- المبارك: اللجنة الليبية ـ الكويتية المشتركة تنعقد في الربع الأول من العام المقبل لبحث تخفيف إجراءات التأشيرات ووضع الإطار العام للتعاون الثنائي
- الاتحاد المغاربي معطل بسبب الخلاف بين الجزائر والمغرب وليبيا ليست طرفاً في النزاع
بشرى الزين
اوضح وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ان الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الى المغرب والجزائر وتونس اكتوبر المقبل تأتي بعد ترؤس سموه وفد الكويت في قمتي سرت الاستثنائية والقمة العربية ـ الافريقية.
واضاف الجارالله في تصريح للصحافيين لدى حضوره حفل استقبال اقامه السفير الليبي محمد المبارك مساء اول من امس في فندق الشيراتون بمناسبة الذكرى الـ 41 لثورة الفاتح من سبتمبر، تعد هذه الجولة المغاربية لصاحب السمو الاولى من نوعها رسميا منذ تولي سموه مسند الامارة، مؤكدا اهمية الجولة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية للاخوية بين الكويت وباقي الدول المغاربية، مشيرا الى انها ستكون فرصة كبيرة لسموه للتشاور وللتنسيق مع اشقائه قادة هذه الدول لما فيه مصلحة الامة العربية ومصلحة العمل العربي المشترك.
وأكد الجارالله ان هاتين القمتين ستضيفان الكثير للعمل العربي المشترك حتى يصبح في مستوى الطموح الذي يتمناه مواطنو الوطن العربي وأشقاؤهم وأصدقاؤهم في القارة الأفريقية، كما انها ستسهم في تعزيز التعاون العربي ـ الأفريقي وتمكين الدول العربية من المشاركة في عملية البناء والتنمية في القارة السمراء التي وصفها بالقارة العزيزة على الجميع.
وفي سياق الاحتفال أعرب الجارالله عن سعادته بحضوره الاحتفال الذي يشكل منعطفا تاريخيا مهما للجماهيرية الليبية لتحقيق التطور والتقدم بقيادة القائد العقيد معمر القذافي.
وأشار الجارالله الى ان السنوات الطويلة الماضية حققت الجماهيرية خلالها العديد من الانجازات التي نفتخر ونعتز بها، معتبرا انها انجازات للأمة العربية قاطبة، متمنيا دوام التقدم والازدهار للشعب الليبي الشقيق في ظل القيادة الحكيمة للقائد معمر القذافي.
وعن تحديد موعد لانعقاد اللجان المشتركة مع ليبيا والمغرب، قال الجارالله: هناك آليات معمول بها لانعقاد هذه اللجان المشتركة، مؤكدا انها روافد أساسية لدعم العلاقات بين الأشقاء.
وأضاف: ان تحديد موعد انعقاد اللجان المشتركة يتم بتوافق بين الدولتين، مؤكدا وجود اتصالات مستمرة مع الدول المعنية لتحديد موعد انعقادها.
من جانبه وصف أمين بعثة الجماهيرية الليبية لدى الكويت محمد المبارك العلاقات الليبية ـ الكويتية بالممتازة، مؤكدا ان الجانبين خطوا خطوات مهمة خصوصا نحو انشاء لجنة مشتركة منذ شهرين، وان اجتماعها الأول سيكون مطلع الربع الأول من السنة المقبلة في طرابلس.
وأضاف: عند انعقاد اللجنة المشتركة فإن التعاون بين البلدين يبقى قائما في جميع المجالات، مشيرا الى ان اللجنة المشتركة تعد الغطاء الذي يسمح للتواصل بأن يكون مباشرا في جميع القطاعات التجارية والاقتصادية. ولفت الى ان التنسيق السياسي بين البلدين موجود منذ زمن وهو في طور الاستمرار. وحول تقييمه لترؤس صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للوفد الكويتي المشارك في قمتي سرت الاستثنائية والقمة العربية ـ الافريقية، قال ان انعقاد القمة العربية الاستثنائية سيكون في 9 اكتوبر المقبل في مدينة سرت وصاحب السمو الأمير هو من سيترأس الوفد الكويتي، لافتا إلى مشاركته الفعالة في قمة سرت العربية العادية نهاية مارس الماضي.
واضاف: ان هذه المشاركة تعني توجه العرب إلى إطار واحد عبر توحيد الكلمة والموقف مع جميع التكتلات الاقليمية الأخرى، آملا ان تصب قرارات القمة المقبلة في مصلحة وخدمة المواطن العربي.
وحول ما ستناقشه اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قال المبارك: عادة اللجان المشتركة خاصة الأولى من نوعها ان تضع الاطار العام لجميع الانشطة، وخاصة في مجال الشؤون القنصلية وتخفيف الاجراءات المتبعة الآن في التأشيرات، آملا ان يتوصل الطرفان الى الغاء هذه التأشيرة بين البلدين، خاصة اذا تعلق الأمر برجال الاعمال.
واوضح ان اللجنة المشتركة تسعى إلى تخفيف الاجراءات القائمة على التأشيرات، إلى أن تصل إلى الالغاء الكامل للقيود المفروضة على التأشيرات للمواطنين الليبي والكويتي، واصفا هذه الخطوة بالممتازة والمتقدمة، مؤكدا حرص بلاده على تحقيقها.
