- حملتنا للفوز بمقعد غير دائم في مجلس الأمن مستمرة على الصعيد الدولي والاقليمي والعربي
أسامة دياب
أكد نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله على قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الصينية والتي وصفها بالإيجابية والمتطورة على كافة الأصعدة، معربا عن سعادته لمشاركة جمهورية الصين الشعبية الصديقة احتفالها بالذكرى الـ67 لتأسيسها والتي تعتبر من ابرز المناسبات الوطنية لديهم، مشيرا إلى عدد من الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، بالإضافة إلى المصالح العليا المشتركة بينهما والتعاون والتنسيق والذي يشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
ولفت الجارالله ـ في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في الحفل الذي اقامته السفارة الصينية مساء أمس الأول بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيس الجمهورية ـ إلى أن الصين تعتبر رقما مهما جدا في معادلة الاقتصاد العالمي حيث تعتبر ثاني أكبر اقتصاداته ومن ابرز محركاته، مشيرا لاستثمارات كويتية كبيرة جدا في الصين من خلال مكتب الكويت الاستثماري هناك والتي تشمل عددا من النشاطات الاقتصادية المميزة في مجالات انتاج الطاقة والبترول، مشددا على حرص الجانبين على تعزيز وتطوير هذه العلاقات والتي تشمل كافة مجالات التعاون، حيث ان الكويت تنظر إلى الصين كدولة أكثر من صديقة وتثمن مساندتها للحق الكويتي عندما تعرضت للعدوان الغاشم واحتلال اراضيها، مبينا أن موقف الصين المتميز سجله التاريخ ولن ينساه أبناؤنا.
ووصف الجارالله العلاقات الصينية ـ الخليجية بالواعدة والمتنامية، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين الصين والمجموعة الخليجية في ازدياد مستمر، متمنيا لجمهورية الصين الشعبية حكومة وشعبا مزيدا من التقدم والازدهار.
وردا على سؤال حول رد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على سؤال النائب د.يوسف الزلزلة بشأن عدم مغادرة وفد الكويت اثناء القاء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو كلمته في الأمم المتحدة، قال الجار الله ان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية قد غطى كافة الجوانب المتعلقة بهذا الشأن، نافيا وجود أي شكل من أشكال التعاون الاستخباراتي بين الكويت وإسرائيل وبالتالي لا يمكن أن نضيف أي شيء الى الرد الذي أودعه النائب الأول ووزير الخارجية مجلس الأمة واطلع عليه النائب الفاضل د. يوسف الزلزلة.
وبخصوص توقيت إثارة الموضوع في وسائل الاعلام وما اذا كان يحمل دلالة معينة، أوضح الجارالله أن الموضوع لم تثره وسائل الاعلام ولكن جريدة إسرائيلية وحيدة نعلم نواياها جيدا ولن نعلق عليها.
وفيما يتعلق بأزمة الطلاب الكويتيين مع السفارة البريطانية، أوضح الجارالله أن المشكلة أساسها فني وقد تم حلها ولن تؤثر سلبا على التحاق الطلاب بالجامعات وذلك حسب تصريحات السفارة البريطانية.
وردا على سؤال حول تقييمه للوضع الانساني في حلب، أشار الجارالله إلى أن الوضع الانساني هناك يزداد سوءا والمأساة تزداد حدة والمعاناة تتضاعف يوما عن يوم بكل اسف، معربا عن أسفه لعجز المجتمع الدولي عن مواجهة هذا الوضع المؤسف، متمنيا أن يكون هناك توافق ينتج عنه موقف دولي حاسم ينهي هذه الازمة ويخفف من المعاناة الانسانية لأبناء الشعب السوري وما يحدث في سورية يمثل عارا على جبين البشرية.
وحول ادعاء وكالة أنباء فارس الإيرانية بشأن تباين مواقف الكويت والسعودية حيال الازمة اليمنية قال الجارالله: لا يوجد أي تباين في المواقف بين الكويت والسعودية ولا جديد في الموقف الكويتي تجاه الازمة اليمنية وندعم الاشقاء في المملكة العربية السعودية ونقف معها قلبا وقالبا وسبق أن صرح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونفى هذا الكلام كليا، مشددا على أن الكويت تدعم الحل السياسي في اليمن.
وردا على سؤال حول موقف الكويت إذا ما عرض عليها استضافة جولة جديدة من المشاورات اليمنية، أوضح الجارالله ان الكويت مستعدة لاستضافة الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق يمني شامل.
وعن آخر تطورات حملة الكويت للفوز بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، قال ان الحملة متواصلة ومستمرة والكويت تحركت على كافة المستويات الدولية والاقليمية والعربية، موضحا أن الاتصالات التي قام بها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في جنيف حيث أجرى أكثر من 30 لقاء مع وزراء خارجية كانت تهدف إلى حشد الدعم للكويت للحصول على مقعد غير دائم في الامم المتحدة بالإضافة إلى تعزيز التعاون المشترك مع تلك الدول.
من جهته، قال سفير الصين لدى الكويت وانغ دي ان الصين الجديدة ولدت قبل 67 سنة حيث فتح عصر جديد في تاريخ الصين.
وأضاف أن الصين على مدى نصف قرن أصبحت ثاني أكبر دولة اقتصادية وتجارية للمنتجات في العالم وأيضا أكبر شريك تجاري لحوالي 130 دولة.
وتابع بأن الاقتصاد الصيني قد حافظ على معدل النمو 6.7% في النصف الأول من العام الحالي في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أنهم يبذلون الجهود لتنمية بلادهم إضافة إلى لعب بلاده دورا كبيرا في دفع انتعاش الاقتصاد العالمي حيث بلغت نسبة مساهمة الصين في نمو الاقتصاد العالمي 25% في عام 2015.
وذكر أن الصين أطلقت في عام 2013 مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 حيث وقعت هذه الاتفاقية مع 30 دولة من ضمنها الكويت، مشيرا إلى أن بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية بدأ ممارسة أعماله وتم تنفيذ الدفعة الأولى من المشاريع الاستثمارية لصندوق طريق الحرير بشكل سلس.
وأضاف أن قمة مجموعة العشرين قد انعقدت مؤخرا في مدينة هانغتشو الصينية وأدرجت مبادرة بناء الحزام والطريق في خطة عمل المجموعة مما سيدفع نمو الاقتصاد العالمي بشكل أقوى.
وقال إن الكويت خلال السنوات الأخيرة حققت إنجازات ملحوظة في التنمية والبناء الوطني تحت القيادة الحكيمة لسمو الأمير وحافظ على استقرارها وازدهارها.
وأضاف أن قوة التأثير للكويت في الشؤون الدولية والاقليمية ترتفع باستمرار. وتابع: يصادف هذا العام الذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والكويت وظل البلدان يتبادلان التفهم والدعم مهما كانت التغيرات للوضع الدولي والداخلي وان العلاقات الثنائية تتطور بشكل مميز حيث يحقق تعاون البلدين في مجالات الطاقة والاتصالات والبنية التحتية وغيرها تقدما جيدا.
وقال إن الكويت شريك مهم للصين في المنطقة مبديا استعدادهم للعمل مع الجانب الكويتي من أجل تحقيق الفائدة للبلدين والشعبين الشقيقين.