أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح امس ان «منطقتنا حصينة في وجه التغيير نظرا للثقافة والدين والتجارب التاريخية المشتركة والتجانس السكاني».
بيد ان الشيخ د.محمد الصباح استطرد قائلا في كلمة له في منتدى حوار المنامة في محاضرة تحت عنوان «الإطار الدولي المتغير في قضية الأمن الدولي» ان: «هناك تغيرا جذريا في المناخ العالمي ويجب علينا في دول مجلس التعاون ان نكون مدركين لهذه التغيرات».
وأوضح في هذا السياق ان هناك 4 متغيرات أساسية في هيكلية المناخ العالمي الأول يتعلق بمركز القوى العالمية.
وقال لقد «بدا واضحا انتقال مركز القوى حيث بدأ في نصف القرن الماضي باحتوائه قطبين وحيدين هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي ومن ثم صار عالما أحادي القوة بعد انهيار الأخير».وأوضح الشيخ د.محمد الصباح ان المتغيرات الحالية توضح ان هناك تحديا لهذه القطبية الواحدة لصالح عالم متعدد الأطراف.
وأضاف «شهدنا في الأزمة الاقتصادية العالمية الاخيرة ان هناك إعادة تفكير جذرية في الأدوات الحاكمة للاقتصاد العالمي وان هناك تفكيرا فعليا في إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي وإدخال مجموعة جديدة من الدول لم تكن موجودة بهذا الثقل الاقتصادي منذ 50 عاما».
وقال الشيخ د.محمد «رأينا دخول المملكة العربية السعودية الشقيقة في مجموعة الدول الـ 20 الكبرى، وكذلك دخول البرازيل وروسيا والهند والصين كمجموعة قوية وفاعلة ومؤثرة وشهدنا الدعوة الى إيجاد عملة عالمية جديدة بدلا عن الدولار، ما شكل ضغطا على القوة الاقتصادية الأميركية المهيمنة».
وأكد في هذا الصدد ان «ما قامت به دولة قطر الشقيقة ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة يعتبر مثالا حيا لما نطرحه من أفكار، حيث قامت دولة قطر بمنافسة دول كبيرة من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية لاستضافة كأس العالم 2022 والفوز عليها وكذلك ما قامت به دولة الامارات من منافسة شرسة مع ألمانيا لاحتضان «منظمة الطاقة المتجددة» العالمية والفوز عليها واحتضانها في أبوظبي».
وأشار الى ان المتغير الثاني هو تغير في «مفهوم الخطر العالمي» حيث انه قبل 50 عاما كان الحديث عن الخطر هو الحرب النووية إلا ان هذا المفهوم قد تغير، حيث أصبح الخطر في التغير المناخي.
وأوضح في هذا الصدد ان «هناك تقارير تتحدث عن ان دولا ستختفي في السنوات الـ 50 المقبلة بسبب التغير وغمرها مائيا وكذلك خطر الامراض الوبائية مثل الملاريا وغيرها. وقال الشيخ د.محمد ان المتغير الثالث يتمثل في ان الحكومات في السنوات الـ 50 الماضية هي التي كانت تمسك زمام الأمور إلا ان العولمة والانفتاح والازدهار في مؤسسات المجتمع المدني والقنوات الخاصة قد تتحكم في مسار الأشياء و«المثال على ذلك ما قام به شخص واحد وهو صاحب موقع (ويكيليكس)».
وفيما يخص المتغير الرابع قال الشيخ محمد انه «الاصطدام الذي قد يحدث من خلال ارتفاع معدل المواليد في الجزء الجنوبي من العالم وانخفاض المواليد في الجزء الشمالي منه «إلا ان آثاره لم تكن واضحة وجلية وذلك بسبب الهجرات من الجنوب الى الشمال على سبيل المثال من أفريقيا الى أوروبا».
