-
شقيقته: أناشد رئيس مجـلس الوزراء الـتـدخـل لإعادة شقيقي إلى البلاد
-
السبيعي: الطلقة الـتـي أصابت موكلي اخترقت فخـذه ولم تكن سطحية كما قال السفير
-
عبدالعزيز: أبلغت الجهات الرسمية بالتهديدات التي تلقاها والدي فردوا علينا: نحن لسنا في غابة
-
عبدالله: لم أر والدي منذ عامين وأتمنى أن تتم استعادته قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه
مؤمن المصري - محمد الدشيش
قال المحامي الحميدي السبيعي إنه سيقدم شكوى جزائية للنائب العام اليوم ضد كل من وزير الخارجية بشخصه وسفير الكويت لدى اليمن بشخصه على خلفية امتناع السفير عن تسليم المواطن الكويتي الحميدي الشمري، الذي أطلق عليه الرصاص باليمن أمس الأول، بحجة أن وزير الخارجية يعلم بأمر عدم تسليم المواطن الكويتي جواز سفره حتى ينتهي استئناف القضية التي برئ فيها من محكمة أول درجة.
جاء هذا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده المحامي السبيعي بجمعية المحامين الكويتية أمس بالاشتراك مع أسرة الضابط الشمري. وأضاف السبيعي أنه سيطلب من النيابة العامة تفريغ المقابلة التي تمت مع السفير سالم الزمانان بإحدى المحطات الفضائية واعتبارها دليل إدانة ضد وزير الخارجية لأن ما قاله السفير يدين وزير الخارجية ويثبت أن تقـــــييد حــرية المواطن الكويتي قد تم عمدا وبعلم وزير الخارجـــــية.
واشار السبيعي إلى أن مقابلة السفير جاء بها كثير من المغالطات منها أن الطلقة التي أصابت الضابط الشمري مجرد إصابة بسيطة وتطلبت القليل من التنظيف بينما الحقيقة أن الرصاصة اخترقت فخذ الرجل وخرجت من الناحية الأخرى. كما أن السفير ذكر أن الشمري يقيم بفندق الشيراتون بينما هو كان يقيم في موتيل رخيص في وسط حي شعبي في صنعاء وهو لا يعلم أنه قد هرب من المستشفى الذي كان يعالج فيه خوفا من تصفيته عندما شعر بأن هناك من يتتبعه هناك.
وأكد السبيعي أن السفارة أبلغت الضابط الشمري أن هناك خطرا على حياته في استمرار وجوده بالمستشفى ولابد من نقله إلى فندق الشيراتون لأن فيه حماية أكثر. وبعد نقله إلى الفندق وبقائه هناك بلا علاج من الإصابة يأتي السفير على إحدى الفضائيات ويقول إنه الآن موجود بالشيراتون وانه قد عولج من الإصابة، فهذا أسلوب يجب ألا يتبعه شخص ديبلوماسي بأن يقوم بإخراجه من المستشفى وإنزاله بالفندق بلا علاج حتى يقول للرأي العام إننا قد أنزلناه بالفندق وهو الآن بأمان. فقد آلم هذا الكلام الضابط الشمري وأسرته.
وتعليقا على الأحداث الأخيرة التي وقعت للضابط الشمري قال نجله عبدالعزيز إن والده كان مهددا بالاغتيال وعندما أبلغ السفير بهذا الأمر قبل الواقعة قال له: نحن لسنا في غابة وليس هناك شيء من هذا القبيل.
مضيفا أنه بعد أن وقعت محاولة الاغتيال، والتي أنقذه الله وحده منها، نجد أن السفير يظهر على إحدى الفضائيات ويقلل من شأن الإصابة التي تعرض لها والده واصفا إياها بأنها مجرد إصابة بسيطة وأنه قد عولج منها. ويضيف عبدالعزيز: الغريب أن السفير منذ أن أصيب أبي لم يكلف نفسه لقاء والدي أو حتى يتصل به ويقول له: حمدا لله على السلامة.
ولكنني في هذا المجال لا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان للقنصل الكويتي بالسفارة باليمن سعود الحربي على وقفته الرجولية التي وقفها معنا. ورغم ذلك كنا نطمع في أن يقوم السفير أيضا بالوقوف إلى جانبنا ومساعدة والدي على العودة إلى الكويت بدلا من الوقوف ضده وحجز جواز سفره بعد ما عاناه من تعذيب أثناء حبسه.
