولهذا فان هدفنا من العلاج هو نقل الشخص من مريض إلى إنسان طبيعي يعمل البنكرياس لديه تماما. والتعويض الفسيولوجي هو أن نعوض المريض بأنسولين قصير المدى، فيما أن الأنسولين طويل المدى يعمل لمدة 24 ساعة، وهذا التعويض الفسيولوجي جاء بعد أن فكرت دول الغرب في إدخال التكنولوجيا الحديثة في الأنسولين، فابتكروا جهازا صغيرا بحجم جهاز البيجر، فيه أمبول يحتوي على كمية من الأنسولين وله برمجة بحيث تعطي المضخة أوامر لضخ الأنسولين في كل ساعة. ويجب برمجة هذه المضخة على أن تضخ كمية معينة بحيث تكون في الليل غير النهار وعندما يحدث هبوط عند الشخص مثلا يكون لها حساب معين والعكس كذلك، كما أننا نعلمه حسبة الأكل وعدد السعرات الحرارية والكربوهيدرات، لكي تعطيه المضخة كمية من الأنسولين مقابل ما يتناوله، وهذا يقربنا من التعويض الفسيولوجي للأنسولين، وهي فكرة المضخة، ولكنها تحتاج إلى شخص يستخدمها بشكل صحيح من حيث توقيتها، وحساب الأكل الذي يتناوله والحفاظ عليها وإشراف الطبيب وقياس السكر 7 مرات على الأقل في اليوم.
مجس اضافي
وهذه التقنية تم تطويرها منذ اكتشافها في السبعينات، حيث أضافوا لها مجسا إضافيا يقيس مستوى السكر لمدة 24 ساعة، مما يفيد في برمجة الضخ الذي يتم كل ساعة، إلى أن نصل تقريبا إلى التعويض الفسيولوجي، ونتجنب بذلك حدوث هبوط أو ارتفاع وتكون المعدلات في الإطار الطبيعي. وإذا وصلنا إلى هذا الهدف المهم، فإننا بذلك نكون قد قللنا المضاعفات على الكلى والعيون والقدمين والقلب أيضا. والجدير بالذكر أنه كلما ارتفع السكر أكثر وزادت المعدلات، زادت المضاعفات، وفي المقابل، كلما كان العلاج مبكرا استفاد الشخص من الوقت وتجنب المضاعفات، وهذا كلام ثبت من خلال بحوث علمية، بينت أن الحفاظ على مستويات السكر في المعدلات الطبيعية يجعل المضاعفات بعد 20 سنة من الإصابة، أقل بكثير مما لو كانت المعدلات غير طبيعية.
تأثير الحالة النفسية على الصحة
نادين: والدتي أصيبت بمرض السكري والبعض رجح أن هذا يعود الى بعض العوامل النفسية والتوتر العصبي اللذين كانت تعاني منهما، فما علاقة الحالة النفسية بالإصابة بمرض السكري؟
الجانب النفسي هام جدا، خصوصا أن المجتمع مليء بالمشاكل، فالشخص الذي تسوء حالته النفسية وبالتالي يفقد الاهتمام بصحته، ويتناول أي نوع أو كمية من الطعام، والمشكلة الأكبر أن الطعـام لـم نعـد نتناوله بسبب الجوع، وإنمـا للانشغال، وهذه مشكلة ثقافة الأكل في مجتمعنا، فنحن نرى البعض يأكلون الحلويات في الديوانيات، أو يتناولون الطعام والمشروبات الغازية أثناء متابعة التلفاز، من غير أن يعلموا أن هذه سعرات حرارية عالية تسبب السمنة، ومن المعروف أن تناول كمية من السعرات تفوق الكمية التي يحرقها الجسم، يؤدي لتحول الزائد منها إلى شحوم.
ولهذا فان الحالة النفسية مهمة خصوصا مع مريض السكر، والذي يجب أن يكون لديه القدرة على أن يحارب، فإذا كانت معنوياته ممتازة، استطاع أن يقوم بالحمية الغذائية ويمارس الرياضة وينتظم في الدواء. بينما إذا ما كان البعض يتخيل أن الحالة النفسية سببا في الإصابة في حد ذاتها فهذا مفهوم خاطئ.
