- نحن في الكويت نعشق الحرية والسلام ونشدد على أهمية الحوار والتفاهم وتجنب الحروب ونعتز بما حققناه في مجال التعليم والرعاية الصحية والحريات السياسية وتحسين الوضع الاقتصادي والمساواة بين الجنسين
- العلاقات السويسرية ـ الكويتية عميقة وتاريخية ونتطلع إلى تعاون وثيق على مختلف المستويات
- كالمي ـ ري: الكويت وسويسرا ليستا قوتين عظميين لكن كلتيهما عازمة على تأكيد نفوذها
عقد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في الخيمة الاميرية بقصر بيان امس جلسة مباحثات رسمية مع نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري الصديق ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي ـ ري.
وجرت المباحثات بين الجانبين في اجواء ودية حيث تم بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في جميع المجالات لتصل الى المستوى المنشود الذي يلبي طموحات وتطلعات الشعبين الصديقين.
حضر المباحثات النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ احمد الفهد ووزير المالية مصطفى الشمالي ووزير التجارة والصناعة احمد الهارون ورئيسة بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخة د.رشا الصباح ووكيل ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخة اعتماد الخالد وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستثمار وسفيرنا لدى الاتحاد السويسري د.سهيل خليل شحيبر والوكيل المساعد بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ فهد جابر المبارك.
كما حضر المباحثات الوفد الرسمي المرافق لنائب رئيس المجلس الاتحادي السويسري ووزيرة الخارجية.
خدمة السلام
إلى ذلك، أقام سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مأدبة غداء على شرف نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري الصديق ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي ـ ري والوفد المرافق لها بمناسبة زيارتها الرسمية للبلاد.
وقد تبادل كل من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وميشلين كالمي ـ ري كلمات الترحيب والشكر حيث رحب سموه بكلمة جاء فيها: نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي ـ ري:
رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي: انه لمن دواعي سروري ان أرحب بكم وبالوفد المرافق لكم في الكويت البلد الذي يتشابه في عدة نواح مع بعض الصفات التي تميز بلدكم سويسرا حيث اظهر كيف يمكن لبلد صغير مسالم ان يتمكن من تحقيق الحياد في عالم مضطرب من اجل خدمة السلام والأمن مادا يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
ان العلاقات السويسرية ـ الكويتية عميقة وتاريخية ويسرني ان أشير هنا الى موقف سويسرا المبدئي حين رزحت الكويت تحت وطأة الاحتلال البغيض من قبل طاغية شيطاني فجاء موقفها داعما للكويت وداعيا الى ضرورة احترام القانون الدولي وانهاء العدوان وقد عززت حكومتكم بذلك المبدأ الذي لطالما آمنت به الا وهو حب السلام والأمن لجميع الأمم كما اننا لن ننسى ابدا كيف فتحت المدارس السويسرية أبوابها واسعة امام أطفال الكويت في تلك المرحلة العصيبة.
نعشق الحرية
نحن في الكويت نعشق الحرية والسلام ونشدد باستمرار على اهمية الحوار والتفاهم في هذا الزمان حيث أصبحت الحروب مهلكة، لانها لم تعد تقتصر على جبهات الحرب بل أصبحت تتعداها الى ابعد من ذلك بكثير لتصل الى الأعماق التي تدمر كل شيء ولا تترك حجرا على حجر ونظرا لكوننا نشكل مجموعة سكانية صغيرة فلطالما عانينا من ظلم الحروب ولولا دعم دول العالم والأمم المتحدة حيث وجدنا ملاذنا لكان الوضع مختلفا جدا.
اننا مصممون على تحقيق نتائج ايجابية في مجال تطوير بلدنا سياسيا واقتصاديا منفذين بذلك إرادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد التي تهدف الى تحويل هذه الدولة الى مركز مالي وتجاري، في هذا الصدد وافقت الكويت على خطة تنموية للسنوات 2010 - 2014 وخصصت لها ميزانية بقيمة 140 مليار دولار لتطوير البنية التحتية وبناء الموانئ والسكك الحديدية وإنشاء مدن جديدة ومواصلة الجهود الهادفة الى تحسين مستوى الخدمات الأساسية المقدمة الى المواطنين والمقيمين وفي هذا السياق فإن الكويت تعتز بما حققته في مجال التعليم والرعاية الصحية والحريات السياسية وتحسين الوضع الاقتصادي والمساواة بين الجنسين.
