أقامت سفارتنا لدى واشنطن احتفالا بمناسبة الذكرى الـ 20 للتحرير على شرف الجنود الذين قضوا في حرب الخليج. وقال سفيرنا لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم العبدالله في احتفال امس شاركت في رعايته منظمة «نو غريتر لوف» غير الربحية ان هذه المناسبة هي «حدث احتفالي بارز» للذكرى الـ 20 لعملية عاصفة الصحراء مضيفا ان «الماضي بالنسبة لنا لايزال حيا بعد مرور 20 عاما».
وعبر الشيخ سالم عن «امتنان الحكومة والشعب الكويتي لما قام به الابطال والتضحيات التي قدمها الذين شاركوا في قوات التحالف ووهبوا حياتهم لتحرير بلادي من قبضة صدام حسين».
وشدد بقوله «نحن هنا لنقول للذين قاتلوا لتحرير بلدي ولكل الذين فقدوا احباءهم ولحكومة الكويت وشعبها ان انتصار عملية عاصفة الصحراء لن ينسى ابدا». وتابع «من المخيف التصور ما كان سيكون العالم عليه اليوم ما لم تقم الولايات المتحدة بقيادة التحالف وعكست الاحداث» مبينا ان «التضحيات الأميركية اوقفت نشوء عالم اكثر ظلمة وخطورة».
وقال ان «هناك طرقا عديدة لاظهار الامتنان وتقديم الشكر الى هؤلاء الذين قدموا خدمات جليلة بعضهم كلفتهم حياتهم». واضاف ان احدى الطرق هي مناسبات كهذه «عندما نلتقي ونستذكر ونكرم الشجاعة والبسالة». وسلط الشيخ سالم الضوء على انجازات الكويت وما حققته خلال الـ 20 عاما قائلا «تحريرنا انتج اعادة ولادة حقيقية واساسا جديدا لبلدنا». واشار الى ان عملية التحرير «اسست لانطلاقة جديدة وديناميكية في مختلف وجميع الاتجاهات» الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية مضيفا «كما اننا دخلنا العالم المتقدم بخطى سريعة جدا».
واكد ان الامر لم يقتصر فقط على الشأن الداخلي بل استأنفت الكويت دوريها الاقليمي والعالمي.
وقال ان الكويت حليف نشط وقوي للولايات المتحدة في حربها الدولية على الارهاب كما انها تجري «مشاورات متواصلة ووثيقة مع الولايات المتحدة وجيراننا لبحث التهديدات الجديدة التي يمكن ان تبرز في منطقة الخليج وما بعدها». وشدد الشيخ سالم على ان مشاركة العديد من الدول في استعادة «حريتنا جعلتنا نقر بأن الكويت تحتاج الى ان تكون شريكا كاملا في المجتمع الدولي.. فنحن ننعم بالامن والامان ونزدهر بسبب هذه الشراكة».
من جهتها قالت مؤسسة ومديرة منظمة «نو غريتر لوف» الأميركية كارميلا لاسبيدا لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الاحتفال السنوي بغاية الاهمية لانه يجمع عائلات الجنود الذين قضوا في الحرب ولأنها مناسبة «لا يمكن ان ننساها ولكن نعايشها».
واضافت «بسبب شعب الكويت فانهم (العائلات) يتذكرون ومشاركتنا اياهم تجعلها مناسبة خاصة». واكدت ان الاحتفال كان من افضل المناسبات وما ميزه حضور عائلتين لم تشاركا في هذه المناسبة خلال الـ 20 عاما الماضية.
وعلقت قائلة «لم يفت الوقت لبعث الراحة الى احد وجمعهم مع بعض.. ليس هناك كلمات يمكن وصف كم ان الاحتفال مؤثر وعاطفي». وعبرت لاسبيدا عن امتنانها للكويت مبينة ان الكويت لم تعبر بالكلام عن مدى امتنانها بل «تظهر ذلك بطرق عديدة».
واعربت عن سعادتها بالعمل مع السفير الشيخ سالم وطاقم السفارة لما لمست لديهم من رعاية واهتمام وهو ما لمسته العائلات خلال كل هذه الاعوام.
وفي كلمة وجهتها خلال الاحتفال الى عائلات الجنود القتلى قالت «جراحكم عميقة وما يربطنا هو الالم المشترك ونأمل بأن تكون معرفتكم بمشاركة الاخرين الامكم ويتذكرون معكم سلوى لكم».
واكدت «لن ننساكم كما لن ينساكم اخوانكم الأميركيون وشعب الكويت».
من جهته قال مدير خطط العاملين العسكريين ودائرة السياسة في البحرية الأميركية الاميرال انثوني كيرتا في كلمة في الاحتفال ان «الجنود الذين يقتلون في كل حرب فريدون من نوعهم وشخصيات خاصة لأنها تلبي نداء الامة». واضاف ان «كل من يقضي نحبه في الحروب لن يُذكر فحسب للتضحيات التي قدمها بل سيكون مثالا لجميعنا».