- الاتفاق على خطة عمل مشتركة بين إيران ومجموعة 5+1 خطوة مهمة على صعيد تبديد وعلاج مخاوف المجتمع الدولي تجاه الأسلحة النووية الإيرانية
- لا صحة لتغير الموقف الأميركي تجاه دول الخليج والولايات المتحدة ملتزمة بشراكاتها وعلاقاتها مع دول المنطقة
- لا حل عسكرياً للأزمة في سورية والحل السياسي العلاج الأمثل وعلى المعارضة السورية أن تثبت مصداقيتها وتمثيلها لجميع فئات الشعب السوري
- الخلافات الخليجية ـ الخليجية أمر مقلق ويجب أن تحل بشكل سريع ومباشر يسمح لمجلس التعاون المضي قدماً
أسامة دياب
أكد السفير الأميركي لدى البلاد ماثيو تولر على عمق ومتانة العلاقات الاميركية ـ الكويتية على المستويين الحكومي والشعبي، واصفا اياها بالمتميزة، لافتا إلى أن عام 1990 كان محطة مهمة لتطور العلاقات الثنائية والتوسع فيها بشكل كبير بين البلدين وتحديدا خلال الغزو العراقي للكويت، إلا أن هذه العلاقات التاريخية تعود الى ما قبل ذلك بكثير حيث شهد عام 1912 بعثة أميركية من أطباء وممرضين لافتتاح اول مستشفى أميركي في الكويت، مشيرا إلى أن الطلبة الكويتيين سافروا الى الولايات المتحدة للدراسة في جامعاتها منذ اكثر من 50 سنة، موضحا ان التعاون في المجالات الطبية والتعليمية قائم منذ ذلك الوقت، مما يعطي صورة واضحة على عمق العلاقات بين البلدين. جاء ذلك في مجمل كلمته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عصر أمس بمقر السفارة الأميركية بمناسبة انتهاء مهام السفير تولر وتعيينه سفيرا لبلاده بالجمهورية اليمنية.
شرف عظيم
أضاف تولر ان تمثيله لبلاده في الكويت التي تجمعها مع الولايات المتحدة روابط عميقة لشرف كبير، موضحا أن الفترة الماضية كانت المرة الثالثة التي عمل فيها في الكويت حيث امتدت الفترة الأولى منذ عام 1991 وحتى 1994، والفترة الثانية منذ عام 2004 وحتى 2007، أما المرة الثالثة كانت كسفير لبلاده في الكويت منذ عام 2011 وحتى 2014.
وأشار تولر إلى أنه طوال هذه الفترة كان شاهدا على الكثير من التغيرات في الكويت، ولمس لدى شباب الكويت رغبة وطموحا كبيرا للعمل لبناء كويت المستقبل. كما شهدت فترة عمله كسفير لبلاده أيضا العديد من التغيرات والأحداث الإقليمية في سورية والبحرين ومصر واليمن، مشددا على انه كانت وما زالت هناك تحديات مهمة لأمن الشعوب في المنطقة، موضحا انهم عملوا مع الكويتيين على هدف مشترك يضمن حياة آمنة لشعوب المنطقة ويحقق طموحاتهم من حكوماتهم عبر خدمات تلبي هذا الطموح.
وذكر تولر أن المنطقة تواجه حاليا تحديات كبيرة، وكثيرا من القضايا الإقليمية التي تؤثر على الكويت والعلاقات بينها وبين الولايات المتحدة، لافتا إلى ان السفير الأميركي القادم في الكويت خدم لسنوات في المنطقة، موضحا أنه على دراية بأنه شديد الحرص على متابعة ما عملت عليه وهو بناء علاقات متميزة بين البلدين في مجالات عديدة.