أما نجله عبدالعزيز البالغ من العمر أحد عشر عاما فقد ناشد المسؤولين أن يعملوا على إعادة والده إلى الكويت الذي يعاني من تجلط في الشريان التاجي بالقلب، دون أن يتلقى أي علاج. فقد مضى عليه مدة سنتين لم ير فيهما والده.
بينما ذكرت زوجته أن زوجها لا يدعي المرض وهناك تقارير طبية موجودة لدى السلطات الكويتية واليمنية تثبت مرضه بالقلب وهو ليس نزلة برد أو صداعا، ورفضه للعلاج جاء بسبب عدم وجود طبيب متخصص يتابع حالته كما أن العلاج هنا بالكويت أفضل لوجود أطباء متخصصين يعرفون حالته، ولديهم الكفاءة لعمل اللازم له عند عودته. أما باليمن فكان الكلام منصبا على إجراء جراحة له بالقلب ونحن لا نعرف مدى كفاءة من يقوم بمثل هذه الجراحات الدقيقة هناك، وهل سيكون الأمر آمنا بالنسبة له إذا أجريت له الجراحة؟
وأضافت: نحن عتبنا على السفير الكويتي لدى اليمن لأنه ممثلنا باليمن وعنصر فعال بالديرة فلماذا يستهين بأمر رجل من رجالات الكويت الذين أفنوا حياتهم في هذا البلد وناضلوا في سبيله وقاوموا الاحتلال العراقي وكان لهم دور بارز في المقاومة.
إذا كان الحميدي الشمري الضابط المهندس الكويتي قد قوبل في اليمن بهذه المعاملة فكيف بالله عليكم لو كان الأمر يتعلق بمواطن بسيط لم يكن له هذا التاريخ المشرف؟ هذا والله شيء مخيف أنا تبهدلت أنا وعيالي وسافرت لليمن عدة مرات رايحة رادة وأطفالي السبعة يعانون من غياب والدهم. وأناشد رئيس مجلس الوزراء أن يتدخل بثقله في هذا الأمر حتى يضع حدا لهذه المأساة مراعاة لظروف أطفالي وليس لي أو لزوجي.
من جانبها قالت شقيقته إنها توجه مناشدتها لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد للعمل على أن يعود شقيقها إلى الكويت لرؤية أطفاله وتلقي العلاج اللازم للقلب ثم يعود مرة ثانية إلى اليمن عندما تنظر قضيته أمام محكمة الاستئناف. فهو بريء وواثق من براءته.
وفي تصريح خاص لـ «الأنباء» قال المحامي السبيعي: إن هناك حملة سيتم تدشينها غدا الاثنين في تمام الساعة السابعة والنصف لمساعدة الضابط الشمري على العودة إلى البلاد. وقد تم توجيه الدعوة لخمسين نائبا وعدد من الحقوقيين والناشطين السياسيين والمهتمين بحقوق الإنسان والعمل العام.
وقال السبيعي إن الشكوى التي ستقدم اليوم للنائب العام تتضمن المطالبة بالتحقيق في أمر التراخي الذي وقع من قبل السفير الكويتي لدى اليمن ووزير الخارجية الذي كان يعلم بأن جواز سفر المواطن الكويتي محجوز لدى الــــسفارة دون وجه حق وبلا مسوغ قانوني. فحجز جواز سفر المواطن يعتبر حجز حرية وهو أمر معاقب عليه في القوانين الجزائية اليمنية والكويتية على حد سواء.
فقد ذكر السفير في إحدى الفضائيات أن جواز سفر الضابط الشمري قد تم حجزه بتعليمات من معالي وزير الخارجية (حفظه الله ورعاه) وهذه أول مرة أسمع فيها هذه العبارة في شأن وزير، وهذا يؤكد علم الوزير بموضوع حجز الجواز وإن لم يكن بأمره.
