- أرفض تماماً الدفاع عن أي متهم في قضايا مخدرات ولا أخدع موكلي أو أشجعة على الكذب
- التوكيل الرسمي لا يعتد به قانوناً إذا صدر في وقت يحسب «إكراهاً
- دور المحامي أنيدافع عن القانون قبل أن يدافع عن موكله وأنا أعمل وفق قاعدة «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»
- أذكر أنني بدأت مرافعتي في إحدى القضايا عن متهم ففوجئت بالقاضي يناديني «يا أستاذ موكلك اعترف»
- أعلن عبر «الأنباء» أنني وزميليّ المحاميين دشتي والمخلد مستعدون للترافع عن أي قضية مال عام دون مقابل
- «الداخلية» هي أكثر الوزارات امتناعــاً عــن تنفيــذ الأحكام القضائية النهائية خاصة في «النسب»
أمير زكي
ملفات القضايا المعروضة على القضاء متخمة بالاسرار والغرائب والقضاء الواقف النيابة العامة مطالبان بكشف مجمل الحقائق.. ولكن هل يعقل ان يتقدم مواطن ويطلب الطلاق للضرر، زو أن تقوم امرأة بضرب زوجها حتى تصل الامور لأن يقدم الزوج تقريرا طبيا حافلا وكأنه دخل في صراع مع تايسون او محمد علي كلاي، وهل بالامكان ان يتحول رجل او امرأة من مليونير و يتحول الرصيد البنكي من 15 مليون دينار الى لا شيء؟! تلك هي بعض الغرائب التي سردها لـ «الأنباء» المحامي عبدالعزيز البنوان.
والذي لم يكتف بطرح غرائب ملفات القضايا وانما ايضا تحدث عن هموم وشجون مهنة المحاماة وتطرق الى بداية عمله في بيت المحاماة وكيفية تلقيه اسسا يقوم بتطويرها مع مرور الزمن وتشعب القضايا المعروضة عليه وفيما يلي التفاصيل:
متى بدأت ممارسة المحاماة؟
اعتبر بدايتي مع «بيت القانون للمحاماة» التي جمعتني بالزميلين المحاميين فواز دشتي وفواز المخلد، هي بدايتي الحقيقية مع المحاماة، وتحديدا في العام 2006 وهذا البيت يضم مجموعة من الشباب المحامين الذين يسعون للافضل.
هل تتذكر أول قضية قمت بالترافع فيها؟
طبعا، لا يوجد محام لا يتذكر اول قضية تسلمها، واتذكر انني بدأت العمل في مكتب المحامي المعروف خالد العبد الجليل وترافعت في قضية ادهشتني بل وادهشت كل الزملاء لما تحويه من قصة غريبة.
وماذا كان تصنيف القضية؟
قضية احوال شخصية.
وهل تحوي قضايا الاحوال الشخصية امورا غريبة تستدعي الدهشة؟
القضية الاولى التي تسلمتها كانت على درجة من الغرابة الى حد ان من شارك فيها او قرأ حيثياتها أو اطلع على ملفها من لابد ان تصيبه الدهشة.
حدثنا عن هذه القضية الغريبة؟
هي قضية رجل جاء الى المكتب ليرفع قضية طلاق للضرر ضد زوجته.
هل يعقل هذا.. رجل يطلب طلاقا للضرر من زوجته؟!
نعم، فالرجل «المدعي» في هذه الحالة يريد ان يحفظ حقه بحيث يسقط جميع الامور المترتبة عليه جراء طلاقه لزوجته بحيث لا تحصل على نفقة.
وأين وجه الغرابة عدا كون المتقدم بها رجلا؟
سأروي الحكاية التي كلما تذكرتها اصبت بالدهشة، واعتقد انها لاتزال منظورة امام القضاء، فقد تقدم الرجل الينا وهو مواطن في الخمسين من عمره ويعمل عقيدا في احدى المؤسسات العسكرية وكانت تبدو عليه آثار ضرب شديد وكدمات متفرقة، وعندما سألناه عن كيفية اصابته بهذه الكدمات قال لنا «اولادي هم من ضربوني» وازاء هذا التصريح اصبنا بالدهشة، واضاف في دعواه التي قمنا بصياغتها كقضية ان زوجته هي التي تقوم بتحريض اولاده وتدعوهم لضربه هم اشبه بمجموعة من المجندين الذين يأتمرون بأمرها وينفذون ما تطلب، وانها هي التي تطلب منهم ضربه وتأديبه، وعليه جاء ليطلب دعوى طلاق للضرر، وذكر لنا انه قضى 6 سنوات منذ ان كبر اولاده وهو تحت تهديد الضرب من زوجته أو اولاده وبعد ان فاض به الكيل جاء ليشتكي وليضع حدا للعلاقة الزوجية الغريبة.
