- الزامل: المنتدى فرصة لالتقاء المستثمرين وشركات الاستثمار
- باتيست: زيادة رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة إلى 511 مليار دولار
- المحيلان: قضية التنمية المستدامة بدأت تفرض نفسها خلال السنوات الأخيرة
عبدالله الراكان
أكد وزير التجارة والصناعة أنس الصالح ان هناك تزايدا في إقبال الكثيرين خلال السنوات الخمس الأخيرة على الاستثمار في القارة الأفريقية، مشيرا الى أن الدليل ما تشير إليه الإحصائيات الرسمية، في ارتفاع حصة أفريقيا من الاستثمارات العالمية من 3.2% إلى 5.5%، وذلك خلال الفترة من عام 2007 حتى أواخر العام الماضي 2012.
وأضاف الصالح خلال كلمة ألقاها على هامش افتتاحه منتدى «الاستثمار في أفريقيا» والذي نظمته جمعية العون المباشر صباح أمس في مبنى غرفة تجارة وصناعة الكويت، بالنيابة عن راعي المنتدى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ان افريقيا شهدت أيضا خلال السنوات الخمس الأخيرة نموا نسبته 21% في معدل الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة إليها من بلدان العالم، ذات الاقتصاد الآخذ في النمو، مثل دول الأرجنتين والبرازيل وتركيا والصين، بينما لم تتجاوز نسبة نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة لأفريقيا من بلدان العالم المتقدم نسبة 8% خلال نفس الفترة، ويرتبط ذلك بالوضع الاقتصادي العالمي المتأزم وما تمر به اقتصادات بعض البلدان الغربية من تداعيات الأزمة العالمية.
البنية التحتية
وزاد الصالح: علينا التأكيد على أهمية الاستثمار في قطاع البنية التحتية في أفريقيا كقطاع قائد للتنمية الاقتصادية الشاملة في القارة، حيث تبين الدراسات وجود 800 مشروع بنية أساسية يجري العمل فيها على الأرض الأفريقية بالوقت الراهن وذلك في جميع القطاعات، وبإجمالي استثمارات قدرها 700 مليار دولار أميركي، إضافة إلى أن نسبة مشروعات الكهرباء من حجم تلك الاستثمارات يصل إلى 37%، فيما بلغت نسبة مشروعات النقل 41%.
وقال ان قارة افريقيا فيها أكثر من 44 مليون هكتار مساحة صالحة للزراعة يستغل حاليا أقل من ثلثها في وقت أفاد تقرير للبنك الدولي بضرورة نمو قطاع الزراعة في الدول الافريقية جنوب الصحراء الكبرى ليصل إلى ما حجمه تريليون دولار أميركي «ما يساعد على ايجاد ملايين الوظائف».
وأشار إلى أن المنتدى يتزامن مع فعاليات القمة العربية ـ الأفريقية الثالثة في الكويت، التي يسعدها أن تستضيف القمة، والتي أطلقت عليها شعار «التنمية والاستثمار»، مضيفا في نفس الوقت أن استضافة الكويت للقمة يؤكد اهتمامها الكبير بتحقيق التنمية في قارة أفريقيا، حيث بلغ ما أنفقته الكويت فيها بالفترة السابقة من عبر الصندوق الكويتي للتنمية 6.4 مليارات دولار.
وبين الوزير الصالح ان انعقاد مثل هذا المنتدى بالتزامن مع أعمال القمة العربية ـ الافريقية يمثل ترجمة لشعارها الذي يربط بين (التنمية والاستثمار) ويتيح الفرصة لتحقيق شراكة فعالة بين القطاعين الخاص والعام بما يدعم جهود اعادة البناء والتعمير في الدول الافريقية على الاصعدة كافة.
لقاء المستثمرين
بدوره، قال ممثل اللجنة التحضيرية للمنتدى فيصل الزامل: يعتبر هذا المنتدى فرصة لالتقاء المستثمرين وشركات الاستثمار فيما بينهم وبين المسؤولين عن الاستثمار والمؤسسات المانحة في الكويت، لتبادل الآراء واختيار أفضل فرص الاستثمار المتاحة في مجالات التنمية في القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن توجه المستثمرين نحو قارة أفريقيا سيشكل خطوة إستراتيجية تحمل في طياتها الكثير من الآمال والتطلعات والمنافع في آن واحد، وستسهم في تأمين الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك عبر توسيع نطاق عمليات الإنتاج مع توفير المزيد من فرص العمل، إضافة إلى تحسين دخل الأفراد والمجتمعات الأفريقية المعيشية بصفة عامة.
