- ضرورة الاستعانة بالتعليم والتنوير للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف
- موقف الكويت راسخ وثابت تجاه دعم أمن واستقرار العراق والوقوف جنباً إلى جنب معه في جهوده لمواجهة «داعش»
اجتمع الشيخ صباح الخالد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية مع رئيس جمهورية اوزبكستان الصديقة بالوكالة شوكت ميرزاييف وذلك على هامش الدورة الـ 43 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي بدأت اعمالها اليوم في طشقند.
ونقل الشيخ صباح الخالد تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وتمنياته بموفور الصحة والعافية لفخامته ولشعب اوزبكستان الصديق دوام التقدم والازدهار.
كما تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في كل المجالات ومجمل المستجدات على القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ د.احمد ناصر المحمد وسفيرنا لدى جمهورية اوزبكستان احمد الجيران وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وفي كلمته التي القاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 43 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في اوزبكستان تحت شعار «التعليم والتنوير.. طريق الى السلام والابداع»، دعا الشيخ صباح الخالد الى اتخاذ التعليم والتنوير كأحد ادوات القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.
واكد الشيخ صباح الخالد أهمية الاستفادة من المحطات الجلية في التعليم والتنوير في التاريخ الإسلامي والتي جاءت بفضل العلماء المسلمين الاجلاء الذين نهلوا من العلوم والمعارف المتفرقة الموجودة في حضارات العالم لاسيما اثناء حركة النقلة والمترجمين في القرنين السادس والسابع الهجري ثم عكفوا على تطويرها عبر مختلف الازمنة كمحطات نيرة في مختلف مناحل العلوم المعرفية ليس فقط في العالم الإسلامي ولكن للحضارة الإنسانية جمعاء.
واوضح ان الشعار الذي اتخذته الدورة الحالية يأتي «استكمالا لهذه المسيرة الوضاءة من العمل الجماعي المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتفشي التطرف وتحصين دولنا واجيالنا من اتونهما والتوعية بان الدين الإسلامي اسمى وارقي وانبل من تلصق به هذه الظاهرة الخطيرة».
واضاف ان الكويت تشرفت برئاسة الدورة الـ42 لمدة عام كامل وتم تمديد هذه الفترة بناء على طلب حكومة اوزبكستان الصديقة لمدة ستة اشهر سعت خلالها الكويت لتعزيز العمل الإسلامي المشترك وترسيخ قيم التضامن بين الدول الاعضاء في منظمتنا وترأست خلالها 11 اجتماعا طارئا وتنسيقيا للمنظمة على المستوى الوزاري وعلى مستوى المندوبين الدائمين لبحث الازمات الشاخصة والتحديات الجسيمة التي تواجه امتنا الإسلامية وسبل التصدي لها وعلى راسها افة الإرهاب البغيضة.
وأوضح ان الكويت وايمانا منها بأهمية مواجهة تحدي انتشار الإرهاب والفكر المتطرف اتخذت شعار الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب خلال الدورة الـ 42 التي ترأستها والتي صدر عنها العديد من القرارات الداعية الى مكافحة الإرهاب والتطرف واستئصال مسبباته وتجفيف مصادر تمويله عبر العديد من الوسائل ومن ضمنها التعليم والتنوير.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية قال الشيخ صباح الخالد انه بالرغم من مرور 47 عاما على جريمة احراق المسجد الأقصى التي استنهضت ضمير امتنا الإسلامية الغراء واسست على اثرها منظمتنا للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والذود عن حرمة المسجد الأقصى فإن معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني مازالت تتفاقم، وحياته المعيشية تتدهور جراء الممارسات العدوانية للسلطات الإسرائيلية واستمرار سياستها التوسعية واستيلائها على الأراضي الفلسطينية المحتلة واقامة المستوطنات غير الشرعية فيها.
وأكد ان كل هذا يحتم علينا مضاعفة الجهود والتضامن من اجل القيام بمسؤولياتنا الكاملة والتحرك على كافة المستويات للضغط على إسرائيل لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير والعودة والتأكيد ان السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط يرتكز على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 بما فيها الجولان العربي السوري المحتل والأراضي اللبنانية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وايجاد حل منصف للفلسطينيين طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
واعرب الشيخ صباح الخالد في هذا الصدد عن بالغ الامتنان والتقدير لجمهورية اندونيسيا الصديقة على استضافتها الناجحة والمميزة للقمة الإسلامية الاستثنائية حول قضية فلسطين والقدس الشريف التي عقدت في السابع من شهر مارس الماضي.
واعلن ان الكويت بصدد استضافة مؤتمر دولي عن معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية اتفاقية حقوق الطفل.
وعن الازمة السورية قال الشيخ صباح الخالد ان الكويت تحركت على ضوء تفاقم الاوضاع وتدهورها لاسيما في مدينة حلب المنكوبة لبحث هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في عصرنا الحالي ودعت منظمة التعاون الإسلامي الى اجتماع فوري عقد في التاسع من اكتوبر 2016 لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري بعد تعثر الجهود الدولية والمساعي الديبلوماسية.