الثقافة الغذائية والوعي بين الناس
نهال: مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة ازدادت معدلات السمنة بالمجتمع، بسبب كميات الدهون بالطعام والسعرات الحرارية الكثيفة بالوجبات. فهل ترى أن من الضروري أن يكون هناك قانون يلزم المطاعم بالتعريف بعدد السعرات الحرارية للوجبات التي تقدمها؟
ان هذا أمر هام، ومن الضروري أيضا أن يكون هناك وعي لدى الجمهور لأن هذا الوعي هو المحرك للشركات، فإذا لم يكن لدى الناس مشكلة في الأكل، فإن الشركات لا تهتم باتخاذ خطوات كتلك، وفي أميركا لدى كثير من المطاعم ركن خاص يهتم بعدد السعرات الحرارية في الوجبات، فوعي المستهلك وثقافته الغذائية أمر هام جدا.
ومن المهم جـدا أن يعلـم النــاس أن زيـادة الــوزن سـبب رئيـسي فـي حدوث مضاعفات، نحن في غنى عنها، وبمجـرد إنقـاص الـوزن يعود الأنسولين إلى عمله، وينزل الضغط، وينخفض الكوليسترول، وبالتالي، لا يحتاج المريض إلى صيدلية الأدوية التي نصفها للمريض.
عدم انتظام
مصطفى: عمري 50 سنة، وأعاني من مرض السكري منذ 20 عاما، أحرص على أن يكون مستوى السكر منتظم في النهار، بينما أعاني من كثرة التبول في الليل بعد أن أشرب كأسا كبيرا من الشاي قبل النوم؟
ان كثرة التبول الذي تلاحظه يدل على أن السكري غير منتظم لديك، بل هو في ارتفاع، لذا ينبغي أن لا تستخدم السكر في الشاي، وإنما حبوب التحلية، ولهذا يجب أن يكون لديك جهاز لقياس مستوى السكري، وهذه مشكلة نلاحظها في أغلب مرضى السكر بالوطن العربي، حيث لا يهتمون بمسألة قياس مستوى السكر، وهي عادة غير صحية. في حين أن الأمر يتطلب إجراء القياس ثلاث مرات في اليوم خصوصا قبل الأكل وعند النوم، وبعد ذلك، عليك أن تأخذ الأرقام إلى طبيبك الخاص لكي يعيد تقييم حالتك ومراجعة الدواء والأكل، وينصحك بالأصناف التي يمكن أن تأكلها، أو تقلل منها، وطريقة توزيع الأكل أيضا، إضافة إلى أنه من الممكن أن يصف لك أدوية مختلفة. ومن غير المعقول أن تعتقد أن السكر منتظم لديك دون القياس والرجوع إلى الأرقام.
الغدة وفحوصاتها المخبرية
قماشة: عمري 36 سنة، وأشك في أني أعاني من مشكلة في الغدة، نظرا لأني أعاني من رعشة في القلب، وكسل، إلا أنني عندما أقوم بإجراء التحاليل أفاجأ بأن الغدة سليمة، فهل هناك تحليل آخر أدق من الذي يجرى في المستشفيات؟
مــع كثـرة انتشـار أمراض الغدة الدرقية أصبـح النـاس ينسـبون أي عــرض يحـدث معهـم إليها، مــع العلم أن الأعـراض لا تعطي التشخيص الدقـيق، والـدليـل العلــمي علـى عمل الغــدة بشكـل جيد هـو تحليل الهـرمــون في الدم، وطالما أن الأطباء أخذوا عينة من دمك وكشفوا أن الهرمون طبيعي واستبعدوا أن يكون هـو السبب في الأعراض التي تعاني منها، فلا ينبغي أن يكون لديك شك في ذلك. وبالنسبة لتحليل الغدة فهو يجرى في أي وقت، ولا يشترط أن يكون الشخص صائما.
وماذا عن الشعور بعدم التوازن؟
قد يعود السبب في ذلك الى الأذن الداخلية، وقد تكون الرعشة والكسل والدوخة التي تعاني منها ناتجة عن سبب عضوي، ولكن طالما كان تحليل الدم الخاص بالغدة سليما، فالجانب النفسي له دور مهم.
أجريت فحصا للأذن أثبت سلامتها، ولكني أتناول في الوقت الحالي علاجا للضغط؟
قد تحتاجين إلى إجراء فحصوات إضافية وشاملة للهرمون، لمعرفة إن كان هناك سبب هرموني للإصابة بالضغط، ولكن ليس بالضرورة أن نبحث عن سبب عضوي للكسل والخمول الذي نعاني منه.
