المحامية: حنان العريان
انتشرت حالات الطلاق بشكل مقلق في المجتمع الكويتي، ولكن زادت حالة أخرى من حالات الطلاق «المستحدثة» بين الأزواج ويطلق عليه بـ «الطلاق العاطفي» بمعنى أن يعيش الزوجان تحت سقف واحد ولكن دون تبادل المشاعر..
وتستمر العلاقة من اجل الشكل الاجتماعي وللحفاظ على نفسية الأولاد ولا توجد مشاعر حقيقية أو حتى مزيفة بين الطرفين. وربما هناك العديد من الأسباب التي تسبب الطلاق العاطفي بين الزوجين، عدم التواصل بين الزوجين، الأنانية، والضغوط المالية وبمرور الوقت تحدث الفجوة بين الطرفين إلى أن يحدث الفراق الروحي والطلاق العاطفي.
وهناك نمطان للطلاق العاطفي بما يسمى «بمقبرة التعايش» ويكون فيه تركيز الزوجين على إدارة المنزل والالتزامات الروتينية وتربية الأطفال، ويسود هذا النوع الصمت القاتل ويتضمن اتفاقا غير مكتوب بعدم مشاركة الأحلام والامتناع عن إيذاء الطرف الآخر، ويلتمس الدعم العاطفي خارج إطار الزواج وهذا الترتيب قد يدوم لسنوات عديدة بسرية تامة.
والنوع الآخر يسمى بساحة المعركة: يكون السلوك العدائي الدفاعي المهيمن بين الزوجين، ويسود هذا النوع صراخ دائم، ويتعمد كل طرف تشويه صورة الطرف الآخر.
وعلى المدى الطويل يسبب الطلاق العاطفي مخاطر شتى على الصحة النفسية للزوجين والأطفال، فقد أثبتت دراسات نفسية أن هناك ارتباطا وثيقا بين مشاعر الإحباط والحزن والفراغ العاطفي على المدى الطويل بالاكتئاب والقلق والاضطرابات والمضاعفات الطبية.
وعند ظهور بوادر الطلاق العاطفي يجب على الزوج والزوجة أن يحاولا معاً إعادة النظر في حياتهما والعمل على إنعاش العلاقة والاهتمام والدعم من قبل الطرفين، وعليهما أن يقررا إما الاستقرار العاطفي أو الطلاق الرسمي!
وأخيرا ان لم ينجح الزوجان في إخفاء الطلاق العاطفي عن الأطفال فإنهم سيستشعرون الطاقة السلبية المشحونة بينهما، ويكون الأبناء عرضة للإصابة باضطرابات نفسية وسلوكية.