واضاف ان تحرك الكويت لن يقف عند هذا الحد بل انها ستواصل دورها واتصالاتها في محافل عديدة باتجاه المنظمات الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي بهدف وضع حد لمعاناة الشعب السوري والدمار الذي يتعرض له بشكل يومي منذ ستة اعوام.
ودعا الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والاطراف السورية الى مضاعفة الجهود لتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 لتسوية هذا الصراع سياسيا وفقا لبيان مؤتمر جنيف الاول لعام 2012 وبما يلبي طموحات وآمال الشعب السوري وينهي معاناته ويخلص العالم من تبعات هذه الازمة المدمرة.
واعرب الشيخ صباح الخالد في معرض حديثه عن الوضع في اليمن الشقيق عن اسفه لعدم استثمار فرصة مشاورات السلام التي استضافتها الكويت بطلب من الأمم المتحدة لاكثر من 100 يوم.
واكد دعمه لإعلان المبعوث الخاص للامين العام لمنظمة الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد عن موافقة كافة الاطراف اليمنية على هدنة لمدة 72 ساعة تبدأ غدا، معربا عن امله في ان تكون مقدمة لاستئناف مشاورات السلام وصولا الى اتفاق شامل وفقا للمرجعيات المتفق عليها وهي مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216.
وثمن الجهود والمساعي التي يقوم بها ولد الشيخ احمد لايجاد حل سلمي نحو انهاء الازمة في اليمن.وهنأ الشيخ صباح الخالد العراق ببدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل من براثن ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي بما يؤدي الى استعادة هذه المدينة العريقة الى كنف الدولة العراقية.
وجدد التاكيد على موقف الكويت الراسخ والثابت تجاه دعم امن واستقرار العراق والوقوف جنبا الى جنب معه في جهوده لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي داعيا الى المزيد من تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الجماعات الإرهابية الخبيثة.
واعرب عن معرض حديثه عن الوضع في الصومال عن قلق الكويت لمعاناة الاشقاء هناك والتحديات الجسيمة التي تواجههم داعيا للوقوف معهم ودعم كل ما يمكنهم من وضع حد لتلك المعاناة.
واوضح ان الكويت عازمة على استضافة وتنظيم مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال مما يشكل مساهمة في توفير التعليم الذي يحقق لهم الاستقرار والتنمية المنشودة والذي ينسجم مع شعار هذه الدورة.
وحث المجتمع الدولي كذلك الى تحمل مسؤولياته والسعي من اجل حماية اقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار داعيا الحكومة الميانمارية الجديدة الى اتخاذ الخطوات اللازة لتحسين اوضاع هذه الاقلية المسلمة لبناء مجتمع اكثر سلما ومتماسك اجتماعيا.
وشدد الشيخ صباح الخالد على ضرورة احترام المواثيق والمعاهدات الدولية والعمل على حل كافة الخلافات بالطرق السلمية والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية من اجل تقديم نموذجا راقيا في التعامل بين الدول بغية حفظ سلامة اوطاننا ورقي مجتمعاتنا وتجسيد تنوع الثقافات والحضارات والديانات التي يزخر بها عالمنا والتي جاء قانون العدالة في مواجهة الإرهاب (جاستا) الذي اقر مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية ليشكل خرقا لها واخلالا بقواعدها.
الخالد يلتقي نظيره الألماني اليوم
يصل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الى العاصمة الألمانية برلين حيث سيبحث مع كبار المسؤولين الألمان العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية.
واكد سفيرنا لدى ألمانيا منذر بدر العيسى في تصريح لـ«كونا» ان الشيخ صباح الخالد سيلتقي ظهر اليوم نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير لبحث العلاقات الكويتية الألمانية وسبل تعزيزها.
وتعتبر الحكومة الألمانية علاقاتها الثنائية مع الكويت مستقرة وقديمة وودية لاسيما في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
السليمان يؤكد أهمية زيارة الخالد لباريس
باريس ـ كونا: اكد سفيرنا لدى فرنسا سامي السليمان أهمية زيارة الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لباريس اليوم الاربعاء «في ضوء هذه الظروف الاستثنائية» لبحث اطر تعزيز العمل المشترك في مختلف الاصعدة والقضايا الاقليمية والدولية.
وقال السفير السليمان في تصريح خاص لـ «كونا» ان الهدف من زيارة الشيخ صباح الخالد التي تستمر يومين الحفاظ على «المستوى العالي» من العلاقات الثنائية وتوثيق التعاون القائم في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية.
وأضاف ان الزيارة تهدف كذلك الى الوقوف على ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء التي اجراها في اكتوبر الماضي.
وأوضح ان الشيخ صباح الخالد سيبحث مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت العلاقات الثنائية والعمل المشترك في القضايا الاقليمية والدولية كما سيشارك في اجتماع عالي المستوى لدعم استقرار الموصل المقرر عقده في باريس يوم الخميس.
وأشار السفير السليمان الى ان الجانب الفرنسي متطلع الى زيارة الشيخ صباح الخالد «المهمة في توقيتها نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة ولتقييم المشاريع التي تم تنفيذها بين الجانبين واستعراض سبل توسيع افاق التعاون الاستراتيجي المشترك ودعم وصول العلاقات الثنائية الى أعلى مستوياتها».