حبوب الغدد
نهى: والـدتي عمـرها 48 عاما، ومنذ خمس سنـوات بـدأت تشكو صعوبة البلع، وظهور حبوب في آخر أسنانها، وأجرت تحليل هرمون فكان سليما، لكن الفحص كشف عن وجود حبة فـي الغدة بحجـم 1سـم، فنصحها أحد الأطباء بإجراء عملية جراحية، بينما نصحها طبيب آخر بتأجيل الأمر لمدة سنة، فإذا كبر حجمها أمكن إزالتها، وإذا بقيت على حالها فلا تضر، فما هو رأيك في الحالة؟
هـل تم أخذ عينة من الحبة الموجودة في الغدة؟
لا لم يأخذوا شيئا، وإنما أعطوها موعدا بعد 3 أسابيع لإجراء العملية.
إذا كــان حجـم الحبـة 1 سـم كـما تذكرين، ففي الغالب تكون حميدة، أما إذا زاد حجمها عن ذلك، تطلب الأمر أخذ عينة منها عن طريق إبرة لتحليلها وكشفها تحت الميكروسكوب، فإذا تبين فيها أي مشاكل أو أورام سنقوم بإزالتها مباشرة، وأطمئنك بأن أكثر من 90% من الحالات المماثلة لحالة والدتك تكون حميدة.
طلب منها أحـد الأطبـاء أن تقـوم بعمـل غـرغـرة فــي الفـم قبل النوم وشرب الشاي، وقد لاحظنا خروج الدم من فمها عقب هذه الغرغرة؟
ما تصفينه ليس له علاقة بالغدة الدرقية، فالحبوب التي في آخر اللسان والحلق قد تكون دليلا على وجود فطريات، لذا ينبغي أن تفحص بلعومها عند طبيب الأنف والأذن والحنجرة، طالما أنها تعاني من صعوبة في البلع بمنطقة الحنجرة. وإذا لم يتم الكشف عن شيء واستمرت مشكلة الصعوبة في البلع، فقد تحتاج إلى طبيب الجهاز الهضمي لعمل منظار في حال كانت لقمة الطعام تعلق في صدرها.
نظام غذائي صحي
منـيرة: بـدأت أشعر منذ بضعة أشهر بزيادة في وزني، ولهذا أجريت عدة تحاليل والتي كشفت عن وجود مشكلة في الغدة، وكانت نتيجة هرمون تي إس إتش 3.21 فهل يعني هذا مشاكل مستقبلية؟
ان نتائج تحليل تي إس إتش تدل على أن الأمر طبيعي لديك، ولكن اعلمي أن السمنة قد تدخلك في مشكلة السكر، ومن ثم فإن الخطوة الأهم بالنسبة لك هي إتباع حمية غذائية على ان تراعي فيها تقليل العيش والخبز والحلويات والمعكرون، وضرورة الإكثار من الخضراوات وممارسة الحركة. وللعلم، فإن ثلاثة أرباع السمنة تأتي من الأكل، لذا، يفضل أن تراجعي طعامك وما فيه من سعرات حرارية.
كـما أن الحـالة النفسية عامل هام، فقد تكون سببا في زيادة الإقبال على الطعام، وأنصحك بالتسلية والترويح عن النفس، ومراجعة اختصاصي التغذية.
انتظام على الإبر
أكرم: طفلي عمره 9 أعوام، ويعاني من مرض السكري منذ كان في السنة الثالثة من عمره، وللأسف فاننا نعاني من سوء حالته وضعف بنيته وعدم وجود شهية للطعام عنده، فمستوى السكري يصل عنده دائما إلى 200- 250، فهل يمكن انتظامه؟
هل يأخذ الأنسولين؟
نعم، بمعدل ثلاث إبر في اليوم، واحدة في الصباح، والثانية قبل الغداء حتى وإن كان مستوى السكر لديه 150، والإبرة الثالثة يأخذها في المغرب، وفي أيام العطلات أعطيه أربع إبر.
هناك مشكلتان في سكر الأطفال الأولى هي صغر عمرهم، والثانية أنه كلما طالت فترة السكر، ظهرت المضاعفات في الركب والقدمين. فالإصابة بسكر الأطفال لا يوجد بنكرياس يساعدنا، وبالتالي، نحتاج إلى الأنسولين بشكل مستمر، علما أن هذه مشكلة يعاني منها أطفال كثيرون جدا حول العالم، ويحتاج الواحد منهم إلى ثلاث أو أربع إبر على الأقل إن لم نقل مضخات، وذلك لتعويض الأنسولين الذي يفقده، فمن غير الممكن أن نقدم له طعاما من دون كمية من الأنسولين تدخل إلى الجسم.