معتقل غوانتانامو
ردا على سؤال يتعلق بمصير المواطنين الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو وأهم مستجدات هذه القضية، قال تولر: الرئيس الأميركي باراك اوباما ملتزم بإغلاق معتقل غوانتانامو، موضحا أنها قضية معقدة ويجب حلها بطريقة مسؤولة، وخصوصا مع وجود معتقلين من عدة دول، لافتا الى حوار قائم مع حكومات هذه الدول بشأن معتقليها. وفيما يتعلق بالمعتقلين الكويتيين أوضح تولر أن الحكومتين الأميركية والكويتية في حوار حول خلق الظروف الملائمة لإعادة المعتقلين للكويت، وذلك في إطار مباحثات سياسية لضمان عودة جميع المعقلين لبلادهم.
وتابع تولر: لا يمكنني التصريح عن تطورات جديدة في هذا الملف، وهي امور تدخل ضمن سياسة عدم التصريح بفحوى مباحثاتنا مع الحكومات، ولكنني اؤكد اني شهدت تقدما تجاه الهدف المراد وهو عودة المعتقلين الكويتيين الى بلادهم.
التقارب الايراني ـ الأميركي
وحول مسألة التقارب الأميركي الايراني حول الملف النووي، قال تولر: اعتقد انه بالاتفاق على خطة عمل مشتركة بين ايران ومجموعة 5+1، نكون قد حققنا خطوة مهمة في تبديد وعلاج مخاوف المجتمع الدولي، فيما يتعلق بالأسلحة النووية الايرانية وتابع: لدينا مخاوف كبيرة أخرى حول سلوك ايران وتدخلها في شؤون دول الجوار، بالإضافة إلى دعمها للإرهاب، فضلا عن مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان وأسلوب تعاملها مع شعبها. وقال تولر ان هناك قضايا كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة لابد ان تكون موجودة على الاجندة عند مناقشة السياسة الأميركية تجاه ايران، موضحا أن موافقة إيران أخيرا على الجلوس ومناقشة قلق المجتمع الدولي حول برنامجها النووي بلا شك تطور كبير نرحب به ولكن هذا مجرد ملف واحد ضمن ملفات كثيرة لن يتم تجاهلها او حلها ببساطة، مشيرا الى تقدم في الأشهر المقبلة حول برنامج إيران النووي.
أزمة ثقة
ردا على سؤال يتعلق بفقدان المواطن العربي الثقة في السياسة الأميركية بعد فشل هذه السياسة في مصر وسورية وقريبا في أوكرانيا، أكد ان الولايات المتحدة ملتزمة جدا بشراكاتها وعلاقاتها مع دول المنطقة، حيث لدينا مصالح مهمة هنا، ونعمل على حماية هذه المصالح والدفاع عنها منذ عقود. وقال ان اهتماماتنا تتركز على ضمان وجود حكومات مستقرة، وتدفق حر لموارد الطاقة في المنقطة لدعم الاقتصاد العالمي، ومعالجة بعض الصراعات الاقليمية الطويلة. واضاف: ان المنطقة تعيش أوضاعا صعبة منذ تطور الأوضاع في تونس ومصر وغيرها من دول الربيع العربي والتي شهدت تحولات سياسة كبيرة، مؤكدا حرص حكومة بلاده ان ترى هذه التحولات تتم بما يتواءم مع تطلعات شعوب هذه الدول، سواء في مصر أو سورية أو البحرين واي دولة اخرى في المنطقة. aوذكر تولر أن مثل هذا الوضع يخلق تحديات لابد من حلها بالتعاون مع دول المنطقة، موضحا أن الولايات المتحدة لا تدعم اي طرف سياسي أو مجموعة على حساب أخرى، بل ينصب اهتمامها على رؤية حكومات تتحلى بالمسؤولية تجاه شعوبها. وأكد ان الولايات المتحدة لا تعتبر ان سياستها في مصر وسورية وغيرها من الدول قد فشلت، بل تسعى دائما لإيجاد سياسات ناجعة تضمن وتحمي مصالحها ومصالح شركائها في المنقطة في خضم تحديات اقليمية كبيرة.