ذكريات جميلة
نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري ووزيرة الخارجية: انني احتفظ بذكريات جميلة منذ ان وطئت قدماي بلدكم في 24 ابريل 1959 قادما من المملكة المتحدة حيث أكملت دراستي الجامعية في إحدى اعرق الجامعات في العالم وهي جامعة جنيف الرائدة في بلد يشهد له العالم بالديموقراطية والحريات وقد كنت أول ديبلوماسي كويتي في تاريخ العلاقة السويسرية ـ الكويتية عندما عينت قنصلا عاما للكويت لدى الاتحاد السويسري ومقره جنيف وكذلك مندوب دائما للمكتب الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف في العام 1966 كما اود ان أشير بكل فخر واعتزاز الى صديقي المرحوم بول غوتريه الذي كان يتولى منصب رئيس البروتوكول في جمهورية وكانتون جنيف حيث كان يقوم بتسهيل مهام السلك الديبلوماسي والقنصلي بشكل كبير وهو كما ذكرت صديق عزيز وهو والد سفير الاتحاد السويسري الحالي لدى الكويت ميشال غوتريه.
وقد تابعت باهتمام بعد سنوات عدة انتخاب كالمي ـ ري رئيسة لمجلس الدولة في جمهورية وكانتون جنيف في العام 2001 ثم انتخابها بعد سنة لتكون المرأة الرابعة في المجلس الفيدرالي حيث شغلت منصب وزيرة الشؤون الخارجية وهي حقيبة وزارية لاتزال تحتفظ بها حتى اليوم وكونها نائبة رئيس المجلس الاتحادي الفيدرالي السويسري للمرة الثانية فإننا نتطلع الى ان نرى السيدة كالمي ـ ري تتولى الرئاسة الفيدرالية كذلك للمرة الثانية في يناير المقبل.
شبكة دولية
ان نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري ووزيرة الخارجية عضو في مجلس «مجلس النساء القائدات في العالم» وهي شبكة دولية تتألف من النساء اللواتي يشغلن مناصب رؤساء ورؤساء وزراء حاليين او سابقين والتي تتمثل مهمتها في تجنيد النساء على أعلى مستوى قيادي على الصعيد العالمي من اجل العمل الجماعي بشأن قضايا ذات اهمية كبرى بالنسبة الى المرأة وبالنسبة الى التنمية العادلة كما دعيت كالمي ـ ري في سبتمبر 2010 للانضمام الى الفريق الرفيع المستوى للسكرتير العام للأمم المتحدة والمعني بالتنمية المستدامة الشاملة.
اننا نتطلع الى تعاون وثيق مع بلدكم العريق على مختلف المستويات لاسيما في المجالين السياسي والاقتصادي وبما انكم انتم من يقود الديبلوماسية السويسرية فإننا على ثقة تامة بصدق جهودكم وعمق ونبل أهدافكم.
مرة اخرى ونيابة عن الكويت اود ان أرحب بكم كصديقة وضيفة تقديرا لجهودكم المتميزة في خدمة بلدكم وخدمة الإنسانية.
مع خالص التحيات واطيب التمنيات بالنجاح والتقدم.
روابط قوية
وقد ألقت نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري الصديق ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي ـ ري كلمة شكر جاء فيها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اسمحوا لي بادئ ذي بدء ان اتجه الى سموكم بجزيل الشكر على دعوتكم لي لزيارة الكويت من اجل تعزيز الروابط القوية التي لطالما سادت العلاقات القائمة بين بلدينا.
وفي هذا الصدد من يعرف افضل من سموكم كيفية تجسيد هذا التبادل المثمر الذي جاء حصيلة إقامتكم الجامعية والديبلوماسية والخاصة في بلدنا.
