بحفظ الله ورعايته يصل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه ارض الوطن مساء اليوم بعد ان قام سموه بزيارة رسمية الى كل من جمهورية ألمانيا الاتحادية وجمهورية إيطاليا ودولة الفاتيكان.
هذا، وبعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ببرقية شكر للرئيس جورجيو نابوليتانو رئيس الجمهورية الايطالية الصديقة عقب انتهاء الزيارة الرسمية التي قام بها سموه للجمهورية الايطالية الصديقة. اعرب فيها سموه عن خالص الشكر والتقدير على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة اللذان حظي بهما سموه والوفد المرافق له واللذين عكسا عمق العلاقات الطيبة بين البلدين والشعبين الصديقين.
واعرب سموه عن بالغ سعادته بهذه الزيارة التي قام بها للبلد الصديق والتي ستسهم في دعم اواصر التعاون بين البلدين الصديقين لما فيه مصلحتهما المشتركة متمنيا له دوام الصحة والعافية وللجمهورية الايطالية وشعبها الصديق المزيد من التقدم والازدهار وللعلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء.
كما بعث سموه ببرقية شكر مماثلة لسلفيو برلوسكوني رئيس وزراء الجمهورية الايطالية الصديقة.
وعلى شرف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أقام سفيرنا لدى الاتحاد السويسري ودولة الفاتيكان د.سهيل شحيبر مأدبة عشاء مساء أمس الأول وذلك بمناسبة زيارة سموه الرسمية إلى جمهورية إيطاليا الصديقة ودولة الفاتيكان.
إلى ذلك، أشاد عدد من ممثلي عالم الاقتصاد والأعمال الايطاليين بنتائج زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لايطاليا والدفعة القوية التي ستنعكس على العلاقات الاقتصادية مؤكدين الرغبة الكبيرة للمشاركة في مشروعات الخطة الخمسية وتنمية الاستثمارات المتبادلة والمشتركة.
وقال رئيس مؤسسة صندوق الودائع والقروض (كاسا ديبوزيتي اى بريستيتي) فرانكو باسانيني لـ «كونا» أمس ان ايطاليا لديها «فرص ممتازة للاستثمار فهي بلد يتمتع بوضع مالي سليم بعد اتمام اصلاح مالية الدولة ولم تعد ايطاليا من هذا الجانب في الوضع السيئ الذي كانت عليه داخل أوروبا كما أصبحت تتمتع باستقرار سياسي وحكومي لم تكن تعرفه قبل عقدين».
وأكد رئيس المؤسسة التمويلية الكبرى والوزير السابق فرانكو باسانيني على الفرص الاستثمارية المغرية المتاحة أمام التعاون مع الكويت سواء داخل ايطاليا أو بالشراكة مع مؤسسات ايطالية تجاه بلدان المتوسط الأخرى.
واوضح أن ايطاليا من هذا المنظور مستعدة لتشجيع قيام شراكات قوية مع الكويت وخاصة الهيئة العامة للاستثمار التي قال ان بوسع مؤسسته أن تكون شريكا استثماريا هاما لها.
وشدد باسانيني في هذا الصدد على متانة وضع صندوقه المالي بما لديه من سيولة تتجاوز 100 مليار يورو وبمشاركة الحكومة الايطالية تمتلك 70% من أسهمها «الأمر الذي يضمن متانة الاستثمارات التي يمكن أن تقوم بها في اطار هذه الشراكة».
وحول خطط الكويت في تنويع مصادر الدخل القومي وامكانية قيام شراكات انتاجية على أرضها تسهم أيضا في استيعاب الكوادر والقوى العاملة الكويتية قال باسانيني ان لدى ايطاليا في هذا المجال أداة متخصصة هي «مصرف التصدير» وضمانات أخرى متاحة لتشجيع الشركات التي تريد العمل والاستثمار في الخارج وذلك بالاضافة الى التمويل الذي تتيحه مؤسسته مما ييسر لها الانتقال والعمل في الكويت.
وفي سياق متصل أضاف باسانيني ملاحظا وجود اهتمام من المسؤولين الكويتيين «للاستثمار في مشروعات البنى التحتية الايطالية الكبيرة» موضحا أن الامر يتعلق بانتقاء أي مجال من هذه البنى التحتية التي تعطي عوائد موثوقة ومنها على سبيل المثال مشروعات السكك الحديدية فائقة السرعة ومحطات استخلاص الطاقة من النفايات أو شبكة الكهرباء أو المحطات الجديدة في عرض البحر لاسترجاع الغاز الطبيعي المسيل.
وأكد رئيس مؤسسة صندوق الودائع والقروض في هذا الصدد أنه اصبح من الانسب الاستثمار في هذا النوع من المشروعات التمويلية في اطار ما يعرف بنظام «المشروعات التمويلية» اي تمويل مشروعات عامة باستثمارات خاصة بما يسمح بعدم استخدام موارد مالية من ميزانية الدولة مشيرا الى أنه تحدث بالخصوص مع وزير الاقتصاد الايطالي حول الالتزام بخلق الظروف المالية والضريبية والتعاملية التي تكفل موثوقية واستقرار عوائد هذا النوع من الاستثمارات.
