-
«الكويتية» و«الطيران المدني» فتحتا تحقيقاً في حادث هبوط طائرة دكا اضطرارياً
-
البصيري: الرحلة 283 اُخليت خلال 45 ثانية .. وعودة الطائرة كانت حتمية
أمير زكي ـ عبدالهادي العجمي ـ هاني الظفيري ـ أحمد يوسف
قال وزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.محمد البصيري ان حادث الطائرة الكويتية ليلة أمس حدث بعد إقلاع الطائرة بسبع دقائق حيث ظهر مؤشر للكابتن في غرفة القيادة بظهور دخان للأسلاك الكهربائية في الطائرة، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الحالة يرجع الكابتن إلى المطار الذي اقلع منه وأعطى إشارة للبرج بأنه راجع مرة أخرى وتمت التهيئة له للهبوط الاضطراري.
وأضاف البصيري، الحمد لله تم الهبوط الاضطراري بشكل سليم 100%، وأخليت الطائرة خلال خمس وأربعين ثانية وكان عدد ركابها تقريبا 225 راكبا، موضحا أن إخلاء طائرة بهذا العدد من الركاب وخلال خمس وأربعين ثانية يعتبر انجازا ورقما قياسيا قام به طاقم الطائرة مشكورين.
ومن جانبه اكد رئيس الادارة العامة للطيران المدني فواز عبدالعزيز الفرح ان الحركة الجوية عادت الى طبيعتها في مطار الكويت الدولي بعد عودة طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الكويتية كانت متوجهة الى دكا بعد تعرضها لعطل فني طارئ.
واضاف انه بعد هبوط الطائرة قام قائدها بايقافها على احد الممرات الفرعية بمطار الكويت وانزال ركابها من مخارج الطوارئ.
واشار الفرج الى تحويل مسار ست رحلات جوية قادمة الى الكويت لمطارات مجاورة اثناء عملية اخلاء الطائرة حتى تم التأكد من خلو مدرج المطار من أي عوائق وذلك كاجراء احترازي حفاظا على السلامة الجوية.
من جهة اخرى أعلنت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية امس ان طائرة رحلتها رقم 283 كي يو التي أقلعت عند الساعة 10.46 مساء أمس الأول متوجهة الى دكا عادت الى مطار الكويت الدولي بعد ربع ساعة من إقلاعها بعد تبلغ قائد الطائرة بوجود دخان في غرفة أجهزة الملاحة.
وذكر مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة عادل بورسلي في تصريح صحافي ان الطائرة وهي من طراز ايرباص (ايه 300) كانت تقل 220 راكبا و11 من أفراد الطاقم، موضحا ان عودتها الى مطار الكويت الدولي جاءت كإجراء احترازي يندرج ضمن إجراءات السلامة.
وأفاد بورسلي بأن فريق الطوارئ بالمؤسسة كان جاهزا في مطار الكويت الدولي للتعامل مع الحدث وتم إخلاء الطائرة اضطراريا، مشيرا الى وقوع بعض الإصابات الطفيفة لبعض الركاب ومنهم أفراد الطاقم أثناء عملية الإخلاء على السلالم المطاطية.
وأوضح ان الإصابات كانت متوقعة في هذه الحالات، حيث تم إسعاف بعضهم في عيادة المطار وأرسل 9 مصابين الى مستشفى الفروانية لاستكمال العلاج، مضيفا ان جميعهم خرجوا معافين عدا اثنين تم استبقاؤهم لاستكمال العلاج.
وذكر ان المؤسسة وسلطات الطيران المدني قامتا بفتح تحقيق مشترك للوقوف على ما جرى، مؤكدا حرص المؤسسة على انتهاج مبدأ الوضوح والشفافية مع مسافريها وفي كل ما يتعلق بمواضيع السلامة والمتانة التي تحرص المؤسسة أشد الحرص على استيفائها والمحافظة عليها.
ووفق مصادر مطلعة فإن كابتن الطائرة وبمجرد ان رصد دخانا كثيفا قرر فورا العودة الى مطار الكويت، حيث خاطب برج المراقبة مبلغا عن وجود مشكلة في الطائرة وهناك دخان وانه سيعود الى المطار.
