الاختناقات المرورية تجدد نداءها باحترام النظام العام، السيارات المتزاحمة وكذا أبواقها التي لا تكف عن الصراخ، جميعها تتدافع في شارع واحد ضيق، عجلة على الشارع وعجلة فوق الرصيف، الآخر يتخطى السيارات التي تسبقه في الشارع آخذا منها فرصتها في الخروج، لا يبقى لها سوى ورقة تجاوز الإشارة الحمراء.. ورقة خاسرة !
لماذا لا يبقى لهذا الشخص الذي احترم القانون كي يصل إلى عمله في موعد البصمة المحدد سوى ورقة تجاوز الإشارة الحمراء؟
لم تعد هذه المسألة تستوعبها شوارع الكويت الضخمة الضيقة، المعبدة المعرقلة، المنظمة المليئة بالفوضى الخانقة التي تسجنك وانت تغرق وسط آلاف الألوف من السيارات العائمة في الشارع، الخطوط السريعة البطيئة التي نقف بها بالساعات بسبب المشاكل المرورية يعلق بها الشخص في السيارة بسبب الازدحام ما يقارب ساعة الا الربع.
للدخول إلى الرقعي انعطافا من شارع الشيخ زايد آل نهيان عند مدخل الدوار.. في هذا المدخل الصغير على سبيل المثال تقف يوميا في الدور خلف السيارات التي تنتظر دورها للدخول ثم تتجاوزك انت ودورك عدد من السيارات آتية من الخلف يمينا ويسارا، هاف لوري يأخذ حارة الأمان على اليمين وسيارات سريعة تنشأ لها خط انتظار جديدا وتتدافع حتى تندم انك امتثلت للقانون حينما خالفه غيرك وحصل على مبتغاه.
ان اختراقك للقانون هو افتئات على حقوق غيرك قبل أن يكون افتئاتا على النظام العام، كما أنه من غير المعقول أن تقود بهذا الشكل في حين تمتثل للأنظمة المرورية خارج بلادك فأيهما أحق؟ ماذا عن ابنائك ومن يقتدي بك؟ وعن الشخص الذي أخذت حقه في الطريق وقد ترك منزله منذ مدة باكرة كي يتمكن من الوصول إلى عمله؟ لن يغيرك تشديد التشريع ولو شدد بألف أضعاف ما هو عليه الآن إن لم يكن التغيير قرارا نابعا من داخلك وقناعاتك.. احترامك للقوانين يعبر عن احترامك لذاتك واحترامك الناس، باحترامك للقانون تكون مثالا حسنا لأبنائك... لابد لكل سائق أن يمتثل للتعليمات المتعلقة بالأنظمة المرورية لأن الشارع حق للجميع.