* الجارالله: لمسنا كل المساندة من حكومة وشعب الصين في بناء الكويت بكل قطاعاتها كالقطاع النفطي والاستثمارات
* علاقتنا مع الصين تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وننظر لتجربتها بكل فخر واعتزاز
اكد سفير الصين لدى الكويت هوانغ جيمين فخر بلاده واعتزازها بعلاقاتها مع الكويت، مشيرا الى انها اول دولة عربية في منطقة الخليج تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين.
جاء ذلك في كلمة للسفير جيمين ألقاها في مأدبة عشاء بالسفارة الليلة قبل الماضية احتفالا بمرور 40 عاما على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين.
حضر المأدبة المستشار في الديوان الاميري محمد ابوالحسن ووكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله اضافة الى سفراء الكويت السابقين لدى الصين غازي محمد الريس وعبدالحميد عبدالرزاق البعيجان وفيصل الغيص وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية الكويتية ومسؤولي الدولة وشخصيات عامة.
واستذكر جيمين في كلمته اتخاذ القيادتين الصينية والكويتية في 22 مارس 1971 «قرارا سليما» بإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين حيث كانت على مستوى السفراء في اشارة الى أن ذلك القرار عكس الحكمة الفائقة والرؤية السياسية الثاقبة انطلاقا من المصلحة الاساسية للشعبين وفتح عهدا جديدا للعلاقات الودية بين البلدين.
وقال ان الكويت اصبحت بذلك اول دولة عربية في الخليج تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين، معربا في هذه المناسبة عن بالغ التقدير والامتنان لـ «الاصدقاء الكويتيين الذين ساهموا مساهمة ايجابية في دفع التطور السليم لهذه العلاقات» طوال الفترة الماضية.
واوضح ان الاوضاع الدولية والاقليمية شهدت خلال الاعوام الـ 40 المنصرمة تغييرات هامة «كما تغيرت الظروف الداخلية في كل من الصين والكويت تغيرا كبيرا» مشيرا الى نجاح العلاقات الصينية ـ الكويتية في اجتياز مختلف الاختبارات التاريخية تحت رعاية قيادتي البلدين.
وذكر ان الثقة السياسية بين البلدين منذ ذلك الوقت أخذت «تزداد» اضافة الى وجود تبادل للدعم في الشؤون الدولية والاقليمية وتعاون جيد في هذا الصدد.
وقال جيمين ان حكومة بلاده تؤيد «بكل ثبات» جهود الكويت في صيانة استقلالها وسيادتها وسلامة اراضيها ومطالبها المشروعة لاسيما ما يتعلق منها بالملفات التي خلفتها حرب تحرير الكويت.
واضاف ان الكويت «في الوقت نفسه» تتمسك بسياسة الصين الواحدة وتدفع الدول العربية الاخرى في الخليج الى تطوير العلاقات مع الصين واطلاق الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي «فنسجل كل تقديرنا لذلك».
واشار الى ما شهده التعاون بين البلدين الصديقين خلال العقود الاربعة الماضية في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والمواصلات والبنية التحتية من تطور مستمر.
وقال جيمين ان حجم التبادلات التجارية الثنائية ازداد بشكل سريع «ففي عام 2010 بلغ نحو 8.5 مليارات دولار بزيادة تعادل اكثر من 40 ضعفا بالمقارنة مع بداية التبادل الديبلوماسي بين البلدين».
واضاف ان بلاده استوردت من الكويت نحو 10 ملايين طن من النفط الخام في السنة الماضية مبينا ان ذلك كان رقما قياسيا واصبحت الكويت من الدول الرئيسية المصدرة للنفط الخام الى الصين «وحاليا هناك اكثر من 20 شركة صينية تشارك في البناء الاقتصادي للكويت كما افتتحت مؤسسة البترول الكويتية مكتبا لها في بكين».
وذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ساهم منذ عام 1982 في تقوية العلاقات الكويتية ـ الصينية حيث قدم 34 قرضا الى الصين حتى نهاية العام الماضي بلغت قيمتها الاجمالية نحو 8.8 مليارات دولار وانفقت على مشاريع انمائية في قطاعات البنية التحتية والتعليم والصحة والزراعة والطاقة والنقل والمواصلات وحماية البيئة وغيرها.
وبين ان تلك المشاريع عملت على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين بقوة لاسيما في المناطق الفقيرة منها والمتخلفة «الامر الذي يجسد المشاعر الودية التي يكنها الشعب الكويتي للشعب الصيني فلن ننسى ذلك ابدا».
وقال السفير جيمين ان التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين شهد خلال العقود الاربعة الماضية توسعا متزايدا حيث وقع الجانبان عددا من اتفاقيات التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة والصحة «تم تنفيذها ويتم بصورة جيدة»، مضيفا ان الزيارات المتبادلة لفرق الثقافة والفنون والرياضة «تكثفت» منذئذ.
واشار الى قيام الصين منذ عام 1976 بإرسال عدد من الفرق الطبية الى الكويت لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين الكويتيين مما ساهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين.
واعرب عن البهجة والسرور والاعتزاز للنتائج المثمرة التي تحققت في العلاقات الثنائية بين الصين والكويت «ونتطلع الى آفاق مشتركة لتطوير هذه العلاقات بين بلدينا في المستقبل».
واشار السفير جيمين في هذا السياق الى الدعوة الصينية الى التزام الاحترام المتبادل بين دول العالم والتعايش السلمي بينها «وعلى هذا الاساس ظلت الصين تنظر الى تطوير العلاقات مع الكويت كمنهج استراتيجي».
واستذكر في هذا الصدد الزيارة «الناجحة» التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في مايو 2009 لبلاده و«التوافق المهم» الذي توصل اليه سموه حينذاك مع الرئيس الصيني هاو جينتاو حول تعميق العلاقات بين البلدين.
وقال ان الجانب الصيني يستعد لمشاركة الجانب الكويتي في مضاعفة الجهود للتطبيق والتنفيذ الجدي للتوافق الذي تواصلت اليه القيادتان الصينية والكويتية والارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الى مستوى جيد.
وأعرب جيمين عن الشرف والاعتزاز بكونه السفير العاشر لبلاده لدى الكويت، مؤكدا بذله كل الجهود في سبيل دفع علاقات الصداقة والتعاون الى مزيد من التطور. وقال «انني على ثقة تامة بأن الجهود المشتركة للجانبين سوف تمكن الصين والكويت من البناء على الانجازات السابقة وشق الطريق نحو المستقبل ومواصلة فتح فصل جديد لعلاقات البلدين بما يخدم شعبينا الصديقين واتمنى ان تبقى الصداقة بينهما خالدة».
بدوره عبر وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله في كلمته عن فخر الكويت واعتزازها بعلاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية والتي تقوم في اساسها على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مضيفا «كما ننظر الى تجربة الصين بكل فخر واعتزاز ونلمس تأثيرها المباشر على مسار علاقاتها الدولية».
وقال الجارالله «لمسنا كل المساندة من حكومة وشعب الصين العظيم للكويت ومساهمتها في بناء الكويت بكل قطاعاتها كالقطاع النفطي والاستثمارات».
واضاف «حتى أعطي دليلا على تأثير دعم الصين للكويت أعود بالذاكرة الى ديسمبر 1990 حيث توجه حينها الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الى بكين مترئسا وفدا رفيع المستوى لشرح قضية الكويت العادلة اثناء فترة الغزو الصدامي».
ومضى قائلا «وعرف عن الامير الراحل انه قليل الحديث لكن ما ان بدأت المباحثات مع الجانب الصيني حتى وجدناه منطلقا بالحديث ومسهبا على غير عادته وارجعنا ذلك الى مدى الارتياح الذي لمسه من الاصدقاء الصينيين في ذلك الوقت ومن القيادة الصينية لذا استنتجنا ان الكويت ستعود وذلك نظرا لصلابة الموقف الصيني الداعم للكويت آنذاك».