- 5.04 مليارات دولار حجم التبادل التجاري الثنائي بين الكويت والصين
- الكويت أول دولة خليجية أقامت علاقات ديبلوماسية مع الصين
- 68 مليار دولار قيمة حجم التبادل التجاري بين بلادنا ودول مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من 20 شركة صينية في الكويت تعمل في مجالات البنية التحتية والاتصالات والبترول
- «الحوار الإستراتيجي الصيني ـ الخليجي» آلية لتعميق الثقة المتبادلة بين الجانبين
- «المنتدى العربي ـ الصيني» نموذج يحتذى في التضامن والتعاون بين الدول النامية
بشرى الزين
أكد السفير الصيني هوانغ جيمن على عمق العلاقات التي تربط جمهورية الصين الشعبية والكويت، مشددا على توافق الرؤى بين القيادتين السياسيتين في كلا البلدين الصديقين حول جميع القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف جيمن في مؤتمر صحافي عقده صباح امس في مقر السفارة بمناسبة العيد الوطني الصيني الـ 61: ان هذه العلاقات تزداد تطورا منذ اقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والكويت قبل 39 عاما، مشيرا الى ان الكويت أول دولة خليجية عربية أقامت العلاقات الديبلوماسية مع الصين، مؤكدا ان الكويت دولة مهمة في المنطقة وتسعى دائما الى تعزيز العلاقات الودية بين الصين ودول مجلس التعاون.
وتحت رعاية القيادتين الصينية والكويتية شهدت علاقات الصداقة والتعاون بين الطرفين تطورا مستمرا في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة والتعليم وغيرها، مشيرا الى انه خلال التواصل الودي الطويل الأجل ظل البلدان يتبادلان الفهم والدعم فيما يتعلق بالمصالح الحيوية لبعضهما البعض ويجريان التعاون الجيد في الشؤون الإقليمية والدولية حيث ظلت الصين تؤيد بقوة جهود الكويت في الحفاظ على استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها كما تقدم الكويت كثيرا من الدعم القيّم للصين.
وذكر انه خلال السنوات الأخيرة تتكثف الزيارات المتبادلة على المستوى العالي بين البلدين الأمر الذي يعزز الثقة السياسية المتبادلة بينهما، وخاصة انه في مايو عام 2009 قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بزيارة للصين تلبية لدعوة من الرئيس هو جينتاو، وجرت خلال هذه الزيارة المباحثات المثمرة بين القيادتين حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتم توقيع 6 اتفاقيات تعاونية ومذكرات تفاهم بين الجهات المعنية من البلدين في مجالات الطاقة والتعليم والمواصلات والرياضة والمال، موضحا ان هذه الزيارة دفعت بقوة علاقات البلدين الى التطور، وتمضي حاليا الاتفاقيات المذكورة نحو التطبيق والتنفيذ، كما قام المدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة اللواء م.فيصل الجزاف بزيارة للصين على رأس الوفد الكويتي للرياضة والشباب في أبريل الماضي، وسيزور وفد وزارة الأشغال العامة الكويتية الصين في أكتوبر المقبل، ويزور الكويت الآن وفد النفط الصيني، ووفد البنك الصيني، بالاضافة الى زيارة المنتخب الوطني الصيني لكرة القدم والمنتخب الوطني لكرة الطاولة الى الكويت للمشاركة في المباريات.
ويبعث الجانب الصيني كل عام الطلاب الصينيين الى الكويت للدراسة في جامعة الكويت، ونثق بأن هذه الزيارات ستدفع بالتعاون الودي بين البلدين في المجالات المذكورة الى مزيد من التطور.
وعلى صعيد علاقات التعاون الاقتصادية أوضح جيمن ان السنوات الأخيرة شهد التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية توسعا مستمرا وبلغ حجم التبادل التجاري 5.04 مليارات دولار في عام 2009، واستوردت الصين من الكويت 7.08 ملايين طن من النفط الخام في السنة الماضية في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، مذكرا بأن وزارة حماية البيئة الصينية وافقت في سبتمبر الجاري على تقرير تقييم البيئة لمشروع مشترك بين شركات النفط المعنية للبلدين لبناء مصفاة تكرير النفط في جنوب الصين، آملا ان يبدأ تنفيذ هذا المشروع في أسرع وقت ممكن، في الوقت نفسه، ظلت الحكومة الصينية تدعم وتشجع دائما المؤسسات الصينية القادرة وذات السمعة الطيبة على الاستثمار وتنفيذ المشاريع في الكويت، وتعمل حاليا اكثر من عشرين شركة صينية في الكويت تشمل أعمالها مجالات البنية التحتية والاتصالات وخدمات هندسة البترول وغيرها.