الأزمة السورية
وحول أسباب عدم دعم الولايات المتحدة المعارضة السورية عسكريا، قال السفير تولر: اكدنا مرارا اننا لا نؤمن بوجود حل عسكري للأزمة في سورية، بل بضرورة وجود حل سياسي، ولكن في الوقت نفسه لابد ان تثبت المعارضة السورية مصداقيتها وانها تمثل جميع فئات الشعب السوري.
وأشار تولر الى وجود خلافات في الرؤى مع بعض دول المنطقة حول تحقيق ذلك، ولكنه يؤمن بأن بلاده والكويت والسعودية والإمارات يريدون نهاية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي فقد مصداقيته. وفيما يتعلق بالأزمة الاوكرانية، قال السفير الأميركي اننا اذا نظرنا تجاه مبادرتنا لحل أزمة جزيرة القرم، نجد أننا نؤكد على ضرورة الالتزام واحترام القوانين الدولية، وان تصرفات الحكومة الروسية تنتهك هذه المبادئ والقوانين ولا بد للمجتمع الدولي أن يرفضها. وعما تستطيع الولايات المتحدة تقديمه للكويت لضمان أمنها واستقرارها ضد أي تهديدات خارجية في المستقبل في ظل وجود تراجع في دورها حيال ذلك كما يثار وخصوصا بعد تحرير العراق، قال تولر: التعاون العسكري والأمني يعتبر من أهم مجالات التعاون بين البلدين والتي أساسها الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين والتي تعتمد على اطار للعمل في عدد من مجالات التعاون العسكري والأمني والذي بموجبه يمنح للحكومة الأميركية القدرة على التواجد الأمني والعسكري في المنطقة وذلك بهدف اعطاء اشارة قوية ومباشرة لكل أنواع التهديدات العدائية المحتملة التي تستهدف الكويت بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام. وأضاف: «نحن قادرون من خلال تعاوننا مع الكويت على اقامة التدريبات العسكرية والتعاون بين المؤسستين العسكريتين بالإضافة الى تواجدنا في المنطقة، وهذا بحد ذاته يعطي معنى اننا نحاول الدفاع عن أصدقائنا».
وبين تولر أن معاناة وقلق الكويت تجاه تواجد الرئيس العراقي البائد في السلطة استمر طوال الفترة الممتدة ما بين تحرير الكويت وصولا الى غزو العراق عام 2003، وأن قلق الكويت الحقيقي انطلق من المخاوف من احتمالية أن يعود العراق من جديد بالمطالبة بضم الكويت، وأشار الى أننا اليوم نحن نعيش عصرا ومرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بفضل السياسات الحكيمة جدا من قبل صاحب السمو الأمير، حيث انطلق حرص سموه على ضرورة أن تعود العلاقات بين البلدين الى طبيعتها، قائلا: «ومع هذا فإن الكويت تعيش في منطقة خطيرة وتواجه تهديدات مختلفة، ولقد تحدثنا مع الجانب الكويتي حولها ونحن نفهم ونؤمن من خلال شراكتنا مع الكويت بصحة وضرورة الحاجة لاستمرار التعاون والتواجد الأمني والعسكري بشكل حقيقي والذي يسمح لنا بالقدرة على الدفاع عن أصدقائنا ومصالحنا في المنطقة». أما بخصوص صفقات التسلح بين البلدين والتي كان آخرها صفقة الباتريوت، فقال: من ضمن مجالات التعاون العسكري بين أميركا ودول المنطقة بناء قدرة على الشراكة العسكرية بيننا، وهذا لا يقتصر على الكويت فقط وأنما على كل أصدقائنا خصوصا دول الخليج والتي منها تقديم معدات وأسلحة عسكرية متقدمة جدا تكنولوجيا وذات معايير وجودة تقنية عالية مثل التي تستخدمها القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة سواء كانت أسلحة بحرية أو جوية او برية، ونحن أيضا نقدم التدريبات من أجل التعامل مع هذه المعدات والتي منها صواريخ الباتريوت والتي هي من الجيل الثالث والتي تعتبر من أحدث التقنيات الحديثة والمعقدة القادرة على التعامل مع الصواريخ البالستية، لافتا الى أن الكويت وبعض دول المنطقة تريد أمتلاك تلك الصواريخ بسبب تطورها وذلك بهدف حماية نفسها.