يحمل سموكم شهادة من جامعة جنيف كما انكم شغلتم منصب ديبلوماسي بارز في المكتب الاوروبي للأمم المتحدة ومنصب قنصل عام للكويت في الاتحاد السويسري واللافت في الأمر بل الفريد من نوعه دون شك انكم أصبحتم في الوقت نفسه ذواقا لروح جنيف وسويسرا ويا له من مزيج جميل صدقني يا سموكم ان مظاهر التقدير والاحترام هذه لم تمر من دون ان تؤثر فينا.
علاقات هادئة
سموكم: ان علاقتنا الثنائية الهادئة واسمحوا لي ان أتجرأ على القول انها كذلك بالمعنى للكلمة بحيث ان كلا الطرفين مقتنع في الواقع بان الوقت قد حان لكي نكتب معا فصولا لهذه العلاقة تكون اكثر غنى وجوهرية.
شأنها شأن الكويت، التزمت سويسرا على الصعيد العالمي تشجيع السلام والحوار والتفاهم بين الشعوب. ان الكويت وسويسرا ليستا قوتين عظيمتين لكن كلا منهما عازمة على تأكيد نفوذها، من هنا جاء التزامنا بتنفيذ المعايير المشتركة وتطوير القانون الدولي واحترام حقوق الانسان واتباع سياسة خارجية نشطة ومتضامنة. ان سويسرا هي مهد اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر ومقر الامم المتحدة والعديد من وكالاتها المتخصصة وقد عززت سويسرا التزامها بتعزيز السلام والتنمية المستدامة في العديد من البلدان وابرمت العديد من الاتفاقات الدولية ونظمت العديد من المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر القمة الفرانكوفونية الذي جرى مؤخرا، كما ترأست سويسرا مجلس اوروبا وتتولى حاليا رئاسة الفرانكوفونية والجمعية العامة للامم المتحدة.. بكلمة واحدة انها تعزز مكانتها الدولية في هذا العالم المعولم والمترابط الذي نعيش فيه اليوم، لا توجد بدائل لتطوير التعاون الدولي وهذا هو السبب الذي جعلني متأثرة جدا بالارادة التي عبر عنها سموكم من اجل تعزيز شراكتنا.
الذكرى الخمسون للاستقلال
وفي فجر هذا القرن الجديد وبينما انتم مقبلون في غضون اشهر قليلة على الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الكويت والذكرى العشرين لتحريرها، فإننا جميعنا نتطلع حتما نحو آفاق جديدة لبلدكم وللعلاقات بين سويسرا والكويت، وانا اقول بقناعة تامة ان بلدكم بدا هذا العقد في ظل قيادتكم بتنفيذ خطة طموحة تجمع التنسيق بين المدى الطويل والمستقبل القريب، وانا اعني بذلك «رؤية 2035 لصاحب السمو الامير» من جهة وخطة التنمية الاقتصادية للعام 2014 من جهة اخرى.
سموكم، اريد ان اهنئكم بحرارة على هذه المبادرات الصائبة التي ستعود بشكل مباشر بالخير والرفاهية على مواطنيكم ولا يفوتكم سؤالنا نحن ايضا عن سبل ووسائل مشاركتنا بالطريقة التي ترونها اكثر فاعلية لمصلحة الكويت.
شكرا لسموكم على اهتمامكم وحسن ضيافتكم الرائعة وانني لسعيدة حقا ان اتمكن من ان اضع مع سموكم اول تقييم لهذه العلاقة بين البلدين.
هذا، وغادرت نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري الصديق ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي ـ ري والوفد المرافق لها البلاد بعد زيارة رسمية بدعوة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وكان في وداعها على ارض مطار الكويت الدولي رئيسة بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخة د.رشا الحمود وكبار المسؤولين في الدولة وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء وسفيرا البلدين.
وكانت نائبة رئيس المجلس الاتحادي السويسري الصديق ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي-ري والوفد المرافق لها وصلت الى البلاد في زيارة رسمية للبلاد بدعوة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وجرى للضيفة استقبال رسمي في قصر بيان حيث كان في مقدمة المستقبلين سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ احمد الفهد، ورئيسة بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخة د.رشا الصباح وعدد من الشيوخ والمحافظين وكبار قادة الجيش والشرطة والحرس الوطني وعميد السلك الديبلوماسي سفير جمهورية السنغال لدى الكويت وسفيرا البلدين.