بحفظ الله ورعايته يغادر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه جمهورية النمسا الصديقة اليوم الأحد متوجها إلى الجمهورية الاسلامية الموريتانية الشقيقة وذلك لترؤس وفد الكويت في مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية الدورة العادية السابعة والعشرين على مستوى القمة العربية والمزمع عقده في العاصمة نواكشوط.
رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.
هذا وعقد أمس السبت في العاصمة الموريتانية نواكشوط اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الـ27 المقرر عقدها غدا الاثنين.
وترأس وفد الكويت المشارك بالاجتماع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
والهدف من الاجتماع هو إعداد الوثائق التي ستعرض على القمة في شكلها النهائي لا سيما ما يتعلق بمشروع جدول الاعمال ومشاريع القرارات المتعلقة بالبنود السياسية والاقتصادية فضلا عن مشروع (اعلان نواكشوط) الذي سيصدر عن القادة العرب في ختام اعمال القمة.
وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط في كلمة له ان موضوع صيانة الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب يمثل اهمية قصوى لحماية الدول العربية من المخاطر التي تهددها.
واشار الى وجود تهديدات مباشرة يواجهها الامن الاقليمي العربي ناجمة عن الازمة السورية بتعقيداتها الكبيرة وتفاعلاتها المتشابكة فضلا عن تطورات الاوضاع في العراق واليمن وليبيا «وهي كلها امور تتطلب تحركات سريعة» لايجاد الحلول السياسية لهذه الازمات بما يؤدي الى اعادة الامن والاستقرار لهذه الدول.
وتطرق الى تطورات القضية الفلسطينية قائلا انها ستظل تمثل اولوية قصوى في اجندة العمل العربي المشترك «مهما كانت التحديات الماثلة التي تواجهها الدول العربية».
واضاف ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة «يمثل تهديدا اساسيا للامن القومي العربي»، مشددا على ان تحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط سيتوقف على حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات مجلس الامن ذات الصلة والمرجعيات المتفق عليها لعملية السلام.
واوضح انه على رأس تلك القرارات مبادرة السلام العربية وفقا لما أقرته قمة بيروت 2002، معتبرا ان المسارات القائمة حاليا لعملية السلام «اثبتت عدم جدواها وعدم قدرتها على ايجاد حل للقضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي».
واشار الى قرار مجلس الجامعة العربية في نوفمبر 2012 في شأن اعادة النظر في المنهجية الدولية المتبعة في معالجة القضية الفلسطينية وضرورة ايجاد ركائز جديدة لعملية السلام وفق المرجعيات المتفق عليها عربيا ودوليا بما يكفل تحقيق حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واكد ابوالغيط ضرورة المضي قدما في عملية اصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك التي تحتل اهمية قصوى في هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة العربية ومحيطها تحولات كبرى وتحديات جساما.
وطالب بتجديد اساليب العمل وانجاز جميع المشاريع الرامية الى الارتقاء بآليات العمل العربي المشترك والتعامل مع التهديدات الماثلة التي تواجهها الدول العربية على نحو يكفل تحقيق المصالح العربية العليا ويحافظ على امن واستقرار الدول العربية ويعزز التضامن العربي ازاء تلك التحديات.
وشدد على ان سلطة القرار في العمل العربي المشترك تعود الى الدول الاعضاء «وهو ما سألتزم به واحرص عليه في كل القضايا بما يفعل ويدعم ويطور آليات واساليب العمل العربي المشترك».
إشادة عربية بجهود صندوق التنمية لتنفيذ مبادرة صاحب السمو لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
نواكشوط ـ كونا: أشاد وزراء المال والاقتصاد العرب بجهود الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بشأن تنفيذ مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لتوفير الموارد المالية اللازمة لدعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي.
جاء ذلك في مشاريع القرارات الاقتصادية والاجتماعية التي أعدها وزراء المال والاقتصاد العرب أمس الأول الجمعة خلال الاجتماع التحضيري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية للقمة العربية في دورتها الـ27 في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وأشار مشروع القرار الى أن اجمالي المساهمات المتعهد بها لتنفيذ المبادرة 1310 ملايين دولار دفع منها 1267.5 مليون دولار وبلغ المجموع التراكمي للقروض التي وافقت عليها لجنة ادارة الحساب الخاص وحتى تاريخه 31 قرضا بلغ قيمتها الاجمالية 1106 ملايين دولار في 12 بلدا عربيا.
وتضمنت مشاريع القرارات متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية في دورتها العادية الـ 26 بشرم الشيخ وكذلك متابعة قرارات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة بالرياض 2013.
وطالب المجلس بالتنسيق مع المجالس الوزارية والمنظمات الغربية المتخصصة وكافة الشركاء بتنفيذ ما ورد في الاعلان العربي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة بما في ذلك الآلية المزمع إقرارها من جامعة الدول العربية لدعم تنفيذ خطة التنمية في الدول العربية.
كما قرر المجلس اعتماد «اعلان القاهرة للمرأة العربية والخطة الاستراتيجية للنهوض بالمرأة العربية لما بعد 2015» كأجندة في المنطقة العربية، مرحبا بمنهاج العمل الاسترشادي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 فيما يخص المرأة في المنطقة العربية كوثيقة استرشادية للدول الأعضاء.
