- 15 ألف موظف يعملون في قطاع النفط منهم 90 % كويتيون
- علينا فهم القضايا والعوامل التي أدت إلى زلزال الشباب العربي
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان الكويت كانت تشعر منذ عدة سنوات بالسخط الذي يشعر به المواطن العربي، مؤكدا ان الكويت اقترحت لهذا السبب فكرة عقد القمة الاقتصادية العربية مرة كل سنتين لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية وجميع العقبات التي تواجه الشعوب العربية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الملحق الديبلوماسي في وزارة الخارجية فهد الحجي نيابة عن الشيخ د.محمد الصباح في اطار مؤتمر العالم العربي السادس الذي تقيمه جمعية خريجي هارفارد العرب في دمشق برعاية وحضور عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد تحت عنوان «الشباب العربي ومستقبل العالم العربي» بمشاركة واسعة من المسؤولين والأكاديميين والخبراء من داخل الوطن العربي وخارجه.
وأوضح الشيخ د.محمد الصباح في كلمته أمام المؤتمر الذي حضره سفيرنا في دمشق عزيز الديحاني ان قضايا التعليم والإسكان والبنية التحتية والرعاية الصحية كانت في طليعة مواضيع اول قمة اقتصادية عربية عقدت بنجاح في الكويت عام 2009.
وقال ان من بين أبرز المبادرات العديدة التي تقدم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد انشاء صندوق برأسمال ملياري دولار ساهمت الكويت فيه بمبلغ 500 مليون دولار بهدف تمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة.
وأضاف ان مثل هذه المبادرات تؤثر على الحياة اليومية للمواطن العربي وتوفر له جميع متطلبات ومستلزمات الحياة، مؤكدا حرص الكويت على تشجيع الابتكار وروح المبادرة على حد سواء لخلق مستقبل أفضل للشعوب العربية. ولفت الى الدور المهم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يعد الأول من نوعه في دول العالم الثالث حيث خصص للصندوق الذي أنشئ في عام 1961 أكثر من 15 مليار دولار لمساعدة أكثر من 100 بلد في مشاريع التنمية وتحقيق الرفاهية والازدهار لشعوبها.
وقال ان معظم مساعدات الصندوق توجه الى العالم العربي، معربا عن فخره بالجهود التي تقدمها الكويت لتثقيف الشباب العربي ومحاربة الجوع والقضاء على المرض وتوفير المأوى وبناء البنية التحتية الأساسية لملايين الناس في المنطقة وحول العالم.
وأشار الى ان الكويت أنشأت كذلك صندوق الأجيال المقبلة في عام 1976 حيث تم تخصيص 10% من عائدات النفط لأجيال المستقبل من أجل الاستعداد لمستقبل ما بعد النفط. وأوضح ان قطاع النفط في الكويت توجد فيه أكبر نسبة من الموظفين المدنيين، حيث يعمل في هذا القطاع أكثر من 15 ألف موظف يشكل الكويتيون نسبة 90% منهم. وقال ان أرقام العمالة في الكويت ارتفعت بشكل مطرد خلال السنوات القليلة الماضية، معربا عن فخره بأن المرأة الكويتية تشكل نحو 50% من القوى العاملة.
وفي الشأن المحلي قال ان قانون العمل الكويتي يوفر المزيد من الحماية والحوافز للمواطنين للانتقال من القطاع العام الى وظائف القطاع الخاص، مشيرا الى ان الحكومة توظف حاليا نحو 80% من القوى العاملة الكويتية.
وقال الشيخ د.محمد الصباح في كلمته ان اختيار مكان وتوقيت هذا المؤتمر هو فكرة عبقرية، مشيرا الى ان دمشق هي المدينة الأكثر روحية وإثارة في العالم العربي فهي تحتفظ بماض مجيد.
وأضاف انه على الرغم من مؤشرات زيادة التنمية البشرية في الدول العربية بنسبة 66% وكذلك في مجالات محو الأمية والرعاية الصحية والمستوى العام للمعيشة فإن العالم العربي لايزال يفتقر الى ارتفاع مؤشرات نسب الاصلاحات السياسية والاقتصادية.
ورأى الشيخ د.محمد الصباح ان المرء لا يستطيع فهم «زلزال الشباب العربي في عام 2011 دون النظر في أسباب العقبات والتحديات التي تواجه أجيالنا المقبلة والعوامل التي أدت الى هذا الزلزال».
وأكد ان الشباب العربي اليوم يشكلون الغالبية العظمى من عدد السكان، مشيرا الى ان نسبة 65% من سكان المنطقة العربية هم دون سن 25 وليس من قبيل المصادفة ان يؤثر هؤلاء الشباب على مستقبلهم السياسي.
وذكر ان الشباب اليوم في ظل ثورة التكنولوجيا توصلوا الى أساليب ووسائط متعددة للتواصل الاجتماعي فيما بينهم وإبداء مطالبهم السياسية والاقتصادية.
وأشار الى ان 75% من مستخدمي فيس بوك في العالم العربي تتراوح أعمارهم بين الـ 15 و29 عاما وازداد عددهم من 11 إلى 21 مليونا خلال العام الماضي. وأوضح ان العديد من الاحباطات ومنها خنق حرية التعبير وانعدام الفرص الاقتصادية والتعليمية والاصلاحات السياسية أدت الى انتفاضات شعبية في تونس ومصر حيث خرج الشباب لإبداء استيائهم من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.