ولفت الى انه في مارس المقبل ستصادف الذكرى السنوية الأربعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والكويت، فتستعد سفارة الصين في الكويت للتنسيق مع الجهات المعنية الكويتية للاحتفال بهذه المناسبة.
العلاقات الصينية - الخليجية
أما فيما يتعلق بالعلاقات الصينية مع دول مجلس التعاون الخليجي فبين جيمن ان التعاون الودي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء شهد تطورا سريعا في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة وغيرها، وفي العام 2009 وصل حجم التبادلات التجارية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي الـ 6 ما يقارب 68 مليار دولار، ما يمثل نحو 63% من إجمالي الحجم التجاري بين الصين والدول العربية، كما احتل حجم الصادرات الصينية للبترول الخام من الدول الخليجية ثلث كمية صادراتها النفطية من الخارج، وما جعل المجلس يصبح ثامن أكبر الشركاء في المجالات التجارية والمنطقة المصدرة المهمة للنفط للصين، مؤكدا حرصها على تطوير العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء وتستعد لتقوية التعاون الودي بين الجانبين في مختلف المجالات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة، مذكرا بأنه في يونيو الماضي انعقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول «للحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي» في الصين بنجاح، مبينا انه خلال الاجتماع تبادل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الشيخ د.محمد الصباح ووزير الخارجية الصينية يانغ جيتشي على نحو معمق الآراء حول العلاقات بين الصين ومجلس التعاون، والقضايا الدولية والإقليمية، وتم التوصل الى رؤى مشتركة بشأنها وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي واصدار بيان صحافي، مضيفا ان الجانبين اتفقا على عقد الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي العام المقبل في دولة الامارات العربية المتحدة، مشيرا الى ان اطلاق آلية الحوار الاستراتيجي يساهم في دفع العلاقات بين الصين والمجلس الى المستوى الجديد وتعميق الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون المشترك والمصالح المتبادلة والتشاور والتنسيق بين الجانبين في المنظمات الدولية ولعب دور بناء في صيانة سلام المنطقة واستقرارها، الى جانب ذلك، يجري الجانبان حاليا التشاور المكثف حول بناء منطقة التجارة الحرة بينهما.
العلاقات الصينية ـ العربية
وعلى صعيد التعاون الصيني – العربي قال السفير الصنيي: تتمتع الصين والدول العربية بالصداقة التقليدية العميقة حيث ظل الجانب الصيني يهتم بتطوير هذه العلاقات مع الدول العربية، وطوال السنوات يتبادل الجانبان الدعم والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، الأمر الذي يعزز الثقة السياسية المتبادلة والتبادل الاقتصادي والتجاري بينهما بصورة قوية ومكثفة، موضحا انه وانطلاقا من الرغبة المشتركة للجانبين، تم تأسيس «منتدى التعاون الصيني – العربي» في العام 2004، وأصبح هذا المنتدى منبرا مهما لاجراء الحوار الجماعي وآلية فعالة لدفع التعاون العملي بين الجانبين الصيني – العربي، وفي مايو الماضي انعقدت الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني – العربي في الصين بنجاح، وحضر جلسات الاجتماع وزراء الخارجية أو الوزراء مع الدول العربية الـ 22 أو من يمثلهم بالاضافة الى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، حيث قام الجانبان بمناقشات معمقة وشاملة ومثمرة حول مستقبل العلاقات الصينية – العربية، وأقر الاجتماع بإقامة علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية، مؤكدا ان هذا الاجتماع يمثل علامة بارزة في مسيرة العلاقات الصينية – العربية.
واقامة علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة أمر يعطي قوة دافعة كبرى للعلاقات الصينية – العربية في المرحلة الجديدة ويساهم في الارتقاء بالتعاون والصداقة بين الصين والدول العربية في جميع المجالات الى مستويات جديدة، الأمر الذي سيقدم نموذجا يحتذى به للتضامن والتعاون بين الدول النامية، تستعد الصين للعمل مع الجانب العربي لاتخاذ مناسبة إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي نقطة انطلاق جديدة لتوطيد الثقة السياسية المتبادلة ورفع مستوى التعاون والصداقة بين الصين والدول العربية على نحو شامل بما يخدم مصلحة الشعبين ويدفع عجلة السلام والتنمية في العالم والمنطقة.
وذكر انه حاليا هناك أكثر من 10 آليات للتعاون بما فيها مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة الاستثمار ومؤتمر التعاون الصيني – العربي في مجال الطاقة وندوة الحوار الحضاري ومؤتمر الصداقة وندوة التعاون الإعلامي ومهرجان الفنون وغيرها وذلك في إطار هذا المنتدى، وان الدورة المقبلة للاجتماع الوزاري ستعقد في تونس عام 2012.