وقالت المصادر فور تلقي هذا البلاغ قامت إدارة الطيران المدني باتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذه البلاغات، حيث رفعت درجة الاستعداد وتم إبلاغ مركز إطفاء المطار والذين رفعوا من درجة استعداداتهم وتوزعوا على مدرج هبوط الطائرة، كما أخطرت إدارة الطوارئ الطبية التي سارعت الى إرسال آليات الإسعاف، كما تم إبلاغ جميع مستشفيات الكويت باحتمالية حدوث إصابات بأعداد كبيرة.
وأكدت المصادر ان إدارة الطيران المدني ووزارة الداخلية ممثلة في أمن المطار وإدارة المنافذ كانوا عند مستوى الحدث، حيث تم تصعيد خطط للطوارئ يعتمد عليها في مثل هذه الحالات.
من جهته، قال رئيس الطيران المدني: لا نستطيع الحكم على الطائرة بأن هناك خطأ أو لا ولجنة التحقيق ستبين السببين: ولدى سؤاله عن تأجير طائرات بدل أعمال الصيانة وقطع الغيار المرتفعة اكد ان ذلك يتم حسب اللوائح والقوانين لدى الكويت وهناك قطع غيار لا تكون إلا من شركة واحدة، ولا توجد اي طائرة في العالم غير معرضة للعطل ولو استأجرنا طائرات قد تكون معرضة للعطل، ولكن العبرة في اتخاذ أعمال الصيانة الدورية والتأكد من صلاحية قطع الغيار المستوردة للطائرات وفي هذه الحالة يكون الناقل الجوي قد اتخذ جميع إجراءات السلامة على الطائرة، واذا كانت هناك طائرة يتبين فيها عطل فني توقف عن الخدمة حتى في المطارات الدولية وبالفعل منعت بعض الشركات من دخول مطارات أوروبية.
ولكن الكويت لم توقف لها اي طائرة تابعة لأسطولها في اي من مطارات العالم، وهذا يثبت ان الكويت ملتزمة بإجراءات السلامة والصيانة الدورية لأسطولها.
لحظات الموت يرويها ركاب الطائرة
قال وافد آسيوي يدعى محمد فاروق انه شاهد الموت بعينه حيث قام بتلاوة الشهادة حينما اشتم رائحة الدخان وعلم من كابتن الطائرة أن هناك مشكلة تستلزم العودة الى البلاد، مضيفا: جميع من كانوا على متن الطائرة شعروا بأن الموت قريب منهم جدا منوها الى ان بعض المضيفين والمضيفات كانوا متماسكين ولكن كان هناك من بين طاقم الطائرة من هم اكثر خوفا من المسافرين.
الأسوأ في علم الغيب
المواطن احمد الفارس وهو يبلغ من العمر نحو 80 عاما قال كنت في طريقي الى دكا حيث اعتدت على السفر ومساعدة فقراء كثيرين هناك مضيفا بعد نحو 8 دقائق من الاقلاع بدأنا نشتم رائحة دخان واخذ الدخان يتصاعد وابلغنا بأننا سنعود للكويت.
واضاف الاقدار في علم الله ولكن كان جميع المسافرين في حالة فزع شديد لأن الطائرة على ارتفاع كبير وكان الجميع يخشى من حدوث الاسوأ، وقال: نحمد الله على سلامة العودة وعدم وقوع اصابات جسيمة، مشيدا بتصرف قائد الطائرة.
تلوت الشهادة
«رفيق الاسلام» قال كنت مسافرا الى بلدي بعد نحو 4 سنوات أمضيتها في الكويت دون ان ارى اهلي، مضيفا قمت بتلاوة الشهادة وقلت لنفسي يبدو انني لن اشاهد اهلي، مؤكدا ان الثواني كانت تمر ببطء شديد وكأنها ساعات. وقال نحمد الله على سلامة العودة ولو كانت هناك وسيلة اخرى للسفر الى وطني بخلاف الطائرة فإنني لن أتردد لحظة في استخدامها بديلا للطائرة، واضاف اعلم ان الموت قضاء وقدر ولكن ما حدث لي على ارتفاع آلاف الامتار يدعوني الى قول ذلك.