وتابع: بسبب وجود تعاون عسكري بين الولايات المتحدة ودول المنطقة فإنها تستطيع تقديم تلك القدرات العسكرية المتقدمة والمتطورة لهم، ونحن فخورون جدا بكوننا شركاء مع الكويت في تطوير قدرتها العسكرية، وبالرغم من صغر حجم قواتها إلا أنها قادرة على الدفاع عن بلدها بجانب الولايات المتحدة والحلفاء ضد أي تهديدات تظهر في المستقبل.
وعن رؤيته للخلاف الخليجي ـ الخليجي ومدى تأثيره على دول المنطقة، قال:الولايات المتحدة لديها علاقات جيدة جدا مع كل دولة الخليج، ونحن نقيم تلك العلاقات سواء على المستوى الثنائي أو على منظومة مجلس التعاون الخليجي، لأننا نعمل منذ سنوات من أجل تأسيس علاقات قوية بين كل دول مجلس التعاون، ونحن نؤمن بأهمية وجود منظومة مثل مجلس التعاون في المنطقة والتي تضمن الأمن والاستقرار، ولكن الخلافات الخليجية أمر مقلق لنا لاحتمال أن يؤثر ذلك على الآخرين في المنطقة ويعطي إشارة للضعف، مضيفا: «نحن نرغب بأن يحل إي خلاف خليجي ـ خليجي بشكل سريع ومباشر وبشكل يسمح لمجلس التعاون بالتقدم قدما»، معربا في الوقت نفسه عن شكره وتقديره لجهود المصالحة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير.
وعن تغير السياسات الأميركية تجاه منطقة الخليج، وهل فقدت أميركا اهتمامها بالمنطقة كما يقال، قال: لا، التزامنا بأمن وأمان المنطقة هو أقوى مما كان عليه، ومن المهم جدا أن نرى الحقائق على أرض الواقع حول هذا الاهتمام، لأن معظم جهود ووقت كل من الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري خلال السنتين الماضيتين ترتكز على هذه المنطقة، ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس أوباما الى المملكة العربية السعودية والزيارات المتكررة للوزير كيري دليل على ذلك. وأضاف: لاتزال تركز ديبلوماسية الإدارة الأميركية بشكل عام على حماية أمن واستقرار هذه المنطقة، كما أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة لايزال مستمرا، حيث هناك التدريبات وصفقات السلاح والحوار والزيارات العالية المستوي بين أفراد المؤسسات العسكرية، مضيفا: «لدينا علاقات أمنية مستمرة مع دول المنطقة، فالبحرية الأميركية موجودة في البحرين، والقوات الجوية في قطر والبرية في الكويت، ونحن في النهاية ملتزمون بالدفاع عن مصالحنا ومصالح دول المنطقة مع ضمان الأمن والاستقرار».
