- الكويت تولي جميع وسائل الإعلام رعاية ودعماً كبيرين لما تمثله من مسؤولية وطنية كبيرة وصناعة إستراتيجية مهمة
- الفكر المتطرف أصبح آفة العصر التي تستهدف شبابنا وتسلب عقولهم
عبدالهادي العجمي
أشاد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود بالدور الكبير الذي تؤديه وكالات الأنباء العربية في خدمة ومساندة قضايا الأمة العربية ودعم جهود التنمية والأمن والاستقرار فيها والحرص على نشر الوعي والفكر المستنير.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها في مؤتمر انطلاق أعمال المؤتمر الـ 44 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) ظهر أمس بفندق الجميرا والذي يستمر يومين ويشارك فيه رؤساء وكالات الأنباء العربية وسيناقش العديد من القضايا المطروحة على الساحة الإعلامية، ممثلا راعي المؤتمر سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
وقال الحمود إن الكويت تولي جميع وسائل الإعلام رعاية ودعما كبيرين لما تمثله من مسؤولية وطنية كبيرة وصناعة استراتيجية مهمة، مؤكدا أن وسائل الإعلام تؤدي دورا مهما في تنمية الوعي المجتمعي ودعم خطط التنمية، لافتا إلى أن صناعة الإعلام العربي تتطلب خطابا متطورا وأفكارا مبتكرة مع مراعاة الالتزام بثوابت مجتمعاتنا والحفاظ على قيمنا ووسطية ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة ترسيخا للمبادئ والقيم مع مواكبة للحداثة والمعاصرة.
تضاعف المسؤولية
وأشار الحمود إلى أن ما يواجهه الإعلام العربي من تحديات نتيجة تطور تكنولوجيا وسائل الإعلام وتنوعها وتميزها بسرعة نشر الأخبار والأفكار دون رقابة أو سيطرة على محتوياتها يتطلب مضاعفة مسؤولية هذا الإعلام وبخاصة وكالات الأنباء من خلال الحرص على الموضوعية والمصداقية والرد على الشائعات وتنقية الأفكار ومواجهة الفكر المتطرف بفكر مستنير وعقل مدرك لأبعاد الخطر الذي يستهدف أوطاننا، لافتا إلى أن الفكر المتطرف أصبح آفة العصر التي تستهدف شبابنا وتسلب عقولهم وتدفعهم إلى الوقوع في براثن الخطر الذي بات يهدد العالم كله وبخاصة الوطن العربي، بمخاطر كبيرة.
ودعا إلى الاقتراب من الشباب وتصويب أفكارهم ومعتقداتهم في ضوء ما يواجه الوطن العربي من تحديات تحيط به وتطورات تتسارع أحداثها وتنعكس انعكاسا مباشرا أو غير مباشر على أمنه واستقراره.
وأضاف أن تلك المخاطر تواكبها وسائل إعلام تحمل في كثير من الأحيان الشائعات المغرضة والأخبار المدسوسة والأفكار السلبية، إضافة إلى التشويه المتعمد للحقائق والثوابت.
وأعرب عن ثقته بقدرة وكالات الأنباء العربية على أن تكون نموذجا مثاليا للإعلام المتميز الذي يساهم بفاعلية كبيرة في نشر الوعي والثقافة ودعم الجهود الوطنية المخلصة المبذولة في مجالات التنمية والنهضة والبناء.
وأفاد بأن تلك الثقة تأتي انطلاقا من الحضور الفاعل لوكالات الأنباء العربية في المحافل الدولية وتعزيز الإمكانات التقنية والتحريرية بتعدد اللغات لدعم قضايا الأمة العربية وتصحيح الصورة الذهنية لدى الآخر عن العرب والإسلام التي تتعرض لهجمات شرسة ومنظمة.
وأعرب عن ترحيبه بالحضور في بلدهم الكويت مركز الإنسانية العالمي وعاصمة الثقافة الإسلامية 2016 المؤمنة بانتمائها العربي وعمقها تأكيدا للقيم السامية من التسامح والوسطية والمحبة والإخاء بقيادة صاحب السمو وسمو ولي العهد.