لقطات من الحادث
تدافع عدد من ذوي المسافرين الى مطار الكويت الدولي بعد سماعهم بأنباء عن حدوث مشكلات في احدى الطائرات وبلغ عدد الذين عادوا الى مطار الكويت نحو 300 شخصا ولكن بعد علمهم بوجهة الرحلة تراجعت اعدادهم الى معدلات كثيرة.
اكدت مصادر مطلعة في الطيران المدني ان ملابسات الحادث انتهت بالكامل في نحو الواحدة من بعد منتصف الليل وتم سحب الطائرة لمعرفة مكمن الخلل والذي ادى الى انبعاث الدخان، على ان يتم بعد ذلك اصلاح الخلل.
اكدت مصادر امنية ان المعاينة الاولية اكدت بما لا يدع مجالا للشك ان الحادث عرضي وليست هناك اي شبهة جنائية وراء ما حدث في الطائرة.
قال المنسق الاعلامي في ادارة الطوارئ الطبية ان ادارته قامت بارسال 7 اسعافات بقوة 14 فنيا من الطوارئ الطبية بقيادة ضباط موقع: مبارك العتيبي، هشام شاهين وعبدالعزيز محمد، ومن قسم العمليات: محمد ارشيد ومحمود عبدالرضا، ومسؤول خفارة سليم المحميد.
واضاف: تم التعامل مع «51 حالة» تم اسعاف «9 حالات» منهم الى مستشفى الفروانية على النحو التالي:
-
1 - 30 سنة، آسيوي (نزيف بالانف والفم واغماء وتشنجات).
-
2 - 21 سنة، مضيف كويتي (كسر بالساق اليمنى).
-
3 - 97 سنة، كويتي (ألم بالظهر).
-
4 - 35 سنة، اطفائي كويتي (كسر بالساعد الايسر وكدمات بالاضلاع).
-
5 - 25 سنة، مضيفة مغربية (سحجات باليد اليمنى والكوعين).
-
6 - 25 سنة، مغربية (سحجات باليد اليمنى والكوعين).
-
7 - 35 سنة، مضيف بنغالي (كدمة بالذراع الايمن).
-
8 - 26 سنة، مضيفة هندية (سحجات بالركبتين).
-
9 - 20 سنة بنغالي (كدمة بالركبة اليمنى وكسر باصبع اليد اليمنى).
شكلت وزارة الداخلية فريق طوارئ للتعامل مع الحادث وتكون من: اللواء ابراهيم الرشيد مدير عام المطار، ومدير أمن المطار العقيد اياد الحداد، والنقباء سليمان الحميدان، عبدالله العبيد، عبداللطيف الخراز، يوسف المهيني وفهد القطان.
تناقلت عدة وكالات انباء حادث الطائرة الكويتية كما حرصت وسائل اعلام متلفزة ووسائل اخبارية اخرى على نقل الخبر بمجرد وقوعه.
تمثلت اصابة احد رجال الاطفاء بكسر في القدم حيث كان متوقفا على مقربة من الجسر الذي نزل من خلاله الركاب.
اكدت مصادر مطلعة ان ركاب الطائرة انتابتهم حالة من الفزع الشديد لدرجة انهم اخذوا يجرون بعيدا عن الطائرة بعد الهبوط وهو ما ادى الى اصابات طفيفة ألمت بهم، مشيرا الى ان هذا الفزع كان ناتجا عن خوف من احتمال حدوث ما هو اكثر من تدافع الركاب الى احتمال ان يحدث انفجار لاحق.
قالت المصادر ان «الكويتية» تحاول ترتيب سفر المسافرين الى العاصمة البنغلاديشية دكا، خلال ساعات، مشيرة الى ان الثلاثة المصابين بالإضافة الى احد افراد الطاقم في حالة جيدة وانهم غادروا مستشفى الفروانية، سوى حالة واحدة من الجنسية البنغالية مازالت تحت الملاحظة.