«البطل» لقب أطلقه الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله ـ رحمة الله عليه ـ عندما كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء في زيارته لمبنى الإدارة العامة للنجدة على العقيد محمود الدوسري عندما كان مساعدا للمدير العام فيها عام 1992.
واليوم يغادر البطل مبنى وزارة الداخلية ليبدأ حياة جديدة بعد مسيرة عطاء استمرت 45 عاما متكاملة، فقد تم تعيينه في 14/6/1973، وقد ختم «بو فهد» مسيرته بتقلده رتبة الفريق ووكيلا لوزارة الداخلية، مسيرة عطاء زاخرة بالأداء المتميز في جميع القطاعات التي عمل بها، هذا البطل وبهذه الخبرة في المجال الأمني المتخصص يوم حجت حجايجها في 2/8/1990 لم يترك سلاحه ولا مكانه بل ارتدى علم الكويت وحمل روحه على راحة كفه وجمع صفوف أبطال الكويت حوله هو مع أخيه البطل «محمد الفجي» وراحا ينظمان صفوف المقاومة الكويتية وينسقان عملياتها حتى كادا يعدما، ولكن مشيئة الله تعالى أكبر من أي شيء ليعود بوفهد الى بلده في مارس 1991 بعد أسره لمده تزيد على 4 شهور تعرض خلال هذه الفترة لأبشع أنواع التعذيب.
ولكن هل عاد من رحلة الأسر ليرتاح.. كلا!! ان البطل عاد إلى وزارته ومعسكره الذي طالما أحبه، عاد إليهم مرة أخرى ليساهم في إعادة الأمن والأمان في الكويت ليواصل مسيرة العمل حتى آخر يوم يسمح به القانون، وليسطر خلال هذه المسيرة أداء أمنيا متميزا بكل ما تحمله معاني القيادة الأمنية، فقد كان صابرا، مثابرا، لا يكل ولا يمل، أبا وزميلا للأفراد والضباط، لا يعرف للتفرقة طريقا أو للشخصانية سبيلا.
غادر عرينه بكل شرف..
غادر والكل يشهد له بالقوة والأمانة..
غادر والكل له محب ويتمنون أن يستمر معهم..
غادر البطل اليوم ويترجل عن صهوة جواده، وأتمنى لهذا البطل أن يمتطى صهوة جواد آخر، وأن يستفاد من خبرته الطويلة في مجالات أخرى، كما أرجو منه شخصيا أن يبدأ كتابة سيرته الذاتية ليستفيد منه الأجيال في مجال الأمن ولتسجيل المواقف التاريخية التي حصلت له أثناء مسيرته.
وأخيرا.. أدعو الله الكريم للك بالتوفيق في حياتك القادمة أيها البطل وأهديك هذه الابيات الجزلة للشاعر حمود الرويعي.
ودعتها من عقب خمسة وأربعين
لو هي تبيك... بالشهم الكفو
ياما ثنيت الرجل قدم المجرمين
ضرغام وافي من رجاجيل وفو
تشهد لك الديرة وكل المخلصين
يوم الغزو واللي مع الغزو إهتفو
خذيتها نخوة وبك فزعة ودين
عز الله أنك من الرجال وقفو
يا بو فهد كفيت من ماضي السنين
وعساك تنعم بالعوافي والعفو