كتب لطفل كويتي صغير عمر جديد بعد تلقيه علاجا متقدما لمرضه التنفسي غير المشخص في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن.
أمضى الطفل الصغير ـ الذي لم يتجاوز عمره عامين ـ معظم أيامه في المستشفيات بسبب اضطراب وظيفة التنفس لديه نتيجة معاناته من مرض غير مشخص جعله معتلا ومعتمدا باستمرار على إمداده اصطناعيا بالأكسجين.
وشخص الأطباء مرضه بأنه مصاب بحالة غير معروفة من مرض عضال ومعقد، وكان لديهم أمل في أن يتعافى منه عندما يشتد عوده أكثر.
بدأت آمال والد الطفل في شفاء ابنه تتلاشى وهو يتابع حالته تتدهور يوما بعد يوم، فانطلق يبحث عن أي جهة أو مستشفى حول العالم لعلاج حالته.
التقى والد الطفل خلال ذلك طبيبا في الكويت حدثه عن أطبائه المتخصصين على مستوى العالم في حالات التنفس، ونصحه بالتوجه إلى ذلك المستشفى الذي يعالج 1500 طفل من الشرق الأوسط سنويا.
وقرر السفر إلى مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن لعلاج ابنه، ومراجعة د. بول أورورا، استشاري طب أمراض الجهاز التنفسي وزراعة الرئة لدى الأطفال.
حين وصل الطفل إلى المستشفى وفحصه د.أورورا، لاحظ عليه أعراضا مرضية أخرى تضاف إلى أعراض صعوبة التنفس، منها فقدان البصر وعدم قدرته على الحركة والزحف.
قال د.أوروراشارحا الحالة «لديه علة رئيسة تسبب له صعوبة في البلع تعود إلى عدم نموه الكافي بسبب ولادته المبكرة، وهذا شكل غير عادي من حالة عسر البلع، التي لا يمكن تشخيصها إلا بالاختبارات المتخصصة».
وأدرك د.أورورا عند تقييمه المشكلات التنفسية لدى الطفل، أن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن الطعام والسوائل التي تدخل الرئة.
لذلك، ووفق الممارسات المتبعة في مستشفى جريت أورموند ستريت متعدد التخصصات، أحيل الطفل إلى فريق علاج النطق واللغة لتقييم سلامة البلع.
وأظهر تقييم الفريق الذي شمل تصويرا بالفيديو عبر الأشعة السينية (تنظير تألقي بالفيديو للبلع) إلى أن الطفل يعاني من حالة بلع غير آمنة، أي أنه حين يأكل أو يشرب، يتسرب بعض الطعام أو الشراب بالخطأ نحو رئتيه. وهكذا قرر الأطباء تجاوز هذه المشكلة، وإجراء عملية جراحية لإيصال الطعام إلى معدة الطفل مباشرة بأنبوب تغذية خاص.
وأجرى العملية د. جو كاري، استشاري جراحة حديثي الولادة وجراحة الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت.
أوضح د. كاري قائلا «أجريب عملية فغر المعدة لإدخال أنبوب فيها، لأن آلية البلع لدى الطفل كانت غير سليمة، فعندما كان يأكل أو يشرب يتسرب جزء من طعامه وشرابه إلى الرغامى والرئتين بدلا من معدته، وهو ما كان يتسبب في خمج خطير وتهيج في الرغامى. وعلى الأرجح سيحتاج إلى هذا الأنبوب لعدة أعوام مقبلة مع المتابعة والمراقبة من د. أورورا بالإضافة إلى فريق علاج النطق واللغة».
خلال شهر واحد من بدء علاجه تمكن الطفل من التحرك والزحف وأصبح قادرا على الوقوف. وتحسنت حالته إلى درجة دفعت الأطباء إلى تقليل أنواع الأدوية التي كانت تعطى له منذ أن جاء من الكويت.
وعبر والدا الطفل عن شكرهما لفريق عمل المستشفى لعلاج ابنهما، وقال د.أورورا «تحسن وضع صدره كثيرا، ولهذا بدأ يزداد وزنا ويتطور نموه سريعا مقتربا من الحالة الطبيعية للأطفال في سنه على الرغم من أنه سيبقى بحاجة إلى المراقبة المنتظمة حتى تتحسن حالته».