أمير زكي
ثمن المشاركون في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح امس في مقر منظمة المدن العربية رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله لأنشطة المؤتمر الخامس عشر لمنظمة المدن العربية والذي يتطرق إلى عدة محاور مهمة تتعلق بالبيئة والتنمية والتكنولوجيا المعلومية، مؤكدين ان رعاية صاحب السمو لأنشطة المؤتمر تدل على اهتمام سموه حفظه الله ورعاه بأعمال منظمة المدن العربية معتبرين هذه الرعاية الكريمة حافزا لتحقيق المؤتمر النتائج الملموسة مشيرين إلى أنه سيتم اختيار الأمين العام على هامش المؤتمر الخامس عشر والذي سيشارك فيه اكثر من 400 مدعو من مختلف دول العالم اضافة الى مشاركة البنك الدولي.
واستهل المؤتمر الصحافي بكلمة لمساعد الأمين العام لمنظمة المدن العربية م.احمد العدساني حيث حرص على توجيه جزيل الشكر الى صاحب السمو حفظه الله ورعاه على رعايته الكريمة لأنشطة المؤتمر ولفت وم.العدساني في كلمته في المؤتمر والذي شارك فيه كل من مدير البلدية م.احمد الصبيح وم.منى بورسلي وم.عبدالرحمن الدعيج وم.احمد المنفوحي واحمد المرشد نائب رئيس مركز العمل التطوعي، لفت الى ان المنظمة قدمت اسهامات الى عدد من الدول عبارة عن منح للإعمار مشيرا الى ان الاعمار ليس فقط اعمارا في البناء وانما اعمار أيضا في التأهيل وان اعادة هذه المنح يكون بشروط ميسرة جدا وبما لا يرهق ميزانيات المدن. وردا على سؤال حول دور البنك الدولي في اعمال المؤتمر الخامس عشر قال م.العدساني ان منظمة المدن العربية رأت اشراك البنك الدولي حتى تكون هناك حلقة وصل بين البنك الدولي والمدن خاصة ان البنك الدولي يتعامل مع الدول وليس المدن مشيرا الى ان المنظمة ستكون وسيطا بين البنك الدولي والمدن.
دور البنك الدولي
من جهتها تطرقت م.منى بورسلي إلى شعار المؤتمر مشيرة الى ان شعار مدن المعرفة ومستقبل الشباب جاء ليواكب في غاياته وأهدافه التطورات المتسارعة التي تشهدها المدن العربية وتعاصرها مدن العالم، وما استجد من قضايا خلال الفترة الأخيرة وما تركته من آثار، في عملية التصدي للفقر الحضري والأزمة المالية العالمية وغير ذلك من تحديات التنمية، كالتغير المناخي وتحسين مستويات المعيشة وخلق فرص العمل للشباب، وما الى ذلك من قضايا يتصل بعضها بالأهداف الإنمائية للألفية.
وقالت: من المعروف ان الكويت هي دولة مقر المنظمة منذ إنشائها في عام 1967 وتقدم لها كل الدعم باستمرار وهو ما تعكسه الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمؤتمر العام الخامس عشر للمنظمة.
وحرصت م.بورسلي على الإشادة برعاية صاحب السمو للمؤتمر كما حرصت على الإشادة بوزارة المواصلات التي أصدرت طابعا تذكاريا بمناسبة انعقاد المؤتمر.
محاور علمية
وقالت ان أهمية المؤتمر العام الخامس عشر لمنظمة المدن العربية تكمن في كونه يشمل الى جانب الاجتماعات الرئيسية لمؤسسات المنظمة وجمعياتها العمومية محاور علمية تتناول العديد من القضايا المهمة التي باتت محركا أساسيا للتنمية المدنية بجميع أبعادها ومفاهيمها والتي تدعو لها المنظمة وهي كما يلي: توفير فرصة لزيادة التوعية بأهمية المعرفة وبيان دورها الكبير في تنمية المدن، عرض ومقارنة الخبرات للمدن العربية بمثيلاتها في المدن العربية والأوروبية والأميركية والآسيوية، الاستفادة القصوى من تواجد أمناء المدن المشاركين في المؤتمر لعرض تجارب مدنهم والجهود المبذولة الى بلوغ مدن المعرفة، التعرف على الخطط المستقبلية للمدن العربية فيما يخص مستقبل الشباب والتنمية، الاستفادة القصوى من تواجد عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة في مجالات مدن المعرفة والتنمية مثل البنك الدولي والأمم المتحدة والهابيتات وغيرها، إتاحة الفرصة للمدن العربية المشاركة بالتواصل المباشر مع بعض المؤسسات الدولية ذات الخبرات والاطلاع الواسع على أفضل السبل للتحول الى مدن معرفة.
أما فيما يتعلق بمحاور المؤتمر، فأشارت م.بورسلي الى ان المحور الاول مدن المعرفة الاقتصادية والشباب يستهدف كسر الصورة النمطية وبناء الجسور الإنمائية وإطلاق المبادرات الاقتصادية، ومزج المدن بالقفزة الاستثمارية، والغنى الحضاري لمدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أما عن المحور الثاني وهو: التوعية والتثقيف البيئي والتنمية المستدامة فتشكل عملية التوعية والتثقيف البيئي ضرورة ملحة في عالم اليوم كونها ركيزة أساسية من ركائز العمل البيئي، ولن تكتب لأي استراتيجيات وأهداف بيئية فرص حقيقية للنجاح وبشكل مستدام دون ترسيخ لمفاهيم التوعية والتثقيف البيئي في المجتمعات الهادفة الى فهم قضايا البيئة، وتفعيل المشاركة المجتمعية للحفاظ على عناصر البيئة، والتصدي لأي تحديات تهدف الى الإضرار بالبيئة.
