أكد وزير الدولة اللبناني عدنان القصار ان «صاحب السمو الأمير حمل لبنان في قلبه وعقله وذاد عنه في أحلك الظروف التي مرت عليه خصوصا إبان الحرب الأهلية وفي الدفاع عن قضاياه المحقة وفي دعم صموده بوجه الاعتداءات الإسرائيلية».
وقال القصار الذي يشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية في حديث لـ «كونا» انه «عندما يزور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لبنان فهو حتما يأتي الى بلده الثاني وأهله ويحل في بيته».
وأضاف ان زيارة سموه «تأتي استكمالا لمباحثات تعزيز علاقات التعاون والتنسيق التي جرت في الفترة الاخيرة مع كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري إبان زيارتهما للكويت».
وأكد أهمية الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين الكويتي واللبناني خلال زيارة الحريري والوفد الوزاري الذي رافقه الى الكويت في شهر مارس الماضي وتتعلق بجذب الاستثمار الأجنبي المباشر والتعاون الصناعي وإقامة المعارض اضافة الى التعاون مع القطاع الخاص.
وأعرب القصار عن أمله في ان «تتكلل الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الأمير بالتوقيع على المزيد من اتفاقيات التعاون وافتتاح المشاريع وخاصة في مجالات حيوية تشمل كلا من المشروعات المشتركة والتبادل التجاري».
وثمن القصار عاليا «الدور المتميز الذي قام ويقوم به صاحب السمو الأمير في خدمة القضايا العربية ودوره المتميز في إطلاق قطار المصالحات العربية ـ العربية على هامش انعقاد قمة الكويت الاقتصادية في يناير 2009».
وتابع ان «ذلك ليس غريبا على صاحب السمو الأمير، خصوصا انه أكثر القادة العرب المتخصصين بشؤون الديبلوماسية العربية ولديه براعة لافتة في تحقيق المصالحات والوقوف على مسافة واحدة من الجميع».
وأكد القصار ان «مبادرة صاحب السمو الأمير بعقد القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في الكويت مطلع العام 2009 كانت مبادرة عميقة التفكير وبعيدة الهدف وصحيحة التوقيت».
وأضاف ان مبادرة سموه التي أطلقها في هذه القمة بإنشاء صندوق عربي لدعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص برأسمال قدره 2 مليار دولار ومساهمته الفورية فيها بمبلغ 500 مليون دولار «كانت بالفعل الإنجاز الأهم الذي حققته هذه القمة».
وقال القصار ان «هذه المبادرة هي اليوم جاهزة للانطلاق بعد ان تم استيفاء أكثر من 50% من رأس المال حيث تبلغ المساهمات المسددة لغاية الآن مليارا وأكثر من 100 مليون دولار».
وفيما يتعلق بشؤون العمل العربي المشترك بشقه الاقتصادي أكد القصار نجاح قمة الكويت الاقتصادية في دمج القطاع الخاص العربي في أعمالها وبتحميله مسؤوليات أساسية لدفع عجلة التنمية والتكامل الاقتصادي العربي ولمتابعة قراراتها باعتباره من أهم ركائز التنمية والتكامل الاقتصادي العربي.
وحول العلاقات اللبنانية ـ الكويتية التي اتسمت دائما بالدفء في ظل قيادة البلدين الحكيمة والرشيدة قال القصار ان «العلاقات اللبنانية ـ الكويتية تاريخية وقوية جدا على جميع المستويات». واضاف «نحن لا ننسى أبدا العديد من المحطات التاريخية والدعم الدائم الذي قدمته الكويت قيادة وحكومة وشعبا في أحلك الظروف للبنان». وفي هذا الإطار أعاد القصار الى الأذهان الدور المتميز الذي قام به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان يتولى منصب وزير الخارجية وهو الدور الذي لعبه وساهم في وضع حد للحرب الأهلية في لبنان.
وحول رؤيته للتنسيق في المواقف السياسية في المحافل الإقليمية والدولية، لاسيما ان لبنان يمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي لعامي 2010 ـ 2011 أكد القصار ان التنسيق في المواقف السياسية في المحافل الإقليمية والدولية بين الكويت ولبنان «هو أمر بديهي ولم يتوقف أبدا بين الدولتين الشقيقتين».
وتابع القصار «لقد كان لوقوف دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول العربية الشقيقة وخصوصا الكويت الى جانب لبنان اثناء وبعد العدوان الاسرائيلي الغاشم في صيف 2006 الدور الأساسي في إيقاف العدوان وتسريع عملية النهوض والوصول الى ما ننعم به حاليا من أداء اقتصادي مميز».