الاقتصاد الكلي
ومن جهته قال رئيس ديوان مكتب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي جان باتيست أفريقيا والتي تضم ثالث اكبر نسبة من السكان في العالم بنسبة 15%، ليست مخزونا كبيرا من الموارد البشرية المتأهبة للمشاركة الفعالة في الاقتصاد القاري والعالمي فحسب، ولكنها أيضا تمتلك سوقا محتملة للتجار والمستثمرين العالميين معا، مشيرا إلى أن القارة الأفريقية تزخر بموارد طبيعية ومعدنية هائلة، حيث يوجد بها ما نسبة 10% من احتياطي النفط الخام، و47% من الألماس، و32% من الذهب، و38% من اليورانيوم، و75% من الكوبالت، و70% من البلاتينيوم، علاوة على أنها قارة غنية بالنباتات والحيوانات مما يجعلها مناسبة بشكل كبير لتعزيز وتطوير السياحة الايكولوجية، وعليه تتوافر فيها جميع فرص الاستثمار الناجح.
وأعلن باتيست عن صياغة وتنفيذ السياسات المناسبة الخاصة بالاقتصاد الكلي بالوقت الراهن، بالشكل الذي يمكن لقارة أفريقيا ان تجذب أكبر عدد من المستثمرين، عبر منهجية مدروسة ومعدلات نمو ثابتة مع مرور السنوات، مشيرا إلى أن الإصلاحات الاقتصادية ساهمت في زيادة حجم الاستثمار بالسنوات السابقة، حيث ارتفع من 9 مليارات دولار أميركي في عام 2000، إلى 88 مليار دولار عام 2010، والذي ساهم في زيادة رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة، إلى 511 مليار دولار، كما بلغت مبيعات عمليات الدمج والتملك العابرة للحدود في القارة أعلى مستوياتها، بـ 21 مليار دولار في 2010، بعدما كانت 8 مليارات فقط في عام 2007.
وأكد باتيست أن أفريقيا كانت تسير على وتيرة نمو مذهل نسبيا قبل حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث سجلت معدل نمو سنوي بـ 6%، وهو لم يكن بالأمر المفاجئ نظرا للجهود التي بذلتها القارة لتحقيق التنمية بمختلف المجالات، من خلال سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى تحسين إدارة الاقتصاد الكلي، مع تعزيز المؤسسات وتحسين بيئة الاستثمار.
التنمية المستدامة
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر د.عبدالرحمن المحيلان يهدف منتدى الاستثمار في أفريقيا إلى الاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة في الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن العمل في دول العالم الثالث يضع كل مشروع في مواجهة الدولة، فدور الدولة لا يترك مجالا للشركات الاستثمارية ومؤسسات المجتمع المدني أن تعمل بعيدا عن رعاية الحكومة وأجهزتها.
وأضاف المحيلان: نجد أن قضية التنمية المستدامة بدأت في فرض نفسها خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أصبحت هذه الدول تعتمد كليا على بعض الشركات الاستثمارية الأجنبية ومؤسسات المجتمع المدني في التنمية ورفع مستوى الخدمات الأساسية التي تخدم المواطن والمجتمع بصورة عامة، مشيرا إلى أن أهم محاور الاستثمار المطلوبة في قارة أفريقيا خمسة، وهي: المياه، والتعليم، والصحة، والطاقة، والزراعة.
وقال المحيلان ان تاريخ الكويت بدأ بالقطاع الخاص وان التجار وصلوا إلى أبعد ميناء في افريقيا وان قارة افريقيا كانت شريكة في نمو الكويت.
وأضاف ان المرحوم عبدالرحمن السميط مؤسس جمعية العون المباشر ترك بصمات واضحة منذ تأسيس الجمعية واستفادت دول عدة ولا يزال يستفيد منها الكثير من الناس والفقراء في أفريقيا موضحا ان رؤية جمعية العون المباشر تغيرت حيث وضعت استراتيجية بالاستثمار في العنصر البشري لضمان استمرار عجلة الحياة.
وقال «نرى الآن من خلال انتشار الجمعية في افريقيا تجارب كثيرة ليس فقط في توفير المياه بل تم حفر أكثر من 16 الف بئر إضافة إلى 500 بئر عميقة خلال خمس سنوات».
وأضاف ان الجمعية استثمرت في التعليم حيث لدى العون المباشر حوالي 500 مدرسة نظامية وأربع جامعات مضيفا «ان استثماراتنا في 10 سنوات القادمة ستزيد المدارس الى 20% والجامعات الى الضعف.
وفي المجال الصحي قال المحيلان: ان الجمعية لديها حوالي 350 مصحا ومستشفى وتطمح في 10 سنوات إلى زيادتها بنسبة 20%، مؤكدا ضرورة عدم اغفال تجارب الكويت في قارة افريقيا ومنها تجارب الاستثمار لجمعية العون المباشر التي اثبتت انها مجزية معربا عن اعتقاده انه اذا انقطع أي عطاء او منح من الخارج لافريقيا فستكون استثماراتنا هي الممول في الـ30 دولة.
مؤكدا: «اننا نضع كل تجاربنا وخبراتنا في القارة الافريقية للجميع سواء شركات أو المنظمات المانحة أو غيرها.