وأضاف السبيعي أن زوجة الشمري التقت رئيس النيابة العامة اليمني الذي أكد لها أنه ليس لديه مانع من إخراج الشمري من اليمن بإفراج طبي مؤقت للسفر إلى الكويت ولكن بشرط أن يتصل بنا السفير ويطلب منا هذا الطلب ويسلمه جواز سفره وأنا أوافق عليه. وعندما نقلت الزوجة هذا الكلام للسفير على لسان النائب العام اليمني لم يتحرك بل تـــراخى. وبسؤال السبيعي عن المستفيد من محاولة الاغتيال للضابط الشمري قال: لقد تلقى الشمري تهديدين: أحدهما بحجز حريته والآخر بالقتل. وقد جاء التهديد بحجز حريته من مسؤولين كبار وأسماؤهم موجودة لدى السفير. أما التهديد بالقتل فقد جاءه من جهات أمنية يمنية وقد أبلغ نجله السفير بأسمائهم وأرقام تلفوناتهم وقد استهان السفير بهذه الأمور.
الجارالله لـ «الأنباء»: أخرجنا الشمري من السجن مقابل الاحتفاظ بجواز سفره
«الخارجية»: وفد من الاستخبارات العسكرية الكويتية يتوجّه إلى اليمن اليوم لمتابعة قضية الشمري
بيان عاكوم – كونا
اكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ان الوزارة لا تألو جهدا لمتابعة مواطنيها في الخارج وبالتحديد في قضية الضابط الحميدي الشمري في اليمن، مشيرا الى ان الوزارة ومن خلال سفارة الكويت في اليمن سعت الى خروج الشمري من السجن.
وقال الجار الله في تصريح لـ «الأنباء» ان الحكم الذي صدر بحق الشمري درجة اولى ومن المفروض ان يكون في السجن لحين جلسة الاستئناف الا اننا سعينا لاخراجه من السجن.
وبخصوص حجز جواز سفره قال الجارالله: «نحن عاهدنا السلطات اليمنية لانها كانت تتخوف من اخراجه من السجن ويغادر الاراضي اليمنية وبالتالي عاهدناها على ان يبقى جواز سفره بحوزتنا والا تصدر له وثيقة سفر لحين جلسة الاستئناف وصدور الحكم النهائي، لافتا الى انه على اساس هذا التعهد اخرجت السلطات اليمنية الشمري من السجن.
وعن التهديد بمقاضاة «الخارجية» قال الجارالله «يقاضوا كما يشاؤون والعدل موجود في الكويت».
من جهته، صرح مدير الإدارة القنصلية بوزارة الخارجية السفير حمود الروضان تعليقا على الحادث الذي تعرض له الحميدي حماد العجل في مدينة صنعاء بالجمهورية اليمنية بأن الإدارة القنصلية بوزارة الخارجية تلقت كتابا تقدم به شقيق الحميدي حماد العجل يفيد بانقطاع الاتصالات مع شقيقه المتواجد في اليمن منذ فترة وأنهم لا يعلمون عنه شيئا وعلى الفور باشرت الوزارة بإبلاغ سفارتها في صنعاء التي باشرت اتصالاتها بالجهات المختصة اليمنية حيث أفادت تلك الجهات بأن الحميدي العجل قد اعتقل في مدينة عدن وتم ترحيله الى مدينة صنعاء ضمن مجموعة من الأفراد وقد قامت السفارة بإبلاغ الإدارة القنصلية بذلك.
واستمرت السفارة في صنعاء بمتابعة القضية وطلبت على الفور من الجهات الرسمية ترتيب مقابلة مع الحميدي العجل للوقوف على تفاصيل الاعتقال والاطمئنان على صحته وبالفعل قام المسؤول عن الشؤون القنصلية بمقابلة الحميدي العجل وبحضور وكيل النيابة واطمأن على سلامته واستفسر عن احتياجاته وطلب الحميدي ـ خلال هذا اللقاء إبلاغ أهله بحاجته لمبلغ مالي وقامت السفارة بتزويده بالمبلغ المطلوب الذي أرسل من أهله عن طريق الإدارة القنصلية.
ثم التقى السفير بعد ذلك بالنائب العام اليمني وطلب منه تزويد السفارة بمحضر التحقيق مع السيد الحميدي وبالفعل تسلمت السفارة تقريرا من النيابة العامة تضمن التهم الموجهة للحميدي.
ومنذ ان علمت السفارة باعتقال الحميدي فإنها كانت تقوم باستقبال أهله في المطار وتتولى ترتيب مواعيد زياراتهم له كما تعمل على إيصالهم للقائه في غرفة خاصة بالسجن لإعطائهم الخصوصية اللازمة وسهلت لهم اللقاء معه لوقت يمتد لعدة ساعات.