هل كان يروي الحقيقة لكم أم انه كان يريد ان يكسب القضية بادعاءاته تلك؟
كان يحكي الصدق وأرفق تقارير طبية تثبت تعرضه للضرب وكدمات اكثر من مرة، حتى انني عندما سألته اين ستسكن بعد ان خرجت من منزلك قال لي «لا احد لدي فقد توفيت والدتي وهي غاضبة مني اذ انها كانت غير راضية عن ارتباطي بزوجتي التي اريد الطلاق منها».
وما اغرب قضية مرت عليك؟
عدا تلك القصة التي ذكرتها لك، هناك قصة لا تقل غرابة وهي قصة مواطنة كويتية ستينية قام ولدها بسحب كامل ثروتها البالغة 15 مليونا وتحويلها لحسابه بعد ان اتهمها بالجنون واجبرها على الاقامة 4 سنوات كاملة في مصحة نفسية في بريطانيا تحت دعوى انها مختلة عقليا.
وهل لاتزال هذه القضية منظورة امام القضاء؟
نعم، وتفاصيلها ان السيدة الكويتية توفي زوجها وترك لها ثروة طائلة تقدر بـ15 مليونا وفي ايام العزاء الثلاثة جاء ابنها الكبير بايعاز من اعمامه، وطالبها بأن تصدر له توكيلا رسميا ليدير املاكها ثم بعدها قام بحجز تذكرة لها الى العاصمة البريطانية لتسكن فيها مؤقتا لترتاح خاصة مع حزنها على ابيه، وبعد 3 اشهر في لندن عادت الى الكويت وفوجئت بابنها يقول لها «امي لم يعد لديك دينار واحد حتى ساعتك التي في يدك سأنزعها منك» وقالت له ـ بحسب ما روت لي ـ «يا ابني اذا كنت محتاجا فأنا سأعطيك ساعتي وليس هناك حاجة لان تنتزعها من يدي» واخبرتني انها اعتقدت انه محتاج، غير انه قال لها انه قام وبموجب التوكيل بتحويل كل اموالها واملاكها باسمه، وبعدها اودعها المصحة في بريطانيا وبعد عودتها جاءت الي في المكتب لترفع قضية ضد ابنها.
ولكن هل يبيح له القانون نقل الملكية لنفسه او التصرف فيها وفق التوكيل الرسمي؟
نعم ولكن هناك أمرا هاما لابد ان تعرفوه هو ان التوكيل الرسمي قامت بتوقيعه السيدة في ايام العزاء الثلاثة، وهو ما يعرف قانونا بأنها اكرهت على التوقيع ولم تكن في كامل ادراكها وهو ما جعلنا نطالب باعتبار التوكيل كأن لم يكن وجار الآن حصر املاك السيدة التي استولى عليها ابنها.
عودة الى قضايا الاحوال الشخصية ما اكثر اسباب الطلاق في الكويت؟
في الحقيقة عدم الاحترام هو السبب الرئيسي لجميع حالات الطلاق في الكويت.
هل تساعد موكلك او موكلتك على الكذب في اي من قضايا الاحوال الشخصية؟
ابدا وارفض هذا تماما فأنا أعمل وفق القانون ولا اخدع موكلي كما انني لا اشجع موكلي على الكذب.
وماذا عن قضايا المخدرات هل تترافع عن المتهمين في مثل هذه القضايا؟
ارفض رفضا قاطعا ان اترافع عن متهم في قضية مخدرات.
ألم تترافع يوما في قضية مخدرات؟
هي قضية يتيمة ترافعت عنها بالصدفة، حتى انني عندما بدأت دفاعي عن المتهم قال لي القاضي «يا استاذ المتهم اعترف»، وانتهت الى هذا الحد ولم اترافع قط عن قضية مخدرات ولن افعلها.