وحول مستوى الاستثمارات الكويتية في الجماهيرية، قال المبارك: الذي استطيع قوله حول هذا الموضوع، اننا في بداية الطريق واعتقد انه بعد انعقاد اللجنة المشتركة ستتضح جميع البوادر للمستثمرين الليبيين والمستثمرين الكويتيين ايضا.
وأضاف: «نحن لا نضع اي قيود على اي مستثمر اجنبي، ولدينا قانون استثمار واضح يخدم جميع المستثمرين على اراضينا، وكذلك يعطي الحق لليبيين للاستثمار في اي دولة أخرى.
وحول ما اذا كان القائد العقيد معمد القذافي سيزور الكويت في المستقبل القريب، قال المبارك: صاحب السمو الأمير زار الجماهيرية في مطلع شهر سبتمبر للعام الماضي وشارك في احتفال الجماهيرية بالذكرى الـ 40 لثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة، ثم تلتها زيارته لحضور القمة العربية العادية وسيشارك ايضا في القمتين العربية والعربية ـ الأفريقية اللتين ستعقدان يومي 9 و10 اكتوبر المقبل، مشيرا الى زيارة القائد معمر القذافي للكويت بداية الثمانينيات، آملا ان تكون له زيارة للكويت مستقبلا، نافيا ان يكون القذافي قد تلقى دعوة رسمية لزيارة الكويت.
وذكر ان للقائد معمر القذافي رغبة كبيرة في زيارة الكويت، مشيرا الى انه سيزور جميع الدول العربية ولا يوجد حظر على دولة عربية.
وحول القمة العربية ـ الافريقية التي ستعقد في سرت، قال المبارك: الجماهيرية دائما ما تدعو الى الوحدة العربية والوحدة العربية ـ الافريقية وتدعو الدول الواقعة خارج القارة الافريقية للانضمام الى الفضاء الافريقي لكي يكون فضاء عربيا - افريقيا شأنه شأن الفضاءات الاخرى معتقدا ان قمة سرت العربية ـ الافريقية ستكون ضمن هذا الاطار وذلك لوجود ثلث الدول العربية في هذه القارة والثلث الآخر يقع في قارة آسيا مما يسمح ان يكون هناك اتحاد عربي ـ افريقي. واضاف: نحن ندعو الى هذا المسار منذ مدة طويلة، آمل تحقيق ذلك. وفيما يخص التوقعات حول حدوث توتر ليبي ـ ألماني بعد محاكمة مواطنين ليبيين بتهمة التجسس على المعارضة الليبية بألمانيا على غرار التوتر الذي حدث مع سويسرا قال المبارك العلاقات الليبية ـ الألمانية جيدة مثلها مثل علاقاتنا مع الدول الأوروبية القائمة على التعاون والشراكة في مختلف النشاطات التجارية والاقتصادية.
واضاف واذا كان هناك اي حديث عن هؤلاء فلندع القضاء يأخذ مجراه، مؤكدا احترام بلاده لقضاء اي دولة كانت.
وحول ما اذا كانت زيارة صاحب السمو الأمير الى دول المغرب العربي بما فيها ليبيا تحمل وساطة كويتية لانهاء بعض خلافات هذه الدول خاصة في مسألة تجسيد الاتحاد المغاربي قال: الاتحاد المغاربي انشئ منذ عدة سنوات يضم الدول العربية الواقعة في شمال القارة الافريقية موضحا ان الاطر لعمل هذا الاتحاد موجودة منذ انشائه منذ سنوات طويلة، لكن الآن يعتبر شبه معطل بسبب الخلاف الجزائري ـ المغاربي على منطقة الصحراء المغربية، نافيا ان تكون بلده طرفا في هذا النزاع القائم عكس ما يعتقد البعض، مكتفيا بالقول «خير ان شاء الله».
واضاف: انا كمواطن عربي امل ان يكون للاتحاد المغاربي نشاط خاصة بوجود اطره العامة والواضحة، مشيرا الى انعقاد الكثير من اللجان المنبثقة عنه في جميع العواصم لافتا الى ان نسبة التنفيذ في القرارات المتخذة ضعيفة جدا متمنيا ان يكون هذا الفضاء المغاربي ضمن الاطار العربي والافريقي. وعن التقارب الليبي ـ الاميركي بعد دفع ليبيا تعويضات عن حادثة لوكيربي، قال: لقد وقعنا في خلاف كبير مع الولايات المتحدة والغرب في منتصف الثمانينيات لأن سياستنا الخارجية واضحة ولا تحتوي على المراوغة. وأضاف: لقد تعرضنا لحصار يزيد على 10 سنوات بسبب اتهامات باطلة فيما يتعلق بقضية لوكيربي، مؤكدا براءة بلاده منها، مشيرا الى ان عودة العلاقات الاميركية ـ الليبية الى مستوى جيد خاصة في التعاون التجاري الكبير بين البلدين والتعاون في مجال التعليم، مشيرا الى ان علاقات البلدين هي علاقات «الند للند». وفي رده على الاتهامات التي وجهت لبلاده سابقا بحاثة لوكيربي واذا ما كانت ليبيا قد تعرضت الى ابتزاز قال: كل العالم على علم بأن هذه القضية ملفقة ضد ليبيا. وأضاف ان هذه القضية اخذت سنوات طويلة من الجذب الى ان توصلنا الى اتفاق مع الولايات المتحدة لدفع تعويضات لضحايا الحادثة، رغم اننا براء منها، مؤكدا تعرض بلاده للابتزاز.