- عطري: سورية كرّست جهودها ووضعت إمكاناتها من أجل تعزيز التضامن العربي والنهوض بإمكانات الأمة
استقبل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد بقصر بيان صباح امس وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء بالجمهورية العربية السورية الشقيقة محمد ناجي عطري والوفد الرسمي المرافق له والذي يضم كلا من وزير المالية د.محمد الحسين ووزير السياحة د.سعد الله اغا القلعة ووزير الإسكان والتعمير م.عمر ابراهيم غلاونجي ووزير الكهرباء د.احمد قصى كيالي ووزيرة الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي ورئيس هيئة تخطيط الدولة د.عامر حسني لطفي ومحافظ دمشق د.بشر الصبان وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد. وقد تم خلال اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في جميع المجالات وتوسيع اطر التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين، كما تم بحث اهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
إجراءات ودية
كما عقد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في ديوان سموه بقصر بيان امس جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس الوزراء بالجمهورية العربية السورية الشقيقة م.محمد ناجي عطري. وجرت المباحثات في أجواء ودية عكست متانة العلاقات الاخوية التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي الذي يعد مثالا يحتذى بين الدول.
وتم خلال المباحثات تأكيد حرص الكويت على تعزيز العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الشقيقين التي أرسى قواعدها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس د.بشار الأسد.
كما تم الاتفاق على اهمية تدعيم التعاون بين الجمهورية العربية السورية والكويت في جميع المجالات بما يلبي طموحات وتطلعات البلدين والشعبين الشقيقين ويحقق مصالحهما.
وأكدت المباحثات دعم الكويت الدائم لجميع الجهود التي تقوم بها الجمهورية العربية السورية من اجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط واستعادة الأراضي العربية المحتلة في هضبة الجولان وجنوب لبنان وفلسطين المحتلة. كما تناولت المباحثات تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية وتأكيد الجانبين على اهمية أمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
حضر المباحثات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ احمد الفهد ووزير المالية مصطفى الشمالي ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان ووزير التجارة والصناعة احمد الهارون ورئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د.سالم الجابر وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وهيئة الطيران المدني والهيئة العامة للاستثمار وسفيرنا لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة عزيز الديحاني. كما حضر المباحثات من الجانب السوري وزير المالية د.محمد الحسين ووزير السياحة د.سعدالله آغا القلعة ووزير الاسكان والتعمير م.عمر ابراهيم غلاونجي ووزير الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي وعدد من كبار المسؤولين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة المرافقين للوفد. وعقب المباحثات وقع البلدان على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال حماية البيئة بين حكومتي البلدين وقعها عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ووقعها عن حكومة الجمهورية العربية السورية وزير السياحة د.سعدالله اغا القلعة. كما وقع الجانبان على برنامج تنفيذي للاتفاق الثقافي بين حكومة الكويت وحكومة الجمهورية العربية السورية للأعوام 2011 - 2012 - 2013 في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والبرنامج التنفيذي للتعاون الإعلامي للأعوام 2011 - 2012 - 2013 والبرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للتعاون العلمي والفني في مجال الزراعة والثروة الحيوانية لعامي 2011 - 2012.
وقد وقّعها عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وعن حكومة الجمهورية العربية السورية وزير الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي. ووقع البلدان على مذكرة تفاهم في مجالات الاسكان والتعمير وقعها عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية والإسكان الشيخ أحمد الفهد ووقعها عن حكومة الجمهورية العربية السورية وزير الاسكان والتعمير م.عمر غلاونجي. كما وقع البلدان على اتفاقية التعاون الإداري المتبادل في المجال الجمركي وقعها عن حكومة الكويت وزير المالية مصطفى الشمالي ووقعها عن حكومة الجمهورية العربية السورية وزير المالية د.محمد الحسين.
ووقع الجانبان على مذكرتي التفاهم في مجال التعاون الصناعي وفي مجال حماية الملكية الصناعية والتجارية وقعها عن حكومة الكويت وزير التجارة احمد الهارون ووقعها عن حكومة الجمهورية العربية السورية وزير الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي.
