وصل الى البلاد امس السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة والوفد الرسمي المرافق له في زيارة اخوية تستغرق اربعة ايام يجري خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لتبادل سبل تحقيق التعاون في كل ما يخدم المصالح المتبادلة للشعبين اضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان على رأس مستقبليه على ارض المطار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ووزير شؤون الديوان الاميري بالانابة الشيخ علي الجراح وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني.
وتشكلت بعثة الشرف المرافقة له من الديوان الاميري برئاسة وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله.
ويرافق السلطان قابوس وفد رسمي يضم كلا من وزير ديوان البلاط السلطاني علي بن حمود البوسعيدي ووزير المكتب السلطاني الفريق اول علي بن ماجد المعمري وامين عام شؤون البلاط السلطاني الفريق سلطان بن محمد النعماني والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي ووزير الاقتصاد الوطني المشرف على وزارة المالية احمد بن عبدالنبي مكي ومستشار السلطان للشؤون الثقافية عبدالعزيز الرواس ونائب رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني ورئيس مجلس المناقصات د.علي بن محمد بن موسى ووزير التجارة والصناعة مقبول بن علي بن سلطان ووزير النفط والغاز د.محمد بن حمد الرمحي ووزير النقل والاتصالات د.خميس بن مبارك العلوي وعدد من كبار المسؤولين في حكومة سلطنة عمان الشقيقة.
وتأتي الزيارة ضمن التشاور والتنسيق المستمرين بين الزعيمين العربيين حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والاسلامية.
ويعرف أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين مسقط والكويت في كثير من القضايا الاقليمية والدولية وهو نابع من الرؤية المشتركة للقيادتين لطبيعة الحكم والسياسة المعتدلة المتسمة بالحكمة وبعد النظر بينهما.
واثمرت العلاقات المتميزة بين البلدين العديد من المواقف الثابتة والمبدئية من كلا الجانبين تجاه بعضهما البعض وتوجت في ديسمبر 2009 عندما قام صاحب السمو الأمير بتقليد السلطان قابوس (قلادة مبارك الكبير) خلال زيارته الى الكويت فيما قلد سلطان عمان صاحب السمو الأمير وسام عمان المدني من الدرجة الأولى مما يعد شاهدا على عمق العلاقات التي وصل اليها البلدان الشقيقان.
وتتصف العلاقات الكويتية - العمانية بأنها تاريخية ومصيرية وتتنامى بشكل مطرد وراسخ وهي نموذج للعلاقات الأخوية الطيبة والمتميزة التي ترسخت على مدى عقود طويلة.
ومواقف عمان تجاه قضايا الكويت مبدئية ومشرفة وتجلت بأعلى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي.
فلن ينسى الكويتيون الموقف الأصيل من عمان قيادة وشعبا حيث ساهمت السلطنة في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 كما انها احتضنت عددا كبيرا من مواطنيها اثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم الكثير من التسهيلات بكل حب وتكافل وإخاء.
وتشهد العلاقات العمانية - الكويتية تطورا مستمرا في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية ففي شهر مارس من عام 2001 اتفق البلدان على انشاء لجنة كويتية - عمانية مشتركة تتعلق بالقطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية بينهما.
وتشير المعلومات العمانية الى ان حجم التبادل التجاري بين عمان والكويت في تقدم مستمر وانه بعد الانتهاء من الاتحاد الجمركي الخليجي ومن خلال التجارة البينية سواء مع الكويت او مع بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيرتفع حجم التعامل التجاري بين البلدين بصورة عامة.
ويؤكد الكثير من المسؤولين العمانيين في مناسبات مختلفة ان العلاقات العمانية - الكويتية ارتقت الى المستوى المنشود وحققت تطورا لافتا في كل المجالات وان هذه العلاقات وصلت الى ذروة نشاطها في العمل على كل ما من شأنه تعزيز وتفعيل كل الجوانب التي تهم الشعبين بفضل توجيهات قيادة البلدين.
ويضيف هؤلاء المسؤولون ان العلاقات بين البلدين اثمرت نسبة عالية من التقارب والتعاون على جميع المستويات وفي كل المجالات باشراف اللجنة العمانية - الكويتية المشتركة والتي يرأسها وزيرا خارجية البلدين من خلال مناقشة العديد من الموضوعات خلال اجتماعاتها منها التعاون في المجالات الامنية والتجارية والصناعية والسياحية اضافة الى القطاع الخاص والنفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوى العاملة. وتشير احصاءات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الى انه قدم 22 قرضا للسلطنة بلغ مجموع قيمتها 609.164 مليون دينار كويتي شملت مجالات الاتصالات والصناعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات.
والسلطان قابوس من مواليد 18 نوفمبر عام 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار وهو السلطان الثامن لعمان في التسلسل المباشر لأسرة آل بوسعيد التي تأسست على يد الامام احمد بن سعيد عام 1744.
وتلقى السلطان قابوس اولى مراحل تعليمه في عمان وفي سبتمبر عام 1958 أرسله والده الى انجلترا لاتمام تعليمه حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة في (سافوك) والتحق بعدها بأكاديمية (سانت هيرست) الملكية العسكرية التي تخرج منها كضابط بعد سنتين لينضم الى احدى كتائب المشاة البريطانية العاملة آنذاك في المانيا الغربية حيث أمضى ستة اشهر كمتدرب في فن القيادة.
وعاد السلطان قابوس الى بريطانيا حيث درس مدة عام واحد في مجال نظام الحكم المحلي وأكمل دورات تخصصية في شؤون الادارة ثم قام بجولة حول العالم استمرت ثلاثة اشهر عاد بعدها الى السلطنة عام 1964.
وعلى امتداد السنوات الست التالية وحتى تسلمه مقاليد الحكم في البلاد في 23 يوليو عام 1970 تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الاسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة عمان دولة وشعبا على مر العصور.
وتعتبر اهتمامات السلطان قابوس بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة واسعة اذ يتضح ذلك جليا فيما يقدمه من دعم كبير للعديد من المشروعات الثقافية وبشكل شخصي محليا وعربيا ودوليا سواء من خلال منظمة اليونسكو او غيرها من المنظمات الاقليمية والعالمية. ومن ابرز هذه المشروعات موسوعة السلطان قابوس للاسماء العربية وجائزة السلطان قابوس لحماية البيئة التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو.
واقرأ ايضاً:
الأمير هنأ رئيس آيسلندا بالعيد الوطني
رئيس الوزراء التقى سفراء إندونيسيا وسلوفاكيا وألمانيا والعراق
الحماد وستيومو بحثا أوجه التعاون الإسلامي المشترك بين الكويت وأوغندا