- خسروه: القدس ليست قضية فلسطينية أو عربية أو إسلامية فقط بل قضية إنسانية واستمرار احتلالها عار في جبين الضمير الإنساني
أقام المكتب السياسي لحركة التوافق الوطني الاسلامية في ديوان سماحة السيد محمد باقر المهري ـ أمين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت ـ رئيس مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية مؤتمر القدس السنوي الثامن تحت عنوان «السلام للقدس عاصمة السلام» برعاية المطران د.كاميللو باللين ـ مطران الكنيسة الكاثوليكية ـ عضو مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية، وإدارة م.عبدالله خسروه ـ رئيس المكتب السياسي ـ تجمع العدالة والسلام، وقد تم عرض أبحاث حول محاور المؤتمر.
وتم افتتاح أعمال المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم واستهل مدير المؤتمر م.عبدالله خسروه، المؤتمر بكلمة الافتتاح، والقى كلمة بعده راعي المؤتمر مطران الكنيسة الكاثوليكية ـ عضو مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية د.كاميللو باللين بعنوان «السلام الاجتماعي والسلام مع الله والسلام السياسي»، وتلاه أمين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت ورئيس مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية السيد محمد باقر الموسوي المهري ثم عرض بعد ذلك أمين عام حركة التوافق الوطني الاسلامية ورئيس مكتب الدراسات الاستراتيجية زهير عبدالهادي المحميد، ورقة عمل بعنوان «مشروعية السلام مع الصهاينة المحتلين»، وتلاه الشيخ عباس علي عبدالله النجار ـ قسم الدراسات والبحوث ـ جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية ـ مملكة البحرين بورقة عمل بعنوان «أسس السلام في دين السلام»، وأعقبه المحرر الصحافي سامح علي شمس الدين بورقة عمل بعنوان «رؤى دينية في السلم والسلام»، وختم انشطة اليوم الاول للمؤتمر عضو الجمعية الكويتية للدراسات والبحوث التخصصية عبدالوهاب علي النقي بورقة عمل بعنوان «أسس السلام من منظور الديانتين الاسلامية والمسيحية».
وفي كلمته قال ـ رئيس المكتب السياسي ـ تجمع العدالة والسلام ـ م.عبدالله خسروه: تتمثل أهمية قضية القدس في انه لم تكن يوما من الايام قضية فلسطينية أو عربية او اسلامية فقط، بل هي قضية انسانية، يمثل استمرار احتلالها وصمة عار في جبين الضمير الانساني، ومن هنا تجلت أهمية تخصيص يوم يخلد مأساة ومظلومية مهد الاديان، هذه البقعة الطاهرة التي احتضنت الكثير من الأماكن المقدسة وانطلق منها الكثير من الرسل والأنبياء لتبليغ رسالتهم.
واضاف: ولعل اتخاذ الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما خاصا للقدس وتسميته بيوم القدس العالمي يساعد ويكرس على استمرار وبقاء شعلة هذه القضية لتنير درب المظلومين خاصة انه جاء في شهر المغفرة والرحمة.
ضرورة السلام
أما راعي المؤتمر مطران الكنيسة الكاثوليكية وعضو مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية د.كاميللو باللين فألقى كلمة بعنوان «السلام الاجتماعي والسلام مع الله والسلام السياسي» مؤكدا على ضرورة السلام قائلا: في زمن المسيح كانت هناك مشاكل كثيرة بين الناس: ديون متأخرة، خلافات بين الاخوة على الميراث، بطالة، مرتبات غير عادلة، ضرائب ظالمة، انقسامات طائفية وعنصرية في المجتمع. ولكن في خضم هذه الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وضع السيد المسيح الحياة في سلام مع الآخرين كأولوية أولى.
من جهته قال أمين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت ـ رئيس مجلس العلاقات الإسلامية ـ المسيحية السيد محمد باقر الموسوي المهري في كلمة حملت عنوان «عدم مشروعية السلام مع الصهاينة المحتلين». وقال: إن الإسلام المحمدي الأصيل يحث ويؤكد على السلام والابتعاد عن الحروب، إلا في حالات خاصة وتحت شرائط معينة لمصلحة السلام والتعايش السلمي، فقد شرعت الحرب في الإسلام لأجل إحلال السلام والقضاء على الفتنة والاضطراب ليحل السلام في جميع أرجاء العالم.