وطالب المجلس في مشروع القرار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بتحديث الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتقني والابتكار في ضوء مقترحات ومرئيات الدول الأعضاء وعرض الاستراتيجية على المجلس الاقتصادي والاجتماعي تمهيدا لرفعها الى القمة العربية.
كما دعا الدول العربية إلى دعم وتقوية خطوط الربط البحري فيما بينها لدعم التجارة العربية البينية وايلاء الخدمات اللوجستية الاهتمام اللازم ودعم المناطق اللوجستية في الدول العربية وتطوير بنيتها التحتية.
وفيما يتعلق بالموضوعات الاجتماعية أكد مواصلة تكثيف التحرك السياسي العربي في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لتفعيل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب والواقعين تحت الاحتلال العسكري في الأراضي الفلسطينية بما يمكن من ادخال المساعدات الاغاثية والصحية الى الأراضي الفلسطينية.
وأشار الى أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية تعد حقا أصيلا للدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي انضمت لها جميع الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية وعلى استحقاقها للدعم الدولي اللازم لتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لاسيما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتضمن مشروع القرار الموافقة على عقد القمة التنموية العربية مرة كل 4 سنوات على أن تعقد هذه القمة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على مستوى قادة الدول والمخصص للوقوف على التقدم المحرز بشأن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
ووجه مشروع القرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بتكليف لجنة الاتحاد الجمركي العربي وضع الأطر التشريعية لموضوعات تيسير التجارة والموضوعات الجمركية في اطار الاتحاد الجمركي.
كما رحب بالتوصيات الواردة في الدراسة الخاصة بإنشاء آلية لتنفيذ مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير الخاصة بالاستثمار الزراعي العربي في السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي.
واعتمد مشروع القرار الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية وتكليف المجلس الوزاري العربي للمياه التنسيق مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة للعمل على تنفيذ الخطة وذلك بالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة والمنظمات الاقليمية والدولية المعنية.
كما وافق على الاستراتيجية العربية للاسكان والتنمية الحضرية المستدامة وتكليف مجلس وزراء الاسكان والتعمير العربي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «المكتب الاقليمي» بتقديم المساعدة والدعم الفني للدول العربية في متابعة تنفيذ الاستراتيجية.
فرحة وطنية بأول قمة عربية في موريتانيا
نواكشوط ـ كونا: تعيش موريتانيا هذه الأيام أجواء من الفرح العارم احتفالا بانعقاد اول قمة عربية على ارضها بالعاصمة نواكشوط منذ انضمامها الى جامعة الدول العربية عام 1973.
ويرى مواطنون موريتانيون ان اختيار بلادهم لاستضافة «قمة الأمل» جاء تشريفا لها مباركين قبول الحكومة الموريتانية الفوري لهذا التشريف واستعدادها لاستضافة القمة رغم ضيق الوقت وضعف الإمكانات.
ويشير هؤلاء الى ان رفرفة الأعلام «الحقيقية» لدول الجامعة العربية في سماء نواكشوط تعني لهم الكثير بعد أن كانوا في الماضي يرفعون الأعلام العربية المصنوعة من ورق على الديار في مناطق قريبة من قاعدة «لاكوك» الفرنسية شمالي البلاد تأكيدا على اعتزازهم بهويتهم العربية.
وأكد الناطق باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ في تصريحات صحافية الاستعدادات الكبيرة والاحتفالات التي أعدتها موريتانيا لاستقبال ضيوفها القادة العرب ومن يمثلهم من مسؤولين.
وأشار ولد الشيخ الى الاستقرار الأمني الكبير الذي تشهده موريتانيا منذ سنوات، مشددا على الجهود المضاعفة التي بذلتها حكومة بلاده لضمان تأمين «قمة نواكشوط» والمشاركين فيها من قادة ووفود.
وفي قصر المؤتمرات الذي شيده الموريتانيون قبل 21 عاما نصبت خيمة عملاقة في الباحة الكبيرة للقصر فضلا عن مركزين إعلاميين مجهزين بأحدث اجهزة الاتصالات والانترنت لاستيعاب مئات الإعلاميين والصحافيين المكلفين بتغطية القمة.
ومن المقرر ان تشهد الفعاليات المصاحبة للقمة تدشين القرية التراثية التي تضم 18 جناحا يتم فيها عرض مختلف أوجه التراث والثقافة.
وتعرض في القرية المخطوطات النادرة ونفائس المؤلفات وكنوز الآثار وابداعات الفنانين التشكيليين والطوابع البريدية النادرة وأرشيف العملات المستخدمة عبر تاريخ البلاد اضافة الى الأسلحة التقليدية التي كانت تستخدم لمحاربة الاستعمار.
وتضم القرية ايضا خياما من بينها خيمة «المحظرة الموريتانية» التي تقدم دروسا وفق المنهج التعليمي «المحظري» وهو تعليم قديم يختص باللغة العربية والشريعة الإسلامية وخياما للأدب والشعر والألعاب التقليدية والصناعات التقليدية والطبخ الموريتاني التقليدي.