كما وقع البلدان على محضر اجتماعات الدورة العاشرة للجنة الوزارية الكويتية ـ السورية المشتركة وقعها عن حكومة الكويت وزير المالية مصطفى الشمالي ووقعها عن حكومة الجمهورية العربية السورية وزير الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي.
وفي كلمة رئيس مجلس الوزراء السوري م.محمد ناجي عطري في جلسة مباحثات اللجنة السورية ـ الكويتية المشتركة نقل تحية الرئيس السوري بشار الاسد الى اخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والى حكومة الكويت وشعبها الشقيق مقرونة بأمنياته للكويت ان تحقق ما تصبو إليه في مضمار التقدم والازدهار، وتحقيق مزيد من الإنجازات التي تشكل مبعث تقدير واعتزاز، مغتنما هذه المناسبة كي يجدد التزام سورية بالوقوف الى جانب الكويت في كل ما يعزز انجازاتها، ودورها على المستويين الاقليمي والدولي.
واعرب عطري عن ارتياحه العميق لسير علاقات التعاون والتنسيق القائم بين سورية والكويت وقال ان نتائج لقاء القمة السورية ـ الكويتية، التي جمعت في دمشق مطلع العام الحالي بين قائدي البلدين الرئيس بشار الاسد واخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ودورها في توطيد علاقات التعاون الثنائي بين بلدينا والارتقاء بها لتكون في ثباتها ورسوخها نموذجا يحتذى للعلاقات بين الاشقاء في مختلف الظروف والأحوال، مؤكدا ان هذه العلاقات ترتكز في تناميها وتطورها المستمرين على ارث راسخ اسس له القائدان الراحلان الرئيس حافظ الأسد والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، ارث قوامه اواصر اخوية تعمدت بالمواقف المشهودة بوقوف سورية الى جانب الكويت، ووقوف الكويت الى جانب سورية في أوقات الشدة، وروابط اجتماعية وصلات ثقافية ومصالح مشتركة جمعت بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف يجري لقاؤنا في ظل ظروف اقليمية ودولية تتسم بقدر عال من التداخل والتعقيد، تواجه خلالها امتنا العربية تحديات جسيمة لم يسبق لها مثيل، مما يتطلب توحيد الموقف العربي، وتعميق التضامن، وانهاء حالة التشتت والانقسام وجمع كلمة الأمة وامكاناتها لمواجهة التحديات التي تستهدف زعزعة امن المنطقة واستقرارها، ووضع حد لصلف اسرائيل، وممارساتها العنصرية، ومطامعها التوسعية. وقال وإذ أنوه في هذا السياق بمواقف الكويت، ونهجها الوطني والقومي تجاه القضايا العربية، وحرصها على وحدة العمل العربي والتضامن العربي، ووقوفها الى جانب سورية في مواجهة التحديات، ودعم جهودها لاسترجاع الجولان السوري المحتل، فإنني أشير إلى أن سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد كرست جهودها، ووظفت امكاناتها من أجل تعزيز التضامن العربي، والنهوض بامكانات الامة وطاقاتها الى مستوى التحديات الراهنة، وعملت ما بوسعها من اجل تحقيق الامن العربي، وأكدت في ذات الوقت التزامها الدائم بالسلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومرجعية مؤتمر مدريد، ومضمون المبادرة العربية، بما يؤدي إلى عودة الجولان السوري المحتل، وما تبقى من الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من يونيو عام 1967، وضمان حق العودة للشعب الفلسطيني، وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهذا ما اكدت عليه قرارات القمم واللقاءات العربية، التي ينبغي شحذ الهمة العربية لاتخاذ موقف عربي موحد لتفعيل مضمونها، ودعوة دول العالم للضغط على اسرائيل للتجاوب مع متطلبات عملية السلام، وإنهاء سياساتها المتمثلة في استمرار احتلالها لارضنا العربية، ووضع حد لممارساتها في تهويد القدس، وانهاء حصارها الاجرامي على غزة، والتوقف عن سن القوانين العنصرية الغاشية ودعوة المجتمع الدولي