بالتزامن مع بدء انشطة حملة زين للتوعية المرورية، والتي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع شركة زين للاتصالات لتوعية وإرشاد السائقين من مواطنين ومقيمين من مغبة ارتكاب مخالفة استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة، وعلى وجه الخصوص كتابة الرسائل النصية، والتي تشكل سببا رئيسيا ومباشرا في وقوع الحوادث المرورية الخطيرة نتيجة الانشغال بغير الطريق وعدم الانتباه لما يدور أمام وحول السائقين من متغيرات تؤدى إلى وقوع حوادث خطيرة ومؤسفة.. هذه السلوكيات المرورية التي أسفرت عن وقوع (21824 مخالفة) لعام 2010 بينما بلغت في الربع الأول من 2011 (3791 مخالفة) والتي كشفت عنها الإحصائيات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور، وما أوقعته من وفيات وإصابات وكسور وخلفت من عاهات وإعاقات وبتر للأعضاء البشرية لكثيرين ممن ارتكبوا هذه المخالفة، وتضرروا بسببها، حيث أجريت للعديد منهم عمليات جراحية استدعت نقلهم لمواصلة العلاج في الخارج مما كبد الدولة والمتضررين خسائر مادية فادحة ونفقات باهظة، انعكست على كفاءة الطرق، وتحطيم الإشارات الضوئية والعلامات الأرضية والجسور والأرصفة والاشجار وأعمدة الإنارة وغيرها من الخسائر، مما استدعى إجراء عمليات لإغلاق الطرق والمسارات لإصلاح التلفيات وحدوث ازدحامات واكتظاظ مروري في العديد من الطرق والتقاطعات والمحاور التي شهدت تلك الحوادث المؤسفة، والتي خلفت شعورا عاما بوجود أزمة خانقة من الزحام وتوقف المرور عن الحركة، والتي تعود أسبابها للسائق بدرجة كبيرة لعدم الالتزام بالقانون والسرعة الزائدة وعدم احترام أولوية المرور والتعليمات والإرشادات المتكررة بعدم الانشغال بغير الطريق التي كان من أهم نتائجها استعمال الهاتف النقال باليد أثناء القيادة وكتابة الرسائل أثناء السير.
وفي هذا السياق ثمن كل من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء د. مصطفي الزعابي ومدير إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي ومدير إدارة الإعلام الأمني بالإنابة بوزارة الداخلية العقيد عادل أحمد الحشاش حملة زين للتوعية المرورية وأبديا استياءهما من ظاهرة تفشي استخدام السائقين للهاتف باليد أثناء القيادة والتي أدت إلى تزايد معدلات الحوادث على الطرق ووقوع خسائر ومآس بشرية ومادية ضخمة تركت آثارها الاجتماعية والنفسية على المجتمع جراء حوادث الوفيات والاصابات والكسور وحالات الاعاقة وعدم جدوى الكثير من محاولات العلاج للمصابين الذين أصيبوا بإصابات بالغة ومتعددة يصعب معها أن يعود الإنسان بعد ذلك إلى القيام بحياته العادية كما كان قبل تعرضه للإصابة والاعاقة الدائمة.. والمستغرب أن قانون حظر استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة قد صدر عام 2008.
أكد اللواء د. الزعابي أنه اتخذ موقفا حازما ومشددا من هذه القضية المرورية الحادة وهو ما سيتم اتباعه مع جميع المخالفين للسلوكيات المرورية وذلك لمواجهة الظواهر التي لم تعد مقبولة بعد تزايد أعداد الضحايا والتي لم تعد تفيد معها المناشدات ووسائل الرجاء بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر حيث أصدر تعليماته لكافة رجال قوة الشرطة بالإدارة العامة للمرور بالتشدد في مخالفة قائدي المركبات غير الملتزمين بالقرار الوزاري رقم 633/2008 والذي يحظر على قائدي المركبات بكافة أنواعها استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة وتوقيع عقوبة الغرامة وبناء على تسجيل نقطتين ضد المخالف طبقا لنظام النقاط الذي يخول لسلطات المرور السحب التدريجي لرخص القيادة ومنع المخالف من قيادة السيارة لمدد محددة حتى تصل إلى السحب النهائي إضافة للغرامة ولا يجوز بعدها للمخالف المتكرر القيادة إلا بعد إجراء اختبار وإصدار تصريح بالقيادة جديدين.
وعلى جانب متصل، ذكر مدير إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي ومدير إدارة الإعلام الأمني بالإنابة بوزارة الداخلية العقيد عادل أحمد الحشاش أن وزارة الداخلية تسعى بكل الوسائل الإعلامية للتوعية والإرشاد الى توجيه رسائل النصح والتنبيه لكل ما يتعلق بحياة المواطن والمقيم الأمنية والمرورية ومع ذلك نجد إصرارا على ارتكاب المخالفة من قبل البعض التي تؤثر على الكل ويحصد المجتمع مرارتها وآثارها السلبية على الرغم من القانون وتغليظ العقوبات وتطوير الأنظمة والتشريعات والإجراءات وما تشهده الطرق والمسارات من إحلال وتوسيع وإنشاء وإيجاد البدائل للمشاكل الحالية والمستقبلية من خلال المشروع الطموح للإستراتيجية الوطنية للمرور والنقل العام والتي من المؤمل أن تجد الحلول المناسبة بعدما توافرت لها جميع مقومات النجاح من بحوث ودراسات وإشراف دوري ولكن تظل القضية المرورية قضية إنسانية أكثر منها تقنية حيث تلعب التربية والسلوك الدور المؤثر والفعال في الالتزام بالتعليمات والإرشادات المرورية، لأنها ببساطة تنشد سلامة جميع مستخدمي الطرق من سائقين ومشاة وبغير ذلك لن ينصلح حال الأوضاع المرورية مهما حاولنا إيجاد حلول إن لم يكون للسائقين دور هام وحيوي في الانضباط المروري واحترام القانون وبدافع ذاتي. وأضاف الحشاش أن رعاية «زين» للحملة المرورية بعدم استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة والانشغال بكتابة الرسائل عما يدور في الطريق رسالة مجتمعية أردنا من خلالها توعية وإرشاد السائقين بخطورة هذا المسلك الذي يحياه الكثيرون دون إحساس أو إدراك بالأبعاد الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والأمنية ايضا على مجمل العملية المرورية.