اقتصاد الصين
وأوضح السفير الصيني انه في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية أصبحت الصين واحدة من أولى الدول التي حققت انتعاشا اقتصاديا خلال العامين الماضيين وانها تحافظ على تنمية اقتصادية ثابتة وسريعة نسبيا تحت ظروف عصيبة ومعقدة، والفضل في ذلك يعود الى حزمة الحوافز والسياسات والاجراءات التي طبقتها الصين وجاءت في الوقت الملائم وكانت قوية وفعالة. بفضل هذه، تغير بسرعة اتجاه انخفاض النمو الاقتصادي الصيني منذ الربع الثاني من عام 2009 وشهد الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 9.1% في عام 2009 وبنسبة 11.1% في النصف الأول من عام 2010م، ان حزمة الحوافز والسياسات والاجراءات، وهي لم تحافظ فقط على النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي للصين ولكن قدمت اسهاما هاما للانتعاش الاقتصادي العالمي، في وقت تعاني خلاله الدول المتقدمة الكبرى من نمو اقتصادي سلبي عزز الاستقرار الاقتصادي والنمو الاقتصادي السريع للصين وغيرها من الدول النامية الثقة الدولية في التغلب على الأزمة المالية وقدم دفعة قوية للنمو الاقتصادي العالمي، مبينا ان حجم واردات الصين خلال عام 2009 بلغ 1.0056 تريليون دولار أميركي في حين انخفض الفائض التجاري بمقدار 102 مليار دولار أميركي، وخلال السبعة شهور الأولى من العام الحالي بلغت واردات الصين 766.6 مليار دولار أميركي بزيادة 47.2% على الفترة نفسها من العام الماضي وانخفض الفائض التجاري بمقدار 22.6 مليار دولار أميركي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، هذا يظهر ان النمو الاقتصادي للصين قدم فرصا تنموية كبيرة للعديد من الدول وخلق طلبا ضخما لاقتصادات كبرى ودول مجاورة، لقد أصبح هذا النمو محركا هاما للانتعاش الاقتصادي العالمي.
وقال انه على الرغم من ان الاقتصاد الصيني شهد نموا سريعا بشكل عام، فإننا ندرك بوضوح ان الصين مازالت تواجه كثيرا من التحديات الشديدة والمعقدة، بحكم عدد السكان الكبير والأساسات الاقتصادية الضعيفة والموارد الطبيعية الناقصة، فلم تتغير هوية الصين كدولة نامية لوقت طويل، ولاتزال الصين دولة منخفضة الدخل، ووفقا لمؤشرات هيئة الدول للاحصاءات الصينية، بلغ اجمالي الناتج المحلي للفرد في الصين 3300 دولار أميركي في عام 2008 الذي يمثل المستوى المنخفض في مجال الدخول المتوسطة، واحتلت المركز الـ 104 بين دول العالم. وبينما ظهر تقرير التنمية لعام 2010 الصادر عن البنك الدولي انه بلغ 2940 دولارا أميركيا في عام 2008 واحتلت المرتبة الـ 130، بالاضافة الى ذلك، يصل عدد السكان في الصين الى 1.3 مليار نسمة، ما يشكل عدد الفقراء والفلاحين جزءا كبيرا من اجمالي السكان وعدد الفلاحين يبلغ 700 مليون، وهناك حوالي 150 مليون مواطن صيني يعيشون تحت خط الفقر الذي حددته الأمم المتحدة بدولار واحد يوميا، وحسب تقرير التنمية البشرية (hdi) لعام 2009 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الانمائي، احتلت الصين المركز الـ 92 على مستوى العالم فيما يتعلق بمؤشر التنمية البشرية، وهو مستوى متوسط بالنسبة للتنمية.
معرض شنغهاي العالمي
قال سفير الصين هوانغ جيمن: ان معرض شانغهاي العالمي لعام 2010 أولمبياد بكين، هو حدث كبير ودولي لعرض إنجازات الحضارة البشرية والنظريات الإبداعية، لم يعكس معرض اكسبو شانغهاي التقدم والتطور في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية لدول العالم فحسب، بل يدفع للتبادل بين الحضارات المختلفة وتعزيز التعارف والصداقة بين شعوب العالم. ومنذ افتتاح المعرض في اليوم الأول من مايو هذا العام قام أكثر من 50 مليون زائر داخل الصين وخارجها بزيارة اكسبو. وتتمنى الصين العمل مع الأطراف المختلفة لإقامة معرض اكسبو بشكل ناجح ورائع ولا يُنسى، مذكرا بغياب الكويت عن هذا المعرض المهم.