من ناحيته، قال رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لـ«كونا» ورئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) الشيخ مبارك الدعيج في كلمته إن المؤتمر يعقد في مرحلة بالغة الدقة تتطلب منا التعاون ومضاعفة الجهود للوصول إلى بر الأمان.
وأضاف أننا ندرك جميعا التحديات الكبيرة التي تواجه منطقتنا العربية والمخاطر المحيطة بها والتي تحتم علينا مسؤولين ومواطنين التكاتف والعمل من أجل التغلب عليها وتجاوز آثارها كل في مجاله ووفق اختصاصاته ومسؤولياته.
وأعرب الدعيج عن تقديره لسمو رئيس مجلس الوزراء على رعايته المؤتمر ودعمه الكبير له، معبرا عن الأمل في ان يحقق النجاح المأمول.
وذكر أن الإعلام العربي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يتحمل مسؤولياته الضخمة بعد أن تعاظم دوره وتزايد تأثيره وامتد إلى العديد من المجالات الحيوية بل والمصيرية التي تهم مجتمعاتنا وفي مقدمتها مساندة جهود التنمية الشاملة والمستدامة باعتبارها قاطرة التقدم والازدهار ورافد التطور والنمو وحصانة الأمن والاستقرار.
وأكد أهمية الإعلام في مكافحة التطرف الفكري والديني ومحاربة الأفكار الغريبة والدخيلة التي تقود إلى الإرهاب والعنف، معتبرا ذلك مسؤولية كبيرة ومعقدة تستدعي تعزيز التعاون والتكاتف والتنسيق والتشاور.
وأفاد الدعيج بأن تطوير الخطاب الإعلامي وأدواته وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب أمور ضرورية لا يمكن إغفالها لمعالجة هذه الآفة الخطيرة التي بدأت تهدد الأمن والاستقرار والوجود لأوطاننا وشعوبنا، مشددا على قناعته التامة بأن الإعلام العربي يملك الخبرات والكفاءات والإمكانات ولا ينقصه سوى التعاون والاستغلال الأمثل لهذه الأدوات لتحقيق أهدافنا والوصول إلى غايتنا.
مهمات أوسع
بدوره، أكد الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) د.فريد أيار ان الاتحاد بات مؤهلا تبعا لرصيده العالمي ولسمعته المهنية الجيدة لأن يؤدي دورا فاعلا في الحوار مع الجوانب الإعلامية الأخرى.
وقال أيار إن هذا الحوار سيساهم في توضيح الحق وإحقاقه ورفع التعدي والحيف والتهم اللاحقة بدولنا العربية وحتى بمقدساتنا مبينا أن الاتحاد يعمل لإنجاز مهمات باتت أوسع من قدراته.
وذكر أن الاتحاد أقام العديد من الورش التدريبية بهدف دعم البنى التحتية لوكالات الأنباء العربية، مضيفا ان الاتحاد أجرى اتصالات مع جهات عدة وتمكن من أن يطل على معظم العالم ويتعامل معه بتمام هيبة وحقوق المنظمة غير الحكومية التي يزداد باستمرار الاتكال على مثيلاتها في التفكير الدولي الجديد، مشيرا إلى انه مازال بوسع وكالات الأنباء أن تظهر دورا فاعلا ولاسيما في تقنية مسرى الخبر لتكون في أرفع جاهزية علاوة على صدقية الخبر التي لا محيد عنها.
وذكر أن مساهمة الاتحاد في تفصيل السياسات المتباعدة أحيانا للدول العربية وأخذ بعض تقنيات الغرب العلمية الحديثة مع الاحتفاظ بخصوصيات تعبر عن اللمسات العربية، داعيا وكالات الأنباء العربية إلى التركيز على الإيجاز الوافي للمواد الخبرية كونها تعمل في دنيا جديدة يتحكم فيها بالمتلقي هوس السرعة وضعف التركيز إلى جانب الالتزام بسرعة بث الخبر.