وأضاف ان الحديث عن السلام في الإسلام حديث عن الإيمان العميق بأن ما يجمع البشر هو السلم وان ما يفرقهم هو الحرب وان السلام والأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بعد تغليب لغة الحوار الهادئ على لغة الصراع والنزاع والحروب وتعاليم الإسلام تؤكد على لغة السلام حتى أصبح مبدأ السلام ولغة الحوار في طليعة المبادئ الإسلامية، لذا حرّم قتل الأبرياء وتدمير البنيان وهدم المنازل وتخريب الديار والبطش والفتك وإيذاء الناس لأن كل ذلك ينافي تعاليم الدين الحنيف.
الحياة الآمنة
وأشار المهري الى ان الحياة الآمنة المستقرة السعيدة لا تتحقق إلا بعد تحقيق العدالة وبعد أن يأمن الناس على أنفسهم وأموالهم وعقائدهم وآرائهم ومتبنياتهم الفكرية، فالسلام فكرة إسلامية أصيلة وواقعية وعميقة ومرتبط بطبيعة الإسلام ومبادئه السامية بحيث نستطيع ان نقول ان الإسلام دين الوحدة والاخوة والمحبة بين جميع أفراد البشر وجميع طبقاته، فالسلام هو الأصل الأول والقاعدة الأساسية في الإسلام والحرب حالة استثنائية شرعت لأجل إقرار السلام والاستقرار والأمن والسعادة والرخاء والعيش الرغيد بعيدا عن التشويش والقلق والاضطراب.
وخلص سماحته الى ان كلمة الإسلام معناها السلام وكلمة الإيمان تعني الأمن والأمان، والسلام والمؤمن كلاهما من أسماء الله تعالى، وجميع الفضائل والصفات الحميدة والمكارم الأخلاقية لا تتحقق إلا في ظل السلام والأمن.
وختم المهري كلمته مؤكدا ان قياس الصلح مع إسرائيل المجرمة الغاصبة لأراضي المسلمين بالصلح مع مشركي مكة في الحديبية قياس مع الفارق بل قياس باطل لأن صلح الحديبية لم يترتب عليه اعتراف بشرعية المشركين، بل كانت هدنة مؤقتة تتضمن بعض الشروط بل كان اعترافا من المشركين بالرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وصحبه وأتباعه من المسلمين واعتبارهم قوة يمكن التعاقد معها، ومن ناحية اخرى، كانت مكة آنذاك بأيدي أهلها المشركين ولم تفتح بعد ولم تصبح أرضا إسلامية عند الصلح في الحديبية تنازل المسلمون عنها، أما أرض فلسطين فأرض إسلامية بل أشرف وأبرك أراضيها وفيها القبلة الأولى للمسلمين وفيها بيت المقدس والصخرة المباركة وقد فتحت عنوة على يد أبطال الإسلام في زمن الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه فأصبحت الأراضي جميعها ملكا لجميع المسلمين في العالم ولا يملكها الفرد المسلم كما هو مبين في الفقه الإسلامي، فلا يجوز ولا يحق للمسلمين التنازل عنها وقد اتفقت كلمة المسلمين سنة وشيعة على أن أرض فلسطين وقف للمسلمين عامة من كان موجودا منهم عند الفتح الإسلامي لها ومن سيوجد الى يوم القيامة.
وقدم بعد ذلك أمين عام حركة التوافق الوطني الإسلامية، رئيس مكتب الدراسات الاستراتيجية زهير عبدالهادي المحميد ورقة عمل بعنوان «مشروعية السلام مع الصهاينة المحتلين»، قائلا: تمتاز مدينة السلام، القدس الشريف، بخصوصية قدسية لا ترقى لها أي من مدن العالم، اضافة لكونها من أقدم المدن الحضارية، فهي المدينة التي تجمع ديانات التوحيد الإبراهيمية التي بعث الله سبحانه وتعالى بها الأنبياء والرسل رحمة للعالمين لإفشاء السلام بين بني البشر كافة، فكان حقا ان تسمى بمدينة السلام وهو اسم من أسماء الله الحسنى تبارك وتعالى، وبذلك أصبحت القدس عاصمة للعالم بمشرقه ومغربه ومحورا للأحداث الدولية عبر العصور.
واقرأ ايضاً:
الفلاح: مبادرة «الحبيب» خير رسالة على وحدة الكويتيين سنة وشيعة
35 ألف مصلٍّ أحيوا ليلة الرابع والعشرين بالمسجد الكبير
الشعيب: «الأوقاف» تتبنى الأفكار الخلاقة لتقوية المجتمع وحفظ هويته
الزعابي: العنصر النسائي يشارك في تنفيذ الخطة الأمنية الرمضانية
الحواس اختتم زيارته لـ «مبارك الكبير»
الحربي: نحرص على توفير أقصى درجات الراحة للمصلين