وردا على سؤال حول تعليقه على تحليل عدد من الساسة العرب لغياب دور الولايات المتحدة على صعيد حالة عدم الاستقرار التي تسود دول الربيع، مرجعين ذلك إلى أن الفوضى التي خلفها الربيع العربي ضمنت أمن إسرائيل لـ 10 سنوات قادمة، أفاد تولر بأن وزير الخارجية الأميركي أولى اهتماما كبيرا ـ كسائر وزراء الخارجية السابقين ـ للصراع العربي ـ الإسرائيلي والممتد منذ فترة طويلة وحاول كغيره بشتى الطرق جذب أطراف النزاع للجلوس على مائدة المفاوضات وإيجاد حل للصراع على مدار عقود من الفرص الضائعة لتنمية الدولتين والمجتمعين بشكل سلمي، مشددا على أن الولايات المتحدة سعت وتسعى بشكل دؤوب لإيجاد حل شامل للصراع العربي ـ الإسرائيلي بطريقة تسمح بإيجاد دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين ينعمان بالسلام فيهما داخل حدود آمنة حتى نتجنب هذا الصراع الذي يتجدد بين الحين والآخر ويجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار ويعطل عجلة الاقتصاد في مجتمعاتها. وأوضح تولر أن الربيع العربي حركة قادها الشباب في الدول المعنية عندما شعروا بأن حكوماتهم لا تلبي رغباتهم في العيش الكريم والحرية، موضحا أن نظرة بلاده كانت دائما بأن الحكومات على المدى الطويل تحتاج إلى أن تكون إيجابية ومتجاوبة مع المطالب الشعبية حتى يتحقق لها الاستقرار المنشود، لافتا الى عدد من الأنظمة التي تظهر استقرارا مصطنعا ولكن في الحقيقة تخفي حالة من عدم الاستقرار العميق والتي تظهر فجأة لتطيح بها، ولذلك دائما ما نحث أصدقاءنا في هذه المنطقة على إيجاد طرق موضوعية لتشجيع وزيادة حجم المشاركة السياسية، والتمثيل اللائق لمؤسسات المجتمع المدني، وحرية التعبير، واحترام حرية الصحافة وحرية التجمع وهذه العناصر يجب أن تكون جزءا من المناخ السياسي في المنطقة، حيث انها من أهم عوامل المجتمعات القوية والمستقرة والآمنة وإذا تحققت هذه النظرة فستنتقل لدول الجوار وستمنحها الثقة للتحول الديموقراطي وستضع حدا للصراع في المنطقة سواء كان على صعيد الصراع العربي ـ الاسرائيلي أو أي صراع آخر، مبينا أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الاستقرار في المنطقة العربية وتريد حكومات عربية قوية ومستقرة ولكن بالمعنى الحقيقي للاستقرار وليس استقرارا زائفا. وردا على سؤال حول رؤية بلاده لملف البدون كأحد الملفات الحكومية العالقة وهل هناك أي اجتماعات للحكومة الكويتية حول هذا الصدد، شدد تولر على أن بلاده ترى أنه على أي حكومة أن تحترم حقوق الإنسان سواء كان الأمر يتعلق بالمواطنين أو غيرهم من القاطنين على أرضها، لافتا إلى أن الكويت لديها عدد من غير محددي الجنسية، والولايات المتحدة تعتقد أنه لا يمكن أن ندعم اي حالة من حالات الإخلال بالالتزام بأي حق من حقوق الإنسان الخاصة بتلك الفئة ولذلك ندعو الحكومة الكويتية الى أن تجد وسيلة لحل هذه القضية وبحث مدى أحقيتهم في الحصول على الجنسية الكويتية وجميع حقوقهم التي تضمنها الاتفاقات والمعاهدات الدولية.
وردا على سؤال حول التقارير التي تصدرها الخارجية الأميركية بشكل سنوي والتي تتعلق بحقوق الإنسان ومدى تأثيرها على العلاقات الشعبية بين البلدين خصوصا أن التقرير الأخير للخارجية استند الى معلومات غير مؤكدة تتعلق بفصل علاج الوافدين في الفترة المسائية في المستشفيات المستوصفات وقضية المرور وغيرها، أشار تولر إلى أن بلاده تشعر بالفخر لأنها تصدر تقريرا سنويا عن حقوق الإنسان في كل دولة من دول العالم، وهو نتاج أفضل جهود السفارات من خلال التعاون والتواصل مع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد ووسائل الإعلام لتقدم تقاريرها للكونغرس عن حالة حقوق الانسان في كل دولة وذلك من خلال معلومات دقيقة، لافتا إلى أنه بالنسبة للحالة الكويتية نجد أن هناك تطورا يطرأ على التقرير كل عام، موضحا أن رد فعل الحكومة الكويتية يشعره بأنهم يقومون بعمل جيد ولكنه ليس كاملا ويتطور عاما بعد آخر، مشيرا الى تقدير الحكومة الكويتية للجهود المبذولة لتقديم تقرير دقيق وعادل، موضحا أن اعضاء الكونغرس يعتمدون عليه بشكل مباشر لتقييم سياسات الولايات المتحدة في التعامل مع مختلف دول العالم، كاشفا أنه بصورة شخصية شاهد تطور في هذا الملف منذ عام 1991 وهناك حالة من الاهتمام البالغ بالتعامل مع قضايا مثل الشرطة في القاء القبض والتحقيق مع غير الكويتيين، بالإضافة الى حالة الوعي المتزايد والمتنامي في المجتمع خاصة بين غير الكويتيين بصورة تضمن عدم تعرضهم للاستغلال ورأيت كيف تبذل الكويت مجهودا بالمبادرة لتطوير ملفها المتعلق بحقوق الانسان.