الأقراص المعالجة وفاعليتها
غنيمة: عمري 45 عاما، وأعاني من مرض السكري من النوع الثاني منذ أكثر من 7 سنوات، وسمعت أن هناك أدوية معالجة حديثة، وهي عبارة عن حبوب، أو مضخة، فما مدى صحة ودقة هذا الأمر، وهل توجد هذه الأدوية في الكويت؟
استخدام الأقراص يقوم على وجود بنكرياس حي، يمكن مساعدته لكي يعمل أكثر، فأي شخص لديه ربع أو نصف البنكرياس يعمل، من الممكن أن تغطي الحبوب هذا النقص، وهناك نوعان من الحبوب، النوع الأول مساعد للإفراز، وهو الذي يثير الجزء المتبقي من البنكرياس لكي يفرز وحدات أكثر، أما النوع الثاني فهو منظم، أي لا يزيد كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، وإنما يزيد كفاءتها، فتقوم الـ 4 وحدات مثلا بعمل ما تقوم به الـ 6 وحدات وهو «الغلوكوفاج». ولهذا، فإن هذه الحبوب لا نستخدمها إلا مع السكري من النوع الثاني الذي يصيب الكبار، أما الذي يصيب الأطفال، فلا تفيد الحبوب معه في شيء، نظرا لأن طفل السكري ليس لديه بنكرياس يعمل في الأصل، فالخلايا التي تفرز الأنسولين دمر أغلبها عند الأطفال المصابين. وفي كل فترة نسمع عن ظهور أنواع جديدة من الحبوب، وحاليا، وصل عدد الأنواع إلى ستة أصناف، تعمل كلها على المبدأين اللذين ذكرتهما.
وسمعت أن الأدوية المعالجة للسكر تصيب الكلى بمشاكل، فما مدى صحة ذلك؟
الأدوية لا تصيب الكلى بمشاكل، ولكن جزء كبير منها يتخلص منه الجسم عن طريق الكلى، وعندما تضعف الكلى بسبب وجود تدهور طبيعي في الجسم، وهذا لا يكون إلا بعد ثلاثين سنة مثلا من الإصابة بمرض السكري مع عدم وجود انتظام فيه، ففي هذه الحالة نوقف هذه الحبوب، لأن لها في الجسم عمرا زمنيا طبيعيا، وهي (أي الحبوب) تخرج من الجسم عن طريق الكلى أو الكبد، فإذا توقفت الكلى، فإن هذا الدواء سيسبب مشاكل في الجسم، مثل هبوط وغيره. ومن الخطأ الذي يعتقده الناس أن هذه الحبوب هي التي تسببت في الفشل الكلوي.
وفــي دراسة عملية، وجد الباحثون أن الأشخاص الـذين يكـون مستـوى السكر لديهم طبيعيا عنـد الصـيام، ويـرتفـع بعـد تناول الطعـام بساعتين، هـم اكثر عرضة للإصابة بجلـطات القلـب، وبـعض الأشخــاص المدخنين الذين لــديهم إصـابة بالسكــري، يجمعــون عـاملا إضـافيا خطيرا علــى صحتهم، لذا، ننصحهم على الفـور بإيقاف التدخين، وإنقاص الوزن. ونحن في دول الخليج، ينبغي أن يكون ثلاثة أرباع عملنا منصبا على تغيير أسلوب حياتنا، فالتدخين، وتناول الكربوهيدرات الزائدة في وجبة الغداء، كلها عوامل تزيد احتمالات الإصابة بالسكري.