التعليم البيئي
وفيما يتعلق بالتعليم البيئي يتضمن النقاش في هذا المحور السياسات والخطط والبرامج التي تقوم بها الدوائر الحكومية ومنها وزارات التربية والمؤسسات الأكاديمية وما تتبناه من مناهج في مجال التوعية والتثقيف البيئي سواء على مستوى المدارس او الكليات والجامعات وتوفير الأدوات من كتب ومواد مقروءة ومسموعة تنقل وتنشر المعرفة بين النشء، وبالنسبة لموضوع الإعلام والبيئة يناقش هذا المحور دور الإعلام بمختلف أنواعه المسموع والمقروء والمرئي في تبني قضايا البيئة والتعريف بالتحديات التي تواجهها ودور المجتمع تجاه هذه القضايا، وعن دور القطاع الخاص في تبني برامج ومبادرات التوعية البيئية والتنمية المستدامة يناقش هذا المحور دور القطاع الخاص في تبني البرامج والمبادرات والحملات البيئية التي يمكن ان تسهم في رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع بما يعزز من فرص الحفاظ على البيئة.
التجارب والمبادرات الرائدة في مجال التوعية والتثقيف البيئي:
سيتم عرض التجارب والمبادرات الرائدة في مجال التوعية البيئية سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي او الدولي في هذا المحور للاستفادة منها تنمويا والحد من التدهور البيئي وإعادتها الى ما كانت عليه.
أما المحور الثالث: تقنيات ذكية وخدمات الكترونية، فأشارت م.بورسلي الى ان المدن تعد منذ نشأتها مراكز لتجمع الأنشطة والأفراد، فالمدينة هي الموقع الذي اعتاد الإنسان العيش فيه، وممارسة أنشطة حياته المختلفة، والمتابع لحياة ساكني المدن يلمس تحول غالبية أنشطتهم للاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تفتح بوابة «مدن المعرفة».
وأضافت: لقد انتشرت في العقد الأخير من القرن الماضي مجموعة من الأنشطة الإلكترونية وباتت تسيطر على قطاعات مختلفة مثل التجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد، والعلاج عن بعد وغيرها من الانشطة الاخرى، ونظرا لأن المدينة هي الكيان الكبير الذي يحوي كل هذه الأنشطة، كان لابد من حدوث تغيرات هامة داخل المدن، على المستوى العمراني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي، استجابة لمتطلبات هذه الأنشطة الإلكترونية الجديدة.
التراث والشباب
أما المحور الرابع: التراث.. والشباب فيركز هذا المحور على مقررات بعض المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالتراث لهدف توعية الشباب بأهمية التراث بالمدينة باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية ومن الثقافة والتراث الإنساني مما يستدعي إبقاءه حيا من خلال اتباع استراتيجيات كفيلة بتحقيق هذا الهدف وخدمة حاضر المدينة ومستقبلها.
أما مدير عام البلدية م.أحمد الصبيح فتحدث عن دور البلدية في المؤتمر العام الخامس عشر لمنظمة المدن العربية وقال: يسعد البلدية أن تحتضن الكويت المؤتمر العام الخامس عشر لمنظمة المدن العربية التي تتخذ من الكويت مقرا لها منذ انطلاق مسيرتها في عام 1967 وما من شك ان الدولة كانت ولاتزال تقدم كل الدعم للمنظمة ولعل رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه ابلغ دليل على هذه المساندة التي تعكس القناعة التامة بنجاح مسيرة المنظمة وأهمية دورها.
كوادر وخبرات
وقال م.الصبيح اننا في البلدية لم نأل جهدا في التعاون مع المنظمة في سبيل نجاح المؤتمر من خلال تسخير كافة الكوادر والخبرات والمشاركة في تنظيم المؤتمر وأنشطته ومشاركة وزير الاشغال ووزير الدولة لشؤون البلدية لأمين عام المنظمة في توجيه الدعوة لضيوف المؤتمر بالإضافة الى تواجده ومدير عام البلدية وقيادات المنظمة في استقبالهم والترحيب بهم ومن ثم توديعهم بعد انتهاء انشطة المؤتمر، كذلك سوف تشارك البلدية في مناقشة بعض محاور المؤتمر العلمية وعرض تجاربها والاستفادة في الوقت نفسه من تجارب المدن والخبراء والمتخصصين وضيوف المؤتمر كما سيكون للبلدية معرض في اطار المعارض التي ستقام على هامش المؤتمر. ان بلدية الكويت ستبقى حريصة جدا على تقديم نموذج لتعاون المدينة العربية مع منظمة المدن العربية التي باتت تضم في عضويتها اكثر من 400 مدينة وترتبط بشراكة مع العديد من المؤسسات والمنظمة الإقليمية والدولية من شأنها إفادة المدينة العربية وساكنيها.
اما م.عبدالرحمن الدعيج فتحدث عن منظمة المدن العربية واهدافها، مشيرا الى ان منظمة المدن العربية هي منظمة اقليمية غير حكومية مستقلة ليس لها نشاط سياسي او عقائدي متخصصة في شؤون المدن والبلديات، تأسست في مدينة الكويت في 15 مارس 1967، وهو اليوم الذي اعتمد يوما للمدينة العربية.
اما نائب رئيس مركز العمل التوعوي، فأشار الى جهود المتطوعين في التنظيم والترتيب لانشطة المؤتمر من خلال عدة لجان تساعد المنظمة في استضافة هذا الحدث المهم.