قضت محكمة الجنايات امس برئاسة المستشار وائل العتيقي بإعدام مقيم مصري ادين بقتل زوجته الفلبينية طعنا حتى الموت بعد ان داهم صالون التجميل الذي تعمل به وأغلق الباب وطعنها عدة طعنات قاتلة حتى أخرج امعاءها ولم يتركها رغم صراخها واستغاثتها الا جثة هامدة غارقة في دمائها ثم هرب من مكان الواقعة.
وكان المتهم قد سبق أن اصطحب المجني عليها الى المقبرة وهددها بالقتل بسكين وأبلغها أنه بإمكانه دفنها دون أن يعلم أحد عنها شيئا، بعد أن احتدمت الخلافات الزوجية بينهما إلا أنها أبلغته لاحقا أنها لا ترغب في العيش معه فتركت منزل الزوجية واقامت ضده دعوى طلاق للضرر كونه يضربها ويهددها ويستولي على اموالها وقامت بتسفير اطفالها إلى الفلبين حيث انه بلا عمل وبلا اقامة.
واكدت محامية السفارة الفلبينية ومحامية المجني عليها فوزية الصباح ثبوت التهمة بحق المتهم ثبوتا يقينيا وتوافر جميع العناصر القانونية لجريمة القتل العمد مع سبق الاصرار واضافت: يقول رب العزة جل شأنه في تحريم القتل (ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما). وقال تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) ومن ثم فإن عقاب الله للقاتل العذاب والخلد في جهنم، وعقابه في الدنيا القصاص فمن قتل يقتل جزاء وفاقا، ولما كان الشرع هو أصل التشريع ومصدر القانون فقد تقرر للقاتل عمدا عقوبة الإعدام، حيث نص قانون الجزاء الكويتي على أنه: «يعاقب على القتل العمد بالإعدام إذا اقترن بسبق الاصرار أو بالترصد». لما كان ذلك وكان ادلة الثبوت في الواقعة والتي قدمتها النيابة العامة قاطعة في ثبوت اقتراف المتهم للجرم البشع المسند إليه بإزهاقه روح المجني عليها وأم أبنائه التي شاركته الحياة لأكثر من ثماني سنوات تعمل معه جنبا الى جنب وتقتسم معه المسؤولية والانفاق، فلم يردعه كل ذلك عن قتلها بقسوة ليست معهودة في النفس البشرية فكل نفس بها قدر من الخير والرحمة والشفقة إلا نفس المتهم الماثل الذي كشفت جريمته عن تجرده من آدميته وموت ضميره وتحجر إحساسه، وخلو قلبه من الخير والرحمة والشفقة فكان عدلا ان يعامل بالقدر نفسه من القسوة والتشديد في العقاب وهذا المتهم جاء إلى الكويت ليرتزق فيها لا أن يروع أمن الوطن بارتكابه جريمة فاقت في بشاعتها كل التصورات مما يوجب انزال القصاص بقتله ايضا ليرتدع غيره ممن تسول له نفسه أن يرتكب جرما مماثلا، فكانت مصلحة المجتمع وما أوصى به الله عز وجل تقتضي قتل المتهم إنزالا لحكم الله والقصاص.