ومنذ اليوم الأول لاعتقال الحميدي العجل وتوجيه الاتهام له في إحدى القضايا أبدت السفارة حرصا كبيرا على التواصل معه والسؤال عنه وترتيب زيارات لأهله ومعرفة احتياجاته كما حرصت على متابعة وحضور جميع جلسات المحاكمة في المحكمة الابتدائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة التي تنظر في قضيته.
وعندما صدر الحكم الابتدائي بتاريخ 12/10/2009 الذي قضى ببراءة الحميدي العجل لعدم كفاية الأدلة بادرت السفارة على الفور الى مخاطبة الجهات الرسمية اليمنية للمطالبة بالإفراج عنه إلا ان النيابة الجزائية المتخصصة (نيابة أمن الدولة) قامت باستئناف الحكم ورفضت الإفراج بحجة تخوفها من ان يغادر اليمن كما فعل أخوه عدنان من قبل الذي حوكم غيابيا في ذات القضية وصدر بحقه حكم غيابي بالسجن 25 عاما.
وبعد مغادرة مسؤول الشؤون القنصلية علمت السفارة عن طريق زوجة الحميدي انه غادر المستشفى وتم العثور عليه في وقت لاحق وقد قام مسؤول الشؤون القنصلية بأخذه برفقة فريق من التحقيقات اليمنية (المباحث الجنائية) لمعاينة المكان الذي تعرض فيه لإطلاق نار ووعد الفريق المختص بتزويد السفارة بالتقرير حال الانتهاء منه علما بأن مكان إطلاق النار الذي أشار إليه الحميدي خلال المعاينة كان في شارع عام وليس أمام الفندق الذي كان يسكنه.
وبناء على توجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية قامت السفارة بنقل الحميدي العجل الى فندق آخر مع تحمل تكاليف إقامته وطلبت من ادارة الفندق تعزيز الحراسة الأمنية كما طلبت من الأمن اليمني نفس الأمر حيث كان هناك تجاوب مشكور من قبلهم.
لقد قام السفير وبعد إبلاغه بخبر تعرض المواطن الكويتي للإصابة بعيار ناري بالاتصال هاتفيا بمعالي وزير الخارجية اليمني وبسعادة وكيل أول وزارة الداخلية اليمني وبمدير ادارة المراسم بوزارة الخارجية اليمنية وقامت السفارة أيضا بإرسال مذكرة لوزارة الخارجية اليمنية تبلغهم رسميا بالحادث وتطلب منهم التحقيق في الأمر وإفادة السفارة بملابسات الحادث.
وقد لمست السفارة تجاوبا سريعا من قبل المسؤولين اليمنيين وأبدوا تعاونا مع السفارة لأقصى الحدود كما أنه من المتوقع أن يقوم وفد من الاستخبارات العسكرية الكويتية بزيارة الى اليمن اليوم (الأحد) حيث خاطبت السفارة المسؤولين اليمنيين كتابيا وأكد السفير تلك المراسلات بالاتصال بهم هاتفيا من أجل ترتيب برنامج زيارة للوفد للاطلاع على تفاصيل وخلفية قضية الحميدي العجل كما بذلت السفارة مساعيها لدى السلطات اليمنية لاستعجال جلسة الاستئناف حيث وعدت السلطات اليمنية مشكورة بالعمل وعلى الفور على ذلك.
ان وزارة الخارجية ومن خلال سفارتها في صنعاء لم ولن تألو جهدا في الدفاع عن مصالح مواطنيها وضمان سلامتهم وهي دائما تسعى الى تذليل جميع الصعوبات والمشاكل التي يمكن أن تعترض المواطنين الكويتيين ولكن في نفس الوقت يجب الاحترام والالتزام بقوانين الدولة المضيفة.
حملة وطنية لانقاذ الضابط الشمري
قال المحامي الحميدي السبيعي خلال المؤتمر امس انه سيقوم بتدشين الحملة الوطنية لإنقاذ مواطن يوم غد الاثنين في تمام السابعة والنصف مساء لشحن الرأي العام لصالح الضابط الشمري. وأضاف أنه سيوجه الدعوى لخمسين عضوا من أعضاء مجلس الأمة لنضعهم أمام مسؤولياتهم. وسنوجه الدعوة للنقابات والجمعيات ذات العلاقة والاهتمام بحقوق الإنسان.