الحريري: الكويت انتقلت من القول إلى الفعل في مسيرة العمل العربي المشترك
بيروت ـ كونا: ثمن
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري دور الكويت بقيادة و«حكمة» صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في اعلاء الشأن العربي وفي دعم واستقرار لبنان مؤكدا ان الحديث عن المبادرات الكويتية في تنشيط العمل العربي المشترك واضح ولا يحتاج الى برهان.
وأعرب الحريري في تصريح خاص لـ «كونا» عشية زيارة صاحب السمو الأمير الى لبنان عن تقديره للجهود الكبيرة التي يبذلها سموه في شأن تكامل العمل العربي بما يضمن تعزيز مسيرته وموقعه على الساحة العالمية ورأب الصدع في جدار العلاقات العربية.
وقال ان الزيارة «المتميزة» التي يقوم بها صاحب السمو الأمير الى لبنان تشكل مدخلا اضافيا لترسيخ التعاون القائم بين البلدين الشقيقين معتبرا تلك الزيارة استثنائية على مختلف الصعد «لان لصاحب السمو الأمير تحديدا وللكويت عموما ايادي بيضاء في لبنان».
وحول تقييمه لدور الكويت في الدفاع عن القضايا العربية في ظل التحديات التي تواجه المنطقة عبر الحريري عن امتنان وشكر لبنان حكومة وشعبا «لكل الادوار الايجابية التي لعبتها الكويت في سبيل استقرار بلدنا ونصرة قضاياه المحقة» مؤكدا ان الكويت «لم تتأخر يوما عن مواكبة مطالبنا سواء السياسية او الاقتصادية بعد الاعتداءات الاسرائيلية ونحن لا ننسى ذلك».
وقال ان الكويت انتقلت من القول الى الفعل في مسيرة تعزيز العمل العربي المشترك ورأب الصدع في جدار العلاقات العربية الثنائية وتعزيز المصالحات البينية» مشيرا الى أهمية نتائج القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي انعقدت بالكويت في شهر يناير من العام الماضي على مستوى المصالحات العربية.
ورأى الحريري انه يمكن للكويت ان تلعب ايضا دورا اضافيا من خلال القيام بـ «ازالة الشوائب وتنقية الاجواء بين بعض الدول العربية من اجل الوصول الى وضع عربي معافى خصوصا في ظل التحديات الكبرى التي تفرضها التهديدات الاسرائيلية».
وعما اذا كانت زيارة صاحب السمو الأمير الى لبنان تشكل مناسبة للمزيد من التنسيق في المواقف السياسية بين البلدين في المحافل الدولية والاقليمية لاسيما ان لبنان يمثل حاليا المجموعة العربية في مجلس الامن الدولي اكد الحريري ان «التنسيق بين لبنان والكويت لم ينقطع يوما في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك».
وقال ان لبنان يتولى حاليا رئاسة مجلس الامن الدولي وهو في هذا المجال يمثل صوت المجموعة العربية امام المجتمع الدولي مؤكدا ان بلاده كما في كل المحافل تقوم بدورها على اكمل وجه وهذه المرة لن تكون مختلفة بأي شكل من الاشكال. وأوضح رئيس الوزراء اللبناني ان تنسيق المواقف مع صاحب السمو الأمير «سيكون امرا اساسيا على جدول اعمال المناقشات وسنستمع منه الى رأي الكويت في مختلف القضايا المطروحة على طاولة مجلس الامن وابرزها قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام ورفع الظلم والحرمان عن الشعب الفلسطيني وكيفية التصدي للممارسات الاسرائيلية».
واعرب عن ثقته الكبيرة بان مواقف صاحب السمو الأمير ستصب في اطار كل ما من شأنه تعزيز الموقع العربي على الساحة العالمية.
وردا على سؤال آخر حول تفعيل بنود الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين الكويت ولبنان خلال الزيارة التي قام بها الحريري الى الكويت في شهر مارس الماضي ومدى انعكاس ذلك على حجم التبادل التجاري والاستثمارات الكويتية في لبنان اعتبر تلك الاتفاقيات فصلا جديدا في تنمية العلاقات بما يعود على البلدين بالفائدة الشاملة مشددا على ضرورة ان تدخل حكومتا لبنان والكويت هذه الاتفاقيات الى التنفيذ على النحو الذي يخدم البلدين والشعبين.
وأعرب عن امله في أن يسهم البدء في تنفيذ الاتفاقيات برفع التبادل التجاري الى المستوى المأمول «لانه لا يزال دون الطموحات خصوصا اذا ما قارناه بمستوى الاستثمارات الكويتية الخاصة التي تأتي في طليعة الاستثمارات العربية في لبنان وتمثل حوالي ربع تدفقات الاستثمارات العربية الى لبنان وقد بلغت 649 مليون دولار عام 2008».