علمت «الأنباء» ان النيابة
العامة وجهت للضابط الكويتي الحميدي الشمري تهمة الدخول الى البلاد بصورة غير شرعية بعد هروبه من اليمن، فيما فتحت وزارة الداخلية تحقيقا موسعا للوقوف على الاختراق الأمني الذي من خلاله تمكن الشمري من الدخول الى البلاد في ساعة متأخرة من مساء امس الأول عن طريق البحر ومن ثم الانتقال الى مسكنه وتسليم نفسه الى النيابة العامة صباح امس بعد دخوله البلاد بأكثر من 30 ساعة.
وأبلغت مصادر مطلعة ان النيابة العامة استمرت في التحقيق مع الضابط الشمري حتى وقت متأخر من مساء امس مرجحة ان تصدر قرارا باحتجازه.
كيفية التسلل
وأشارت الى ان وزارة الداخلية هي الأخرى ستقوم بالتحقيق مع الضابط للوقوف على كيفية تسلله ومن ثم معالجة هذا الأمر، فيما لم يعرف ما اذا كانت السلطات اليمنية ستقوم بمخاطبة الكويت لاستعادة الضابط الا ان مصادر امنية استبعدت ان تقدم الكويت على إعادة تسليمه مرة اخرى الى اليمن باعتبار ان هذه الخطوة اذا حدثت ستكون سابقة، لاسيما ان هناك حقائق تشير الى تعرض الضابط للاعتقال من قبل السلطات اليمنية وتعرضه للاعتداء.
وقال المحامي الحميدي السبيعي في تصريح لجريدة «رقابة» الالكترونية فيما يتعلق بتفاصيل هروب الشمري من اليمن، ان مجموعة من اليمنيين المتعاطفين معه وقضيته، دبروا له من يقله عن طريق البحر وإيصاله للكويت، وقد وصلها بالفعل مساء السبت الماضي.
يذكر ان الضابط الكويتي اعتقل بتاريخ 2 فبراير 2008 واتهم حينها بعدة تهم منها التعاون مع الحوثيين ثم اتهامه بجريمة قتل وأخيرا اتهم بتجارة المخدرات الى ان حكمت المحكمة اليمنية بتاريخ 14 اكتوبر 2009 ببراءته من التهمة.
توفير الحماية
وكان محاميه في هذه القضية المحامي الحميدي السبيعي، قد طالب وزارة الخارجية الكويتية بالتدخل لتوفير الحماية اللازمة للشمري بسبب تعرضه للعديد من التهديدات الجدية وحصل ما كان يخشاه الشمري ومحاميه بأن تعرض الضابط الكويتي لمحاولة اغتيال فاشلة أدت إلى تعرضه لإصابة نافذة في فخذه، تدخلت بعدها السفارة الكويتية ووفرت له مقرا مؤقتا بأحد الفنادق وتحت الحراسة.
بلاغ كاذب
وقد اتهم الشمري حينها بتقديم بلاغ كاذب وإزعاج السلطات وحجزته وأتت المباحث بشاهد لم تقبله النيابة في اليمن وأطلقت سراح الشمري وحفظت القضية. وبعد كل هذه الحوادث، قرر الشمري الهرب من اليمن لينقذ حياته، علما انه تعرض لجلطتين في القلب اثناء فترة حبسه ولصنوف التعذيب والتي منها تقليم الأظافر وكانت السفارة الكويتية شاهدة على ما تعرض له المواطن الكويتي ولم تبادر للاحتجاج او تقديم مذكرة استفسار بخصوص قضيته، ما استدعى مع عدة مطالبات نيابية ضرورة التدخل لحماية المواطن الكويتي.
خزينة الفندق
كما تعرض الشمري لسرقة أمواله المودعة بخزينة الفندق بعد ان استولت عليها قوات الأمن اليمنية لحظة وصوله لليمن ولم تبادر لإعادتها له، ما دفعه للشكوى امام جهات السياحة في اليمن التي خاطبت الفندق وسلطات الأمن اليمنية بضرورة إعادة الأموال له وإلا فإنها ستقوم برفع دعاوى على تلك الجهات، إلا ان شيئا من ذلك لم يحدث.
سعيد بالعودة
وقال الشمري: انه سعيد بعودته لوطنه الذي خدمه كضابط عسكري تشهد له سيرته العسكرية منذ الاحتلال العراقي الغاشم ومشاركته في المقاومة الكويتية حتى ما قبل الاحداث الاخيرة التي حصلت معه، وانه يثق تماما بالقضاء الكويتي ويضع مصيره بكل ثقة بين يديه مطمئنا لحكمته وعدالته تجاه أبنائه.