وأوضح أن ذلك يعني أن المستثمر في هذه المشروعات الضخمة يعرف أنه لن يحصل على أرباح ضخمة كالتي قد توفرها المضاربات بل سيحصل عوائد مضمونة وأكثر استقرارا على مدى الوقت مشددا بالقول ان المستثمر الحريص والذكي يلجأ الى تنويع استثماراته جزئيا في أدوات مالية يعلم أنها تنضوي على معدل مخاطرة عال ومن ناحية أخرى يوجه جانب منها في بنى تحتية مضمونة على المدى الطويل بما يسمح بتنويع حقيبة استثماراته وكذلك مأمونة من المخاطر.
وحول اثار زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد التي هدفت الى تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مع ايطاليا، اعلن باسانيني انه تلقى من العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية بدر السعد الذي شارك في الوفد المرافق لسموه دعوة للذهاب مع وفد ايطالي لعقد جلسات عمل في الكويت يتم خلالها مناقشة المشروعات الممكن قيام شراكة بين الصندوقين الكويتي والايطالي بشأنها.
وقال ان هذا يعني اننا دخلنا بفضل الدفعة القوية التي اسفرت عنها زيارة صاحب السمو الامير الهامة لايطاليا في مرحلة عملية ملموسة تفتح الباب لفرص تعاون واسعة لصالح الجانبين.
من جانبه اكد السياسي العريق ونائب وزير الخارجية السابق أوغو انتيني اهمية ملاحظة «ان صاحب السمو الامير قام في هذه الجولة بزيارة بلدين أوروبيين هما ألمانيا وايطاليا مما يمثل لنا في ايطاليا رسالة خاصة مما يعد امرا ايجابيا للغاية يملؤنا بالاعتزاز».
وأعرب انتيني الذي شارك في الاعداد لانشاء اللجنة المشتركة للتعاون بين ايطاليا والكويت عن ثقته في ان هذه الزيارة الهامة والتي لم تشهد ايطاليا في السابق التزاما مثلها على هذا المستوى العالي تعد دليلا على حدوث نقلة نوعية كبيرة في علاقات الصداقة الراسخة نحو آفاق جديدة واعدة.
وعبر عن أمله أن تؤدي هذه الاجواء المتجددة الى تواجد أكبر للشركات الايطالية في الكويت ذات الأهمية الخاصة في المنطقة وعلى الجانب الاخر أن تتجه الكويت نحو مزيد من الاستثمارات في ايطاليا التي لاحظ بشكل عام ضعف الاستثمارات الخليجية فيها مقارنة بالبلاد الأوروبية الأخرى.
واكد أن الفرص للاستثمار في ايطاليا متوافرة واستدل على ذلك بنجاح شركة «كويت بتروليوم ايطاليا» العاملة في ايطاليا.
وبدورها قالت نائبة رئيس اتحاد الصناعات الانشائية في أوروبا ورئيسة مجموعة توديني العالمية ماريا لويزا توديني التي شاركت في لقاء رجال الصناعة والأعمال ان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد حدثنا في كلمته عن الكثير مما كنا نعلمه بفضل اهتمامنا بفرص الاستثمار الكامنة في المنطقة في الكويت بشكل خاص والتي تشكل أهمية خاصة بالنسبة للشركات الصناعية الايطالية وعلى الأخص تلك العاملة منها في قطاع البنى التحتية والانشاءات.
وبينما أشارت الى مجموعة شركاتها المتواجدة والتى تعمل بالفعل في المنطقة العربية في بلدان مثل الأردن والامارات العربية المتحدة تنظر باهتمام متزايد تجاه شبه الجزيرة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها الكويت التي تعد شريكا رئيسيا لايطاليا.
وأوضحت أن مشروعات البنية التحتية الطموحة التي تتضمنها الخطة الخمسية في الكويت في اطار النهضة الكبيرة التي يقودها صاحب السمو الامير تمثل فرصة ممتازة للشركات الايطالية العالمية للعمل على المديين المتوسط والطويل.
واوضحت أن الشركات الكبيرة تهتم دائما بالعمل على النطاق العالمي وتحقيق تواجد متواصل بسبب الاستثمارات الكبيرة وما يتطلبه ذلك من التمهيد لتواجد كبير والتجهيزات والمعدات والقوى العاملة المتخصصة.
وفي هذا الصدد أكدت توديني لـ «كونا» أن لقاء ممثلي قطاع الاعمال والصناعة والمال بسمو الامير والوفد الرفيع المرافق لسموه كانت مناسبة بالغة الأهمية للتعرف على الفرص المتاحة والتجاوب الكويتي لدخول الشركات الايطالية المتميزة للعمل وترسيخ أنشطتها في بلد مهم مثل الكويت متمنية في الوقت ذاته أن تتمكن مجموعتها الصناعية من التواجد سريعا في الكويت.
وكان وزير المالية مصطفى الشمالي قد اكد في تصريحات له من روما الاسبوع الجاري ان جميع مشروعات الخطة الخمسية ستطرح في مناقصات عامة معربا عن أمله أن تتمكن الشركات الايطالية من المشاركة فيها على قدم المساواة مع باقي الشركات من الدول الأخرى.