- الوسمي: أشكر سيدي صاحب السمو الأمير على مبادرته الأبوية التي تمثلت في تدخله القانوني للإفراج عني والشعب الكويتي كرمني أكبر تكريم
- الفهد: مبادرة سيدي صاحب السمو الأمير في الافراج عن الوسمي ليست بمستغربة والشعب والأسرة الحاكمة بيت واحد وستظل كذلك
مؤمن المصري ـ محمد الدشيش
قوبل إطلاق سراح د.عبيد الوسمي بناء على رغبة صاحب السمو الأمير للمحكمة في النظر المقدم من دفاعه لإخلاء سبيله، واسقاط سمو رئيس مجلس الوزراء المرفوعة منه ضد كل من الكاتبين محمد عبد القادر الجاسم ومحمد الوشيحي وأمين عام التحالف الوطني السابق خالد الفضالة بترحيب نيابي واسع وإشادة من جمعيات النفع العام.
واخلي سبيل الوسمي أمس بكفالة قدرها ألف دينار، وكان نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية المستشار راشد الحماد أعلن انه «بناء على رغبة حضرة صاحب السمو أمير البلاد تم السماح لمحكمة الجنايات النظر في الطلب المقدم من هيئة الدفاع عن د. عبيد الوسمي للإفراج عنه وعليه أصدرت أمرا باخلاء سبيله»، كما قدر الوزير الحماد في الوقت ذاته مبادرة سحب سمو رئيس مجلس الوزراء لقضايا الرأي ضد الكتاب واصفا إياها بأنها تعزز الاستقرار والحرية والمسؤولية.
وقال د.عبيد الوسمي لحظة الإفراج عنه بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية الخاصة بقضيته في مبنى الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام في منطقة الفروانية ومنها إلى مبنى أمن الدولة لاستكمال الإجراءات ومن ثم إلى منزله في منطقة العارضية: «أشكر سيدي صاحب السمو الأمير على مبادرته الأبوية التي تمثلت في تدخله القانوني في سير إجراءات قضيتي والتي كنت قد سجنت فيها ظلما وبشكل غير قانوني، وأتمنى من الله العلي القدير أن يتم أعياد الكويت بالخير والبركة في ظل قيادة سيدي صاحب السمو الأمير».
ووجه الوسمي كلمة إلى الشعب الكويتي قائلا: «بمناسبة الإفراج عني أعلم أن كثيرا من أبناء بلدي وقفوا إلى جانبي ولو استطعت أن أصل إلى كل شخص منهم في منزله لأشكره لفعلت، وشكرا ألف شكر لكل من وقف معي أو سأل، وسؤال كثير منكم عني خلال فترة سجني كان دافعا لي للصمود والصبر في أيام سجن أنهاها صاحب السمو الأمير بتدخله برغبته القانونية للإفراج عني»، وأضاف: «بحضورهم وبسؤالهم عني وبوقفتهم معي كرمني الشعب الكويتي تكريما لم أكرم به في حياتي».
1000 في الاستقبال
وكان ديوان منزل الوسمي قد امتلأ بأكثر من 1000 شخص ممن حضروا لاستقباله ومن بينهم عدد كبير من الناشطين السياسيين ومنهم أمين عام التحالف الوطني السابق خالد الفضالة، وامتلأ ديوان الوسمي بعدد كبير من الحضور وعلقت أكثر من 50 لوحة تحمل صورا للحظة اعتقال الوسمي والاعتداء عليه.
كما حرص الشيخ طلال الفهد على الحضور للتهنئة، وقال: وصلت هنا لاهنئ أخي وزميلي د.عبيد الوسمي بمناسبة الافراج عنه، ومبادرة سيدي صاحب السمو الأمير في الافراج عن الوسمي ليست بمستغربة وأقول ان الشعب والأسرة الحاكمة بيت واحد وستظل كذلك وسيعود ان شاء الله الوسمي الى طلبته في الجامعة ويعود مدافعا عن الحق كما عرفناه.
هذا، وكانت الدائرة الجزائية الثانية عشرة بالمحكمة الكلية أمس برئاسة المستشار عادل الهويدي وعضوية المستشارين علي سلطان وصلاح الدين أبو الفتوح وأمانة سر وليد منصور أمرت بإخلاء د. عبيد الوسمي بكفالة مالية قدرها ألف دينار على ذمة قضية أمن الدولة 7/2010.
كان دفاع الوسمي الممثل في المحامي الحميدي السبيعي قد تقدم صباح أمس بطلب إلى رئيس المحكمة الكلية المستشار خالد سالم مطالبا بإخلاء سبيل موكله بأي ضمان، وبناء عليه عقدت الدائرة الجزائية الثانية عشرة بالمحكمة جلسة خاصة لنظر الطلب المقدم من المحامي السبيعي، وقررت في نهاية الجلسة إخلاء سبيل الوسمي بالكفالة المالية المذكورة.
إسقاط قضايا رئيس مجلس الوزراء
كما جاء إعلان إسقاط قضايا الرأي المرفوعة من سمو رئيس مجلس الوزراء على لسان محاميه عماد السيف قائلا: «بأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد قد طلب منه إسقاط الدعاوى القانونية التي رفعها ضد كل من خالد الفضالة ومحمد الجاسم ومحمد الوشيحي».