وماذا عن قضايا المال العام؟
اولا وأعلن عبر «الأنباء» انني والزملاء في المكتب مستعدون للدفاع عن اي قضية تمس المال العام وبلا مقابل.
هناك قضايا تصدر فيها احكام نهائية لا تنفذ؟
نعم هذا صحيح.
وما السبب؟
لا يوجد سبب واضح ولكن وزارة الداخلية هي اكثر وزارة ترفض تنفيذ الاحكام وخاصة الاحكام المتعلقة بتعديل النسب وتغيير الاسماء.
هل تدافع عن المتهم حتى ولو كان اعترف أمام النيابة؟
دعني اخبرك امرا عن المحاماة وهو امر لابد ومن ان يعرفه الجمهور، نحن قبل ان ندافع عن الاشخاص المتهمين بقضايا ندافع عن القانون والاجراءات اولا وقبل كل شيء تطبيق القانون شيء مهم ورئيسي ومهم في مهنتنا.
حتى ولو كان مجرما قاتلا؟
المتهم في القاعدة القانونية «بريء حتى تثبت ادانته» ومن هنا فالمسافة الفاصلة بين توجيه الاتهام والادانة طويلة جدا فهناك اجراءات الضبط وظروف الاعتراف والادلة والقوانين والشهود وعشرات الاشياء.
ولكن هناك محامون ربما يتحايلون على القانون؟
هذا الامر ليس صحيحا، فالقانون واضح والمشرع وضع لكل شيء مادة واضحة، ولا انكر ان هناك بعض الثغرات التي قد يستخدمها محامون ولكن هذا يأتي في الاطار القانوني الواضح.
تحدثت عن قضايا لا تنفذ هل اختصمتم وزارة او مسؤولا لم ينفذ القرارات؟
نعم تقدمنا بشكوى الى النائب العام الاسبوع الماضي ضد وكيلة التعليم العالي د.رشا الصباح لامتناعها عن تنفيذ امر قضائي بمعادلة شهادة مستشار، وقمت مع زميلي فواز المخلد برفع الشكوى والتي نطالب فيها وبحسب المادة 58 مكرر من قانون الجزاء ان يسجن لمدة عامين ويعزل من منصبه ويتم تغريم كل مسؤول رفض تنفيذ حكم قضائي صادر.
كيف تنظر الى تعامل رجال الأمن مع العاملين في القضاء الواقف وأقصد المحامين؟
بالتأكيد فان غالبية رجال الأمن متفهمون لدور المحامي وطبيعة عمله ولكن احيانا ما نجد رجال أمن خصوصا غير المتفهمين يجهلون دور المحامي واحيانا ما يدخلون معه في مشادات وربما ابعد من ذلك.
ولكن من يتحمل المسؤولية؟
في اعتقادي ان الجهل بدور المحامي هو السبب واستبعد ان يكون المحامي هو المتسبب لان المحامي يريد ان يساعد موكله لا ان يلحق به الاذى.
هناك من يعتقد ان مهنة المحاماة تعتمد على مشاكل الآخرين؟
المشرع استلزم وجود محام في القضايا وحتى اذا لم يكن برفقة المتهم محام يقوم القاضي بتكليف احد المحامين.
هل بامكان محام مكلف ان يعتذر للقاضي متى طلب منه ذلك؟
نعم بالامكان لربما لارتباطات معينة ولكن في اغلب الاحوال يبدي المحامون استعدادهم للقيام بما يطلبه المستشار او القاضي.
ماذا تأمل لمهنة المحاماة؟
آمل ان يتفهم الجميع لدور المحامي خصوصا رجال الأمن.
برأيك هل تميل المرأة الى المرأة بمعنى هل المحاميات الاقدر على طرح قضية امرأة؟
لا على العكس فهناك قضايا نسائية يتولاها محامون ويحققون فيها نتائج مبهرة والعكس ولكن هناك بعض النساء يفضلن محامية اعتقادا منهن ان السيدة اقدر على فهم مشكلتها.
ولكن ماذا عن تقدم شخص الى محامية والطلب منها مساعدته في قضية؟
هذا طبيعي والقانون يحتاج الى دراسة وفهم دون تمييز بين رجل وامرأة.