- العبدالله: المكتبة ستحتضن نحو مليون و750 ألف كتاب ما يجعل منها منارة معرفية للمنطقة بأثرها
- صفر: الانتهاء من دراسة عروض مناقصتين لجسر الشيخ جابر وأنجزنا ثلثي طريق الصبية
تحت رعاية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد اقيم صباح امس حفل افتتاح «مبنى مكتبة الكويت الوطنية».
وقد وصل موكب سموه الى مكان الحفل عند الساعة العاشرة والنصف من صباح امس حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله ووزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د. فاضل صفر.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، وكبار الشيوخ، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح، وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها القى وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد عبدالله كلمة بهذه المناسبة.
ثم القى وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر كلمة بهذه المناسبة.
بعدها قامت م.فرح الشرهان بتقديم عرض مرئي للمكتبة الوطنية.
ثم تم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة بعدها قام سموه بجولة تفقدية في ارجاء المكتبة.
هذا، وغادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
وفيما يلي نص كلمة وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد عبدالله في افتتاح مكتبة الكويت الوطنية.
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، أصحاب المعالي الشيوخ الموقرين، سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء، اصحاب المعالي الوزراء المحترمين، السفراء الضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله نحمده ونستعينه انزل على نبينا صلى الله عليه وسلم نور الاسلام بادئا بقوله العظيم (اقرأ) فجعل الثقافة واجبا اسلاميا ورسالة حضارية الى العالمين، احييكم اصدق تحية وارحب بكم اجمل ترحيب في هذه المناسبة العزيزة على الكويت وشعبها اذ نحتفل معا بافتتاح المبنى الجديد لمكتبة الكويت الوطنية التي اسست بمرسوم اميري عام 1994 لتضيف انجازا حقيقيا الى سلسلة الانجازات الكبرى التي حققها الشعب الكويتي الكريم تحت قيادة حكيمة احبت شعبها وشاركته في اماله وتطلعاته فأحبها الشعب والتف حولها وبادلها اخلاصا باخلاص وتعاضد الجميع حكاما ومحكومين تحت راية الكويت فوهبوا وطننا العزيز ما يليق به من مكانة سامية ودور رفيع سواء في محيطنا الاقليمي والعربي او بين بلدان الاسرة الدولية.
صاحب السمو الامير تفتتحون سموكم المكتبة الوطنية ونحن نتأهب للاحتفال بباقة من الاعياد الوطنية التي تغمر قلوب الكويتيين بمشاعر العزة والفخار ليغدو افتتاح هذه البوابة المعرفية المباركة عيدا جديدا يلقي طيفا من الوان الفرح على اعيادنا العزيزة حيث تتنسم الكويت عبق الاحتفالات بالذكرى الخامسة لتقلد سموكم مسند الامارة في عيد يتعانق مع الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير.
ان هذا الانجاز الوطني المشرف الذي يتسق مع رؤية سموكم الحكيمة بأن الكويت التي تتأهب لتصبح مركزا ماليا وتجاريا اقليميا وعالميا وفقا لارادتكم السامية يجب ان تتمسك بدورها الثقافي الذي دأبت على النهوض به منذ فجر تاريخها الحديث سواء لمجتمعها المحلي او لمحيطها العربي على السواء.
فعلى الرغم من هيمنة العنصر الاقتصادي على كثير من ملامح الحياة والسلوك في عالمنا المعاصر فإن الكويت اعتبرت دائما ان للثقافة دور الصدارة في التنمية باختلاف صورها وذلك ما نستلهمه من حكمة سموكم التي تجعل من المواطن محورا للتنمية ومن الانسان هدفا للتطور وفي هذا الاطار يحق للشعب الكويتي ان يفخر بهذه المكتبة الوطنية التي تفتتحونها سموكم اليوم لتحقيق حلم طال انتظاره كي تظل الكويت مستودعا للمعرفة ومنارة للتقدم وحاضنة للثقافة والابداع خصوصا اننا نعيش في عصر تتبارى فيه الامم المتقدمة باسهاماتها الثقافية بقدر ما تتسابق بإسهاماتها الاقتصادية.