وقال ان هذه الهجرات بدأت تواجه صعوبات كبيرة بسبب بروز «العنصرية الجديدة في اوروبا من التعددية الثقافية» من خلال ما نراه من مظاهر كمعاداة الإسلام وهو ما سيوجد فجوة بين الثقافات.
من جانب آخر، وفي رده على سؤال للمشاركين المتخصصين في المنتدى بشأن قضية الحدود بين الكويت والعراق قال الشيخ د.محمد الصباح ان «موضوع الحدود العراقية ـ الكويتية حسم كليا منذ حوالي 18 سنة بقرارات أممية ولا توجد اي أمور عالقة بهذا الشأن».
واضاف إلا انه توجد امور فنية بحتة وهي صيانة العلامات الحدودية بين البلدين «نأمل في استكمالها من قبل العراق».
وبسؤاله عن وجود قلق كويتي بشأن البرنامج النووي الإيراني قال الشيخ د.محمد «نعم لدينا قلق شديد بسبب هذا البرنامج لسببين، أولهما سبب بيئي محض، حيث ان مفاعل بوشهر النووي يعتبر أقرب نقطة جغرافيا للكويت والمنطقة تشتهر بنشاطها الزلزالي، ما قد يتسبب في تسرب نووي يقضي على المصدر الوحيد للشرب في الكويت، فكما هو معلوم فإن الكويت تعتمد على تحلية مياه البحر لاستخراج المياه العذبة».
وأضاف الشيخ د.محمد الصباح «أما السبب الثاني فهو ما أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليست الولايات المتحدة او غيرها من الدول من تقارير تبعث على القلق والوكالة ليست مرتاحة لبرنامج إيران النووي»، معربا عن الأمل في ان تنتهج إيران الشفافية مع هذه الوكالة لطمأنتها بأن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي بالكامل.إلى ذلك، أكد ولي عهد البحرين نائب القائد الأعلى الامير سلمان بن حمد آل خليفة لدى استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان استضافة البحرين منتدى «حوار المنامة» يبرز جليا قناعتها بمبدأ دعم أمن منطقة الخليج العربي.
وأشار الى ان سعي مملكة البحرين الدائم لأن تكون هذه المنطقة الحيوية من العالم منطقة آمنة مستقرة تشهد نموا وتطورا على مختلف الأصعدة مثمنا دعم عاهل مملكة البحرين للمنتدى لإيمانه الراسخ بثقافة الأمن والاستقرار.
كما أثنى سموه على جهود القائمين على هذه القمة ودورهم البارز في التنظيم والإعداد لهذا الحدث الإقليمي مما يعزز من مكانة مملكة البحرين إقليميا ودوليا.
وأشار ولي العهد خلال استقباله الشيخ د.محمد الصباح الى تاريخية العلاقات الراسخة التي تجمع البحرين بشقيقتها الكويت وما تشهده من تطور مطرد يوما بعد يوم وترعاها قيادة البلدين الشقيقين.
وكلف ولي العهد البحريني نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي بنقل تحياته وأمنياته الصادقة الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وتمنيات سموه القلبية لسموه بموفور الصحة والعافية وطول العمر وللشعب الكويتي دوام التقدم والرخاء.
من جهته، ثمن الشيخ د.محمد الصباح جهود ومبادرات مملكة البحرين في استضافة منتدى «حوار المنامة 2010» وطرحها لمواضيع حيوية تشكل المحور الأساسي في مشاريع التحديث والتطوير والبناء.
وأشار الى ان الكويت والبحرين بلدان يجمعهما الهدف نفسه ويتطلعان الى تحقيق المزيد من المكتسبات لما فيه صالح الشعبين والبلدين الشقيقين في إطار يسيطر عليه نظام امني مستقر.
كما بحث الجانبان مواضيع تتعلق بانعقاد القمة الخليجية في أبوظبي والجهود الحثيثة ومساعي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الرامية الى دعم المنظومة الخليجية واستكمال برامج التنمية وتشجيع اقامة العلاقات والمشاريع الخليجية المشتركة.