أمير زكي ـ هاني الظفيري
أدى حريق هائل اندلع في مجمع الصوابر أمس إلى إتلاف بناية كاملة مكونة من 21 شقة، وإصابة 18 شخصاً، وفور اعلان السيطرة على الحريق الهائل الذي لم يؤدي إلى أي خسائر في الأرواح أمر نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون الإسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد وفي مبادرة إنسانية بصرف 3 آلاف دينار لكل أسرة متضررة من الحريق لتمكينهم من إيجاد بديل للسكن.
وادى الحريق الذي اندلع ظهر أمس الى إصابة 15 إطفائياً وامرأة وطفلتين من السكان وتفاوتت اصاباتهم بين الاختناق وإجهاد حراري وحروق من الدرجة الأولى ووصفت حالة معظمهم بالبسيطة، وادى الحريق إلى إخلاء المجمع بالكامل وشارك في مكافحته 80 رجل اطفاء بـ 25 آلية من 5 مراكز إطفاء وتمت السيطرة على الحريق بالكامل خلال اقل من ساعة.
من جهته، قال نائب مدير الإدارة العامة للإطفاء لشؤون المكافحة العميد يوسف الأنصاري ان أجهزة مكافحة الحريق «المرشات» لعبت دورا كبيرا في السيطرة على الحريق والحيلولة دون امتداده مشيرا الى ان الحريق اتى على عدد من الشقق في الدور الثاني حيث امتدت ألسنة اللهب كما امتدت اعمدة الدخان الى الدورين الثالث والرابع ما ادى الى اغلاق جزئي لتلك الشقق التي اضطر أصحابها لاخلائها.
وفي تصريح له قال مدير إدارة العلاقات العامة المقدم خليل الامير ان عمليات الاطفاء تلقت بلاغا في الساعة الواحدة و18 دقيقة يتضمن اندلاع حريق في الطابق الثاني، مشيرا الى انه تم الايعاز لمراكز اطفاء المدينة والهلالي والسالمية والإسناد الفني والإسناد بالتعامل مع الحريق، حيث وصلت اول فرقة بعد 4 دقائق من تلقي البلاغ.
واضاف المقدم خليل الامير اندلعت النيران بفعل الحرارة الشديدة وافتقاد بعض الشقق لاشتراطات الأمن ووصلت الى الادوار العلوية لافتا الى ان بعض المراكز المشاركة قام بالتعامل المباشر مع الحريق والبعض الآخر تفرغ لإنقاذ المصابين واشار الى ان اسباب الحريق لم يتم الوقوف عليها حتى اعداد الخبر للنشر مؤكدا ان هناك وحدة للتحقيق لتحديد سبب الحريق.
إلى ذلك، قال المنسق الاعلامي في إدارة الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد ان عمليات الطوارئ تعاملت مع الحريق بصورة عاجلة حيث تم ارسال 7 سيارات إسعاف الى موقع الحريق بقيادة فاروق الشطي واشرف على متابعة الحادث مسؤول الخفارة سليم المحاميد وصالح الزيان مشيرا الى ان سيارات الاسعاف نقلت 5 حالات من المصابينالـ 18 الى المستشفى وقدم رجال الاطفاء الاسعافات الضرورية لعلاج 13 حالة في موقع الحريق.
واشرف على مكافحة الحريق نائب المدير العام لشؤون المكافحة وتنمية الموارد البشرية العميد يوسف الانصاري، ومدير اطفاء محافظة العاصمة بالانابة مقدم طلال الصراف، ومدير ادارة العلاقات العامة والاعلام المقدم خليل الامير، ورئيس مركز اطفاء الهلالي مقدم عمر المرشود، ورئيس مركز اطفاء السالمية مقدم حسين اسد، ورئيس وحدة الصحة والسلامة المهنية المقدم طارق السبتي، ورئيس مركز اطفاء المدينة الرائد يعقوب القطان، ورئيس مركز العمليات والاسناد رائد بدر العتيبي، ورئيس قسم الاعلام رائد ناصر الانصاري، ورئيس مركز الانقاذ الفني نقيب هاني الخشان.
مواطنة نجت وأبناؤها الثلاثة بأعجوبة من الحريق: عشت دقائق رعب ولو بقينا في الشقة لمتنا اختناقاً
محمد الدشيش
روت مواطنة لـ «الأنباء» دقائق الرعب التي عاشتها بعد حريق الصوابر الذي اتى على كامل شقتها، موضحة انها نجت واطفالها الثلاثة بأعجوبة وخرجت بمعجزة من شقتها.
وذكرت المواطنة انها كانت تعد الغداء في المطبخ بينما ابناؤها الثلاثة في الصالة يتفرجون على التلفزيون عندما اشتمت رائحة دخان، واضافت: اعتقدت في البداية ان شيئا ما في مطبخي يحترق غير انه لم تمض سوى لحظات حتى رأيت سحبا من الدخان تزحف على الارض بعدها سمعت صوتا يصرخ في الخارج «حريق.. حريق» مع طرق باب على شقتي.
