قدمت الكويت أمس نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة شكوى للمجتمع الدولي بشأن تدنيس إسرائيل لمقبرة مأمن الله «ماميلا» في القدس، مطالبة باتخاذ اجراء عاجل حيال هذه المسألة وحذرت من ان مثل هذا التطور قد يزيد من حدة التوترات والحساسية الدينية في المنطقة.
وأرسل سفيرنا لدى الامم المتحدة منصور العتيبي خطابات مماثلة للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الجمعية العامة علي التريكي ورئيس مجلس الأمن الياباني يوكيو تاكاسو لجذب انتباههم الى هذه «المسألة الخطيرة» ذات «الأهمية الكبيرة» للمجموعة العربية.
وقال العتيبي في خطاباته ان «المجموعة العربية تطالب سيادتكم باعطاء هذه المسألة اهمية قصوى فعلى المجتمع الدولي ان يستنكر ويشجب تدنيس مقبرة مأمن الله وان يبذل قصارى جهده لإجبار اسرائيل على تعليق أفعالها غير الشرعية والاستفزازية بهذا الخصوص تماما ووقف كل اعمال البناء في المقبرة وان تتعهد ببذل المساعي لعلاج الأمر بشكل مناسب وبأقصى درجات الحساسية والضمير للحفاظ على وحماية هذا الموقع التاريخي والديني المهم بشكل كبير بالنسبة للتراث العربي والفلسطيني».
وأوضح انه منذ القرن الـ 12 وهذه المقبرة مكان يتم فيه دفن آلاف العائلات والأسر الفلسطينية وكذا العلماء والشخصيات الدينية والمسؤولين.
وأضاف السفير العتيبي انه علاوة على ذلك فقد اعلن المجلس الأعلى الاسلامي المقبرة موقعا تاريخيا في عام 1927 كما أعلنته سلطات الانتداب البريطاني موقعا اثريا في عام 1944.
وقال «للأسف يشهد اليوم العديد من أحفاد هذه العائلات والأسر المدفونة هناك بشكل مأساوي عملية الاجتثاث والتدنيس الحقودة لرفات أسلافهم وقبورهم على أيدي السلطات الاسرائيلية التي تقوم بهدم اجزاء كبيرة من المقبرة بهدف انشاء ما يسمى «مركز الكرامة البشرية ـ متحف التسامح» فوق بقايا رجال ونساء وأطفال مسلمين مدفونين هناك».
وأضاف السفير العتيبي ان هذه المقبرة تعرضت في الماضي للتخريب والتدمير والتدنيس على أيدي مستوطنين إسرائيليين متطرفين.
وقال ان «هذه الأفعال الاسرائيلية اتخذت في ظل تجاهل تام للتراث الفلسطيني في القدس وللحساسيات البشرية والدينية وأماكن الدفن التي يجب ان تحظى بالحماية والحفظ».
وأوضح ان «هذه الافعال تعكس عدم الاحترام الشديد والقاسي لمعظم قيم التسامح والاحترام الاساسية لتراث وثقافة ودين الآخر كما تشكل محاولة اخرى واضحة لمحو الهوية والتاريخ والوجود العربي الفلسطيني في الأرض وخاصة في مدينة القدس».