حسين الشمري
«أهنت.. وأعادوني من المركز السعودي مخفورا.. وأرعبوني أنا وعائلتي.. كل ذلك بسبب خطأ ضابط في منفذ النويصيب.. والذي اتهمني بأنني قدمت رشوة رغم أنني لم أفعل شيئا سوى اتباع القانون» بهذه الجمل التي يملؤها الألم بدأ المواطن زياد العتيبي شارحا لـ «الأنباء» ما تعرض له في منفذ النويصيب 28 من الشهر الماضي.
وقال العتيبي الذي حضر لـ «الأنباء»: «للأسف أنكم نشرتم الموضوع وغيركم من الصحف بتاريخ 31 الشهر الماضي ولكن الموضوع ليس كما وصل الى الصحافة فأنا قدمت إلى المنفذ واستقبلني مسؤول كابينة بدر الكندري والذي حالما قدمت له جواز سفري ودقق على بياناتي حتى أخبرني بأنني ممنوع من السفر، واحترت ماذا أفعل وأنا استعد للسفر مع عائلتي إلى السعودية، حيث أريد علاج أبني في أحد المراكز المتخصصة هناك، إذ يعاني من ربو حاد ولكن الموظف الكندري ـ جزاه الله خيرا ـ قال لي بدلا من أن تعود أنت وعائلتك أتصل بأي من اشقائك وليذهب أحدهم ويقم بدفع المبلغ المالي المطلوب منك والذي منعت من السفر بسببه».
وأضاف العتيبي: «راجعت وإذ بي مطلوب بـ 102 دينار فقط وهو مبلغ طلبت من أحد اشقائي ان يتجه إلى جهاز وزارة العدل في المطار ويقوم بتسديده عني ليرفع عني منع السفر وقام بدفع المبلغ وتم رفع السفر عني في الساعة الـ 8:52 تماما، وقدمت للموظف الكندري ما يفيد برفع السفر عني وبالفعل قام بمراجعة الجهاز واتضح له ان منع السفر قد رفع، وسمح لي بالمغادرة وأنهى اجراءات سفري وخرجت من المنفذ في تمام الساعة الـ 9:22 دقيقة أي أن اجرائي سليم 100%، وكذلك اجراء الموظف الذي كان مثالا للموظف الخلوق والذي يحرص على راحة المواطنين ويحاول خدمتهم قدر استطاعته».
ومضى العتيبي بالقول: «خرجت من المنفذ وبشكل قانوني وليس كما نشر في الصحف ولكن ما أن وصلت إلى المنفذ السعودي ودخلت لانهاء اجراءات سفري فوجئت بدورية كويتية تدخل ورائي ويطالبني قائدها بالعودة إلى الكويت حتى أن عسكريا سعوديا كان يقف بجانبي قالي لي «شمسوي يا زياد عشان يدزون لك دورية»، وعدت بالفعل، وهناك لاقيت من قلة الاحترام ما لم الاقي في حياتي كلها حتى أن ضابط المنفذ قالي لي «ها.. أنت راشي بدر الكندري أنت راح نحولك نيابة» هكذا القى التهمة علي وبعد أن دقق على بياناتي القى الجواز علي وقال لي «الآن يمكنك أن تسافر».
واضاف العتيبي: «بعد أن رحلت ولقيت من قلة الاحترام والاهانة ما لقيته فوجئت بأنهم اتهموا الموظف الذي أدى عمله بتلقيه رشوة مني
وكيف يقبض رشوة مني؟ بل كم هي الرشوة التي يقبضها مني وأنا أصلا مدين بـ 102 دينار فقط؟ كيف بالله عليكم؟ وعلمت أنهم أحالوه إلى المخفر وبعدها الى النيابة، واحتجز بسبب اتباعه للقانون 4 أيام كاملة حتى أخلت النيابة سبيله لأنه لم يثبت عليه شيء، ويعلم الله انني لم أعرفه قبلا ولم ألتق به سوى يوم خروجي في ذلك اليوم».
وقال العتيبي: «ما جئت إلا لأوضح ما حصل وأطالب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بإجراء تحقيق فوري بما حصل وإعادة كرامتي لي رغم انني أستعد الآن لرفع قضية لمقاضاة وزارة الداخلية لما حصل لي ولعائلتي ولإهانتي ولكرامتي التي أهدرها ضباط دون وجه حق».
من جهته، تحدث موظف كاونتر المنفذ بدر الكندري الذي حضر بصحبة العتيبي لـ «الأنباء» قائلا: «أغلب الصحف نشرت خبرا عن انني تقاضيت رشوة، وأعتقد ان الأخ زياد العتيبي الذي جمعتني به معرفة بعد هذا الحادث المؤسف قد أوضح لكم كامل الحكاية، وان الضابط قام بعد ان سمح لزياد بمغادرة البلاد بإحالتي الى مخفر الزور وقضيت هناك 4 أيام محجوزا بتهمة تقاضي رشوة، رغم انني اتبعت الإجراءات القانونية فزياد دفع المبلغ المستحق عليه الـ 102 دينار في الساعة 8.52 وأنا أنهيت إجراءات سفره في الساعة 9.22 بعد ان رفع بواسطة كمبيوتر «العدل» من قاعة الممنوعين من السفر، فلم أخطئ ولم أفعل شيئا يستحق أن أحال إلى النيابة بهذه التهمة البشعة التي نالت من سمعتي، بل ومن سمعة عائلتي وأصلا الكمبيوتر لا يمكن ان يقبل خروج أي شخص ممنوع من السفر ما لم يأت أمر بأنه دفع المستحق عليه».
وأضاف الكندري: «كنت أعلم انني لم أرتكب خطأ، ولكن الضابط المسؤول وللأسف أحالني دون وجه حق، بل انه سمح لزياد بالسفر الذي يتهمه برشوتي بينما أحالني أنا إلى النيابة بتلقي الرشوة، وأنا في حياتي كلها لم أحل إلى النيابة العامة رغم انني أعمل منذ سنوات في المنافذ وإنتاجيتي تثبت انني من أفضل وأكفأ الموظفين وهو ما أدعو وزير الداخلية شخصيا للاطلاع عليه».
وقال الكندري: «للأسف انه وبعد ان أخلت النيابة سبيلي لأن وكيل النيابة علم انني لم أرتكب خطأ، قام المسؤولون بنقلي من المنفذ الى الإدارة لأظلم مرتين، الأولى باتهامي ظلما والثانية بنقلي تعسفا».
واختتم الكندري حديثه قائلا: «أطالب بفتح تحقيق فوري من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد فأنا أعلم انه لا يرضى بالظلم ويحترم أبناءه العاملين خاصة ممن يراعون الله في عملهم وسأقاضي جميع من كان السبب في ظلمي».