وقالت المواطنة: في الحقيقة انني عشت في رعب حقيقي، خاصة بعد ان تدافع ابنائي الصغار الثلاثة الي ولم اكن اعرف ماذا افعل بالضبط، لكني توكلت على الله واخذت اولادي معي وفتحت باب الشقة الرئيسي و خرجت، غير ان الدخان كان كثيفا في الخارج فاضطررت للعودة مرة اخرى الى الشقة وفتحت باب البلكونة بحثا عن الهواء النقي بعد ان بدأت اشعر بالضيق والاختناق انا وابنائي، ولم اشاهد نيرانا خلال تلك الفترة فقط كان الدخان كثيفا، وكنت اعتقد اننا سنموت اما خنقا او حرقا، ولم اعرف ماذا افعل حتى بدأت سحب الدخان تنجلي من الشقة لسبب لا اعرفه وكنت اسمع في الخارج مجموعة من السكان يجرون، فاستجمعت قواي ورغم الانهاك امسكت بأبنائي الثلاثة وتوجهت مرة ثانية الى الباب على وقع سمع اقدام جيراني الذين بدأوا باخلاء المكان، وبالفعل خرجت وبدأت بالنزول رغم الاعياء الشديد الذي لحق بي، وما شجعني اكثر هو انني لم ار اي السنة لهب، وبدأت اتلمس طريقي على السلم نزولا مع ابنائي، وكنت اعتقد انني لن اصل الى الدور الارضي ابدا، لكن بأقل من دقيقة تمكنت من الخروج برفقة ابنائي وكدت اسقط مغمى علي من شدة الانهاك.
واضافت المواطنة الناجية: كنت من آخر من خرج مع ابنائي واستقبلني رجال الاطفاء الذين قاموا بعملهم وتوجيهي معهم الى سيارة اسعاف، حيث بدأ المسعفون بفحصنا وسألني رجال الشرطة عن شقتي وعما اذا كنت قد تركت احدا خلفي فأبلغتهم بالنفي.
واشارت المواطنة الى انها لو قررت البقاء في الشقة مع ابنائها الثلاثة لتعرضوا للاختناق، «لكن قراري بمغادرة الشقة كان اصوب، والحمد لله على كل شيء».
رولا دشتي قامت بجولة على الشقق المتضررة.. والحريتي: المجمع لم يعد صالحاً للسكن
نواب شكروا الفهد على مبادرته ودعوا لحل مشكلة «الصوابر»
قام عدد من اعضاء مجلس الأمة بزيارة الى مجمع الصوابر الذي شهد الحريق وثمنوا مبادرة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ احمد الفهد بصرف 3 آلاف دينار لكل اسرة متضررة. وقال النائب فيصل الدويسان ان ما حدث في مجمع الصوابر لابد ان يتم التحقيق فيه وان يتم ايجاد حلول فورية لمجمع الصوابر مثمنا قيام الشيخ احمد الفهد بصرف تعويض لجميع الاسر المتضررة من الحريق.
كما توجه النائب د.يوسف الزلزلة بالشكر الى الوزير الفهد لتخصيصه مبلغ 3 آلاف دينار لكل اسرة تضرر منزلها جراء الحريق لافتا الى ان هذا المبلغ سيمكن الاسر المتضررة من تدبير امورهم لحين اصلاح ما افسده الحريق. من جهتها، اعربت د.معصومة المبارك عن املها في وضع حلول جذرية لقاطني مجمع الصوابر لا سيما ان الحريق كشف المعاناة التي يعاني منها قاطنو هذا المجمع وثمنت المبارك فزعة الوزير احمد الفهد وقيامه بصرف 3 آلاف دينار تعويضا، معربة عن املها في ان يتبنى الوزير الفهد مشكلة قاطني مجمعات الصوابر. أما النائب د.حسن جوهر فقال لقد آلمنا كثيرا حريق الصوابر معربا عن امله في ان تكون الاصابات بسيطة مطالبا بفتح تحقيق عاجل لكشف السبب وراء الحادث المفجع، واضاف جوهر حذرنا سابقا من كارثة يمكن ان تحدث ان لم يتم استبدال التلبيس الخارجي للمجمع بمواد غير قابلة للاشتعال وهذا ما لم يحدث. أما النائبة د.رولا دشتي التي قامت بجولة في البناية المتضررة فانتقدت تصميم المجمع، مؤكدة أنه أعاق عمل أجهزة الإطفاء، مؤكدة على ضرورة حل مشكلة الصوابر جذريا، وثمنت مبادرة الشيخ أحمد الفهد بتعويض المتضررين. من جانبه، أكد النائب حسين الحريتي ان مجمع الصوابر لم يعد صالحا لسكن العوائل فهو مبنى متهالك وعفى عليه الزمن، مشيرا الى ان الحريق الذي شب في احدى شقق المجمع امس هو خير دليل على خطورة وضع المجمع وعدم توفر أبسط قواعد الأمن والسلامة فيه.
وقال النائب حسين الحريتي في تصريح للصحافيين امس: لقد طالبنا مرارا بضرورة انتباه الحكومة لهذا المجمع وان توجد مساكن بديلة للقاطنين فيه او ان تقوم بتثمين الشقق بما يضمن توفير سكن ملائم للعوائل الكويتية في هذا المجمع. وأشاد الحريتي بالتحرك السريع لنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التنمية والاسكان الشيخ احمد الفهد وتفاعله الانساني مع المواطنين الذين تضررت شققهم جراء الحريق بتخصيص مبلغ ثلاثة آلاف دينار لكل أسرة متضررة، مشددا على أهمية ان تسعى الحكومة لايجاد حل جذري تنهي من خلاله معاناة أهالي الصوابر. من جهته، قال النائب مخلد العازمي: نحمد الله على سلامة أهلنا في الصوابر، ونطالب بالتحقيق فيما حدث، وسبق ان حذرنا الحكومة من الوضع الحالي السيئ في الصوابر، ونشكر الشيخ أحمد الفهد على فزعته لأهل الصوابر. من جهته، دعا النائب حسين القلاف الحكومة إلى رفع معاناة سكان الصوابر وأن تتخذ خطوات وحلولا جذرية لحل تلك المشكلة المزمنة.