الحضور الكرام لقد نظر الشعب الكويتي دائما منذ بزوغ النهضة الحديثة للدولة الى العمل الثقافي بوصفه ضرورة انسانية وحاجة اساسية كما اعتبرها بوعي مبكر لافت رافعة للتنمية وركيزة للهوية ليس للكويت فقط بل للامة العربية قاطبة.
هذه الرؤية العميقة للثقافة ودورها في بناء المجتمع وقفت دائما وراء الانجازات الكويتية الشامخة في فضاء الثقافة العربية التي تشهد مثلا لمجلة العربي لانها خير سفير للكويت الى جميع اقطار امتنا العربية كما تشهد على عزمنا مواصلة العمل الثقافي البناء والمستقبلي اذ سنشيد في القريب مراكز ثقافية ومسارح في كل محافظة توسيعا لدائرة المعرفة وترسيخا لرسالة الابداع كما اننا مقدمون على انشاء دار للاوبرا في العاصمة لتحقيق التواصل بين ثقافتنا العربية الاصيلة والوان الابداع الراقية من الثقافات الاخرى.
وقد تجسد هذا الوعي الثقافي المبكر في انشاء اول مكتبه عامة بشكل عفوي وبدائي في الربع الاول من القرن الماضي عام 1923 وعلى رغم صعوبة العيش انذاك تنبه لفيف من ابناء الكويت من الرعيل الاول الى اهمية الكتاب ومحورية الثقافة بوصفهما الباب الوحيد الذي يتعين على الكويتيين عبوره الى المستقبل وظلت هذه المكتبة الاهلية التطوعية تنير طريق المعرفة امام اجيال متعاقبة من ابناء الكويت متواكبة مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي احاطت بالمجتمع على امتداد عقود.
ثم اخذت القيادة الحكيمة بأسباب التطور فشرعت تتوسع في انشاء المكتبات سواء بزيادة عددها او تعزيز محتواها المعرفي بزيادة اعداد الكتب وتنويع مجالاتها وفي موازاة ذلك لم يفارق العقل الجمعي الكويتي حلمه الكبير بانشاء مكتبة وطنية وقد تمسك الشعب والقادة على مر السنين والعقود بضرورة تحقيق هذا الحلم على ارض الواقع حتى انشئ المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب عام 1973 ليحمل على عاتقه مهمة تشييد المكتبة الوطنية الحديثة حيث وضعها في صدارة مشروعاته الكبرى التي تدعم الاستراتيجية الثقافية للكويت وتستجيب للاحتياجات المتزايدة للمواطنين من كل المستويات والشرائح.
وتواكب التوسع في التعليم العالي والمجالات البحثية الى جانب دعم الرسالة التقليدية للمكتبة بتوفير فرصة القراءة الشاملة للمواطن والمقيم وتيسر السبل امام الكبار والناشئة على السواء لتحصيل العلم بافضل النظم التقنية المطبقة في العالم المتقدم.
وحيث ان هذه المكتبة سوف تحتضن نحو مليون وسبعمائة وخمسين الف كتاب وهو ما يجعل منها منارة معرفية للمنطقة باثرها تطمح الى ان تتخذ مكانها بين ارقى واعرق المكتبات على خارطة العالم.
صاحب السمو الأمير ها هي المكتبة الوطنية صرح شامخ يقوم على عزيمة شعب محب للثقافة ومقدر لرسالتها ويرتكز على حكمة قيادة تدعم طموحات الشعب في التطلع الى المستقبل وتعكف على تعزيز اركان هذا الوطن الغني بقدرات ابنائه وحكمة قيادته فاذا بهذا المشروع الكبير ينهض امام اعيننا شجرة ورافة اصلها ثابت وفرعها في السماء.