التعرض للجلطات
خيري: كان والدي مصابا بالسكري، وأصيب بجلطة دماغية ودخل في موت سريري، وكذلك والدتي مصابة حاليا بالسكري، فهل كل شخص مصاب بداء السكري معرض للجلطات القلبية أو الدماغية؟
قـد يكــون المفهــوم مختلفا إلى حد ما، فالجلطة الدمـاغية تحـدث مــع ترسب المواد الدهنية في الشــرايين الصغيرة بالمخ، وهذه الترسبات لا تحدث بين يوم وليلة، بل هي نتيجة سنوات من ارتفاع السكر إضافة إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول، فإذا وصل مستوى السكر إلى 400، فقد يكون ذلك مترافقا مع ارتفاع الدهون والكوليسترول أيضا، ولا يعني ذلك أن المسبب الرئيسي للجلطة هو السكري فقط. ثم إن الجلطة الدماغية قد تكون سببا لدخول المريض في غيبوبة، لذا، فنحن نقول: إن السكر من أكثر العوامل التي تزيد من تصلب الشرايين، وترسب الكوليسترول، لذا، فإن كل الجمعيات العالمية بما فيها الجمعية الأميركية للغدد الصماء والسكر والجمعية الكندية وأيضا الأوروبية، تؤكد أن مستوى الكوليسترول يجب أن يكون في حدوده الدنيا عند مريض السكري، لكي نحمي الشرايين.
أدوية الضغط واستمراريتها
نايف: أعاني من مشكلة ارتفاع الضغط منذ ثلاث سنوات، علما أني بدأت بتنظيم الطعام من حوالي شهر، فتحسن مستوى الضغط إلى حد ما، وفي السابق كنت أتناول حبة «كابوتين 50»، وحاليا أتناول نصف حبة فقط، والضغط منتظم لدي حاليا، حيث يدور حول 120/72 وقبل ذلك كان يصل إلى 150/71، كما أني لا أضع الملح في الطعام نهائيا، بل أتناول الكثير من الخضراوات والبقدونس تبعا للإرشادات الطبية، وأمارس رياضة المشي 3 مرات في الأسبوع لمدة ساعة ونصف متصلة.
إن تقليل الملح في الطعام، وإنقاص الوزن خصوصا الكرش، يساعد على إنزال مستوى الضغط وله مفعول كمفعول الدواء، وهذا حقيقة علمية مؤكدة وبالتالي لن يضرك تقليل الجرعة اليومية.
وهل من الممكن مستقبلا الاستغناء عن الدواء الذي أتناوله يوميا؟ وهل هناك مضاعفات من دواء الكابوتين؟
مادام مستوى الضغط لديك 120/72، فأنصحك بالبقاء على الحبة، لاسيما أن عندك تغيرات في التخطيط، أي تضخما في القلب وارتفاعا في الضغط خلال فترات لا تشعر بها، علما أن دواء «الكابوتين» ممتاز كونه يحمي القلب والكلى، لذا، أرى أن تستمر عليه تحت إشراف الطبيب، وتتابع مسألة الضغط. أما الكابوتين فهو دواء آمن بنسبة 100%.
العوامل المسببة للإصابة
أشرف: ما هو مرض السكر؟ وما هي أسباب حدوثه؟
السكر مادة غذائية، ولكي نعرف لماذا تحول إلى مرض، لابد أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الجسم بحيث لا يرتفع فيه مستوى السكري عن حد معين، فإذا تناول الإنسان أي طعام، فسيدخل في مجرى الدم مباشرة، ويرفع مستوى السكري، وفي الإنسان الطبيعي، يتعامل الجسم مع ذلك بطريقة دقيقة جدا تعدل كمية السكري مهما أكل الإنسان، وذلك من خلال مادة الأنسولين التي هي مادة كيميائية لها تركيبة خاصة تفرز من عضو البنكرياس.
وكيف يتم إفراز الأنسولين؟
اكتشف العلماء أن هناك إشارات تصدر من المعدة تبلغ البنكرياس بوجود أكل قبل أن يحدث الامتصاص، مع أن الذي كان يعتقد في السابق هو أن الأكل يصل إلى البنكرياس ومن ثم يفرز هذا العضو الأنسولين، وعند مرضى السكر وجدوا أن هناك خللا في تلك الإشارات وفي التنسيق بين كمية الأكل الداخلة إلى الدم، وبين كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، إضافة إلى أن البنكرياس يضخ الأنسولين خلال الـ 24 ساعة بأكملها، والدليل على ذلك أن الصائم لا يهبط لديه السكر ولو صام ثلاثة أيام.