لاجبار اسرائيل على الانصياع لإرادة العدالة والسلام، والقانون الانساني والدولي. وانطلاقا من قاعدة المصلحة القومية والفلسطينية نؤكد أهمية وحدة الصف الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الفلسطينية في ظل تشدد اسرائيل، واستمرارها في طريق الخداع والمراوغة، واتفاق حكوماتها المتعاقبة على تعطيل فرص السلام الممكنة والمتاحة، وندعو الاشقاء الفلسطينيين الى توحيد المواقف لمواجهة تهديدات اسرائيل، وجرائهمها الهمجية، وخططها المبرمجة لتغيير معالم القدس وضمها، وتهويد المسجد الاقصى، والمساس بحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وفيما يتعلق بالعراق، وما يجري من تداعيات على الساحة العراقية، اكد ان سورية تؤكد اهمية امن واستقرار هذا البلد الشقيق، وضرورة الحفاظ على وحدة شعبه وأرضه، ومن الضرورة في هذا المجال أن نجدد التأكيد على موقف سورية الداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تعمل من أجل تحقيق المصالحة بين جميع ابناء الشعب العراقي، بمكوناته السياسية والاجتماعية، وبناء افضل علاقات بين العراق ودول الجوار العراقي، والحفاظ على هوية العراق العربية والاسلامية، مؤكدا ان سورية تحملت اعباء اقتصادية هائلة، جراء نزوح ما يزيد على المليون ونصف المليون من الاشقاء العراقيين اليها، نتيجة للتطورات المؤسفة والمعروفة، وترى سورية في عودة العراق آمنا ومعافى خدمة لشعبه، ولجميع جيرانه بما في ذلك سورية والكويت بشكل خاص.
ووجه حديثه لسمو رئيس الوزراء قائلا: نلتقي في رحاب الكويت تحدونا آمال عريضة، وطموحات كبيرة للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي بين بلدينا الشقيقين، وتوسيع آفاقها الحالية، واستكشاف وارتياد آفاق جديدة لها، بغية تعزيز ما هو قائم بين سورية والكويت في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة، وشتى مجالات التعاون الاخرى، ولاسيما التعاون في قطاعات السياحة والاستثمار على وجه الخصوص.
منطلق أساسي
ونحن واثقون كل الثقة من أن مباحثاتنا التي تسودها أجواء الاخوة والتفاهم، ستشكل منطلقا أساسيا يفضي إلى بحث كل ما يتصل بمسيرة التعاون السوري ـ الكويتي، وتحديد الصعوبات والعوائق التي قد تعترض بعض جوانبها، واتخاذ الحلول العملية، والوسائل الكفيلة بمعالجتها، وإعطائها قوة دفع من خلال عزمنا المشترك على المضي بهذه العلاقات قدما إلى الأمام، والحرص على تفعيل الاتفاقيات الموقعة، والعمل على اغنائها باتفاقيات جديدة، وتفعيل دور مجلس رجال الأعمال السوري ـ الكويتي، وتقوية الصالات واللقاءات بين غرف التجارة والصناعة والسياحة والزراعة في البلدين. كما اغتنم هذه الفرصة، لاعرب عن شكرنا غير المحدود لحكومة الكويت على دعمها تمويل بعض مشاريع التنمية في سورية، واخص بذلك الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، وأجدد الدعوة لرجال الاعمال والمستثمرين والهيئات الكويتية العامة والخاصة للاستثمار في سورية والمساهمة في تمويل المشاريع التنموية، لاسيما مشاريع الري، واستصلاح الاراضي، ومشاريع مياه الشرب، والزراعة والصناعات الغذائية، والطاقة الكهربائية، ومصافي تكرير النفط، إضافة إلى مشاريع البنى التحتية والطرق الحيوية. على صعيد متصل، فإننا نتطلع أن تؤدي مباحثاتنا وما يتم الاتفاق عليه بين وفدي البلدين والانشطة الاقتصادية والتجارية الى زيادة حجم التبادل التجاري، وتدفق السلع والمنتجات الاقتصادية والتجارية الى زيادة حجم التبادل التجاري، وتدفق السلع والمنتجات ذات المنشأ الوطني الى أسواق البلدين وعبرهما الى الأسواق المجاورة، والانتقال من مرحلة التبادل السلعي الى مرحلة بناء شراكات اقتصادية استراتيجية.