ان هذا الصرح الوطني ثمرة لرؤية ثاقبة من قيادة البلاد التي تدرك ان الثقافة هي القاطرة التي تقود التنمية وتنتقل بالمجتمع الى رحابة المستقبل وآفاق التقدم ورأت في المكتبة الوطنية ركيزة للبنية التحتية الثقافية ودعامة اساسية للنهوض بالبحث العلمي وآلية لنشر تقاليد القراءة وتوسيع الاطلاع في اوساط المواطنين.
صاحب السمو الامير، الحضور الكرام، اجدد التهنئة لسموكم وللشعب الكويتي الاصيل باعيادنا الوطنية العزيزة التي يضاف اليها اليوم عيد جديد بافتتاح هذا الصرح الثقافي وكلنا امل ان تكون هذه المكتبة بوابة مباركة لمستقبل مشرق يليق بالكويت والكويتيين.
واخر دعوانا ان الحمد لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما القى وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د. فاضل صفر كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، أصحاب المعالي الشيوخ الموقرين، سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء، وأصحاب المعالي الوزراء المحترمين، الضيوف الكرام صاحب السمو.. شرف كبير لنا يوم شملتم برعايتكم الكريمة وحضوركم قاعة التشريفات افتتاح مبنى المطار الاميري قبل اقل من عامين وتحديدا في التاسع عشر من يونيو عام 2009.. المشروع الذي انجزته الاشغال تصميما وتنفيذا بفترة لم تتجاوز العامين فالحمد لله لتوفير اسباب النجاح للمشروع والشكر الجزيل لرعايتكم الكريمة.
واليوم نتشرف ايضا برعايتكم وحضوركم افتتاح مشروع اخر من مشاريع وزارة الاشغال العامة مشروع مبنى المكتبة الوطنية ليتزامن هذا الحدث مع احتفالات الكويت بمرور خمسين عاما على الاستقلال وعشرين عاما على التحرير وخمسة اعوام على تقلدكم مسند الامارة حفظكم الله ذحرا للكويت.
جهود بذلت لانجاز هذا المشروع الذي يعكس اهتمام الدولة بالقراءة والمعرفة حيث تمتد جذور هذا الاهتمام منذ القدم بانشاء المباني التي تحفظ الاصدارات الاعلامية وفيها يتواصل الكويتيون بالمعارف.
جهود بذلت لانجاز المكتبة الوطنية لتكون الاكبر بين مثيلاتها في المنطقة لتحفظ تاريخ دولة وتكون منارا تضيء للدارسين والباحثين دوربا.
جهود بذلت لانجاز المكتبة الوطنية في موقع مميز يتوسط مباني السلطات الثلاث مبنى مجلس الامة ومبنى قصر السيف ومبنى قصر العدل.
وقد كانت حصيلة كل تلك الجهود ان حصد مبنى المكتبة الوطنية التميز في جودة المشاريع من قبل المزود الرئيسي للمعلومات الاقتصادية لمنطقة الشرق الاوسط (ميد) وذلك على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الحصول على جائزة افضل مشروع اجتماعي وجائزة افضل مشروع ترفيهي وسياحي.
صاحب السمو.. اود ان انتهز هذه المناسبة الطيبة لاستعرض جهودا حثيثة تبذل بوزارة الاشغال العامة لتحقيق رؤيتكم ان تكون الكويت مركزا ماليا وتجاريا.
فها هي اعمال انشاء ميناء مبارك الكبير بجزيرة بوبيان جارية في مرحلتها الاولى والمتمثلة بتنفيذ الطريق الذي يربط موقع الميناء في الساحل الشرقي من الجزيرة الى الساحل الغربي منها ثم الى الصبية واعمال التصميم والتنفيذ جارية للميناء بالاضافة الى اعمال التصميم لتعميق الممر الملاحي والمتوقع ان يطرح بمناقصة للتنفيذ بنهاية هذا العام.