وتكمن المشكلة في أن البنكرياس يضعف كليا أو يدمر وذلك في حالة السكري من النـوع الأول الذي يصيب الأطفال، أو يصبح فيـه خـلل جـزئي فـي حـالة السكري من النـوع الثاني الـذي يصيب البـالغين، فإذا حـدثت إحـدى هاتـين الحالتين، فإن الطعام يدخـل إلـى الـدم دون أن يجد أمامه الأنسولين، فيبقى في مجرى الدم دون أن يستطيع الدخول في الخلايا، فالأنسولين بمثابة المفاتيح التي تدخل السكر إلى الخلايا. وقد خلق الله الجسم بحيث لا يزيد السكر فيه عن 6، فإذا بقي السكر كما ذكرنا في مجرى الدم، فإن المعدل يرتفع إلى أكثر من ذلك، ومـن ثم تحدث المضاعفات نظرا لأن السكر مادة سامة، تؤذي أي مكان تصل إليه من الجسم، سواء في العيون، أو الشرايين، أو القلب، أو الكلى، أو الجهاز المناعي.
بدانة الأعمار الصغيرة
أبو عبدالله: في السابق كانت البدانة تقتصر على الأعمار المتوسطة، إلا أننا في الوقت الحاضر نرى أنها بدأت تظهر على الأطفال بشكل يصعب السيطرة عليه، على الرغم من أن لديهم حركة ونشاطا وحرقا للسعرات الحرارية، فما هو السبب في هذا الأمر؟
السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم هي الأكثر تسببا في الإصابة بالسمنة، وعلى سبيل المثال نحن لا نحتاج الى كمية كبيرة من الأكل لممارسة حياتنا اليومية، وحتى الأشخاص الذين يعملون ويتحركون بأجسامهم، لا يحتاجون إلى الأكل في الليل والنهار، والدليل على ذلك أن الإنسان يصوم عن الطعام وهو يعمل هذه الأعمال، وبالتالي فإن من الصعب أن يحرق الجسم الطعام، حتى عند الطفل الذي لديه حركة زائدة، فعندما نطعمه سعرات حرارية من الكاكاو والوجبات السريعة والآيس كريم والمشروبات الغازية، دون أن يحرقها، ستتكدس في جسمه، فالسعرات الحرارية هي كمية الوقود الموجودة في الأكل.
الفحص التجسسي
خالد: أريد الاستفسار عن أرقام تحليل السكري التي تؤخذ قبل الإفطار وبعده، حيث مضى على إجرائي للتحاليل سنة، ولكني لم أفهم هل أنا مصاب ببداية المرض أم لا، فقد كان معدل السكر أثناء صيامي بحدود 6، ونحو 110، وبعد الأكل بساعتين قد يرتفع إلى 180 أو 200 على أبعد تقدير؟
الأرقام التي تذكرها تدل على أن حالتك غير سيئة، ولكن كخطوة أخرى، هناك فحص السكر التجسسي الذي يجرى لمدة 3 شهور، فهل أجريته؟ وكيف وزنك؟
لم أجر هذا الفحص، وقد خضعت لنظام ريجيم منذ سنة تقريبا، بعد أن كان وزني 85 كغ، فتم إنقاصه إلى 75 كغ، وذلك بعد استشارة الطبيب الذي ذكر لي أن الخطوة الأهم بالنسبة لي هي إنقاص الوزن؟
هذا الكلام صحيح، فإنزال الوزن ضروري جدا بالنسبة لمريض السكري، حيث إن ذلك يزيد من كفاءة البنكرياس، كما يفيد في تخفيف الضغط وإنزال مستوى الكوليسترول.
وأنصحك بالقيام بفحص السكر التجسسي، كما أن في المستوصف شراب سكر خاصا يعطى للمريض ويتم قياس السكر بعد ساعتين من شربه، ويستحسن عمله بالنسبة لك، كما يفضل أن تقوم بحمية غذائية. وسؤالي لك: هل هناك في عائلتك أحد مصاب بداء السكري أو القلب؟ وهل أنت مدخن؟
الحمد لله، لا يوجد أحد مريض بالقلب، ولكني مدخن.
هذه مشكلة أساسية، لذا، يجب عليك أن توقف التدخين، فالأبحاث اليوم تدل على أن السكري إذا ارتفع فإن احتمالات الإصابة بالجلطات تزيد فرصها.
بعض الأطباء يذكرون لي أن السكري لدي في بدايته، وبعضهم يقول لي: إن حالتي جيدة ويطلب مني أن أمارس الرياضة لأمنع المرض؟
هذا الكلام انتهى من القاموس الطبي، فأنت لديك خطر بالإصابة بالسكري، والفحص التجسسي يفيدنا في تحديد الحالة إن كانت طبيعية أم لا، والتدخين يجعل شرايينك في خطر، ومن المهم أن توقفه.