وردا على سؤال حول رؤيته للأوضاع السياسية الحالية في الكويت وخصوصا العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، أوضح تولر أنه شهد أكثر من انتخابات برلمانية خلال فترة عمله في الكويت، مشددا على ان الكويت من الدول التي تحترم دستورها ولديها قاعدة سياسية قوية ومتنوعة تشمل العديد من التيارات والتوجهات السياسية المختلفة، مشيرا إلى أنه عاصر العديد من الاحداث السياسية التي مرت على الكويت خاصة في عام 2006 عندما طالبت احدى الحركات السياسية الشبابية بتغيير النظام الانتخابي الى جانب الحضور النسائي الواضح ومشاركة المرأة في العملية السياسية، مبينا ان الكويت من الدول التي عادة ما يلجأ سياسيوها الى مواد الدستور والتي تحترم اختلاف وجهات النظر وحرية الرأي واحترام حقوق الإنسان.
التبادل التجاري الكويتي ـ الأميركي ارتفع بنسبة 167%
ردا على سؤال حول تطور العلاقات التجارية بين البلدين، أوضح تولر أنه في عام 2009 وجه الرئيس باراك اوباما بضرورة مضاعفة الصادرات التجارة الاميركية الى الخارج، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية ارتفع بنسبة 167% منذ بداية عمله في الكويت والى الان، ما يعني تزايد حجم التجارة مع الكويت بشكل خاص وباقي دول العالم بشكل عام، وهو امر ايجابي في العلاقات بين البلدين، ونحن الرقم واحد لدى شريكنا الكويتي في التجارة، والكويت من اهم الاقتصادات لدينا في المنطقة، وهناك تنسيق مع الجانب الحكومي الكويتي واجتماعات متواصلة مع الجانب الكويتي لازالة العوائق بين الجانبين لزيادة عمق العلاقات في هذا الصدد، خاصة ان هناك العديد من الشركات الاستثمارية تعمل في الكويت.
المجتمع الكويتي يتميز بالوعي واحترام حقوق المرأة
وردا على سؤال حول حقوق المرأة الكويتية، شدد السفير الأميركي ماثيو تولر على أن الحديث عن حقوق المرأة هو حديث عن حقوق الانسان بشكل عام والكويت من الدول التي لديها عاداتها وتقاليدها، ولكنها مع ذلك من الدول التي لديها دستور وتحترم حقوق المرأة خاصة بعد مشاركتها في التصويت في الانتخابات البرلمانية وتقلدها العديد من المناصب القيادية وغيرها، مشيدا بوجود الوعي الكافي في المجتمع الكويتي والذي يضمن نيلها الكثير من حقوقها.
الكويت كريمة في دعم السوريين
وعلى صعيد الشأن السوري، أثنى تولر على جهود الكويت في دعم الجانب الإنساني في سورية من خلال مؤتمري المانحين بالتنسيق مع الامم المتحدة، لافتا إلى أن الكويت كريمة في دعم القضية السورية، وقد كانت الاكثر سخاء وكرما في دعم معاناة القضية السورية بمبادرة كريمة من صاحب السمو الامير والحكومة الكويتية، موضحا انه يرى صعوبة متابعة نتائج اجتماع جنيف 2 والتي لم تصل الى حلول جذرية للازمة السورية.