هاني الظفيري
في الوقت الذي نفت فيه وزارة الداخلية في بيان لها بشكل قاطع وقوع وفيات جراء احداث تظاهرة البدون خلال اليومين الماضيين مؤكدة على أن هذا الخبر عار عن الصحة وان جميع المصابين من البدون ورجال الامن اصاباتهم ما بين متوسطة وبسيطة، مضى البدون بأعداد تجاوزت الـ 300 شخص الى مقبرة الجهراء بعد إشاعات عن دفن جثتي شخصين سقطا في مواجهات تيماء.
فمع الساعات الأولى من يوم امس تناثرت شائعات غير صحيحة تضمنت وقوع ضحايا جراء المظاهرات ووصلت الشائعات الى وسائل اعلام وتلقفتها منتديات الكترونية دون تدقيق واخذت في الترويج لها ووصلت هذه الشائعات الى حد تحديد اسماء رباعية للمتوفين.
وابلغت مصادر امنية ان وزارة الداخلية رصدت رسائل على الهواتف المحمولة تحوي مثل هذه الشائعات مؤكدة ان الوزارة تأكد كذب هذه الشائعات مشيرة الى ان هناك من حاول تضخيم ما حدث لتأجيج البدون.
هذا وقد تجمعت أعداد من البدون في مقبرة الجهراء وكانت الغرابة ان هناك من أكد وقوع ضحايا الا ان أيا ممن ادعوا بذلك لم يتمكنوا بـــشكل واضح من تحديد هوية المتوفين او اقاربهم واكتفوا بالقول نحن سمعنا ذلك عن طريق وكالة «يقولون».
وقام عدد من البدون بالتجمع في منطقة تيماء ولم تقم وزارة الداخلية بفض تجمعهم عن طريق العنف وإنما قام مدير أمن الجهراء العميد محمد طنا بالطلب منهم الانصراف واستجابوا الى طلبات العميد طنا نحو السادسة مساء. على صعيد آخر أكد مصدر امني ان وزارة الداخلية اطلقت سراح عدد من الذين تم ضبطهم خلال الايام الماضية، مشيرا الى ان الوزارة تبين لها ان هناك محرضين لمجموعات من البدون وان رسائل التحريض ترد اليهم من خارج الكويت.
الى ذلك ورغم نفي وزارة الداخلية لوقوع وفيات الا ان رئيس لجنة الكويتيين البدون احمد التميمي قال للصحافيين ان لديه معلومات عن وقوع ضحايا ولكن لا يعرفهم، مشيرا الى ان عضو مجلس الأمة محمد هايف اتصل بوكيل وزارة الصحة ونفى وجود ضحايا في المظاهرات التي شهدتها تيماء والصليبية واضاف التميمي نحن لدينا يقين بوقوع ضحايا وندعو وزارة الصحة لأن تعلن بشكل رسمي صحة ذلك.
وأضاف «نأمل من ذوي المتوفين ان وجدوا ان يخرجوا ويظهروا للكل عدم صدق وزارة الداخلية.
حزب الأمة: على الحكومة المسارعة في حلّ قضية البدون
دعا حزب الأمة الى عقد جلسة خاصة لمناقشة قضية البدون وقال الحزب في بيان له: ان حزب الأمة وهو يتابع ما قام به أبناء وشباب البدون من التعبير عن حقهم في مطالب إنسانية ليرفض ما قامت به الحكومة من تعامل أمني لقضية إنسانية واعتقال العديد منهم حيث يجب إطلاق سراحهم فورا، فمن الواجب على الحكومة المسارعة لحل قضية البدون والتي أوجدتها السياسات الحكومية التعسفية على مدى عقود في التعامل مع هذه الفئة المظلومة والتي تتعارض مع الشريعة الإسلامية والدستور ومع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل والتي وقعت عليها الكويت.
كما يدعو حزب الأمة مجلس الأمة الى عقد جلسة طارئة لدراسة القضية وسن التشريعات اللازمة لحل قضية البدون بشكل جذري وعاذل وإنهاء المعاناة الإنسانية لإخوة لنا في الدين والعروبة والوطن كما قال الله تعالى (إنما المؤمنون اخوة) وكما جاء في الحديث: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله» فلقد أدى حرمان هذه الشريحة من حقوقها الإنسانية ـ كحقها في العمل والتعليم والرعاية الصحية والسكن وحرية التنقل وحق تكوين الأسرة وتوثيق عقود الزواج وحق التملك وجميع الحقوق المشروعة ـ لقد ادى ذلك الى وجود شريحة اجتماعية كبيرة محرومة من أبسط حقوقها وهو ما يمثل خطرا على الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي للمجتمع والدولة مما يوجب على مجلس الأمة والحكومة الى المسارعة لحل القضية حلا جذريا عادلا وعاجلا.
بيان «الداخلية»
أكدت وزارة الداخلية عدم صحة ما تم تداوله عن مصرع شاب بدون خلال المظاهرات، وقالت الوزارة إن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام والصحف المحلية وعبر مواقع الانترنت وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي عن وقوع وفيات وإصابات بليغة خلال الاحداث التي وقعت في اليومين الماضيين بمنطقة تيماء والصليبية بمحافظة الجهراء هو أمر لم يحدث على الاطلاق، ولا يمت للحقيقة بصلة، حيث إن هناك بعض الاصابات البسيطة والتي تم علاجها في موقع الحدث، اما الاصابات الاخرى فقد تمت احالتها الى المستشفي لمواصلة العلاج وهي في طور الشفاء.
واضافت الوزارة انها لتأمل من تلك الوسائل وغيرها ممن قامت بنشر وبث تلك المعلومات غير الصحيحة، بضرورة تحري الدقة والموضوعية فيما يخص الشأن الامني منعا للشائعات والاقاويل لما فيه الصالح العام.