واكد السيف أن لجوء سمو الرئيس إلى القضاء كان من منطلق إيمانه بدولة المؤسسات والقانون حيث يبقى القضاء هو الملجأ لكل صاحب حق، إلا أن سموه يرى أن مناسبة الأعياد الوطنية فرصة لاستلهام الدروس والعبر وإحياء ما جبل عليه الكويتيون من تسامح، الأمر الذي من شأنه إعادة جسور المحبة والتواصل بين الجميع حكاما ومحكومين وهو ما يتطلب منا التسامي فوق الجراح أحيانا، متأسيا مما تعلمه من مدرسة سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الشيخ صباح الأحمد من فضيلة العفو عند المقدرة.
وأكد السيف اعتزاز سمو رئيس مجلس الوزراء بأسر الفضالة والجاسم والوشيحي وتقديره الشخصي لأي معاناة مروا بها، وهي لا تقل عن معاناة أبنائه وأحفاده الناتجة عن اللغة العنيفة التي استخدمت في تجريحه، وأضاف السيف أن سموه أكد على أن الكويت كانت وستبقى دار أمن وسلام ومحبة داعيا الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
من جانبه قال المحامي الحميدي السبيعي انه تقدم بطلب الإفراج عن موكله إلى المستشار خالد سالم رئيس المحكمة الكلية، وأحال طلب الإفراج إلى المستشار عادل الهويدي رئيس دائرة الجنايات وتم عقد جلسة خاص استثنائية بكامل أعضاء هيئة المحكمة وتمت الموافقة على طلب الإفراج بضمان مالي 1000 د.ك.
الحميدي: شكراً صاحب السمو
وقد شكر المحامي الحميدي صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه على رغبة سموه ونظرته الحنونة على أبنائه.
كما وجه شكره أيضا للشيخ عذبي الفهد على الجهود التي قام بها، كما شكر جميع أفراد أمن الدولة على معاملتهم الراقية.
وأعرب الحميدي عن تفاؤله لوجود الشيخ أحمد الحمود على رأس هرم الداخلية لإصلاح الاعوجاج الموجود في بعض قطاعاتها، مؤكدا على ثقته بقدرته على الاستمرار في التطوير والإصلاح ومواجهة مواطن الخلل، ونسأل الله له التوفيق.
الوشيحي: لا أريد الرد على السيف
وفي تصريح خاص للكاتب محمد الوشيحي تعليقا على الإفراج عن الوسمي وإسقاط القضايا ضده وضد الجاسم والفضالة قال: «الشكر لصاحب السمو الأمير أولا، وشكرا سمو رئيس مجلس الوزراء وإن كنت أتحفظ على مفردات البيان الذي صاغه محاميه، ولولا خشية الظهور بمظهر الناكر للجميل لرددت على المحامي ببيان أقسى منه».
أثنى على مبادرات الحكومة وخطواتها الإيجابية
الفضالة: صاحب السمو الأمير عودنا على التمسك بالحرية والديموقراطية في جميع خطاباته السامية
محمد هلال الخالدي
أعرب الناشط السياسي خالد الفضالة عن تقديره العميق للمبادرة السامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبالخطوات الإيجابية التي تقدمت بها الحكومة قائلا في تصريح خص به «الأنباء» انني أتقدم بالشكر وعظيم الامتنان الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على بادرته الكريمة وأمره السامي بإنهاء جميع قضايا الرأي والملاحقات السياسية، وهو أمر غير مستغرب من سموه الذي عودنا دائما وفي جميع خطاباته السامية على تمسكه بالديموقراطية وحرصه الشديد على التمسك بحرية التعبير والرأي، واضاف الفضالة: أنتهز هذه الفرصة لأثمن بادرة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد الذي تفضل بالتنازل عن القضية المرفوعة منه ضدي، وهي خطوة إيجابية وتحتاج ايضا الى خطوات تعيد الثقة بالحكومة التي نراها اليوم تعبر عن نهج جديد نأمل ان يعبر بالكويت وأهلها الى بر الأمان والتقدم والازدهار. وأكمل بأن الكويت تتمتع بميزة غير موجودة في كثير من دول العالم تتمثل في العلاقة المتميزة بين الأسرة الحاكمة وأبناء الشعب الكويتي، وأنا اعتبرها نعمة أنعم الله بها علينا، فمهما اشتدت الخلافات السياسية ومهما تباينت الآراء أو وجهات النظر حول آليات العمل تبقى هذه العلاقة المتميزة هي صمام الأمان الفعلي للجميع، كما ان مبدأ التسامح أصبح ضرورة اجتماعية يجب علينا جميعا ان نأخذ به. واضاف الفضالة قائلا: بالرغم من الظلم الذي تعرضت له وسجني وتقييد حريتي والمعاناة التي عاشتها أسرتي خلال السنتين الماضيتين، إلا اننا جميعا تسامينا على الجراح من أجل ان تبقى الكويت دار عز وأمان ومحبة وسلام.
وحول رأيه في الخطوات الأخيرة التي قامت بها الحكومة والتي اعتبرها الكثيرون بمنزلة نهج جديد قال الفضالة ان التغيير كان مطلبا، ولكنه اليوم ضرورة، وأي خطوة ايجابية تقوم بها الحكومة هي محل تقدير وستقابل برد ايجابي من الشارع الكويتي، والمهم ان تستمر الحكومة على هذا النهج الجديد وتتقدم بخطوات أخرى من شأنها منع الاحتقان السياسي لتمضي الكويت الى الوضع الذي نتمناه جميعا لبلدنا من ريادة وتقدم وازدهار.