وفي مجال الطرق يبرز المشروع الاكبر في تاريخ وزارة الاشغال العامة مشروع جسر الشيخ جابر الاحمد حيث تم الانتهاء من دراسة عروض المناقصتين وتم ارسال التوصية بالترسية على المقاول الى لجنة المناقصات المركزية.
وفي الطرق ايضا تطوير طريقين مهمين الاول طريق الجهراء حيث تم توقيع عقد التنفيذ في مارس 2010 وطريق جمال عبدالناصر الذي سيتم توقيع عقد التنفيذ له غدا بإذن الله.
ومن المشاريع الحيوية في الطرق طريق الصبية حيث تم انجاز وتسليم ثلثي الطريق بعقدين منفصلين وجار تنفيذ العقد الثالث والثلث الاخير من المشروع ومن المتوقع انجازه في منتصف العام القادم.
واذا عرجنا من الطرق على المشاريع الانشائية فان مراحل العمل بالمستشفى الاكبر في منطقة الشرق الاوسط مستشفى الشيخ جابر الاحمد يسير بشكل جيد ومن المتوقع ان يتم تسليمه الى الجهة المستفيدة في موعده التعاقدي بنهاية عام 2013.
ومن المشاريع القائدة كما عرفتها خطة التنمية مشروع تطوير المطار الدولي حيث تم تكليف وزارة الاشغال العامة بانجاز مبنى الركاب الثاني لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار من 7 ملايين راكب سنويا الى 20 مليون راكب سنويا وقد تمت المباشرة بأعمال التصميم في مارس 2010 وتم انجاز فكرة التصميم والعمل بالتصميم وفق البرنامج الزمني المعتمد.
هذه نبذة مختصرة عن مشاريع مهمة بوزارة الاشغال العامة من مجموع 332 مشروعا واتفاقية بقيمة اجمالية تبلغ 2.673 مليون دينار ونشير الى انه تم اعتماد مبلغ وقدره 535 مليون دينار للصرف على المشاريع للعام المالي 2011/2010 تم صرف مبلغ 229 مليون دينار حتى تاريخ 31/ 12/ 2010 اي بنسبة 43% تقريبا. ومن المتوقع وصول نسبة الصرف الى 75 % مع نهاية السنة المالية في 31 مارس 2011.
ان للقطاع الخاص دورا رئيسيا في انجاز المشاريع وتشير احصاءات الوزارة الى ارتباطها بعقود مع 58 مقاولا وارتباطها باتفاقيات مع 62 مكتب استشاري.
وتبين الاحصاءات ان النسبة الكبرى من هذه الارتباطات هي الشركات والمكاتب الاستشارية المحلية.
واود قبل الختام ان اؤكد دعمي وتقديري للعاملين في وزارة الاشغال العامة لمتابعتهم هذا الحجم الكبير من المشاريع وأشير الى الدور البارز للمهندسات في هذا المجال حيث يتجاوز عددهن نظراءهن من المهندسين في الوزارات.
وفي انجاز مشروع المكتبة الوطنية كلمة شكر نسجلها الى كل من ساهم في هذا العمل.. المصمم المكتب الهندسي المشترك، المقاول شركة الهاني للانشاءات، مقاول عقد الاثاث شركة الرياش التجارية ومهندسات الاشغال المشرفات على عقدي المبنى والاثاث، م.فرح محمد الشرهان، م.عليا ناصر، م. هديل مبارك الصالح، م.عواطف عمر الرفاعي، م.سهى الحيي، وارجو لهن الاستمرار في العطاء خدمة لبلدهن الكويت وفي الختام اكرر شكري يا صاحب السمو لرعايتكم وحضوركم هذا الافتتاح حفظكم الله ذخرا للكويت وحفظ الله الكويت من كل مكروه.